لمن نريد

إنضم
23/09/2017
المشاركات
614
مستوى التفاعل
20
النقاط
18
الإقامة
غير معروف
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

قوله تعالى : { ({مَّن كَانَ یُرِیدُ ٱلۡعَاجِلَةَ عَجَّلۡنَا لَهُۥ فِیهَا مَا نَشَاۤءُ لِمَن نُّرِیدُ ثُمَّ جَعَلۡنَا لَهُۥ جَهَنَّمَ یَصۡلَىٰهَا مَذۡمُومࣰا مَّدۡحُور} )} [الإسراء الآية 18]. تم تفسير لمن نريد على قولين:
​​​​​القول الأول لمن يريد أن يعجل لهم الدنيا و كذلك هناك فسرها لمن نريد هلكته.

القول الأول ما فهمت منه أن منهم لم يعطى شيئا أبدا و لكن كيف يستقيم هذا القول مع الآية التالية، قوله تعالى:
{{ (كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا})}[الإسراء:20]
و الآيات الكريمة التالية:

قال الله تعالى : (وَكَأَيِّن مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) [العنكبوت:60] .
وقوله عز وجل: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) [هود:6] .

فهل أكل خبزة واحدة لا تدخل في (عجلنا له فيها ما نشاء)
 
السلام عليكم
الجواب يمكن أن نستدل عليه من المقصود بالعاجلة فإذا كان المقصود هنا هو طلب الرزق بأي وسيلة كانت سيكون عندها التعجيل من الله تعالى له هو أن يسهل له الرزق من الحرام ، لذالك نفهم هنا سبب دخوله إلى جهنم مذموماً مدحوراً ، وهذا يتفق مع الآية التي بعدها بقوله تعالى: (كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ ۚ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا}) }[الإسراء:20] ، فالله يمد هاؤلاء وهاؤلاء أي يمد من يريد بهم خيراً في الآخرة بتسهيل الرزق الحلال عليهم ، ويمد من يريد به غير ذالك بتسهيل الحرام لهم
والله أعلم
 
جزاك خيرا الأخ طاهري
شكرا لمشاركتك القيمة و لكن ما زال لم يتضح لي للأسف ، هل معنى لمن نريد، أي لمن نريد هلكته أو لمن نريد تعجيل له العاجلة....
 
لمن نريد المقصود بها لمن نريد هلكته من المستعجلين ، أي أن من المستعجلين من يرد الله بهم خيراً فلا يعجل لهم مقاصدهم لأنه يعلم ماهو خير لهم منها ، قال الله تعالى في سورة يونس : وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ ۖ فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (11)
أما من يفسرها من يريد أن يعجل لهم الدنيا فغير راجح بسبب أن تعجيل الدنيا ليس دليلاً على أن المعجل له سيصبح من أهل النار .
والله أعلم
 
فهمتك ما تقصد الآن، ولكن تعجيل الله العاجلة لمن أراداها هي سبب دخول النار، او إرادة العبد العاجلة هي سبب دخول النار

لا ننسى أن هناك من يخسر الدنيا و الآخرة....
 
إرادة العبد العاجلة هي السبب في دخول النار ، لكنها سبب غير مباشر أي أن الإستعجال في طلب الدنيا قد يؤدي بالناس إلى عدم إتقاء الحرام بسبب إستعجالهم وعدم صبرهم ، والوقوع في الحرام سيؤدي بهم إلى دخول النار ، فمن عجل الله له الدنيا بتسهيل الحرام عليه فهو واقع في الحرام لا محالة بسبب إستعجاله للدنيا ، ومن لم يعجل الله له الدنيا ولا يزال مستعجلاً بها فهو في خطر أعظم لأنه قد يخسر الدنيا والآخرة ذالك لأنه يقع في نوع مختلف من الخسران مثل الحسد وعدم الصبر على البلاء وإهمال الآخرة في سبيل سعيه للدنيا .
 
جزاك الله خيرا، و ما زلت لم أفهم شيئا..
أظن ان هناك فرق بين قول من نريد هلكته (ما جاء في السؤال) و بين قول من نريد هلكته من المستعجلين( ما تفضلت فيه في جوابك) ، فالأول إخبار عن الهلاك و الثانية إخبار عن الهلاك و لكن ليس لكل من يريد العاجلة.......


و الله أعلم
 
أظن أن العاجلة يقصد بها طلب الدنيا بشكل مستعجل وليس مجرد طلب للدنيا بدليل أن طلب الدنيا جائز للمؤمنين قال الله تعالى في سورة النساء : ( مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (134) ) وفي سورة البقرة ( وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201) ) ، ولذا فإن الموضوع يتعلق بإستعجال الدنيا والتحذير من هذا الإستعجال وكيف أن الله قد يستعمله لإهلاك الناس
 
بارك الله فيكم.

(مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا)
مُناسَبةُ الآيةِ لِمَا قَبلَها:

أنَّه لَمَّا تَقَرَّرَ أنَّ اللهَ سُبحانَه خَبيرٌ بذُنوبِهم بعد تَزهيدِه في الدُّنيا بما ذَكَرَ مِن مَصارعِ الأوَّلينَ؛ أتبَعَه الإخبارَ بأنَّه يُعامِلُهم على حَسَبِ عِلْمِه على وَجهٍ مُعَرِّفٍ بعِلمِه بجميعِ طَويَّاتِهم مِن خَيرٍ وشَرٍّ، مُرَغِّبٍ في الآخرةِ، مُرَهِّبٍ من الدُّنيا؛ لأنَّها المانِعةُ مِن اتِّباعِ الرُّسُلِ والتقَيُّد بطاعتِهم، خوفًا مِن نَقصِ الحَظِّ مِن الدُّنيا بزَوالِ ما هو فيه مِنَ الرِّئاسةِ والمالِ، والانهماكِ في اللَّذَّةِ، جهلًا بأنَّ ما قُدِّرَ لا يكونُ غَيرُه، سواءٌ كان صاحِبُه في طاعةٍ أو مَعصيةٍ .
وأيضًا فإنَّ هذا بيانٌ لجُملةِ مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ [الإسراء: 15]، وهو راجِعٌ أيضًا إلى جُملةِ وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ [الإسراء: 13]؛ تدريجًا في التِّبيانِ للنَّاسِ بأنَّ أعمالَهم مِن كَسبِهم واختيارِهم، فابتُدِئُوا بأنَّ اللهَ قد ألزمَهم تَبِعةَ أعمالِهم، بقَولِه: وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ ثمَّ وكَلَ أمرَهم إليهم؛ وأنَّ المسيءَ لا يضُرُّ بإساءتِه غَيرَه ولا يَحمِلُها عنه غيرُه، فقال: مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا [الإسراء: 15]، ثمَّ أعذرَ إليهم بأنَّه لا يأخُذُهم على غِرَّةٍ، ولا يأخُذُهم إلَّا بسُوءِ أعمالِهم، بقَولِه: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ إلى قَولِه: خَبِيرًا بَصِيرًا [الإسراء: 15- 17]، ثمَّ كشفَ لهم مقاصِدَهم من أعمالِهم، وأنَّهم قِسمانِ، فقال :
(مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ)
أي: مَن كانت نيَّتُه الدَّارَ العاجِلةَ وهي الدُّنيا، ولها وحدَها يَعملُ، ولا يَعملُ لآخِرتِه؛ عَجَّلْنا له في الدُّنيا ما نَشاءُ مِن مَتاعِها وأرزاقِها، لِمَن نريدُ إعطاءَه مِن ذلك.
(ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا)
أي: ثمَّ جعَلْنا له في الآخِرةِ عَذابَ جَهنَّمَ، فيَدخُلُها ويَحتَرِقُ بنارِها مذمومًا مِنَ اللهِ ومِن عِبادِه، على فَسادِ نيَّتِه، وسُوءِ صَنيعِه، مُبعَدًا مِن رَحمةِ رَبِّه، مُقْصًى ذَليلًا.
كما قال تعالى:(مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [هود: 15- 16].
وقال سُبحانَه:(وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ) [الشورى: 20].

(وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا)
أي: ومَن نوى ثَوابَ الدَّارِ الآخرةِ، وعَمِلَ للجَنَّةِ الأعمالَ الصَّالِحةَ، بإخلاصٍ لله ومُتابَعةٍ لرَسولِه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ، وهو مُؤمِنٌ باللهِ ومَلائكتِه وكُتُبِه ورُسُلِه واليَومِ الآخِرِ، ومُصَدِّقٌ بالثَّوابِ والجَزاءِ.
(فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا)
أي: فأولئك الذين فعَلوا ذلك كان عملُهم بطاعةِ اللَّه مَقبولًا غيرَ مردودٍ، يُضاعِفُ الله لهم ثوابَه، ويُحسِنُ لهم جزاءَه، معَ تجاوزِه عن سيئاتِهم.
(كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا)
مُناسَبةُ الآيةِ لِمَا قَبلَها أنَّ اللهَ تعالى لَمَّا أخبَرَ عن نَفسِه بما يشيرُ إلى التَّوسِعةِ على مَن يُريدُ مِن أهلِ الباطِلِ؛ أخبَرَ بأنَّه قضَى بذلك في الأزَلِ تفَضُّلًا.
(كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ)
أي: كلَّ واحدٍ مِن الفَريقينِ: الكافرينَ الذين يُريدُونَ الدُّنيا، والمُؤمِنينَ الذين يُريدونَ الآخرةَ، نَزيدُ -يا مُحمَّدُ- مِن فَضلِ رَبِّك ورزقِه.
(وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا)
أي: وما كان فَضلُ رَبِّك -يا مُحمَّدُ- مَمنوعًا عن أحدٍ مِن خَلْقِه؛ فلكُلِّ أحدٍ نَصيبٌ منه.
كما قال تعالى:(وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا) [هود: 6].
وقال سُبحانَه:(وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ) [العنكبوت: 60].
 
جزاكما خيرا، ما فهمت من كل مجهوداتكم هو أن العاجلة ليس هي الدنيا بل العاجلة هي الدنيا دون الآخرة، و هذا شيء مذموم، أي من يريد العاجلة هو الذي يعمل للدنيا دون أن يعمل للآخرة؟
رجاء من رآى أني أخطأت في المفهوم فليصحح جزاه الله خيرا و إلا فشكرا فقد فهمت أخيرا
 
السلام عليكم ورحمة الله
جزى الله الأخوة خيرا فقد بينوا فيها ولا أرى ما هو عصي على الفهم ، حاولي أن تقرأي مرة أخرى بروية .
ملحوظة :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( ثُمَّ رَفَعْتُ بَصَرِي فِي بَيْتِهِ ، فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ فِيهِ شَيْئًا يَرُدُّ البَصَرَ غَيْرَ أَهَبَةٍ ثَلاَثَةٍ ، فَقُلْتُ : ادْعُ اللَّهَ فَلْيُوَسِّعْ عَلَى أُمَّتِكَ ، فَإِنَّ فَارِسَ وَالرُّومَ وُسِّعَ عَلَيْهِمْ ، وَأُعْطُوا الدُّنْيَا وَهُمْ لاَ يَعْبُدُونَ اللَّهَ ، وَكَانَ مُتَّكِئًا فَقَالَ : " أَوَفِي شَكٍّ أَنْتَ يَا ابْنَ الخَطَّابِ أُولَئِكَ قَوْمٌ عُجِّلَتْ لَهُمْ طَيِّبَاتُهُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا )
فالمقصود أن الكافرين عُجلت لهم طيباتهم في الدنيا والمؤمنين أُخرت لهم .
 
عودة
أعلى