لماذا خالف حفص أصوله في ترك تحقيق همزتَي: ءأعجمي؟

إنضم
14/02/2013
المشاركات
14
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
لبنان
{}بسم1
حياكم الله مشايخ الإقراء في هذا الملتقى الكريم:
مذهب حفص تحقيق همزتي القطع المتتاليتين في القرآن الكريم .
إلا أنه خالف مذهبه في موضع في القرآن الكريم، في قوله تبارك وتعالى: ءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ [فصلت: 44] فسهل الهمزة الثانية.
قال الأزهري في معاني القراءات (2/ 352-353) :
قرأ أبو بكر وحمزة والكسائي (أَأَعْجَمِيٌّ) بهمزتين. وقرأ الباقون (آعْجَمِيٌّ) بهمزة مطولة.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ بهمزتين فالهمزة الأولى ألف الاستفهام، والثانية ألف (أعجم) .
وَمَنْ قَرَأَ بهمزة مطولة فإنه كره الجمع بين همزتين، فجعلهما همزة مطولة، كأنه همَز الأولى وخفف التي بعدها تخفيفا يشبه الألف الساكنة. ولا يجوز أن تكون ألفا خالصة؛ لأن بعدها العين، وهي ساكنة، وهذا قول الخليل وسيبويه.
وقال في التبصرة 666: فأما حفص فيجب أن يجعل الثانية بين بين لأنه أصل التسهيل، ولا يخرج عن الأصل بغير دليل، ولا علة تمنع منه، ولا رواية تدعو إلى خلافه.
فما هو التوجيه العلمي لهذه القراءة؟ ولماذا سهلت الهمزة هنا من بين سائر الهمزات المشابهة؟
 
الأخ الفاضل مصطفى ابو غنيم/ السلام عليك وعلى كل اخواني في هذا الملتقى القرآني

الأصل في كل اختلاف في ظاهرة صوتية أدائية أونحوية او بلاغية في القراءات، هو الرواية ولا خلاف على هذا الرأي حسب ما أظن.

أما التبريرات الصوتية لتسهسل حفص لهمزة أأعجمي فلا تنهض عندي لأن حفصا لم يسهل بل سهّل من روى له التسهيل فهو ناقل بخروجه عن أصله كما اصطلحنا.

ولا أقبل القول بأن الهمزتين في أأعجمي تبعهما حرف حلقي (الحاء الساكن) وفي هذا صعوبة بالغة لا يستطيع حفص تحمل أدائها ، فلماذا استطاع شعبة تحقيق ذلك أولاً وثانياً (سوءُ أعْمالهم)(هؤلاءِ أهْدى) أليست قد تُبعت الهمزتان بحرف حلقي ساكن فلمَ لم يُبدلهما كما فعل غيره.

ولو أردنا أن نبرر لاختيار خروجه عن أصله في هذا الموضع لا غيره، للزمنا الرجم بالغيب والتقوّل المحض وافتعال الاسباب نيابة عن قاريء عصره.

وأعتقد - والله العالم - وهذا رأي مني أراه أن حفصا(أو قل عاصماً) أرانا نموذجا من التسهيل هنا ونموذجا من الامالة هناك ونموذجا من اللاصلة في يرضه ونموذجا من صلة فيه، وأشكالا من مد المنفصل وووو....

وكل التبريرات البلاغية للظواهر الصوتية والنحوية الغير متفق عليها في القراءات غير ناهضة عندي وهي محض ظنون واهية واختيارات شخصية للباحثين لا أكثر ولا أقل.

عذرا هذا رأيي.
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته حياكم الله تعالى
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا...
الاصل في القراءة: الرواية والتلقي.
وقد يظهر للبعض من الحكمة ما يوجه القراءة وإن كان ليس علة لها..
ويظهر أن هذه الكلمة ((ءأعجمي)) قد تميزت وتفردت من بين سائر الكلمات التي تتالت فيها همزتان في القرآن الكريم بتلوّ شبه همزة وهو حرف (ع) ساكن، فتتالى شبه ثلاث همزات وليس ذلك إلا في هذه الكلمة، وإن كان قد ورد شبهه في كلمتين...
ويستأنس لهذا بتعليل الأزهري لترك الإبدال بتلو حرف العين الساكن على ما نقل عن الخليل وسيبويه..
وليس المقصود توجيه رواية حفص .. فحفص رحمه الله تعالى لا عمل له إلا الرواية ..
إنما المراد: الكشف عن لطيفةٍ في توجيه القراءة والرواية ؛ قد تظهر للمتأمل كما أشرتم في مقطع الفيديو مشكورين..
فليس في القرآن الكريم كلمة تتالت فيها همزتان في كلمة واحدة ثم تلاها شبه همزة إلا هذه الكلمة..
ويبقى الأمر محصوراً بإطار اللطائف والحكمة .. ولا تعليل ولا قياس مع الرواية والله تعالى أعلم
 
عودة
أعلى