لماذا : صيام النافلة أصعب من صيام رمضان؟!

د محمد الجبالي

Well-known member
إنضم
24/12/2014
المشاركات
400
مستوى التفاعل
48
النقاط
28
الإقامة
مصر
لماذا :
صيام النافلة أصعب من صيام رمضان؟!

لقد صُمْنا رمضان وتمتعنا بصيامه وقيامه، فقد كان لصيام رمضان لذة ومتعة.

وقد انقضى رمضان، ونرغب نحن المسلمين أن نصيب صيام الدهر بصيام ستة أيام من شوال.
(مَن صام رمضان ثم أتبَعَه سِتًّا منشوَّال، كان كصيام الدهر).

وها قد بدأنا صيام ست شوال، وفي صيامها أجد مشقة لم أجدها في صيام رمضان!!!
وأجد نفسي أحيانا تتململ، ولم تكن تجرؤ على ذلك في رمضان!!!
وأجدها إذا عرضت للملذات تشتهيها وترغب في النيل منها، ولم تكن تشعر بذلك في رمضان!!!

فلماذا؟!!!

وأجيب سائلا الله السداد:
إن صيام رمضان فرض واجب، وإن النفس مني تعلم أني سأؤدي هذا الواجب قطعا، ولن أتهاون معها قط،
فإن شَقَّ عليها الصوم ما هَمَّني أمرها،
وإن تَمَلْمَلْت صَفَعْتُها لتعود رُشْدَها،
وإن ضَعُفَت صَبَّرتُها حتى يُبَاح لها مُشْتَهاها.
فلما علِمَت نفسي مني ذلك وأيقنت به سَلَّمَت واستسلمت، بل وطاعت وتطوعت، وتكيفت وتمتعت، وذلك بفضل من الله الذي خلقها.

أما صيام النفل:

فإن النفس فيه تعلم أنها بالخيار، وتعلم أنه لا إجبار، وهي بطبعها تميل إلى النَّيْل من كل لذة، وإلى العَبَّ من كل شهوة.
فإذا اختار قلبي التطوع بالصيام زاحمته نفسي وضَيَّقَت عليه، وفتحت عليه أبواب المشقات، ومسالك الأهواء، وألقت فيه أسباب التململ التي تدفع الصبر.

وتظل النفس تدافع القلب بهذه الأمور وهو يدافعها بالصبر حتى يغلب أحدهما الآخر.

فكم مِن مرة ذهبت إلى عملي صائما فأجد بعض زملائي قد أعدوا أطايب الطعام فتغلب نفسي قلبي فَتَعِبُّ من هذا الطعام عَبًّا.

وكم مِن مرة دافعها قلبي وغالَبَها حتى غلبها والأمر بينهما سجال، والأيام بين نفسي وقلبي في صيام النفل دول، يوم لها ويوم عليها.

أعانني الله وإياكم على نفوسنا، وجعل لقلوبنا عليها سلطانا وسطوة وقوة تدفع غَيْها وتُقِيم عُوَجَها.
اللهم آمين

د. محمد الجبالي.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله تعالى خيرا وارى ان لذلك اسباب منها:
1- ان الله تعالى يعين عباده على مافرض عليهم اكثر مما جعله عليهم نافلة ولذلك ادلة لا مجال لذكرها هنا .
2- ان المسلم يصوم بمفرده او مع عدد قليل من عائلته النوافل على عكس صوم الفرض
الذي يصومه مع ملايين الناس
3- ان الجزاء على صوم الفرض اكبر فتشعر النفس بسهولته
والله تعالى اعلم
 
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لست متفقا معك أخي في سهولة الرضوخ إلى شهوة النفس في النفل دون الفرض وتقييدها وإرغامها بالحكم في الواجب دون المندوب، فمن عرف قدر الربح في المعاملة هانت عليه الصعاب، وكما قالت تلك المرأة العاقلة التي بتر أصبعها أو أصيب فابتسمت فقيل لها في ذلك فقالت:" أنستني حلاوة أجرها مرارة صبرها".

فمن عرف قدر الجنة وأنها سلعة الله الغالية التي فيها:" ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر" والتي موضع سوط فيها خير من الدنيا وما فيها، وأن أدنى مؤمن فيها -وليس فيها دنيء- يكون له عشر أضعافها ويرى ملكه من الجنان والحور الحسان والولدان والقصور والخيام مسيرة ألفي عام يرى أقصاها كما يرى أدناها كما وردت بذلك الأخبار...
من أيقن بذلك وعلم أن الارتقاء في درجات الجنان إنما هو بحسب الأعمال شمّر على ساعد الجد وتقرب إلى الله بما يحب من نوافل الطاعات والقربات.

فقد لاحت له أعلام الجنان وعلم أن هذه الدار هي محط السباق والرهان...
ورفع له شعار التنافس في ذلك النداء من الكريم الرحمن:" وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنات عرضها السموات والأرض"،" سابقوا إلى جنة عرضها كعرض السماء والأرض"...

وعلم أن أداء الفرائض أمر مشترك بين جميع أهل الإيمان وأن التمايز والتفاضل غالبا ما يكون بما زاد عليها من المندوبات ونوافل الأعمال...

لما علم ذلك كله جاهد النفس وجد في أن يكون له سهم بل سهام في جميع أبواب الخير والإحسان ومن ذلك الصيام الذي ورد في فضله كثير من الأحاديث عن خير الأنام عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام، ومن ذلك أن خص الله تعالى أهله بباب الريان يدخلونه دون سائر الأنام، وأنه سبحانه اختص الصيام لنفسه دون سائر الأعمال، مما يدل على عظم أجره الذي لا يقدره إلا خالق الأكوان...

وفضائل الصوم كثيرة مبثوثة في الصحاح وكتب السنن، ولعلي أذكر نفسي وإخوانني ببعضها:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا" متفق عليه.
و في الحديث القدسي:" كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي و أنا أجزي به..." متفق عليه.
و عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله مرني بعمل، قال عليك بالصوم فإنه لا عدل له..." صحيح الترغيب و الترهيب.
و في رواية للنسائي: قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم، فقلت يا رسول الله مرني بأمر ينفعني الله به، قال: عليك بالصيام فإنه لا مثل له"-صحيح سنن النسائي-.
و في رواية: قلت يا رسول الله دلني على عمل أدخل به الجنة، قال: عليك بالصوم فإنه لا مثل له"- صحيح ابن حبان-..و الأحاديث في ذلك كثيرة.

نسأل الله تعالى التوفيق والسداد وأن يحسن لنا الختام.
 
ماشاء الله تبارك الرحمن ادلة واجوبة رائعة تريح النفس والقلب وتُحفز على النوافل للتقرب الى الله ومنها الى الجنة
بارك الله فيكم وزادكم ايمانا ً وعلماً وفهماً
 
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم الاستاذ الفاضل ناصر عبد الغفور حياكم الله تعالى ان ما ذكرته في جوابي وهو ان النفس تميل الى الفرض اكثر من ميلها الى النافلة المقصود فيه عوام الناس وليس خواصهم وهذا تجده واضحا مثلا في قيام الليل وصيام الايام البيض وغيرها من النوافل والله تعالى أعلم .
 
عودة
أعلى