لماذ لا تتبع الواو والياء المديتان ما قبلهما تفخيما

إنضم
29/01/2016
المشاركات
20
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
العمر
44
الإقامة
فلسطين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المعلوم أن الألف تتبع ما قبلها تفخيما وترقيقا ، ومن المحال أن تخرج الألف بعد الحرف المفخم إلا مفخمة، فلماذا لا يقاس ذلك على الواو مثل (يقول) ، أو الياء مثل (قيل) وهما حرفان مد٠
برجاء توضيح ذلك وبارك الله فيكم
 
[FONT=&quot]أوّل من قال بتفخيم الواو هو الإمام المرعشيّ فيما اطلعتُ عليه حيث قال عليه رحمة الله تعالى عند تحدّثه عن حكم الألف تفخيماً وترقيقا : " ولعلّ الحقّ أنّ الواو المدّيّة تفخّم بعد الحرف المفخّم والله أعلم ".(جهد المقل ص154 تحقيق سالم الحمد).[/FONT]

[FONT=&quot]من خلال المنقول أقول وبالله التوفيق :[/FONT]

[FONT=&quot]أوّلاً : إنّه استعمل لفظ (لعلّ) حرف ترجّ أي أنّه يرجو أن يكون جواز إطلاق لفظ التفخيم على الواو المدّيّة هو الحقّ. وهي عبارة يغلب عليها طابع الاحتمال والظنّ.[/FONT]

[FONT=&quot]ثانياً : لم يسبقه إلى ذلك أحد من أهل العلم فيما اطلعت عليه.[/FONT]

[FONT=&quot]ثالثاً : لو تساءلنا لماذا تفخّم الألف المديّة دون الواو ؟ [/FONT]

[FONT=&quot]الجواب : التفخيم هو سمن يدخل على جسم الحرف فيمتلئ الفم بصداه (قاله ابن الطحان ت 561 )، والذي يفسّر ذلك أنّ الصوت يعلوا بالألف المفخّمة فيصطدم بالحنك الأعلى فيعود صداه إلى جميع أنحاء الفم فيمتلئ ويبقى أقصى اللسان مرتفعاً لأجل ارتفاع الصوت. فارتفاع الصوت منوط بارتفاع اللسان ،وما سمّيت الحروف المستعلية بذلك إلاّ لأنّ اللسان يعلو ويرتفع ويعلو معه الصوت ويرتفع ، والتفخيم لازم لها ، وإذا لم يرتفع الصوت فلا يمتلئ الفم بصداه.[/FONT]

[FONT=&quot]أمّا في الواو المدّية فلا يمتلئ الفم بصدى الحرف لأنّ اللسان ينخفص بمجرّد انفصاله عن الحنك قبل أن تمتدّ الواو في الجوف فينتقل الصوت من المخرج المحقق إلى المخرج المقدّر. فلو نطقنا مثلاً [/FONT]{[FONT=&quot]قوا أنفسكم [/FONT]}[FONT=&quot] فإنّنا ننطق أوّلاً بالقاف المضمومة المفخّمة وذلك بإلصاق أقصى اللسان بالحنك ، ثمّ بمجرّد الانتقال إلى الواو المدّية يحصل انفكاك لأقصى اللسان عن الحنك فينخفض الصوت بانخفاض اللسان وبعدها تمتدّ الواو في جوف إلى جهة الشفتين. [/FONT]

[FONT=&quot]والفرق بين الألف والواو : أنّ في الألف المفخّمة يرتفع الصوت إلى الحنك ويبقى الصوت مرتفعاً وأقصى اللسان أثناء المدّ في نحو [/FONT]{[FONT=&quot] طآئر[/FONT]}[FONT=&quot] ، [/FONT]{[FONT=&quot]ق[/FONT]}[FONT=&quot] فيستمرّ انصدام الصوت بالحنك الأعلى فيعود الصدى إلى جميع أنحاء الفم باستمرار حتّى ينتهي المدّ ، خلافاً للواو المدّيّة فإنّ اللسان ينخفض بعد انفصاله من الحنك فينتقل الصوت إلى الجوف فيمتدّ الصوت إلى جهة الشفتين ولا يرتفع إلى جهة الحنك كما في الألف المفخّمة ، ولا يمكن أن يحصل التفخيم بذلك.[/FONT]

[FONT=&quot]لذا فإنّ ما جنح إليه المرعشيّ عليه رحمة الله تعالى غير مستقيم ، ولله الحمد فإنّ هذا القول لم يُتلقّى بالقبول عند المعاصرين وإلاّ لأثّر ذلك في الأداء ولسمعنا الواو المدّيّة كحركة (O) باللغة الفرنسيّة ، فيصير النطق بالخاء المضمومة مثلاً (KHO) بدل (KHOU).[/FONT]
وأما في الياء فيكون الترقيق من باب أولى لانخفاض الفك، فلا يمكن للصوت أن يعلو.

[FONT=KFGQPC Uthman Taha Naskh, Traditional Arabic]والعلم عند الله تعالى.[/FONT]
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يرجى الاستماع الى كلمة (تعزروه) جيدا
https://www.youtube.com/watch?v=jINSw5TzUFc
وكأن الواو شُمت الترقيق ؟!
فإن كانت الواو ترقق مع ترقيق الراء فهذا يعني أن الراء تدخل عليها الترقيق والتفخيم كالألف
 
نقاط:
- في رواية ورش عن نافع تأتي الراء المضمومة مرققة أحيانا، والترقيق يظهر أثره في الراء وما تلاها وهي حركة الواو المدية.
- حروف الإطباق الأربعة ( ص ض ط ظ ) لازمة لأعلى درجات التفخيم في أحوالها المختلفة، ومنها أن تكون ممدودة بألف أو واو أو ياء، وأثر التفخيم لا ينحصر في الحرف ذاته فقط، وإنما تتأثر الحركة به.
- حجم غرفة الرنين الموجودة داخل الفم هي التي تحدد إلى حد كبير مستوى التفخيم الذي يطرأ على الحرف أو الحركة، والجهاز النطقي لديه القدرة على نطق الحركات بالترقيق أو التفخيم.
- أحيانا يكون الأثر الناتج عن مجاورة الحركة للحرف ضعيفا وبجانب أنه غير مغير للدلالة، ويظهر ذلك في الحركات - وخصوصا الألف - التالية لكل الحروف، فكل حرف يضفي من سماته على حركته، كالغنة للنون والتفشي للشين والليونة - الميوعة - للياء والتفخيم والصفير ... إلخ.
وهذا من قبيل التعمق أكثر في حالات الحروف - الفونيمات - أو صورها المنطوقة - الألوفونات - حتى إن بعض أهل العلم يرى أن كل ما هو منطوق من الحروف هو ألوفونات للحروف بسبب تجاورها مع حروف أخرى أثرت عليها.
وقد كتب الأستاذ الدكتور أحمد راغب، وهو متخصص في الأصوات بحثا - أو كتابا - عن التجاور وأثره الصوتي.

ولعل ما يثبت ذلك هو القياس العلمي باستخدام الأدوات التقنية الحديثة.
بالتوفيق.
 
عودة
أعلى