لماذا قال تعالى (يشرب بها) وليس (يشرب منها) ؟

إنضم
03/09/2010
المشاركات
22
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وردت العبارة في سورتي الإنسان والمطففين

فلماذا قال الله تعالى ( عينا يشرب بها ) وليس (عينا يشرب منها ) وما أعرفه أن الشرب يكون من العين وليس بالعين ، أرجو توجيهي وشكرا الله سعيكم
 
نقلت لك من أحد المواقع
وفقك الله لكل خير... وجدت حواراً للدكتور السامرائي، اقتبست منه ماأظنه يفيدك إناء الله
سؤال: في سورة الإنسان (إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (6)) ما اللمسة البيانية في (من كأس) و (يشرب بها)؟
د. فاضل: يشرب بها معناها يرتوي بها، الشرب معناه الارتواء
المقدم: ما معنى عين؟
د. فاضل: عين الماء، ورد في القرآن جنات وعيون يجري منها الماء
المقدم: يشرب بها؟ ألا نقول يشرب منها أي من العين؟
د. فاضل: يشرب بها كما قال الأولون لها دلالتان: الباء تفيد الإلصاق مثل أقام بالبلد مثل (في) يشرب بها يعني هم موجودون في العين ويرتوون بها. يعني يتمتعون بالنظر والشرب موجودين في المكان، (مِنْ كَأْسٍ) الكأس يُنقل.
المقدم: خارج القرآن نفهمها يشربون منها بكأس مثلاً؟
د. فاضل: يشربون حتى يرتوون وهم في نفس المكان في العين نفسها يذهبون إلى العين ويرتوون . فتكون لهم لذة النظر والريّ لأن (من) لا تنفع لو قلت لواحد أكلت من تفاح بستانك هل بالضرورة أن يكون في البستان؟
المقدم: لا.
د. فاضل: ليس بالضرورة. فلما أشرب من الكأس ليس بالضرورة أن أكون في العين
المقدم: يشربون من كأن يعني ليس بالضرورة أن يكونوا في العين. ويشرب بها؟
د. فاضل: يعني هو في العين يشرب حتى يرتوي.
المقدم: يعني هؤلاء درجة وتلك درجة.
د. فاضل: نعم ولذلك قال تعالى في سياق الآيات (إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (6)) هذا أعلى، هؤلاء المقرّبون (إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ﴿٢٢﴾ عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ ﴿٢٣﴾ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ ﴿٢٤﴾ يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ ﴿٢٥﴾ خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴿٢٦﴾ وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ ﴿٢٧﴾ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ ﴿٢٨﴾ المطففين) إذن هما نوعان الأبرار وعباد الله المقرّبون، المقربون أعلى فإذن لما كانوا أعلى كان الجزاء أعلى. أولئك يمزج لهم (إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا) (وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ)
المقدم: مزاجها ألا تعني طعمها؟
د. فاضل: لا، يعني ممتزجة ليست صِرفة. التسنيم كما يقال هو أعلى شراب في الجنة
المقدم: إسمه تسنيم؟
د. فاضل: ربنا سمّاه تسنيم. هذا أعلى شراب كما قيل. الأبرار يمزج لهم من هذا الشراب بقدر أعمالهم كيف كانوا يمزجون في أعمالهم في الدنيا يُمزج لهم. المقرّبون خالص من العين وبالعين. أولئك كان يمزج لهم (وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ) (عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ)
المقدم: هنالك فارق
د. فاضل: هنالك فارق، ذاك ممتزج. هذه (يشرب بها) في العين نفسها يكون في العين ويشرب بها حتى يرتوي. فإذن يشرب بها تكون أعلى وتحتمل معنيين الري والوجود في المكان.
 
إضافة لما تفضل به أخى الجنوبى أقول :

هذا السؤال قد أجاب عنه الأستاذ الدكتور أحمد حسن فرحات ، حفظه الله تعالى فى حلقة من برنامج ( الشريعة والحياة ) الذى يُذاع على قناة الجزيرة وكان موضوع الحلقة يدور حول مشكل القرآن ، وكان محاوره فى اللقاء الأستاذ عثمان عثمان
وفيما يلى قطوف من هذا اللقاء الماتع ، والذى تطرق إلى السؤال المطروح:
أحمد حسن فرحات : حروف المعاني لها معان معروفة في اللغة العربية، في بعض الأحيان نجد أن هنا كمذهبين في اللغة العربية مذهب الكوفيين ومذهب البصريين، الكوفيون يقولون بالنيابة في الحروف يعني يمكن للحرف أن ينوب عن الحرف الآخر، البصريون يقولون ما في حاجة للنيابة بالحروف وإنما نقول بالتضمين في الأفعال يعني نضمن الفعل معنى فعل آخر ثم نعديه تعدية ، لو أخذنا مثالا يوضح هذه النقطة ، نقول مثلا {إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً، عَيْناً يَشْرَبُ بِهَاعِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً}[الإنسان: 5، 6] هنا كلمة {..عَيْناًيَشْرَبُ بِهَا..} كيف عينا يشرب بها ؟ الكوفيون قالوا الباء بمعنى من..
عثمان عثمان: يشربوا منها.
أحمد حسن فرحات: أيوه، يشربوا منها وريحوا حالهم خلص وانتهى الموضوع. البصريون قالوا لا، نضمن فعل يشرب معنى فعل يرتوي..
عثمان عثمان: لماذا لم ترد يرتوي ؟.
أحمد حسن فرحات: ويرتوي تتعدى بالباء ، ولكن بيبقى السؤال لوكان الأمر كما قال الكوفيون إذاً لماذا جاءت الباء ولم تأت من؟ ولو كان الأمر كما قال البصريون لماذا جاء فعل يشرب ولم يأت فعل يرتوي؟ إذاً يبقى هناك في بحث عن حكمة، حكمة هذا التعبير، هذا الكلام قد يقبل في كلام البشر في كلام الشعر في غيرذلك لكن القرآن لما يعدل عن قضية إلى قضية كأنه يقول لنا قفوا وتأمل هنا معنى خفي يجب أن تصل إليه.
عثمان عثمان : ما هو المعنى الخفي في هذه الآية؟
أحمد حسن فرحات: هنا الباء الحقيقة نستطيع أن نقول من سياق الكلام {إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً..} مزاجها، يعني مخلوطة بالكافور ، تمزج بالكافور، الكافور من أين؟ عينا، إذاً عينا بدل من الكافور، إذا في الجنة ما في مكان نروح نشتري منه كافور وإنما هناك عين، هذه العين من يفجرها؟ الأبرار، عينا يفجرونها تفجيرا، طيب إذاً هم يفجرون العين وهم يمزجون الكأس، الكأس هي من الخمر، خمر الجنة تمزج بالكافور، من الذي يمزج ؟ الأبرار، إذاً الباء هنا تفيد المزج كما تقول شربت الشاي بالحليب يعني ممزوجا به ، إذاً { إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً، عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا..} يعني يشربون الكأس ممزوجة بها {.. يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً } لما نقول بهذا المعنى ماذا نضيف إلى المعاني السابقة ؟ نضيف أنه إلى متعة الشرب متعة التفجير ومتعة المزج ، وهذه كلها تزول هذه المتع إذا قلنا بالنيابة بالحروف أو إذا قلنا بتضمين الأفعال.
عثمان عثمان: نعم. فضيلة الدكتور هل هناك آيات قد تكون مشكلة عندالبعض وعند البعض الآخر تكون غير مشكلة؟
أحمد حسن فرحات: هوممكن، يعني هذا بيسموه أحيانا المتشابه النسبي ، قد يكون بعض العقول عندها من الذكاء ومن الغوص على المعاني القرآنية ما تحل به الإشكال مباشرة، وقد تكون عند البعض الآخر هي إيش؟ مشكلة، لكن في كل الأحوال هذا النوع من الإشكال سواء كان ابتداء أوكان لبعض الناس دون البعض الآخر المقصود منه حفز الذهن لكي يفكر ولكي يتدبر ولكي يبنى من خلال هذه العملية التي هي عملية اجتهادية في الواقع ، يعني هناك أحيانا مثلا تقول من فوائد علم الرياضيات أنه بيحفز الذهن بيعمل رياضة عقلية وكذلك العملية الاجتهادية في فهم القرآن هي في الواقع نوع من هذه التربية العقلية الهائلة جدا

عيدكم مبارك ، وكل عام وأنتم بخير
 
تساؤل حسن

تساؤل حسن

تساؤل حسن سائغ لأن الأئمة من قبلنا قد تساءلوا ذات التساؤل وحاولوا الإجابة فلنحاول أن نفهمها معاً بالاعتماد على أقوال أهل العلم ولنبدأ أولا بانتساخ ما قاله أئمة التفسير فيها ثم نوازن ونقارن
1- الطبري

وقوله : ( عينا يشرب بها عباد الله ) يقول تعالى ذكره : كان مزاج الكأس التي يشرب بها هؤلاء الأبرار كالكافور في طيب رائحته من عين يشرب بها عباد الله الذين يدخلهم الجنة ، والعين على هذا التأويل نصب على الحال من الهاء التي في ( مزاجها ) [ ص: 94 ] ويعني بقوله : ( يشرب بها عباد الله ) يروى بها وينتقع . وقيل : يشرب بها ويشربها بمعنى واحد . وذكر الفراء أن بعضهم أنشده :


شربن بماء البحر ثم ترقعت متى لجج خضر لهن نئيج


وعني بقوله : " متى لجج " من ، ومثله : إنه يتكلم بكلام حسن ، ويتكلم كلاما حسنا

2- ابن كثير
( إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا ) وقد علم ما في الكافور من التبريد والرائحة الطيبة ، مع ما يضاف إلى ذلك من اللذاذة في الجنة .

قال الحسن : برد الكافور في طيب الزنجبيل ; ولهذا قال : ( عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا ) أي : هذا الذي مزج لهؤلاء الأبرار من الكافور هو عين يشرب بها المقربون من عباد الله صرفا بلا مزج ويروون بها ;

ولهذا ضمن يشرب " يروى " حتى عداه بالباء ، ونصب ) عينا ) على التمييز .

قال بعضهم : هذا الشراب في طيبه كالكافور . وقال بعضهم : هو من عين كافور . وقال بعضهم : يجوز أن يكون منصوبا ب ) يشرب ) حكى هذه الأقوال الثلاثة ابن جرير .

3-القرطبي
عينا يشرب بها عباد الله قال الفراء : إن الكافور اسم لعين ماء في الجنة ; ف " عينا " بدل من كافور على هذا . وقيل : بدل من كأس على الموضع . وقيل : هي حال من المضمر في مزاجها . وقيل : نصب على المدح ; كما يذكر الرجل فتقول : العاقل اللبيب ; أي ذكرتم العاقل اللبيب فهو نصب بإضمار أعني . وقيل يشربون عينا . وقال الزجاج المعنى من عين . ويقال : كافور وقافور . والكافور أيضا : وعاء طلع النخل وكذلك الكفرى ; قاله الأصمعي .

وأما قول الراعي :


تكسو المفارق واللبات ذا أرج من قصب معتلف الكافور دراج
فإن الظبي الذي يكون منه المسك إنما يرعى سنبل الطيب فجعله كافورا . يشرب بها قال الفراء : يشرب بها ويشربها سواء في المعنى ، وكأن يشرب بها يروى بها وينقع ; وأنشد [ الشاعر أبو ذؤيب ] :


شربن بماء البحر ثم ترفعت متى لجج خضر لهن نئيج
[ ص: 113 ] قال : ومثله فلان يتكلم بكلام حسن ، ويتكلم كلاما حسنا . وقيل : المعنى يشربها والباء زائدة وقيل : الباء بدل ( من ) تقديره يشرب منها ; قاله القتبي .

4-البغوي
( إن الأبرار ) يعني المؤمنين الصادقين في إيمانهم المطيعين لربهم [ واحدهم ] بار مثل : شاهد وأشهاد ، وناصر وأنصار ، و " بر " أيضا مثل : نهر وأنهار ( يشربون ) في الآخرة ، ( من كأس ) [ فيها ] شراب ( كان مزاجها كافورا ) قال قتادة : يمزج لهم بالكافور ويختم بالمسك . قال عكرمة : " مزاجها " طعمها . وقال أهل المعاني : أراد كالكافور في بياضه وطيب ريحه وبرده ؛ لأن الكافور لا يشرب ، وهو كقوله : " حتى إذا جعله نارا " ( الكهف - 96 ) أي كنار . وهذا معنى قول [ قتادة ] ومجاهد : يمازجه ريح الكافور . وقال ابن كيسان : طيبت بالكافور والمسك والزنجبيل . وقال عطاء والكلبي : الكافور اسم لعين ماء في الجنة . ( عينا ) نصب تبعا للكافور . وقيل : [ هو ] نصب على المدح . وقيل : أعني عينا . وقال الزجاج :

  1. الأجود أن يكون المعنى من عين ( يشرب بها ) [ قيل : يشربها ] والباء صلة ،
  2. وقيل بها أي منها ( عباد الله ) قال ابن عباس أولياء الله ( يفجرونها تفجيرا ) أي يقودونها حيث شاءوا من منازلهم وقصورهم ، كمن يكون له نهر يفجره هاهنا وهاهنا إلى حيث يريد . ( يوفون بالنذر ) هذا من صفاتهم في الدنيا أي كانوا في الدنيا كذلك .
5-الشوكاني
عينا يشرب بها عباد الله انتصاب عينا على أنها بدل من كافورا ؛ لأن ماءها في بياض الكافور .

وقال مكي : إنها بدل من محل ( من كأس ) على حذف مضاف كأنه قيل : يشربون خمرا خمر عين ، وقيل إنها منتصبة على أنها مفعول يشربون : أي عينا من كأس ، وقيل هي منتصبة على الاختصاص ، قاله الأخفش وقيل منتصبة بإضمار فعل يفسره ما بعده :

  1. أي يشربون عينا يشرب بها عباد الله ،
  2. والأول أولى [لعله قول مكي]، وتكون جملة يشرب بها عباد الله صفة لـ(ـعينا) .
  3. وقيل إن الباء في يشرب بها زائدة ،
  4. وقيل بمعنى " من " قاله الزجاج ، ويعضده قراءة ابن أبي عبلة " يشربها عباد الله " .
  5. وقيل إن " يشرب " مضمن معنى يلتذ ،
  6. وقيل هي متعلقة بـ ( يشرب ) ، والضمير يعود إلى الكأس .
  7. وقال الفراء : يشربها ويشرب بها سواء في المعنى ، وكأن يشرب بها يروى بها وينتفع بها ، وأنشد قول الهذلي :


شربن بماء البحر ثم ترفعت
قال : ومثله تكلم بكلام حسن ، وتكلم كلاما حسنا يفجرونها تفجيرا أي يجرونها إلى حيث يريدون وينتفعون بها كما يشاءون ويتبعهم ماؤها إلى كل مكان يريدون وصوله إليه ، فهم يشقونها شقا كما يشق النهر ويفجر إلى هنا وهنا .

قال مجاهد : يقودونها حيث شاءوا وتتبعهم حيث مالوا مالت معهم ، والجملة صفة أخرى ل عينا .


وقوله : ( يفجرونها تفجيرا ) أي : يتصرفون فيها حيث شاؤوا وأين شاؤوا ، من قصورهم ودورهم ومجالسهم ومحالهم .




وندخل الآن في موضوع لماذا يشرب بها وليس يشرب منها ونجد أن المعنى يدور حول 3 احتمالات
تضمين الفعل معنى فعل آخر، أو أن الباء زائدة أو أن الباء بمعنى من.
وكل من هذه الثلاثة الموضوعات من خاص علم اللغة أعني التضمين، وزيادة الحرف وتبادل حروف الجر المعاني
نص الطبري على أنه ضمّن يشرب (معنى يروى) كأنه أخذه من الفراء، ولما كانت (يروى بـ) لا (يروى من) أخذ الفعل الحرف الملازم لما ضُمِّن معناه، ونقل الشوكاني أنه قد ضمّن يشرب (معنى يلتذ) ولذلك قال يشرب بها، فقد اتفقوا على التضمين. وحين نرجع إلى كتب الصرف لنرى تضمين فعل ما معنى فعل آخر نجدهم يقولون في قوله تعالى((( ولا تعزموا عقدة النكاح )))أنه تعالى ضمّن تعزموا معنى تنووا ولذلك عداه بدون حرف الجرّ لأن تعزموا يعدى بعلى.فنفهم من ذلك أن تضمين الفعل معنى فعل آخر يجعله يأخذ تركيبته النحوية فيأخذ تعديته إذا كان الفعل الأصل لازما ويأخذ حرف الجر الملازم للمتضمَّن بدل حرف الجر الملازم للأصل لكن ما ضوابط التضمين وهل يحق لك أن تُضمِّن أي فعل معنى أي فعل مقارب له؟
ليس الأمر مفتوحا كما يلحظ فلا بد للفعل أن يكون من مرادفات الفعل الأصل وها أنت أيها الأخ الكريم قد فتحت بتساؤلك مشروع بحث ضوابط تضمين الفعل معنى فعل آخر في اللغة العربية، ويحتاج الباحث أن يستقري الشواهد المنصوص عليها أولا ثم يشرع في استقراء شواهد باجتهاده مما يحتمل التضمين، ويقوم بعد ذلك بتصنيف أنواع الوظائف المنتقلة مع التضمين كتعدية اللازم ونوع حرف الجر. ولما كانت الباء من ملازمات الفعل مزج وتقدم ذكر المزاج في نفس الجملة لأن عينا حال والحال فضلة لجملة تسبقها صار من الممكن أن يكون المعنى كان مزاجها كافورا عينا يشربـ[ـونها ممزوجا] بها،فيكون المعنى أن الكافور ممزوج بالعين. وهذا المعنى تحتمله تركيبة المعنى المشار إليها من قبل الأئمة في الأقوال السابقة، وإن كنت أميل إلى معنى التضمين فقط لأنه أقرب إلى الظاهر والله أعلم
وأتمنى على الإخوة المتابعين للدراسات النحوية والصرفية أن يتحفونا هنا بما يعنّ لهم من دراسات عن الموضوعات الثلاثة

  • تضمين فعل ما معنى فعل آخر
  • تبادل حروف الجر معاني بعضها
  • زيادة حروف الجر بعد أفعال مخصوصة

فإن هذه الثلاثة المواضيع ذات خطر في علم الدلالة وتحليل النصوص. والمصادر المطلوبة هي أرقام الصفحات والطبعات من الكتب الكبيرة ، ومظان الدراسات الحديثة.وشكر الله سعيكم مقدماً
 
هذا الموضوع سبق نقاشه بتوسع في الملتقى ، وقد تم عرض كتاب قيم تناول الموضوع بعنوان (التضمين النحوي في القرآن الكريم) للدكتور نديم فاضل ، وكتاب آخر عن تناوب حروف الجر ، وهي مسألة مشهورة .
وفقكم الله
 
كل عام وأنتم بخير
بخصوص طلب الدكتور عبدالرحمن الصالح، فجميع كتب النحو مصادر، لكن لعل أهمها ثلاثة:
1- حروف المعاني للزجاجي 337هـ 2- رصف المباني في شرح حروف المعاني، للمالقي 702هـ 3- الجنى الداني في حروف المعاني للحسن بن قاسم المرادي 749 هـ
على أن الأخيرين لا يختلفان كثيرا عن الأول. وبشكل عام فكل من تكلم في هذي المسألة إنما نقل أوشرح كلام الفراء 207هـ رحمه الله في معاني القرآن 3/ 215-
أما أهم دراسة حديثة فهي رسالة الدكتوراة للباحث أحمد هندي، وعنوانها:
حروف الجر في اللغة العربية.. من سيبويه إلى ابن مالك.. دراسة وصفية تحليلية في البنية والدلالة ونظام الجملة - جامعة عين شمس 1989
وثمة بحث آخر فيه إشارات وهو : نزع الخافض في الدرس النحوي.. للباحث حسين الحبشي
أما الفقير إلى ربه فله رأي مختلف، فالأمر لا يعدو أن يكون أحد اثنين، أو هما معا:
1- أن تكون لهجات، فقبيلة تقول شربت منه، وأخرى تقول شربت به. ومثله تعدية الفعل (سأل) بعن في قوله تعالى
{واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ }الأعراف163 {قُل لَّا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ }سبأ25 {وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ }البقرة119- وهو الأكثر - وبالباء في قوله {الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً }الفرقان59 {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ }المعارج1 وهو الأقل، فقبيلة من العرب تقول سأل عنه، وأخرى تقول سأل به.
أما لماذا جرى اختيار هذه هنا وتلك هناك، فقد يكون له أسباب بلاغية أو دلالية أو - وهذا الراجح عندي - موسيقية إيقاعية
فلو أنه قال هناك " يشرب منها عباد الله " لأصبح إيقاع الإيات أبطأ، ولا يناسبه سوى السرعة
وأخيرا لم يذكر لنا فضيلته: قراءة ابن أبي عبلة سبعية هي أم عشرية أم ماذا؟ فلم أستدل عليها في مصدر قبل البحر المحيط.
فما لم تكن قراءة ثابتة، فتفسير يشرب بها بأنه يشربها على اعتبار زيادة الباء - كما احتمل الفراء - خطأ؛ لأن المعنى مختلف بين هذا وتلك، وقد نجد من يقول شربت الإناء، ولكن لا يقول " شربت النهر (أو البئر) " أحد
 
الذي اقوله الان ان الاجابة ليست فيما تفضل به السادة الفضلاء ولكن جاءت يشرب بها دون منها مثلا لبيان ان تلك العين مذللة للشارب تذلل الكاس في يده فهو يشرب بالكاس الشراب تبيانا لتذللها وليس في الاية لازيادة ولا تضمين وابعد الاجابة تلك التي كنت من الفاضل السامرائي وبقية الاراء معروفة هذا ما خطر الان بالبال والله اعلم
 
الذي اقوله الان ان الاجابة ليست فيما تفضل به السادة الفضلاء ولكن جاءت يشرب بها دون منها مثلا لبيان ان تلك العين مذللة للشارب تذلل الكاس في يده فهو يشرب بالكاس الشراب تبيانا لتذللها وليس في الاية لازيادة ولا تضمين وابعد الاجابة تلك التي كنت من الفاضل السامرائي وبقية الاراء معروفة هذا ما خطر الان بالبال والله اعلم
أرى أنك أخي الفاضل رددت جميع الأقوال، ثم جئت بقول، ولم تدلل عليه
وهذا ليس بمنهج علمي، وليس يكفي أن يكون ما عن بالبال
 
أما لماذا جرى اختيار هذه هنا وتلك هناك، فقد يكون له أسباب بلاغية أو دلالية أو - وهذا الراجح عندي - موسيقية إيقاعية
فلينزه كتاب الله عن مثل هذه المصطلحات .
 
1. [FONT=QCF_BSML]ﭧ ﭨ ﭽ [/FONT][FONT=QCF_P579]ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ [/FONT][FONT=QCF_BSML]ﭼ[/FONT]الإنسان: ٦
كلمة يشرب هنا ضمنت معني يُروي بها.
لماذا لم يقل يروي بها؟
لأنه هناك فرق بين يشرب ويروي، فالانسان حين يشرب يأخذ قليلا من الماء دون أن يؤثر في العين ، أما الارتواء فهو كثرة الشرب بحيث ينعكس ذلك علي كمية الماء بالنقص.
فجمعت الكلمة المعنيان، حيث أن عيون الجنة لا تنفذ(يشرب) ومن يشرب منها (يرتوي).
من محاضرة التضمين للأستاذ الدكتور محمد الصفتي.
 
التعديل الأخير:
عودة
أعلى