د محمد الجبالي
Well-known member
سأل أحدهم:
لماذا خص الله موسى عليه السلام بالرسالة والآيات من دون هارون عليه السلام مع أن هارون أفصح من موسى وأقوى حجة؟
فأجبته:
إن موسى وهارون عليهما السلام كلاهما نبي ورسول،
وقد نال هارون الرسالة والنبوة بشفاعة موسى، فقد سأل موسى الله النبوة لهارون:
(وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي)
[سورة القصص 34]
فأجاب الله عز وجل سؤال موسى، قال الله عز وجل:
(وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا)
[سورة مريم 53]
أما جواب سؤالك فهو: إن ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وليس لأحد أن يسأل في مثل هذا الامر ويقول: لماذا؟
وقد سأل مثل هذا السؤال مشركوا مكة قالوا:
(وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَٰذَا الْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ)
فرد الله عز وجل عليهم :
(أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)
[سورة الزخرف 32]
فليس لأحد أن يسأل مثل هذا السؤال، وقد يصح السؤال عن الحكمة منه، لكن ليس من الخير الاستطالة فيه وكثرة البحث، لأن ذلك يؤدي بالزلل في الفهم والاعتقاد.
وقد قال أخونا السائل: عندي وجهة نظر وتأويل لذلك لعله يصح.
فقلت: أخبرنا بما عندك.
فقال: إن موسى عليه السلام ذكر الصفات والمميزات التي يتميز بها هارون وليست في موسى.
لكن الله يعلم من موسى من الصفات الأخرى والتي هي أهم وأخطر في حمل الرسالة والقيادة فجعل موسى الأمير وجعل هارون الوزير.
فقلت : هذا تأويل حميد، لكن الأصل في هذا الأمر هو : ان الله يؤتي فضله من يشاء (أهم يقسمون رحمة ربك).
وقد يجوز لبعض أهل العلم أن يبحثوا في الحكمة منه، لكن الأفضل ترك البحث فيه، لأن القدم قد تزل حتى وإن علم.
والله أعلم
د. محمد الجبالي
لماذا خص الله موسى عليه السلام بالرسالة والآيات من دون هارون عليه السلام مع أن هارون أفصح من موسى وأقوى حجة؟
فأجبته:
إن موسى وهارون عليهما السلام كلاهما نبي ورسول،
وقد نال هارون الرسالة والنبوة بشفاعة موسى، فقد سأل موسى الله النبوة لهارون:
(وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي)
[سورة القصص 34]
فأجاب الله عز وجل سؤال موسى، قال الله عز وجل:
(وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا)
[سورة مريم 53]
أما جواب سؤالك فهو: إن ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وليس لأحد أن يسأل في مثل هذا الامر ويقول: لماذا؟
وقد سأل مثل هذا السؤال مشركوا مكة قالوا:
(وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَٰذَا الْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ)
فرد الله عز وجل عليهم :
(أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)
[سورة الزخرف 32]
فليس لأحد أن يسأل مثل هذا السؤال، وقد يصح السؤال عن الحكمة منه، لكن ليس من الخير الاستطالة فيه وكثرة البحث، لأن ذلك يؤدي بالزلل في الفهم والاعتقاد.
وقد قال أخونا السائل: عندي وجهة نظر وتأويل لذلك لعله يصح.
فقلت: أخبرنا بما عندك.
فقال: إن موسى عليه السلام ذكر الصفات والمميزات التي يتميز بها هارون وليست في موسى.
لكن الله يعلم من موسى من الصفات الأخرى والتي هي أهم وأخطر في حمل الرسالة والقيادة فجعل موسى الأمير وجعل هارون الوزير.
فقلت : هذا تأويل حميد، لكن الأصل في هذا الأمر هو : ان الله يؤتي فضله من يشاء (أهم يقسمون رحمة ربك).
وقد يجوز لبعض أهل العلم أن يبحثوا في الحكمة منه، لكن الأفضل ترك البحث فيه، لأن القدم قد تزل حتى وإن علم.
والله أعلم
د. محمد الجبالي