د محمد الجبالي
Well-known member
لماذا :
صيام النافلة أصعب من صيام رمضان؟!
لقد صُمْنا رمضان وتمتعنا بصيامه وقيامه، فقد كان لصيام رمضان لذة ومتعة.
وقد انقضى رمضان، ونرغب نحن المسلمين أن نصيب صيام الدهر بصيام ستة أيام من شوال.
(مَن صام رمضان ثم أتبَعَه سِتًّا منشوَّال، كان كصيام الدهر).
وها قد بدأنا صيام ست شوال، وفي صيامها أجد مشقة لم أجدها في صيام رمضان!!!
وأجد نفسي أحيانا تتململ، ولم تكن تجرؤ على ذلك في رمضان!!!
وأجدها إذا عرضت للملذات تشتهيها وترغب في النيل منها، ولم تكن تشعر بذلك في رمضان!!!
فلماذا؟!!!
وأجيب سائلا الله السداد:
إن صيام رمضان فرض واجب، وإن النفس مني تعلم أني سأؤدي هذا الواجب قطعا، ولن أتهاون معها قط،
فإن شَقَّ عليها الصوم ما هَمَّني أمرها،
وإن تَمَلْمَلْت صَفَعْتُها لتعود رُشْدَها،
وإن ضَعُفَت صَبَّرتُها حتى يُبَاح لها مُشْتَهاها.
فلما علِمَت نفسي مني ذلك وأيقنت به سَلَّمَت واستسلمت، بل وطاعت وتطوعت، وتكيفت وتمتعت، وذلك بفضل من الله الذي خلقها.
أما صيام النفل:
فإن النفس فيه تعلم أنها بالخيار، وتعلم أنه لا إجبار، وهي بطبعها تميل إلى النَّيْل من كل لذة، وإلى العَبَّ من كل شهوة.
فإذا اختار قلبي التطوع بالصيام زاحمته نفسي وضَيَّقَت عليه، وفتحت عليه أبواب المشقات، ومسالك الأهواء، وألقت فيه أسباب التململ التي تدفع الصبر.
وتظل النفس تدافع القلب بهذه الأمور وهو يدافعها بالصبر حتى يغلب أحدهما الآخر.
فكم مِن مرة ذهبت إلى عملي صائما فأجد بعض زملائي قد أعدوا أطايب الطعام فتغلب نفسي قلبي فَتَعِبُّ من هذا الطعام عَبًّا.
وكم مِن مرة دافعها قلبي وغالَبَها حتى غلبها والأمر بينهما سجال، والأيام بين نفسي وقلبي في صيام النفل دول، يوم لها ويوم عليها.
أعانني الله وإياكم على نفوسنا، وجعل لقلوبنا عليها سلطانا وسطوة وقوة تدفع غَيْها وتُقِيم عُوَجَها.
اللهم آمين
د. محمد الجبالي.
صيام النافلة أصعب من صيام رمضان؟!
لقد صُمْنا رمضان وتمتعنا بصيامه وقيامه، فقد كان لصيام رمضان لذة ومتعة.
وقد انقضى رمضان، ونرغب نحن المسلمين أن نصيب صيام الدهر بصيام ستة أيام من شوال.
(مَن صام رمضان ثم أتبَعَه سِتًّا منشوَّال، كان كصيام الدهر).
وها قد بدأنا صيام ست شوال، وفي صيامها أجد مشقة لم أجدها في صيام رمضان!!!
وأجد نفسي أحيانا تتململ، ولم تكن تجرؤ على ذلك في رمضان!!!
وأجدها إذا عرضت للملذات تشتهيها وترغب في النيل منها، ولم تكن تشعر بذلك في رمضان!!!
فلماذا؟!!!
وأجيب سائلا الله السداد:
إن صيام رمضان فرض واجب، وإن النفس مني تعلم أني سأؤدي هذا الواجب قطعا، ولن أتهاون معها قط،
فإن شَقَّ عليها الصوم ما هَمَّني أمرها،
وإن تَمَلْمَلْت صَفَعْتُها لتعود رُشْدَها،
وإن ضَعُفَت صَبَّرتُها حتى يُبَاح لها مُشْتَهاها.
فلما علِمَت نفسي مني ذلك وأيقنت به سَلَّمَت واستسلمت، بل وطاعت وتطوعت، وتكيفت وتمتعت، وذلك بفضل من الله الذي خلقها.
أما صيام النفل:
فإن النفس فيه تعلم أنها بالخيار، وتعلم أنه لا إجبار، وهي بطبعها تميل إلى النَّيْل من كل لذة، وإلى العَبَّ من كل شهوة.
فإذا اختار قلبي التطوع بالصيام زاحمته نفسي وضَيَّقَت عليه، وفتحت عليه أبواب المشقات، ومسالك الأهواء، وألقت فيه أسباب التململ التي تدفع الصبر.
وتظل النفس تدافع القلب بهذه الأمور وهو يدافعها بالصبر حتى يغلب أحدهما الآخر.
فكم مِن مرة ذهبت إلى عملي صائما فأجد بعض زملائي قد أعدوا أطايب الطعام فتغلب نفسي قلبي فَتَعِبُّ من هذا الطعام عَبًّا.
وكم مِن مرة دافعها قلبي وغالَبَها حتى غلبها والأمر بينهما سجال، والأيام بين نفسي وقلبي في صيام النفل دول، يوم لها ويوم عليها.
أعانني الله وإياكم على نفوسنا، وجعل لقلوبنا عليها سلطانا وسطوة وقوة تدفع غَيْها وتُقِيم عُوَجَها.
اللهم آمين
د. محمد الجبالي.