لمسات بيانية في القرآن الكريم (1)

إنضم
07/05/2004
المشاركات
2,562
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
الإقامة
الخبر - المملكة ا
الموقع الالكتروني
www.islamiyyat.com
ما سبب التذكير مرة والتأنيث مرة مع الملائكة في القرآن الكريم؟
قال تعالى في سورة ص (فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ {73}) وجاءت الملائكة هنا بالتذكير، وفي سورة آل عمران (فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ {39}) جاءت الملائكة بالتأنيث.
الحكم النحوي: يمكن أن يؤنّث الفعل أو يُذكّر إذا كان الجمع جمع تكسير كما في قوله تعالى (قالت الأعراب آمنا) و(قالت نسوة في المدينة) فيجوز التذكير والتأنيث من حيث الحكم النحوي.
اللمسة البيانية: أما لماذا اختار الله تعالى التأنيث في موطن والتذكير في موطن آخر فهو لأن في الآيات خطوط تعبيرية هي التي تحدد تأنيث وتذكير الفعل مع الملائكة. وهذه الخطوط هي:
1. في القرآن الكريم كله كل فعل أمر يصدر إلى الملائكة يكون بالتذكير (اسجدوا، أنبئوني، فقعوا له ساجدين)
2. كل فعل يقع بعد ذكر الملائكة يأتي بالتذكير أيضاً كما في قوله تعالى (والملائكة يدخلون عليهم من كل باب) و(الملائكة يشهدون) (الملائكة يسبحون بحمد ربهم)
3. كل وصف إسمي للملائكة يأتي بالتذكير (الملائكة المقرّبون) (الملائكة باسطوا أيديهم) (مسوّمين، مردفين، منزلين)
4. كل فعل عبادة يأتي بالتذكير (فسجد الملائكة كلهم أجمعين) (لا يعصون الله ما أمرهم) لأن المذكر في العبادة أكمل من عبادة الأنثى ولذلك جاء الرسل كلهم رجالاً.
5. كل أمر فيه شِدّة وقوة حتى لو كان عذابين أحدهما أشدّ من الآخر فالأشدّ يأتي بالتذكير (ولو ترى إذا يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق) (يتوفى) جاءت بالتذكير لأن العذاب أشد (وذوقوا عذاب الحريق) أما في قوله تعالى (فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم) (تتوفاهم) جاءت بالتأنيث لأن العذاب أخفّ من الآية السابقة. وكذلك في قوله تعالى (ونزّل الملائكة تنزيلا) بالتذكير وقوله تعالى (تتنزّل عليهم الملائكة) بالتأنيث وقوله (تنزل الملائكة والروح فيها من كل أمر) بالتأنيث.
6. لم تأت بشرى بصيغة التذكير أبداً في القرآن الكريم فكل بشارة في القرآن الكريم تأتي بصيغة التأنيث كما في قوله تعالى (فنادته الملائكة) و(قالت الملائكة)
 
جزاك الله خيراً أختي الكريمة على هذه الفائدة القيّمة...

وأرجو التكرم بإفادتي بالمصادر التي أجد فيها مثل هذه الفوائد البيانية...

والخطاب لك ولجميع الإخوة في هذا المنتدى المبارك.
 
بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم

قال أبو حيان في البحر المحيط ( 3/105 ):
" ذكر الجمهور أن المنادى هو جبريل. ويؤيده قراءة عبد الله، ومصحفه:{ فناداه جبريل وهو قائم }.
وقرأ حمزة، والكسائي:{ فناداه الملائكة }، ممالة. وقرأ باقي السبعة:{ فنادته }، بتاء التأنيث.. والملائكة جمع تكسير، فيجوز أن يلحق العلامة، وأن لا يلحق. تقول: قام الرجال، وقامت الرجال. وإلحاق العلامة- قيل- أحسن..ألا ترى:{ إذ قالت الملائكة }؟ و{ ولما جاءت رسلنا }؟ ". .. ومثل ذلك قال الفخر الرازي من قبله.
وقال الشوكاني في فتح القدير( 1/336 ):
" قرأ حمزة، والكسائي:{ فناداه الملائكة }، وبذلك قرأ ابن عباس، وابن مسعود. وقرأ الباقون:{ فنادته الملائكة } ".
وقال الألوسي في روح المعاني(3/145 ):
أخرج ابن المنذر، وابن مردويه عن ابن مسعود أنه قال:" ذكِّروا الملائكة، ثم تلا:{ إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمون الملائكة تسمية الأنثى }[النجم:72]. وكان يقرأها:{ فناداه الملائكة }، ويذكِّر في جميع القرآن.. وأخرج الخطيب عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأها كذلك ".
 
أشكر الإخوة الأفاضل على تعقيبهم الطيّب بارك الله بالجميع وعلّمنا ما ينفعنا.
الأخ العبادي: مصدر المعلومات الواردة هي من الدكتور فاضل السامرائي (برنامج لمسات بيانية) وستجد إن شاء الله معظم حلقات البرنامج مكتوبة بالإضافة إلى مقتطفات من بعض كتبه على صفحة لمسات على هذا الرابط:
http://www.islamiyyat.com

الأخ محمد جزاك الله خيراً على إضافتك القيّمة وبارك فيك.
 
شكراً جزيلاً للأخت سمر . وأرجو أن تتواصل هذه اللمسات البيانية البديعة .
 
[email protected]

[email protected]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت الفاضلة / سمر الأرناؤوط جزاك الله خيراًعلي هذه اللمسات البيا نية
ملا حظة لقد وقع منك سهواً وبدون قصد عند كتابة الآية الكريمة في سورة يوسف
كتابة الفعل مؤنثاً مع جواز ذلك كما تفضلتي غير أن نص الآية الكريمة قال تعالي:ـ
(وقال نسوة في المدينة ........... الآية ويا حبذا لو كان النقل مباشرة من المصحف وأخيراً شكر الله لك هذا الجهد ونفع الله بك وأكثر من أمثالك

التوقيع / ناصر محمد حسان
 
جزاك الله خيراً أخي الفاضل ناصر على التنبيه على الخطأ غير المقصود وعادة تكتب الآيات بالنص القرآني لكن جلّ من لايُخطئ
لا يمكنني تعديل المشاركة الآن لأنه مضى عليها زمن إلا أن يسعفني أحد المشرفين الأفاضل بتصحيح الخطأ بارك الله بالجميع.
 
الآية الكريمة في سورة يوسف هي

وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (30)
 
عودة
أعلى