ناصر عبد الغفور
Member
بسم1
قال تعالى عن يوسف عليه السلام:"وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا و كذلك نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ"(22- يوسف"- ).
و قال سبحانه عن موسى عليه السلام:" وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا و كذلك نجزي الْمُحْسِنِينَ (14) "-القصص-.
تساءلت مرار بخصوص هاتين الآيتين: لماذا أضاف الله تعالى كلمة "استوى" في حق موسى دون يوسف عليهما السلام؟
و قد بحثت في بعض كتب التفسير فلم أجد جوابا شافيا:
- و مما وجدت ما سطره الشيخ زكرياء الأنصاري رحمه الله تعالى في كتابه فتح الرحمن حيث قال:"..لأن يوسف أوحي إليه في الصغر و موسى أوحي إليه بعد أربعين سنة، فقوله " و استوى" إشارة إلى تلك الزيادة" اهـــ.
لكن هذا الجواب منه رحمه الله تعالى فيه نظر لأن يوسف عليه السلام لم يوحى إليه في صغره.
و لا يرد عليه قوله تعالى عنه:" و أوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا و هم لا يشعرون" فهذا الوحي وحي إلهام و ليس وحي رسالة فيوسف عليه السلام لم يصر نبيا بعد -عند إلقائه في الجب-..
لكن من أهل العلم من قال بإنه أوحي إليه آنذاك و هذا مروي عن مجاهد و قتادة و غيرهما.
- ذهب الإمام الألوسي رحمه الله تعالى إلى أن " استوى" تأكيد لما قبله و تفسير له ثم قال:" ولعل الأولى على ما قيل : أن يقال إن بلوغ الأشد عبارة عن بلوغ القدر الذي يتقوى فيه بدنه وقواه الجسمانية وينتهي فيه نموه المعتد به والاستواء اعتدال عقله وكماله ولا ينبغي تعيين وقت لذلك في حق موسى عليه السلام إلا بخبر يعول عليه" اهــ.
و ذلك أنهم اختلفوا في الأشد و الاستواء على أقوال منها ما رواه ابن أبي حاتم و ابن المذر عن مجاهد:"أنه قال الأشد ثلاث وثلاثون سنة والاستواء أربعون سنة وهي رواية عن ابن عباس أيضا.
و قد تأملت الآتين فقلت في نفسي: كل كلمة في القرآن الكريم بل كل حرف وضع بميزان و حسبان و لا يمكن أن تضاف كلمة استوى في سورة القصص دون يوسف لمجرد الاضافة دون حكمة أو حكم، فالقرآن كلام الله المعجز الذي بلغ الغاية في البلاغة و الفصاحة و حسن النظم...
لذا ألا يمكن القول - دون جزم- أن الله تعالى أضاف كلمة "استوى" في حق موسى عليه السلام إشارة إلى أن ما عالجه موسى كليم الرحمن أعظم مما عالجه يوسف عليه السلام، فالأول أرسل إلى أكبر الطغات الذي قال " أنا ربكم الأعلى" و الذي قال:" ما علمت لكم من إله غيري"...فوقف في وجهه بالحجة و البيان و المعجزة و البرهان...فناسب زيادة "استوى"؟
و هذه مجرد فكرة خطرت على القلب لا أجزم بها، فإن كانت صوابا فمن الله و إن كانت غير ذلك فأرجو المغفرة.
و أرجو ممن كان عنده جواب شاف أو توجيه ألا يبخل.
و الله تعالى أعلم و أحكم.
لماذا قال تعالى:" و استوى" في حق موسى دون يوسف عليهما السلام:
قال تعالى عن يوسف عليه السلام:"وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا و كذلك نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ"(22- يوسف"- ).
و قال سبحانه عن موسى عليه السلام:" وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا و كذلك نجزي الْمُحْسِنِينَ (14) "-القصص-.
تساءلت مرار بخصوص هاتين الآيتين: لماذا أضاف الله تعالى كلمة "استوى" في حق موسى دون يوسف عليهما السلام؟
و قد بحثت في بعض كتب التفسير فلم أجد جوابا شافيا:
- و مما وجدت ما سطره الشيخ زكرياء الأنصاري رحمه الله تعالى في كتابه فتح الرحمن حيث قال:"..لأن يوسف أوحي إليه في الصغر و موسى أوحي إليه بعد أربعين سنة، فقوله " و استوى" إشارة إلى تلك الزيادة" اهـــ.
لكن هذا الجواب منه رحمه الله تعالى فيه نظر لأن يوسف عليه السلام لم يوحى إليه في صغره.
و لا يرد عليه قوله تعالى عنه:" و أوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا و هم لا يشعرون" فهذا الوحي وحي إلهام و ليس وحي رسالة فيوسف عليه السلام لم يصر نبيا بعد -عند إلقائه في الجب-..
لكن من أهل العلم من قال بإنه أوحي إليه آنذاك و هذا مروي عن مجاهد و قتادة و غيرهما.
- ذهب الإمام الألوسي رحمه الله تعالى إلى أن " استوى" تأكيد لما قبله و تفسير له ثم قال:" ولعل الأولى على ما قيل : أن يقال إن بلوغ الأشد عبارة عن بلوغ القدر الذي يتقوى فيه بدنه وقواه الجسمانية وينتهي فيه نموه المعتد به والاستواء اعتدال عقله وكماله ولا ينبغي تعيين وقت لذلك في حق موسى عليه السلام إلا بخبر يعول عليه" اهــ.
و ذلك أنهم اختلفوا في الأشد و الاستواء على أقوال منها ما رواه ابن أبي حاتم و ابن المذر عن مجاهد:"أنه قال الأشد ثلاث وثلاثون سنة والاستواء أربعون سنة وهي رواية عن ابن عباس أيضا.
و قد تأملت الآتين فقلت في نفسي: كل كلمة في القرآن الكريم بل كل حرف وضع بميزان و حسبان و لا يمكن أن تضاف كلمة استوى في سورة القصص دون يوسف لمجرد الاضافة دون حكمة أو حكم، فالقرآن كلام الله المعجز الذي بلغ الغاية في البلاغة و الفصاحة و حسن النظم...
لذا ألا يمكن القول - دون جزم- أن الله تعالى أضاف كلمة "استوى" في حق موسى عليه السلام إشارة إلى أن ما عالجه موسى كليم الرحمن أعظم مما عالجه يوسف عليه السلام، فالأول أرسل إلى أكبر الطغات الذي قال " أنا ربكم الأعلى" و الذي قال:" ما علمت لكم من إله غيري"...فوقف في وجهه بالحجة و البيان و المعجزة و البرهان...فناسب زيادة "استوى"؟
و هذه مجرد فكرة خطرت على القلب لا أجزم بها، فإن كانت صوابا فمن الله و إن كانت غير ذلك فأرجو المغفرة.
و أرجو ممن كان عنده جواب شاف أو توجيه ألا يبخل.
و الله تعالى أعلم و أحكم.