العفو اخي الكريم...
لكن وجب التصحيح الاتي:
((انا حقيقة اری كما ذهب السادة المفسرون لا يليق بها ان تقول هذا بسبب ضر اصابها كما نهی النبي صلي الله عليه وسلم))
والصحيح كما ذهب بعض الساده المفسرون
فلقد عددت اكثر من سبع مراجع منها ما هو من امهات الكتب تبين وجود عدة مذاهب في هذه المساله واكتفي بنقل من تفسير الطبري وابن كثير والماوردي والوسيط لبيان وجود عدة اقوال فيها واحدى الاقوال خوفها من قذفها بالزنى وهو السبب في خروجها عليها السلام في بداية الامر من بين قومها :
عن السديّ، قال: قالت وهي تطلق من الحبل استحياء من الناس (يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا) تقول: يا ليتني مِتُّ قبل هذا الكرب الذي أنا فيه، والحزن بولادتي المولود من غير بَعْل(1).
وَقَالَ السُّدِّيُّ: قَالَتْ وَهِيَ تَطْلِقُ مِنَ الْحَبَلِ -اسْتِحْيَاءً مِنَ النَّاسِ: يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا الْكَرْبِ الَّذِي أَنَا فِيهِ، وَالْحُزْنِ بِوِلَادَتِي الْمَوْلُودَ مِنْ غَيْرِ بَعْل {وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا} نُسِيَ فتُرِك طَلَبُهُ، كخِرَق الْحَيْضِ إِذَا أُلْقِيَتْ وَطُرِحَتْ لَمْ تُطْلَبْ وَلَمْ تُذْكَرْ. وَكَذَلِكَ كُلُّ شَيْءٍ نُسِيَ وَتُرِكَ فَهُوَ نَسِيّ(2).
{قَالَتْ يَالَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا} فيه ثلاثة أوجه: أحدها: أنها خافت من الناس أن يظنوا بها سوءاً قاله السدي. الثاني: لئلا يأثم الناس بالمعصية في قذفها. الثالث: لأنها لم تَرَ في قومها رشيداً ذا فراسة ينزهها من السوء , قاله جعفر بن محمد رحمهما الله(3) .
{قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا}: يا ليتنى من قبل هذا الكرب الذي أنا فيه والحزن بولادتى المولود بغير بَعْلٍ، فهي مدفوعة إِلى هذا القول مما شعرت به من أَلم النفس استحياءً من الناس، وخوفا من لائمتهم وحذرا من وقوعهم في المعصية بما يتكلمون في عفتها، فقد توقعت فتنة شديدة بين أَهلها وذويها، وقذفا عنيفا يمس شرف أَصلها، وطهارة أَبيها وأُمها
فأَثار ذلك أَحزانها وجعلها بعد تمنى الموت تتمني أَن تُنسى فلا تذكر أَبدا حيث قالت:
{وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا}: أَي وكنت شيئًا تافها، يطرح فلا يتألم لفقده لتفاهته وعدم الاهتمام به، والمنسى الذي لا يخطر ببال أَحد من الناس، فذكره بعد. {نَسْيًا} لتأكيد إهمال هذا الشيء، وكأنها تريد كما قال أبو زيد: لم أَكن شيئًا قط، أو كما قال قتادة: شيئًا لا يعرف ولا يذكر ولا يدرى من أَنا (4).
..........................
1- ص 171 / ج 18
الكتاب: جامع البيان في تأويل القرآن
المؤلف: محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري (المتوفى: 310هـ)
المحقق: أحمد محمد شاكر
الناشر: مؤسسة الرسالة
الطبعة: الأولى، 1420 هـ - 2000 م
2- ص223 / ج 5
الكتاب: تفسير القرآن العظيم
المؤلف: أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي (المتوفى: 774هـ)
المحقق: سامي بن محمد سلامة
الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع
الطبعة: الثانية 1420هـ - 1999 م
3- ص 364 / ج 3
الكتاب: تفسير الماوردي , النكت والعيون
المؤلف: أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن حبيب البصري البغدادي، الشهير بالماوردي (المتوفى: 450هـ)
المحقق: السيد ابن عبد المقصود بن عبد الرحيم
الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان
4- ص 957 / ج 6
الكتاب: التفسير الوسيط للقرآن الكريم
المؤلف: مجموعة من العلماء بإشراف مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر
الناشر: الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية
الطبعة: الأولى، (1393 هـ = 1973 م) - (1414 هـ = 1993 م)