لمح البصر و ما هو أقرب

إنضم
06/02/2019
المشاركات
86
مستوى التفاعل
11
النقاط
8
الإقامة
مصر
بسم1
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا
والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى{وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
من أضواء البيان للشنقيطي :

ومآ أمر الساعة إلا كلمح البصر أظهر الأقوال فيها أن المعنى أن الله إذا أراد الإتيان بها فهو قادر على أن يأتي بها في أسرع من لمح البصر لأنه يقول للشيء كن فيكون ويدل لهذا المعنى قوله تعالى { وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ}

وقال بعض العلماء المعنى هي قريب عنده تعالى كلمح البصر وإن كانت بعيدا عندكم كما قال تعالى { إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا } وقال تعالى{ وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} واختار أبو حيان في البحر المحيط أن أو في قوله أو هو أقرب للإبهام على المخاطب وتبع في ذلك الزجاج قال ونظيره قوله تعالى{وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ} وقوله تعالى{ أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} .انتهى
التشبيه بلمح البصر هو ما تعرفه العرب أما قوله تعالى{ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} هو للإيمان بأن الله يأت بالأمر فى أدنى من ذلك الزمن وهو على كل شيء قدير وقد علمنا فى التسعينات من عصرنا هذا أن الثانية الواحدة تتجزأ إلى مليون مليار من الثانية ويقال لها فيمتو ثانية وهو زمن تفاعل كميائى فيلزم أن نؤمن بما هو أدنى من ذلك فى الزمن وهو من الآية لازم أو نبحث فيما هو أقرب من هذا الزمن وهوليس بلازم.


 
أولا:
أين ذكر "الثانية" في الآية؟!
التعبير عبارة عن تشبيه واضح جدا، لا حاجة للتحذلق في تفسيره إعجازيا، أو التعسف المضحك بربطه بالفيمتو!

ثانيا:
فكرة تجزؤ الوحدة الواحدة لوحدات أصغر هي فكرة عادية جدا. وليست وليدة عصرنا!

ثالثا:
ما "لمح البصر"؟
عرّف مصطلحاتك!
تقول "أدنى من ذلك الزمن".. ما الزمن المقصود؟
سرعة الضوء مثلا؟
ما دمت تريد الخلط بين التعبير القرآني وبين ما يقوله العلم عن وحدات الزمن والسرعات، فيجب أن تضبط المصطلحات.
 
بسم1
من سلامة العقيدة أن ما يختص بالله عز وجل يقع على الوجه الذى يليق بعظمته فليس كمثله شيء لا يحده زمان ولا مكان والتشبيه للدلالة على سرعة إنجاز أمره تعالى فليس هو لمح البصر ولكنه كلمح البصر وهو ما تعرفه العرب آنذاك وقال تعالى{وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ } وقال تعالى{وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
فأصبح التقريب بما نعرف مشروع وتوسعت لدينا الدلالة على صغر الزمن فما المانع من دخوله فى دائرة التشبيه؟ ويظل ما هو أقرب للدلالة على الإبهام.
ولو كانت المسألة واضحة كما تدعى فلماذا التشبيه والتقريب؟​
 
قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي الْفَتْحِ.....................

مُعْجِزَةِ الْقُرْآنِ مُسْتَمِرَّةِ لِكَثْرَةِ فَائِدَتِهِ وَعُمُومِ نَفْعِهِ لِاشْتِمَالِهِ عَلَى الدَّعْوَةِ وَالْحُجَّةِ وَالْإِخْبَارِ بِمَا سَيَكُونُ- فَعَمَّ نَفْعُهُ مَنْ حَضَرَ وَمَنْ غَابَ وَمَنْ وُجِدَ وَمَنْ سَيُوجَدُ .

أكمل يا أخي علي مُستعينا بالله تَعَالَى ..... واسأله المددَ وسيأتيك منه ما ينفع إن شاء الله .

فليفتح اللهُ علينا وعليك ...فكل هذا تعزيزٌ لمقاصدِ الكتاب العزيز ....
 
لكنه كلمح البصر وهو ما تعرفه العرب آنذاك​

وما هو لمح البصر؟
تتكلم عن الثانية والفيمتو، أي أنك تستخدم مصطلحات علمية ووحدات معروفة.. ما سرعة لمح البصر؟
يجب ضبط المصطلحات قبل اختراع تفسيرات هلامية غير محددة الملامح.
 
بسم1
تقريبا قرأت كل التفسيرات قبل طرح الموضوع فلا تحاول تسفيه الموضوع والمجادلة بلا طائل وأنت تعلم أن القرآن فى عصر التنزيل كان يخاطب أمة أمية وقد علموا التشبيه فى قوله تعالى {كلمح البصر}بالسليقة والتشبيه يدل على وقوع أمر فى زمن وجيز جدا وجاء ذلك أيضا فى قوله تعالى{وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ} وفى قوله تعالى{قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ} ولاحظ لا أثر هنا للتشبيه والتقريب فالفعل يمكن رصده وحساب زمنه الآن فهو منسوب للذى عنده علم الكتاب وهو مخلوق فما بالك بالخالق وهذا يبين لك دقة التعبير القرآنى وأن المقام الأول فى مسألة الإعجاز هو للإعجاز البيانى وهو العمدة فى التحدى فمسألة تضمين حقائق علمية فى التفسير هو بمثابة فتح لرسائل مغلقة آن لها أن تفتح وهوانتصار للإعجاز البيانى .
يقول ا.د زرزور: إن الإعجاز هو بياني في الأساس، لكن الآيات التي موضوعها علمي فيها مسحة بيانية إضافية، وجاء التعبير عن هذه الموضوعات على وجه لا يعجز عن خطاب الإنسان في أي عصر ولا يحمّله كذلك أكثر مما يطيق. وهذا أمر لا يستطيعه أحد من خلق الله. فأنا لا أستطيع - مثلاً - أن أنشئ جملة فيها حقيقة علمية يكتشفها الناس بعد (1000) عام، والذي نزلت عليه يفهمهما ويتعامل معها، والذين يقرؤها بعد (2000) عام يرى فيها أمراً آخر. هذا يدل على أن الإنسان ابن عصره وزمانه، لذا أنا أرجعت الإعجاز العلمي إلى التفسير البياني من هذه الزاوية؛ من زاوية التعبير عن هذه الحقائق العلمية على نحو لا يعجز عن خطاب الإنسان في عصر التنزيل ولا في العصور اللاحقة، ولا يحمّله كذلك أكثر مما يطيق.انتهى
إن من يحاول عزل القرآن عن الواقع بحجة مكافحة الإعجازيين هو الذى يحتاج إلى مكافحة.​
 
جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ المُنِيرِ فِي العَقيدَةِ وَالشَّرِيعَةِ وَالمَنْهَجِ لِلزُحِيلِي :

الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ كِتَابُ الْكَوْنِ الأَكْبَرِ ، وَالحَيَاةِ الشَّامِلَةِ العَامَّةِ لِيَوْمِ القِيَامَةِ، وَالدُّسْتُورُ الإِلَهِيُّ المُحْكَمُ فِي مُخْتَلَفِ جَوَانِبِ الحَيَاةِ العَقَدِيَّةِ وَالتّعَبّدِيَّةِ وَالتّعَامُلِيَّةِ، وَهُوَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ ، شِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ ، وَرَبِيعُ القُلُوبِ، وَجِلَاءُ الْهُمُومِ وَالأَحْزَانِ ، مَنْ قَالَ بِهِ صَدق، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أجِر، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَل، وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ وَهُوَ المُعْجِزَةُ الدَّائِمَةُ عَلَى صِدْقِ نُبُوَاتِ الأَنْبِيَاءِ وَخَاتَمِ النَّبِيِّينَ ، وَآيَةُ التّكْرِيمِ وَالإِعْزَازِ لِلعَرَبِ قَاطِبَةً، لِنُزُولِهِ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ، وَأَبْلَغُ وَأَفْصَحُ مَا فِي اللُّغةِ العربيَّةِ مِنْ بَيَانٍ، فَهُوَ يَتَحَدَّى البَشَرِيَّةَ كَافَّةً بِأَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِهِ، وَلَنْ يَسْتَطِيعُوا، لِأَنَّهُ كَلَامُ رَبِّ الْعَالَمِينَ.


جَاءَ فِي كِتَابِ التَّبشِيرِ وَالاستِعمَارِ فِي البِلَادِ العَرَبيَّةِ ..........

تَأليِف الدُّكتُور مُصطَفَى خَالِدي والدُّكتُور عُمَر فرُّوخ........

يَقُولُ (جون تاكلي) عَن المُسلمينَ: «يَجِبُ أَنْ يُسْتَخْدَمَ كِتَابُهُمْ (أَيْ القُرْآنُ الكَرِيمُ)، وَهُوَ أَمْضَى سِلاَحٍ فِي الإِسْلاَمِ، ضِدَّ الإِسْلاَمِ نَفْسِهِ لِنَقْضِي عَلَيْهِ تَمَامًا. يَجِبُ أَنْ نُرِي هَؤُلاَءِ النَّاسِ أَنَّ الصَّحِيحَ فِي القُرْآنِ لَيْسَ جَدِيدًا، وَأَنَّ الجَدِيدَ فِيهِ لَيْسَ صَحِيحًا».

انْظُرْ هَذِه الجُملَة جَيَّدَا :{ يَجِبُ أَنْ نُرِي هَؤُلاَءِ النَّاسِ أَنَّ الصَّحِيحَ فِي القُرْآنِ لَيْسَ جَدِيدًا، وَأَنَّ الجَدِيدَ فِيهِ لَيْسَ صَحِيحًا».}
 
بدلا من التطويل والخطابة، [والشللية والاستعانة بتصفيق الجمهور :)]، كان عليك الإجابة على الأسئلة البسيطة!
ما الزمن المقصود؟ ما علاقته بوحدات القياس العلمية التي اخترعها البشر بالاصطلاح فيما بينهم عليها؟!
أين ذكر الله الثانية في الآية؟
أين ذكر الفيمتو في الآية؟
أما الكلام الهلامي المطاط، وعدم ضبط المصطلحات، وتحميل النص ما ليس فيه، فمجرد كلام بالهوى.. قد ينجح في خداع البسطاء، لكن لا يصمد أمام التدقيق والجدال العلمي.

ثانيا:
نقد التفسيرات المنحرفة ليس عزلا للـ "قرآن" عن الواقع.. بل عزل لهذه الانحرافات عن القرآن.
كلام الله ليس لعبة يعبث بها الهواة. والحمد لله هناك من يقفون على ثغر التفسير لمنع تسلل تحذلقات الإعجازيين وخرافاتهم.
وكم من "هرطقة" دخلت للأديان بدعوى التجديد والعصرنة!
 
هَذّا نموذجٌ لِبَيَانِ أنَّ الشَّرائِعَ تَصْنَعُ لِأَهْلِهَا العَجبَ إذاا صَدَقُوا .... ..........

قَولُهُ تَعَالَى :{ وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَاأَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) }

قَالَ الْقُرْطُبِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي تَفْسِيرِهِ..............

قَالَ مُقَاتِلٌ: كَانَ سُلَيْمَانُ أَعْظَمَ مُلْكًا مِنْ دَاوُدَ وَأَقْضَى مِنْهُ، وَكَانَ دَاوُدُ أَشَدَّ تَعَبُّدًا مِنْ سُلَيْمَانَ. قَالَ غَيْرُهُ: وَلَمْ يَبْلُغْ أَحَدٌ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ مَا بَلَغَ مُلْكُهُ، فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى سَخَّرَ لَهُ الْإِنْسَ وَالْجِنَّ وَالطَّيْرَ وَالْوَحْشَ، وَآتَاهُ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ، وَوَرِثَ أَبَاهُ فِي الْمُلْكِ وَالنُّبُوَّةِ، وَقَامَ بَعْدَهُ بِشَرِيعَتِهِ.

هذا هو سليمانُ عليه السَّلامُ ...........

قَولُهُ تَعَالَى :{ قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40)}

قَالَ فِي التَّحْريرِ وَالتّنْوِيرِ.................

وَهَذِهِ الْمُنَاظَرَةُ بَيْنَ الْعِفْرِيتِ مِنَ الْجِنِّ وَالَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ تَرْمُزُ إِلَى أَنَّهُ يَتَأَتَّى بِالْحِكْمَةِ وَالْعِلْمِ مَا لَا يَتَأَتَّى بِالْقُوَّةِ، وَأَنَّ الْحِكْمَةَ مُكْتَسَبَةٌ لِقَوْلِهِ:{عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ } ، وَأَنَّ قُوَّةَ الْعَنَاصِرِ طَبِيعَةٌ فِيهَا، وَأَنَّ الِاكْتِسَابَ بِالْعِلْمِ طَرِيقٌ لِاسْتِخْدَامِ الْقُوَى الَّتِي لَا تَسْتَطِيعُ اسْتِخْدَامَ بَعْضِهَا بَعْضًا.

فَذُكِرَ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ مَثَلًا لِتَغَلُّبِ الْعِلْمِ عَلَى الْقُوَّةِ. وَلَمَّا كَانَ هَذَانِ الرَّجُلَانِ مُسَخَّرَيْنِ لِسُلَيْمَانَ كَانَ مَا اخْتُصَّا بِهِ مِنَ الْمَعْرِفَةِ مَزِيَّةً لَهُمَا تَرْجِعُ إِلَى فَضْلِ سُلَيْمَانَ وَكَرَامَتِهِ أَنْ سَخَّرَ اللَّهُ لَهُ مِثْلَ هَذِهِ الْقُوَى. وَمَقَامُ نُبُوَّتِهِ يَتَرَفَّعُ عَنْ أَنْ يُبَاشِرَ بِنَفْسِهِ الْإِتْيَانَ بِعَرْشِ بِلْقِيسَ.

وَالظَّاهِرُ أَنَّ قَوْلَهُ:{ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ } وَقَوْلَهُ: {قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ } مَثَلَانِ فِي السُّرْعَةِ وَالْأَسْرَعِيَّةِ، وَالضَّمِيرُ الْبَارِزُ فِي رَآهُ يَعُودُ إِلَى الْعَرْشِ.

قَالَ أَبُو السُّعُودِ رَحِمَهُ اللهُ فِي تَفْسِيرِهِ ........................

وَقِيلَ هُوَ سُلَيمَانُ نَفْسُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَفِيهِ بُعدٌ لَا يَخْفَى وَالمُرَادُ بِالكِتَابِ الجِنْسُ المُنْتَظمُ لِجَمِيعِ الكُتُبِ المُنَزلِة أو اللوْحُ ، وَتَنْكِيرُ عِلْمٌ للتَّفْخِيمِ وَالرَّمزِ إِلَى أَنَّه عِلْمٌ غَيرُ مَعْهُودٍ .
جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ المُنِيرِ فِي العَقيدَةِ وَالشَّرِيعَةِ وَالمَنْهَجِ لِلزُحِيلِي ........
{ قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ }: أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ أَيْ قَالَ عَالِمٌ مِنْ عُلُمَاءِ أَسْرَارِ الْكِتَابِ الْإِلَهِيِّ: أَنَا أُحْضِرهُ فِي لَمْحِ الْبَصَرِ قَبْلَ أَنْ تُغْمِضَ عَينَكَ وَقَبْلَ أَنْ يَرْجِعَ إِلَيْكَ نَظُرُك.

قَاَلَ فِي البَحْرِ المُحِيطِ ..............

وَمِنْ أَغْرَبِ الْأَقْوَالِ أَنَّهُ سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، كَأَنَّهُ يَقُولُ لِنَفْسِهِ: أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ، أَوْ يَكُونُ خَاطَبَ بِذَلِكَ الْعِفْرِيتَ.

قَالَ فِي التَّحْريرِ وَالتّنْوِيرِ...

والَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْحِكْمَةِ مِنْ حَاشِيَةِ سُلَيْمَانَ.ومِنَ فِي قَوْلِهِ: مِنَ الْكِتابِ ابْتِدَائِيَّةٌ، أَيْ عِنْدَهُ عِلْمٌ مُكْتَسَبٌ مِنَ الْكُتُبِ، أَيْ مِنَ الْحِكْمَةِ.

قَالَ الْقُرْطُبِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي تَفْسِيرِهِ..............

وَعِلْمُ الْكِتَابِ عَلَى هَذَا عِلْمُهُ بِكُتُبِ اللَّهِ الْمُنَزَّلَةِ. قَالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: وَالَّذِي عَلَيْهِ الْجُمْهُورُ مِنَ النَّاسِ أَنَّهُ رَجُلٌ صَالِحٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ اسْمُهُ آصَفُ بْنُ بَرْخِيَا.

الشّاهِدُ مِمَّا سَبَقَ .............

هَذِهِ رِسَالَةٌ لِسُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ نَفْسِهِ – فَهُوَ عَلَى مَا آتَاهُ اللَّهُ مِنَ الْمُلْكِ وَالتَّسْخِيرِ لِلرِّيَاحِ وَالْجِنِّ كَمَا نَقَلَ الْقُرْطُبِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي تَفْسِيرِهِ. شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَظْهَرَ هَذِهِ الآيَةُ عَلَى يَدِ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ ..وَلَمْ تَظْهَرْ حَتَّى عَلَى يَدِ عِفْريتِ الْجِنِّ.
وَكَمَا قَالَ فِي التَّحْريرِ وَالتّنْوِيرِ- {فَذُكِرَ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ مَثَلًا لِتَغَلُّبِ الْعِلْمِ عَلَى الْقُوَّةِ.}

وَقَولُهُ تَعَالَى :{ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (42) }

وَهُوَ عِلْمُ الدُّنْيَا إِجْمَاعًا مَع أنَّ الهُدْهُدَ قَالَ - وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ – فَتَبَيَّنَ السَّبْقُ لَهُ بِتَعْلِيمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ ......

وَقَبْلَهَا قَالَ دَاوُدُ وَسُلَيْمَانُ - عَلَيْهِمَا السَّلَامُ :{وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) }

هَلْ رَأَيْتُم أَوْ سَمِعْتُم بِعَرْشٍ انْتَقَلَ مِنَ الْيَمَنِ إِلَى فِلَسْطِينَ قَبْلَ ارْتِدَادِ طَرْفِ الْبَصَرِ ؟ حَدَثَ ذَلِكَ عَلَى عَهْدِ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنْ آلآفِ السِّنِينَ ..

وَالدَّلِيلُ قَولُهُ تَعَالَى :{فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي }{ قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا }{ فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ}

فَتَبَيَّنَ أَنَّ الْكِتَابَ الْمُنَزَّلَ مِنْ عِنْدِ اللهِ هُوَ أَصْلٌ لِكُلِّ تَغْيِيرٍ إِمَّا بِالنَّصِّ عَلَى كُلِّ فَرْدٍ أَوْ بِانْدِرَاجِ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ تَحْتَ الْعُمُومَاتِ الشَّامِلَةِ - فَهَذَا الرَّجُلُ رَجُلُ دِينٍ إِجْمَاعًا .

قالَ الشَّيْخُ مُحَمَّد رَشِيد رِضَا رَحِمَهُ اللَّهُ في تَفسيرِ المَنَارِ لَه :

فَالْقَاعِدَةُ الْمُقَرَّرَةُ فِي الْقُرْآنِ : أَنَّ الْإِيمَانَ الصَّحِيحَ وَدِينَ الْحَقِّ سَبَبٌ لِسَعَادَةِ الدُّنْيَا وَنِعْمَتِهَا بِالْحَقِّ وَالِاسْتِحْقَاقِ ، وَأَنَّ الْكُفَّارَ قَدْ يُشَارِكُونَهُمْ فِي الْمَادِّيِّ مِنْهَا كَمَا قَالَ تَعَالَى فِيهِمْ مِنْ سُورَةِ الْأَنْعَامِ :{ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ } فَذَلِكَ الْفَتْحُ ابْتِلَاءٌ وَاخْتِبَارٌ لِحَالِهِمْ ، كَانَ أَثَرُهُ فِيهِمْ فَرَحَ الْبَطَرِ وَالْأَشَرِ بَدَلًا مِنَ الشُّكْرِ ، وَتَرَتَّبَ عَلَيْهِ الْعِقَابُ الْإِلَهِيُّ فَكَانَ نِقْمَةً لَا نِعْمَةً ، وَفِتْنَةً لَا بَرَكَةً .
 
بسم1
الحقيقة لا ذكر للثانية ولا الفيمتو ثانية وكان هذا كمثال لوقوع حدث فى زمن صغير جدا أمكن رصده لكن الأقرب هو كسر حقيقى يقترب من الصفر ضمن أعداد لانهائية ولا يمكن تحديده إلا من خلال دليل تشهد له التجربة وهو الآن غيب.
فى الآية لمح البصر تعرفه العرب بالسليقة وهوتشبيه بقوع الرؤية فى زمن صغير جدا والأقرب غيب.

 
السلام عليكم...
طلب كثير من الباحثين تقليص حجم تفسير الكفاية، ولله الحمد أحد الأخوة الخيرين قام بهذا العمل الرائع وتم تقليص الحجم بنفس الجودة ، واليكم رابط التفسير بحجم خفيف:
http://www.mediafire.com/folder/ugv3yc5fln7aq/التفسير_بي_دي_اف_بحجم_خفيف_خط_اريل
ملاحظة: لا استطيع اضافة مشاركة لذلك كتبت الخبر هنا... فأرجو من الاخوة نشر الرابط وبارك الله فيكم
 
بسم1
لا دعوى بأن لمح البصر هو مشترك لفظى يشير إلى الفيمتو ثانية وما شابه أو أن الأخير هو مرادف للمح البصر ولكن للفصل لابد أن يخضع الأول للتجريب كما خضع الأخير ومتى تحددت قيمة فهى لا تتخطى دائرة التشبيه أو التقريب فالغيب مطلق.

 
بسم الله الرحمن الرحيم ..............

انظر إلى هذا التفصيل في التفسير .............

فيما يتعلق بنبي الله سليمانَ عليه السَّلامُ .........

جَاءَ فِي التَّفْسِيرِ المُنِيرِ فِي العَقيدَةِ وَالشَّرِيعَةِ وَالمَنْهَجِ لِلزُحِيلِي ........

ثُمَّ أَجَابَهُ آخَرُ بَعْدَ أَنْ قَالَ سُلَيْمَانُ: أُرِيدَ أَعْجَلَ مِنْ ذَلِكَ، لِأَنَّهُ أَرَادَ بِإحْضَارِ هَذَا السَّرِيِرِ عَظَمَةَ مَا وَهَبَ اللّهُ لَهُ مِنَ الْمُلْكِ وَمَا سَخَّرَ لَهُ مِنَ الْجُنُودِ الَّذِي لَمْ يُعْطَهُ أَحَدٌ قبْلَهُ وَلَا يَكُونُ لِأَحَدٍ بَعْدَهُ، وَلِيَتَّخِذَ ذَلِكَ حُجَّةً عَلَى نُبُوَّتِهَ عِنَدَ بِلْقِيسَ وَقَوْمِهَا، بِأَنْ يَأْتِي بِخَارِقٍ عَظِيمٍ وَهُوَ إِحْضَارُ سَرِيرَهَا مِنْ بِلَادِهَا فِي الْيَمَنِ بَعْدَ أَنْ تَرَكَتْهُ مَحْفُوُظَا، قَبِلَ وُصُولِهَا إِلَيْهِ.
{ قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ }: أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ أَيْ قَالَ عَالِمٌ مِنْ عُلُمَاءِ أَسْرَارِ الْكِتَابِ الْإِلَهِيِّ: أَنَا أُحْضِرهُ فِي لَمْحِ الْبَصَرِ قَبْلَ أَنْ تُغْمِضَ عَينَكَ وَقَبْلَ أَنْ يَرْجِعَ إِلَيْكَ نَظُرُك.

وَالشَّاهِدُ.....

قَالَ سُلَيْمَانُ: أُرِيدَ أَعْجَلَ مِنْ ذَلِكَ.................

قَالَ عَالِمٌ مِنْ عُلُمَاءِ أَسْرَارِ الْكِتَابِ الْإِلَهِيِّ: أَنَا أُحْضِرهُ فِي لَمْحِ الْبَصَرِ قَبْلَ أَنْ تُغْمِضَ عَينَكَ وَقَبْلَ أَنْ يَرْجِعَ إِلَيْكَ نَظُرُك.............
 
بسم1
إن ما هو أقرب قد يتحدد كما فى قوله تعالى{وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} وفي قوله تعالى{ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} لكن فى قوله تعالى{وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ} لم يتحدد أو تم حذفه وهى لمحة بلاغية فهل لدينا أثرا فى هذا؟
وإن لم نجد ماذا نقول فى تفسيره؟

 
بسم1
حذف متعلق الأقرب يؤكد على معنى الإبهام الذى اختاره أبو حيان رحمه الله فهو يفتح المجال لكل ما هو أقرب من لمح البصر أو أسرع فى وقوعه فكل ما نحدده بالدليل لا يتعدى دائرة التشبيه أوالتقريب والله على كل شيء قدير قال تعالى{ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}.
هذا والله أعلم.

 
بسم1
ونرى أن المسألة عندما تتعلق بالأحكام يظهر المعنى ظهور الشمس على جبين السماء فكان كل من العفو و العدل هما الأقرب من التقوى وعندما تعلق الأمر بشديد المحال استتر المعنى خلف ظهر الإبهام ومرجع هذا فى النهاية إلى قوة البيان والبنيان.
وتصور وقوع أحداث فى زمن صغير جدا أصغر من لمح البصر لم يكن بعيد عن مخيلة العرب قال الأبله:
قال له البرق وقالت له الريح جميعاً وهما ما هما
أأنت تجري معنا قال إن نشطت أضحكتكما منكما
أنا ارتداد الطرف قد فته إلى المدى سبقاً فمن أنتما
وقد استدل أبو حيان بهذه الأبيات فى تفسيره لهذه الآية.​
 
بسم1
وحذف متعلق{ أقرب} يجعل الإبهام مهيمنا على المعنى حتى لو كانت (أو) بمعنى بل أو بمعنى واو النسق .
فيكون الاختلاف فى التنوع لا فى التضاد
هذا والله أعلم​
 
بسم1
فمن فهم أن المقصود قيمة محددة للمح البصر فقد وهم فالنص القرآنى أبلغ و أشمل من هذا التسطيح وهذا ما أحاول رغم قلة بضاعتى برهنته رغم النمذجة للمفهوم بالفيمتو ثانية كمثال لما هو أقرب.
فقد نختلف فى القيم وعلاقتها بالنص القرآنى ولايصح مقابلتة إلا بحقيقة علمية متفق عليها فبفرض صحة ما يقال عن سرعة لمح البصر فى المعمل وفى ظروف عادية للعين فكيف يكون الحساب للسرعة فى ظروف غير عادية ؟ نجد أن الحسبة سوف تختلف لسرعة ارتداد الطرف وذلك عند وجود مؤثر خارجى على العين وكيف تكون الحسبة فى قوله تعالى{ يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ}والخطف الأخذ بسرعة وتدبر قوله تعالى{ يَكَادُ} فماذا عن لمح البصر؟
فالهدف الشهادة لبلاغة القرآن وشموليته لما كان وسيكون وانظرإلى الإجمال فى قوله تعالى{وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ} والتفصيل والعموم فى قوله تعالى وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ}
قال ابن عاشور: {أَوْ هُوَ أَقْرَبُ} للإضراب الانتقالي، إضرابا عن التشبيه الأول بأن المشبه أقوى في وجه الشبه من المشبه به، فالمتكلم يخيل للسامع أنه يريد تقريب المعنى إليه بطريق التشبيه ثم يعرض عن التشبيه بأن المشبه أقوى في وجه الشبه وأنه لا يجد له شبيها فيصرح بذلك فيحصل التقريب ابتداء ثم الإعراب عن الحقيقة ثانيا.
هو القرب المكاني كناية عن كونه في المقدورية بمنزلة الشيء القريب التناول كقوله تعالى: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [قّ:16].
وعلى الوجه الثاني في تفسيره يكون القرب قرب الزمان، أي أقرب من لمح البصر حصة، أي أسرع حصولا.
والتذييل بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} صالح لكلا التفسيرين.
وقوله: {كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ} في موضع الحال من {أَمْرِنَا} باعتبار الإخبار عنه بأنه كلمة واحدة، أي حصول مرادنا بأمرنا كلمح بالبصر، وهو تشبيه في سرعة الحصول، أي ما أمرنا إلا كلمة واحدة سريعة التأثير في المتعلقة هي به كسرعة لمح البصر.انتهى
فالنص يحتمل المعنيين الزمانى والمكانى عند ابن عاشور رحمه الله بخلاف الآية فى سورة القمر.
ولك أن تتدبر اسلوب الحصر والقصر فى الآيتين وتنكير {واحدة } و التمييز بين{كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ} و{كَلَمْحِ الْبَصَرِ } فليست هذه كتلك وذلك نظرا لتعدد استخدام الباء فى القرآن فأجد فيها والله أعلم إضغام المعانى التى تناسب الإجمال .
ونظرا لعطف الأقرب على التشبيه لم أجد إشكال فى التمثيل بواحدة كلمح بالبصر(الفيمتوثانية)فهى من تدبير الخالق وفيه دلالة على السرعة الفائقة وحذف متعلق {أقرب} يسمح بما هو أدنى وحتى ولو على سبيل المبالغة فقد ذكر وذيلت الآية بقوله تعالى{إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} وقال تعالى{ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}.




 
بسم1
قال ابن تيمية فى مقدمته للتفسير: أن التابعين تلقوا التفسير عن الصحابة كما تلقوا عنهم علم السنة، وإن كانوا قد يتكلمون في بعض ذلك بالاستنباط والاستدلال كما يتكلمون في بعض السنن بالاستنباط والاستدلال.
فقال العثيمين شارحا: وهذا أمر لابد منه، يعني كون التابعين يزيدون على الصحابة في الاستدلال والاستنباط أمر لابد منه وضروري؛ لأنه حدثت أمور لم تكن معهودة في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، وهكذا كلما طرأت أمور جديدة لم ينص على عينها في الكتاب والسنة فلا بد من أن يكون هناك استنباط واستدلال لعلماء العصر، حتى يطبقوها على ما في الكتاب والسنة؛ لأن الكتاب والسنة لم يأتيا بكل مسألة تحدث بعينها إلي يوم القيامة.
إذ لو أتى بذلك لكان المصحف أكبر مما هو عليه مائة مرة، وأيضاً لأتى الناس بما لا يعرفونه ، فمثلاً ستحدث عن الشيكات وعن البنوك وعن التأمينات، ومثل هذه الأشياء يتحدث عنها في عهد الصحابة وهم لا يعرفون ذلك، أما الآن فكلما حدثت أمور وجدت صار لعلماء المسلمين من النظر والاستدلال والاستنباط ما لم يكن لغيرهم، حتى يطبقوها على ما يقتضيه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .انتهى
وهذا يدل على حتمية تنامى شجرة التفسير استنادا على مالها من أصل ثابت لكى يلاحق ظلها ما يتسارع حولها فى حقل المعلومات.

 
بسم1
عند القول بالإضراب عن المشبة به إلى المشبه ينشأ لدىَّ إشكال فى قوله تعالى{ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ} وذلك عند الرجوع إلى قوله تعالى{ وَمَا أَمْرُنَا إِلا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ }
فلو قلنا الأمر هو أمر الله عموما لدلالة (نا) لكان الإضراب أولى عن المشبه به فلا شيىء يسبق (كن) قال تعالى{ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}.
ولو قلنا حذفت الساعة للدلالة السياق عليها فأين الإضراب مع القصر؟


 
بسم1
ويزيد الإشكال عند القول بأن {كلمح بالبصر} هو بمعنى كن في سورة القمر فيكون الإضراب عن {كلمح البصر}في سورة النحل إلى ما هو أسبق من كن وهذا ما لا دليل عليه أو إلى (كن) نفسها في حالة عود الضمير على الأمر فيتمدد الإشكال.
لكن بالرجوع إلى قول ابن حيان رحمه الله تنتهى هذه الإشكالات حيث قال:
الشَّكُّ وَالتَّخْيِيرُ بَعِيدَانِ، لِأَنَّ هَذَاإِخْبَارٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى عن أَمْرِ السَّاعَةِ، فَالشَّكُّ مُسْتَحِيلٌ عَلَيْهِ. وَلِأَنَّ التَّخْيِيرَ إِنَّمَا يَكُونُ فِي الْمَحْظُورَاتِ كَقَوْلِهِمْ:
خُذْ مِنْ مَالِي دِينَارًا أَوْ دِرْهَمًا، أَوْ فِي التَّكْلِيفَاتِ كَآيَةِ الْكَفَّارَاتِ: وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ «1» وَأَوْهُنَا لِلْإِبْهَامِ عَلَى الْمُخَاطَبِ كَقَوْلِهِ: وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ «2» وَقَوْلِهِ: أَتاها أَمْرُنا لَيْلًا أَوْ نَهاراً «3»وَهُوَ تَعَالَى قَدْ عَلِمَ عَدَدَهُمْ، وَمَتَى يَأْتِيهَا أَمْرُهُ، كَمَاعَلِمَ أَمْرَ السَّاعَةِ، لَكِنَّهُ أُبْهِمَ عَلَى الْمُخَاطَبِ. وَكَوْنُ أَوْهُنَا لِلْإِبْهَامِ ذَكَرَهُ الزَّجَّاجُ.انتهى
وبذلك تكون (أو) على بابها في الإبهام ولا يخرج الأمر عن دائرة التشبيه في الآيتين والتقريب إلى (كن) والتي ليست بمنطوق البشر فقد تحمل زمنا في عالم الأسباب أما عند رب الأسباب علمها عند الله فهي بقوله وحوله وقوته.
هذا والله أعلم


 
بسم اللهِ الرحمن الرحيم ........

الفكرةُ التي يبحثُ عنها الأخ علي سبيع من خلالِ الآية واضح جدا -- حتى وإن لم تَرِد في التفاسير - فهو استقراءٌ حقيقيٌ لا تكلُّفَ فيه إن شاء الله ..

قَوْلُهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ النَّحْلِ :{ وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (77)}

قَالَ أَبُو السُّعُودِ رَحِمَهُ اللهُ فِي تَفْسِيرِهِ ........................

{ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ } أَيْ: كَرجْعِ الطَّرفِ مِنْ أَعْلَى الحَدَقَةِ إِلَى أَسْفَلِهَا { أَوْ هُوَ } أَيْ بَلْ أَمْرُهَا فِيمَا ذُكِرَ { أَقْرَبُ } مِنْ ذَلِكَ وَأَسْرَعُ زَمَانَاً بِأَنْ يَقَعَ فِي بَعْضٍ مِنْ زَمَانِهِ ، فَإنَّ ذَلْكَ وإنْ قَصُرَ حَرَكَةٌ آنِيةٌ لَهَا هُوِيةٌ اتِّصَالِيَّةٌ مُنْطَبِقَةٌ عَلَى زَمَانِ لَهُ هُوِيَّةٌ كَذِلِكَ قَابِلٌ لِلانْقِسَامِ إِلَى أَبْعَاضٍ هِيَ أَزْمِنَةٌ أَيْضَاً ، بَلْ فِي آنٍ غيرِ مُنْقَسَمٍ مِنْ ذَلِكً الزَّمَانِ وَهُوَ آنُ ابتِدَاءِ تلْكَ الْحَرَكةِ ، أَوْ مَا أَمْرُها إِلَّا كَالشَّيء الَّذِي يُستِقْرَبُ وَيُقَالُ : هُوَ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ .
 
بسم1
وعلى قول ابو حيانرحمه الله يكون لا غنى عن التشبيهين لمح البصر المعرف أو ما هو أسرع.
وعلى قول الآلوسى في تفسيره:جاءت الإباحة في غير الأمر كقوله تعالى: كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً إلى قوله سبحانه: أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَالسَّماءِ [البقرة: 17- 19] أي بأي هذين شبهت فأنت مصيب وكذا إن شبهت بهما جميعا،ومثله في الشعر كثير. انتهي
والآية بالآية تعرف قال تعالى{وَمَاأَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ} قلت إن الآية إجمال للتفصيل في قوله تعالى{وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّاكَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} فمن تفسير اللباب قد تكون الباء للاستعانه أو للإلصاق.انتهى
وتعدد استخدام الباء في القرآن يجعل الإبهام مهيمنا على المعنى أيضا وذلك لتعدد احتمالات التشبيه فواحدة منه بمعنى كلمح من البصر أو عن وهكذا أو كلمح على البصر فلا يستبعد الآن أن يكون اللمح من البصر بواسطة وشواهده كثيرة فى الحياة وعندما نلجأ للقياس في الحالات المختلفة من اللمح بالبصر قد نختلف وقد نخرج بما يفيد في حياتنا الدنيا وهذا من نافلة الآية ولكن لا نختلف على رحابة المعنى والبلاغة العالية.
هذا والله أعلم


 
بسم الله الرحمن الرحيم ........

هَذه الآياتُ تسمحُ بتضمينِ كل ما يَستجدُّ من أوْزانٍ وَمقايسسَ وأرقامٍ وغيرِ المَرئي إلى قيام السّاعة إن شاء اللهُ ...وإن تَنَاهَت في الصِّغَرِ ..

قَوْلُهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ النَّحْلِ :{ وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (77)}

قَوْلُهُ تَعَالَى فِي " سُورَةِ يُونُسَ:{ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (61)}.

قَوْلُهُ تَعَالَى فِي " سُورَةِ يُونُسَ:{ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (61)}.

قَوْلُهُ تَعَالَى فِي " سُورَةِسَبأ :{ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (3)}

قَوْلُهُ - تَعَالَى - فِي سُورَةِ النِّسَاءِ :{إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا (40)}

قَوْلُهُ تَعَالَى فِي " سُورَةِ الْمُجادَلَة :{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (7)

قَوْلُهُ تَعَالَى فِي " سُورَةِ الْحَاقَّةُ :"{فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40)}


وإليكُم شيءٌ من تفسيرِها .......



قَوْلُهُ تَعَالَى فِي " سُورَةِسَبأ :{ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (3)}

قَالَ الشَّعْرَوِايُّ رَحِمَهُ اللهُ فِي تَفْسِيرِهِ .......................

وضع العلماءُ أيديهم على قلوبهم لأن الذرة قد تفتت . فوجد ما هو أصغر من الذرة!! ووجدنا من قرأ القرآن . . وقال : إن القرآن نزل في عصر كان أصغر شيء فيه « الذرة » عند العربي القديم ، والله يعلم أزلا أن العلم سيطمح ويرتقي ويفتت الذرة ، فقال : { عَالِمِ الغيب لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السماوات وَلاَ فِي الأرض وَلاَ أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } [ سبأ : 3 ] .
لقد تدبر صاحبُ هذا القول القرآنَ وفهم عن الله الذي تتساوى عنده الأزمنة ، فالمستقبل مثل الماضي ، ليس عنده علم مستقبل وعلم حاضر وعلم ماضٍ ، وأوضح لنا : أن هناك ما هو أصغر من الذرة . فلو فَتتوا المُفتت منها لوجدنا في القرآن له رصيداً .

قَوْلُهُ تَعَالَى فِي " سُورَةِ الْحَاقَّةُ :"{فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40)}

قَالَ العُثَيمِينُ رَحِمَهُ اللهُ فِي تَفْسِيرِهِ ...... ..................

ليس فيه شيء أعمّ منه { بِمَا تُبْصِرُونَ وَمَا لَا تُبْصِرُونَ } كل الأشياء إما نبصرها أو لا نبصرها. إذن أقسم الله بكل شيء.

قَالَ فِي الْمُحَرَّرِ الْوَجِيزِ.....................

قَوْلُهُ تَعَالَى: { بِمَا تُبْصِرُونَ وَمَا لَا تُبْصِرُونَ } . قَالَ قَتَادَةُ بْنُ دِعَامَةَ: أَرَادَ اللهُ تَعَالَى أَنْ يُعَمَّمَ فِي هَذَا الْقَسَمِ جَمِيعَ مَخْلُوقَاتِهِ . وَهَذَا قَوْلٌ حَسَنٌ عَامٌ.
وَقَالَ عَطَاءٌ: مَا تُبْصِرُونَ مِنْ آثَارِ الْقُدْرَةِ، وَمَا لَا تُبْصِرُونَ مِنْ أَسْرَارِ الْقُدْرَةِ.

قَوْلُهُ تَعَالَى فِي " سُورَةِ يُونُسَ:{ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (61)}.

قَالَ الشَّيْخُ مُحَمَّد رَشِيد رِضَا رَحِمَهُ اللَّهُ في تَفسيرِ المَنَارِ لَه .....

فَإِنَّهُ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ ، أَيْ أَقَلُّ شَيْءٍ يَبْلُغُ وَزْنُهُ ثِقَلَ ذَرَّةٍ وَهِي النَّمْلَةُ الصَّغِيرَةُ يُضْرَبُ بِهَا الْمَثَلُ فِي الصِّغَرِ وَالْخِفَّةِ ، وَيُطْلَقُ عَلَى الدَّقِيقَةِ مِنَ الْهَبَاءِ وَهُوَ الْغُبَارُ الَّذِي لَا يُرَى إِلَّا فِي ضَوْءِ الشَّمْسِ الدَّاخِلِ مِنَ الْكُوَى إِلَى الْبُيُوتِ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ أَيْ فِي الْوُجُودِ سُفْلِيِّهِ وَعُلْوِيِّهِ ، وَقَدَّمَ ذِكْرَ الْأَرْضِ لِأَنَّ الْكَلَامَ مَعَ أَهْلِهَا وَأَخَّرَهُ فِي آيَةِ سَبَأٍ - وَقَدَّمَ السَّمَاءَ لِأَنَّهَا فِي سِيَاقِ ثَنَائِهِ تَعَالَى عَلَى نَفْسِهِ وَوَصَفَهُ بِإِحَاطَةِ عِلْمِهِ فَنَاسَبَ تَقْدِيمَ السَّمَاءِ لِأَنَّهَا أَعْظَمُ ، فَإِنَّ فِيهَا مِنَ الشُّمُوسِ وَعَوَالِمِهَا مَا يَبْعُدُ بَعْضُهُ عَنْ بَعْضٍ مَسَافَةَ أُلُوفِ الْأُلُوفِ مِنَ السِّنِينَ الَّتِي تُقَدَّرُ أَبْعَادُهَا بِسُرْعَةِ النُّورِ ، كَمَا ثَبَتَ فِي عِلْمِ هَذَا الْعَصْرِ .

قَالَ الشَّيْخُ مُحَمَّد رَشِيد رِضَا رَحِمَهُ اللَّهُ في تَفسيرِ المَنَارِ لَه .....

(وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ) هَذَا كَلَامٌ مُسْتَقِلٌّ بِنَفْسِهِ قَائِمٌ بِرَأْسِهِ ، مُؤَكِّدٌ لِمَا قَبْلَهُ بِتَعْبِيرٍ أَدَقَّ وَأَشْمَلَ وَ (لَا) فِيهِ نَافِيَةٌ لِلْجِنْسِ عَلَى قِرَاءَةِ الْجُمْهُورِ ، أَيْ وَلَا شَيْءَ أَصْغَرَ مِنَ الذَّرَّةِ وَهُوَ مَا لَا تُبْصِرُونَهُ مِنْ دَقَائِقِ الْكَوْنِ كَمَا قَالَ :{(فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ وَمَا لَا تُبْصِرُونَ)}.

قَالَ الشَّيْخُ مُحَمَّد رَشِيد رِضَا رَحِمَهُ اللَّهُ في تَفسيرِ المَنَارِ لَه .....

وَفِي الْآيَةِ إِشَارَةٌ إِلَى مَا فِي الْوُجُودِ مِنْ أَشْيَاءَ لَا تُدْرِكُهَا الْأَبْصَارُ ، وَقَدْ رُؤِيَ كَثِيرٌ مِنْهَا فِي هَذَا الْعَصْرِ بِالْآلَاتِ الَّتِي تُكَبِّرُ الْمَرْئِيَّاتِ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ، وَلَمْ يَكُنْ هَذَا مِمَّا يَخْطُرُ فِي الْبَالِ فِي عَصْرِ التَّنْزِيلِ فَهُوَ مِنْ دَقَائِقِ تَعْبِيرِ الْقُرْآنِ ، الَّتِي تَظْهَرُ حِكْمَتُهَا لِلنَّاسِ آنًا بَعْدَ آنٍ ، وَتَقَدَّمَ التَّذْكِيرُ بِمَا لَهَا مِنَ الْأَمْثَالِ الَّتِي هِيَ مِنْ أَنْوَاعِ الْإِعْجَازِ .
قَالَ فِي التَّحْريرِ وَالتّنْوِيرِ.................

وَعُطِفَ {وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرَ } عَلَى ذَرَّةٍ تَصْرِيحًا بِمَا كُنِّيَ عَنْهُ بِمِثْقَالِ ذَرَّةٍ مِنْ جَمِيعِ الْأَجْرَامِ.
تَأَمَّل قَوْلَهُ تَعَالَى ...{مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ } :{ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ }.فَهَلْ تَرَكَتِ الآيَةُ شَيْئاً.....؟
قَوْلُهُ تَعَالَى فِي " سُورَةِسَبأ :{ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (3)

قَالَ فِي التَّحْريرِ وَالتّنْوِيرِ.................

وَأَشَارَ بِقَوْلِهِ: {مِثْقالُ ذَرَّةٍ } إِلَى تَقْرِيبِ إِمْكَانِ الْحَشْرِ لِأَنَّ الْكَافِرِينَ أَحَالُوهُ بِعِلَّةِ أَنَّ الْأَجْسَادَ تَصِيرُ رُفَاتًا وَتُرَابًا فَلَا تُمْكِنُ إِعَادَتُهَا فَنُبِّهُوا إِلَى أَنَّ عِلْمَ اللَّهِ مُحِيطٌ بِأَجْزَائِهَا.
وَأَشَارَ بِقَوْلِهِ: وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلَى مَا لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللَّهُ مِنَ الْعَنَاصِرِ وَالْقُوَى الدَّقِيقَةِ أَجْزَاؤُهَا الْجَلِيلَةِ آثَارُهَا، وَتَسْيِيرُهَا بِمَا يَشْمَلُ الْأَرْوَاحَ الَّتِي تَحِلُّ فِي الْأَجْسَامِ وَالْقُوَى الَّتِي تودعها فِيهَا.


قَوْلُهُ تَعَالَى فِي " سُورَةِ لُقْمَان :"{ يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16)}
قَالَ فِي التَّحْريرِ وَالتّنْوِيرِ.................
وَالْمِثْقَالُ بِكَسْرِ الْمِيمِ: مَا يُقَدَّرُ بِهِ الثِّقَلُ وَلِذَلِكَ صِيغَ عَلَى زِنَةِ اسْمِ الْآلَةِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى فِي " سُورَةِ الْمُجادَلَة :{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (7)

قَالَ الْقُرْطُبِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي تَفْسِيرِهِ..............

قَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ: {(مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ)}
قَالَ: الْمَعْنَى غَيْرُ مَصْمُودٍ وَالْعَدَدُ غَيْرُ مَقْصُودٍ لِأَنَّهُ تَعَالَى إِنَّمَا قَصَدَ وَهُوَ أَعْلَمُ أَنَّهُ مَعَ كُلِّ عَدَدٍ قَلَّ أَوْ كَثُرَ، يَعْلَمُ مَا يَقُولُونَ سِرًّا وَجَهْرًا وَلَا تَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَةٌ، فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ اكْتَفَى بِذِكْرِ بَعْضِ الْعَدَدِ دُونَ بَعْضٍ.
 
كلمة "ذرة" المذكورة في القرآن مختلفة عن المعنى المضاف للكلمة حديثا!
من الانحراف تفسير الكلمات القديمة بمعانيها المستحدثة التي اخترعها البشر بعد نزول القرآن..
مثال: كلمة "سيارة" في سورة يوسف. لا تعني تنبؤ القرآن بالمحرك، ولا أن الناس في القصة كانوا يستقلون سيارات بمعناها المستحدث. وهذا شيء بديهي طبعا لا يجادل فيه عاقل.

أما وحدة بناء المادة فترجمها العرب عن الإغريق، وحدثت الترجمة بعد نزول القرآن بعشرات السنين، وأسموها "جوهر"..
ثم في عصرنا الحديث أخذنا كلمة ذرة القديمة وأضفنا لها معنى جديد، فصارت تطلق على وحدة بناء المادة.
أما تفسيرها بأثر عكسي فمن المضحكات المبكيات!

قال مساعد الطيار:
"من فسر الذرة في مثل قوله تعالى {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره} بأنها الذرة الإلكترونية، وذلك غير معروف في لغة العرب، فلا يصح التفسير بها"
الإعجاز العلمي إلى أين؟ ص 90
 
بسم1
لا خلاف فى أن تكون الذرة عند العرب هى النملة الصغيرة أو رأسها أو الهباء ولكن قوله تعالى {ولا أصغر} يشمل ما هو أدنى من مثقال الذرة عند العرب آن ذاك إلى مثقال الذرة عندنا وعلم الله يشمل ما هو أصغر مما علمنا نحن فى عصرنا
 
بِسمِ الله الرحمن الرحيمِ ......

أَقُولُ .... وَلَنَا مَطْلَبانِ ..

الأَوَّلُ..... نَتَمَنَّى أَنْ لا تَكونَ لَعُوبَا – عِندَمَا يَمدونَكَ بِالرُّدودِ تَظْهَر وَلا تُسيطِر عَلَى نَفْسِكَ , وَعِنَدَمَا تَغِيبُ عَنكَ الرُّدودُ تَخْتَفِى وَتَدْخُل فِي الأَرْضِ وَلَا نَشُمُّ لَكَ حَتَّى رِيحَا...
تَتَظَاهَرُ بِتَقديركَ لِرأي السَّلَف – وَهَذا مِنكَ خِداَعٌ- كَمَا تَعرفُ أَنتَ مِن نَفْسكَ ..
قُلتَ في ما تقولُ أَنَّكَ عَلَى ثَغْرٍ – وَفِي رَأيي أَنتَ عَلَى -كَلِمَةٍ أُخْرى- تُسَاوِي وَزْنَهَا .
قُلتَ بِتَقْديركَ لِشَيخ الإسْلامِ وَالسَّعْدي وَابنِ بَازٍ وَالعُثيمِين وَالألْبَاني رَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَى عَليهُم جَميعَا ..
ولمَّا جئتُك بكلامِهم .. قُلتَ بالحَرفِ الوَاحِدِ ...{وَيردُّ عَلَى هَؤلَاء... } ثُمَّ جئتَ أَنْتَ برأيٍ لابن خَلْدُونَ رَحْمَهُ اللَّهُ تَعَالَى.

نَراكَ جَاهِلا فِي كُلِّ شَيٍّ إلا عِندَمَا تَظهُر مُشاركَةٌ تُظْهرُ أنَّ القُرآنَ حَاضِرٌ فِي كُلِّ جِيلٍ.
وَأنتَ وَمَنْ مَعَكَ – قَالَ اللهُ فِيهِم .........
{يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ}.......
فآخرُ ما يُمكنكَ فِعله...هُوَ {نَعِيقٌ}.......وَالبَاقِي معروفُ..........

(أَلَسْتَ مُنْتَهِياً عَنْ نَحْتِ أَثْلَتِنَا ... وَلَسْتَ ضَائِرَهَا مَا أَطَّتِ الإبِلُ
كَنَاطِحٍ صَخْرَةً يَوْماً لِيَفْلقَهَا ... فَلَمْ يَضِرْهَا وَأَوْهَى قَرْنَهُ الوَعِلُ

الْمَطْلَبُ الثَّانِي ......

نَتَمنَّى مِن إدَارة المُلتقى الإنْصافَ والْعَدْلَ الَّذي أَمَرَ اللهُ بهِ – فَنَرَاهُم يُسَانِدُوُنَكَ مِنْ طَرِيقَينِ – السَّمَاحِ لَكَ بِالاسْتِمْرَارِ عَلَى خُبْثِ مَا تَنْقِلُ وَتَقُولُ – ثُمَّ يُحَاولِونَ تَصْعيبَ الْأَمرِ عَلَى مَنْ يُحَاولُ أَنْ يُنْهِي الْبَاطِلَ الَّذِي أَنْتَ عَلَيهِ ...ثمَّ يَحْذِفُونَ المُشَاركَاتِ الَّتِي تَكْشِفُكَ .

وَلَا أُرِيدُ أَنْ أَذْكُرَ أَمْثِلَةً ...

وَلِكِن فِي مُشَاركَةٍ لِلأُختِ الزَّيتونة قَامَ كَبيرٌ مِن إِدَارَةِ المُلْتَقَى ... وَقَالَ: الأخ محمد سلامة جَزَاهُ اللهُ خَيرَا. وَاعْتَبَرَكَ أَخَاً ......
كَيْفَ وَاللهُ بَقُولُ :{ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ ...........} وَأَنْتَ تَطْعَنُ فِي الدِّينِ بِمَكْرٍ وَخُبْثٍ .

وَأَنَا أَقُولُ لَا جَزَاكَ اللهُ خَيرَا أَبَدَا ...........

مَعَ أَنَّهَا لَمْ تَحْدُثْ مَعَ غَيرِكَ .......مَعَ كَوْنِكَ عَلَى بَاطِلٍ بَيِّنٍ بِدَلِيلِ المُشَاَركَةِ العَظِيمَةِ الَّتِي كَشَفَكَ فِيهَا الَأَخُ أَبُوعُبَيدَةَ أَحْسَنَ اللهُ إِلَيهِ – وَكَانَتْ مُعَنْوَنَةً بِالتَّحْذِيرِ مِنْكَ.

وَأَعْجَبُ الْعَجَبِ أَنَّه تَمَّ حَذْفُ هَذِهِ المُشَارَكَةِ تَمَامَا مِنَ الْمُلْتَقَى .........

وَلَمَّا طَلَبْتَ تَخْصِيصَ رُكْنٍ لِلإِعْجَازِ الْعِلْميَّ , أَجَابُوكَ عَلَى الْفَوْرِ بِأَنَّهُم سَيَجْعَلُونَ قَوْلَكَ مَوْضِعَ اعْتِبَارٍ- مَعَ أَنَّهَا مُحَاوَلَةٌ لِلهَرَبَ مِنْكَ – وَمُساعَدَةٌ مِنْهُم...

مَعَ أَنَّ كَثِيرَا مِنَ الْإِخْوَةِ طَلَبُوا مَطَالِبَ نَبِيلَةً وَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُم وَلِم يُجِرْهُم مُجِيبٌ...

وَهَذَا قَوْلُ سَيِّدِكَ (جون تاكلي) ..........

جَاءَ فِي كِتَابِ التَّبشِيرِ وَالاستِعمَارِ فِي البِلَادِ العَرَبيَّةِ ..........
تَأليِف الدُّكتُور مُصطَفَى خَالِدي والدُّكتُور عُمَر فرُّوخ........

يَقُولُ (جون تاكلي) عَن المُسلمينَ: «يَجِبُ أَنْ يُسْتَخْدَمَ كِتَابُهُمْ (أَيْ القُرْآنُ الكَرِيمُ)، وَهُوَ أَمْضَى سِلاَحٍ فِي الإِسْلاَمِ، ضِدَّ الإِسْلاَمِ نَفْسِهِ لِنَقْضِي عَلَيْهِ تَمَامًا. يَجِبُ أَنْ نُرِي هَؤُلاَءِ النَّاسِ أَنَّ الصَّحِيحَ فِي القُرْآنِ لَيْسَ جَدِيدًا، وَأَنَّ الجَدِيدَ فِيهِ لَيْسَ صَحِيحًا».
 
قَوْلُهُ تَعَالَى :{ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ .}

جاءَ فِي تَتِمَّةِ أَضْوَاءِ الْبَيَانِ فِي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ بِالْقُرْآنِ .....................

وَلَعَلَّ ذِكْرَ الذَّرَّةِ هُنَا عَلَى سَبِيلِ الْمِثَالِ لِمَعْرِفَتِهِمْ لِصِغَرِهَا ; لِأَنَّهُ تَعَالَى عَمَّمَ الْعَمَلَ فِي قَوْلِهِ :{ يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ } ، أَيًّا كَانَ هُوَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ أَوْ مَثَاقِيلَ الْقَنَاطِيرِ ، وَقَدْ جَاءَ النَّصُّ صَرِيحًا بِذَلِكَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :{ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ } .

وَهُنَا تَنْبِيهَانِ : الْأَوَّلُ مِنْ نَاحِيَةِ الْأُصُولِ ، وَهُوَ أَنَّ النَّصَّ عَلَى مِثْقَالِ الذَّرَّةِ مِنْ بَابِ التَّنْبِيهِ بِالْأَدْنَى عَلَى الْأَعْلَى ، فَلَا يَمْنَعُ رُؤْيَةَ مَثَاقِيلِ الْجِبَالِ ، بَلْ هِيَ أَوْلَى وَأَحْرَى .
وَهَذَا عِنْدَ الْأُصُولِيِّينَ مَا يُسَمَّى الْإِلْحَاقُ بِنَفْيِ الْفَارِقِ ، وَقَدْ يَكُونُ الْمَسْكُوتُ عَنْهُ أَوْلَى بِالْحُكْمِ مِنَ الْمَنْطُوقِ بِهِ ، وَقَدْ يَكُونُ مُسَاوِيًا لَهُ ، فَمِنَ الْأَوَّلِ هَذِهِ الْآيَةُ وَقَوْلُهُ :{ فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا } ، وَمِنَ الْمُسَاوِي قَوْلُهُ تَعَالَى : {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا } ، فَإِنَّ إِحْرَاقَ مَالِهِ وَإِغْرَاقَهُ مُلْحَقٌ بِأَكْلِهِ ، بِنَفْيِ الْفَارِقِ وَهُوَ مُسَاوٍ لِأَكْلِهِ فِي عُمُومِ الْإِتْلَافِ عَلَيْهِ ، وَهُوَ عِنْدَ الشَّافِعِيِّ مَا يُسَمَّى الْقِيَاسُ فِي مَعْنَى الْأَصْلِ ، أَيِ النَّصِّ .

التَّنْبِيهُ الثَّانِي فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :{ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (61)}

رَدٌّ عَلَى بَعْضِ الْمُتَكَلِّمِينَ فِي الْعَصْرِ الْحَاضِرِ ، وَالْمُسَمَّى بِعَصْرِ الذَّرَّةِ ، إِذْ قَالُوا : لَقَدِ اعْتَبَرَ الْقُرْآنُ الذَّرَّةَ أَصْغَرَ شَيْءٍ ، وَأَنَّهَا لَا تَقْبَلُ التَّقْسِيمَ ، كَمَا يَقُولُ الْمَنَاطِقَةُ : إِنَّهَا الْجَوْهَرُ الْفَرْدُ ، الَّذِي لَا يَقْبَلُ الِانْقِسَامَ .
وَجَاءَ الْعِلْمُ الْحَدِيثُ فَفَتَّتَ الذَّرَّةَ وَجَعَلَ لَهَا أَجْزَاءً . وَوَجْهُ الرَّدِّ عَلَى تِلْكَ الْمَقَالَةِ الْجَدِيدَةِ ، عَلَى آيَاتٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ هُوَ النَّصُّ الصَّرِيحُ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ إِلَّا فِي كِتَابٍ .
فَمَعْلُومٌ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ وَمُثْبَتٌ فِي كِتَابٍ مَا هُوَ أَصْغَرُ مِنَ الذَّرَّةِ ، وَلَا حَدَّ لِهَذَا الْأَصْغَرِ بِأَيِّ نِسْبَةٍ كَانَتْ ، فَهُوَ شَامِلٌ لِتَفْجِيرِ الذَّرَّةِ وَلِأَجْزَائِهَا مَهْمَا صَغُرَتْ تِلْكَ الْأَجْزَاءُ .


وَهَذا تَفْسيرٌ سَلَفي -- فَمَا تَقُولُون فِيهِ..........

وَهَذا قبلَ الأسْماءِ الَّتِي ذَكَرْتَ ... وهُم من علَّموهُم ....
 
لَنَا مَطْلَبانِ
[من أنتم؟!]

عِندَمَا يَمدونَكَ بِالرُّدودِ
[من هم؟!]

أنتَ - وَمَنْ مَعَكَ - قَالَ اللهُ فِيهِم {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّه بِأَفْوَاهِهِمْ}
[من هم؟!]

أَنْتَ تَطْعَنُ فِي الدِّينِ بِمَكْرٍ وَخُبْثٍ.
[كشف أخطاء الإعجازيين ليس طعنا في "الإسلام".. بل في الإعجازيين!]


هذه بارانويا مستفحلة، ومن أمراض النفوس. هوس بنظريات المؤامرة وبأن الجميع "عملاء لمنظمات سرية خطيرة"!
بعض الظن إثم، ومن قال لأخيه يا كافر باء بها أحدهما..
نصيحة: ما كل من ينقدكم ماسوني/نصراني/علماني/يهودي يختفي خلف أسماء المسلمين :)
وأنا لا أعلم أحدا في إدارة المنتدى، ولا علاقة لي بهم أساسا!.. لكن ضعف موقفكم يجعلكم تختلقون مؤامرات من الهواء، لتبرير عيكم، وعجزكم عن الجدال المنطقي، وتهربكم من المناظرات.

مهاويس المؤامرة "يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ".
(أما تصديركم النساء في المناظرات، والتخفي خلفهن، والقتال "مِنْ وَرَاءِ جُدُر" خوفا من المناظرات المباشرة، فالرد عليه هو: "أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ"؟!)
 
جَاءَ فِي كِتَابِ مُقَدِّمَةِ التَّفْسِيرِ لِشَيْخِ الْإِسْلَامِ أَحْمَدَ تَقِيِّ الدِّينِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللهُ..........

قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ أَحْمَد بْنُ تَيْمِيَّة - طَيَّبَ اللَّهُ ثَرَاهُ :

وَالْمَقْصُودُ أَنَّ التَّابِعِينَ تَلَقَّوْا التَّفْسِيرَ عَنْ الصَّحَابَةِ كَمَا تَلَقَّوْا عَنْهُمْ عِلْمَ السُّنَّةِ وَإِنْ كَانُوا قَدْ يَتَكَلَّمُونَ فِي بَعْضِ ذَلِكَ بِالِاسْتِنْبَاطِ وَالِاسْتِدْلَالِ كَمَا يَتَكَلَّمُونَ فِي بَعْضِ السُّنَنِ بِالِاسْتِنْبَاطِ وَالِاسْتِدْلَالِ.

قَالَ العُثَيمِينُ رَحِمَهُ اللهُ فِي شَرْحِهِ لَهَا ...... ..................

وَهَذَا أَمْرٌ لَابُدَّ مِنْهُ، يَعْنِي : كَوْن التَّابِعِينَ يَزِيِدُونَ عَلَى الصَّحَابَةِ فِي الِاسْتِدْلَالِ وَالِاسْتِنْبَاطِ أَمْرٌ لَابُدَّ مِنْهُ وَضَرُورِيٌّ؛ لِأَنَّهُ حَدَثَتْ أُمُورٌ لَمْ تَكُنْ مَعْهُودَةً فِي عَهْدِ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهَكَذَا كُلَّمَا طَرَأَتْ أُمُورٌ جَدِيدَةٌ لَمْ يَنُصَّ عَلَى عَيْنِهَا فِيَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ، فَلَا بُدَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ هُنَاكَ اسْتِنْبَاطٌ وَاسْتِدْلَالٌ لِعُلَمَاءِ الْعَصْرِ، حَتَّى يُطَبِّقُوهَا عَلَى مَا فِيَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ؛ لِأَنَّ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ لَمْ يَأْتِيَا بِكُلَّ مَسْأَلِةٍ تَحْدُثُ بِعَيْنِهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.

إِذْ لَوْ أَتَى بِذَلِكَ لَكَانَ الِمُصِحَفُ أَكْبَرَ مِمَّا هُوَ عَلَيْهِ مِائَةَ مَرَّةٍ، وَأَيِضَاً لَأَتَى الَّناسَ بِمَا لَا يَعْرِفُونَهُ ، فَمَثَلاً سَيَتَحَدَّثُ عَنْ الشِّيكَاتِ وَعَنْ الْبُنُوكِ وَعَنْ التَّأْمِينَاتِ، وَمِثْلُ هَذِهِ الأَشْيَاءِ لَمْ يُتَحَدَّثُ عَنْهَا فِي عَهْدِ الصَّحَابَةِ وَهُمْ لَا يَعْرِفُونَ ذَلِكَ، أَمَّا الْآنَ فَكُلَّمَا حَدَثَتْ أُمُورٌ وَجَدَّتْ- صَارَ لِعُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ مِنَ النَّظَرِ وَالِاسْتِدْلَالِ وَالِاسْتِنْبَاطِ مَا لَمْ يَكُنْ لِغَيْرِهِم، حَتَّى يُطَبَّقُوهَا عَلَى مَا يَقْتَضِيهِ كِتَابُ اللهِ وَسُنَّةُ رَسُولِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
 
بسم1
إن التنكير المستفاد من أسلوب الشرط في قوله تعالى{فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ} يسمح بنسبية مفهوم مثقال الذرة عند العرب أو ما هو أقرب في عصرنا ولا يعنى ذلك نسخ الأول فهو الأصلح لخطاب قطاع عريض من الناس ولكن توسيع المفهوم مطلوب لأن من يطعن ليس من عامة الناس وقد تكون الدعوة موجهة للعجم فلابد من ربط نواصى الحقائق عندهم بما لدينا من أوتاد ونجد عند العرب أنفسهم تأرجح المفهوم بين النملة الصغيرة و رأسها و الهباء ولم يغير ذلك شيئا في العبرة فالمسألة مرتبطة بما نتصوره من خفة في العمل وأن ذلك محل رصد وحساب.
وقد يصل الاستخفاف إلى الخاطر بكتمان شهادة أو بنية خير قال تعالى{لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
هذا والله أعلم
 
بسم1
جرت مناظرة بين أبي العباس أحمد بن سريج ومحمد بن داود الظاهري قال أبو العباس له أنت تقول بالظاهر وتنكر القياس فما تقول في قول الله تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاًيَرَهُ} من يعمل مثقال نصف ذرة ما حكمه؟ فسكت محمد طويلا وقال أبلعني ريقي قال له أبو العباس قد أبلعتك دجلة قال أنظرني ساعة قال أنظرتك إلى قيام الساعة وافترقا ولم يكن بينهما غير ذلك.
وقال:بعضهم وهذا من مغالطات ابن سريج وعدم تصور ابن داود لأن الذرة ليس لها أبعاض فتمثل بالنصف والربع وغير ذلك من الأجزاء ولهذا قال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} فذكر سبحانه ما لا يتخيل في الوهم أجزاؤه ولا يدرك تفرقه. انتهى
فهل غالط بن سريج بن داود الظاهري؟
وهل المثقال غير قابل للتبعيض ؟

 
قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ تَقِيُّ الدِّينِ أَحْمَدُ بْنُ تَيْمِيَّة - رَحِمَهُ اللَّهُ – فِي مَجمُوعِ الفَتَاوَى...........

فَالْقُرْآنُ وَالسُّنَّةُ إنَّمَا تُذْكَرُ فِيهِمَا الْأُمُورُ الْعَامَّةُ الْكُلِّيَّةُ لَا يُمْكِنُ غَيْرُ ذَلِكَ لَا تَذْكُرُ مَا يَخُصُّ بِهِ كُلَّ عَبْدٍ.

قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ تَقِيُّ الدِّينِ أَحْمَدُ بْنُ تَيْمِيَّة - رَحِمَهُ اللَّهُ – فِي مَجمُوعِ الفَتَاوَى...........

قَولُهُ تَعَالَى :{ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى }...............
هَذَا مِمَّا يَعْرِفُهُ جَمِيعُ النَّاسِ وَهُوَ مَغْرُوزٌ فِي جِبِلَّتِهِمْ وَلَيْسَ فِي الْآدَمِيِّينَ مَنْ يُبِيحُ قَتْلَ أَحَدٍ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُقْتَلَ قَاتِلُهُ؛ بَلْ كُلُّهُمْ مَعَ التَّسَاوِي يُجَوِّزُونَ قَتْلَ الْقَاتِلِ وَلَا يُتَصَوَّرُ أَنَّ النَّاسَ. . . إذَا كَانَ كُلُّ مَنْ قَدَرَ عَلَى غَيْرِهِ قَتَلَهُ وَهُوَ لَا يُقْتَلُ يَرْضَى بِمَالِ وَإِذَا كَانَ هَذَا الْمَعْنَى مِنْ أَوَائِلِ مَا يَعْرِفُهُ الْآدَمِيُّونَ وَيَعْلَمُونَ أَنَّهُمْ لَا يَعِيشُونَ بِدُونِهِ صَارَ هَذَا مِثْلُ حَاجَتِهِمْ إلَى الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَالسُّكْنَى ....

فَالْقُرْآنُ أَجَلُّ مِنْ أَنْ يَكُونَ مَقْصُودُهُ التَّعْرِيفَ بِهَذِهِ الْأُمُورِ الْبَدِيهِيَّةِ؛ بَلْ هَذَا مِمَّا يَدْخُلُ فِي مَعْنَاهُ.
 
جَاءَ فِي كِتَابِ الْإِفْصَاحِ عَنْ مَعَانِي الصِّحَاحِ- لِلْوَزِيرِ الْعَالِمِ ابْنِ هُبَيْرَةَ رَحِمَهُ اللهُ...

فَكَانَ مِنَ الْحَقِّ أّنَّ بِنِي آدَمَ يَكُونُونَ لِهَذَا الشَّيْطَانَ وَذُرِّيَتِهِ عَلَى أّشَدِّ عَدَاوَةٍ، وَأَعْظَمِ إرْغَامٍ؛ لِأَنَّ للَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى إِنَّمَا لَعَنَهُ وَطَرَدَهُ فِيهِم، وَلِأَجْلِهِم، فَلَمَّا اتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقَاً مِنْهُم كَانَ ذَلِكَ مِنْ مُوجِبَاتِ الْغَضَبِ، وَقَدْ قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: { أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا }.
 
بسم1
نفى اللهعز وجل عن نفسه الظلم مطلقا وللتقريب ضرب لنا أمثلة من الواقع فقال تعالى{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا} وقال تعالى{وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا} وقال تعالى{إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا}. فلم يغالط ابن سريج ابن داود الظاهري عندما قال له ونصف ذرة وما دونها لأن الله جل وعلا يعلمه قال تعالى{ وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} وقال تعالى{إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }.




 
بسم1
قال تعالى{وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} وقوله {
أَوْ هُوَ أَقْرَبُ} معطوف على التشبيه فهل الأقرب هو الأسرع فقط؟


 
عودة
أعلى