لماذا تكررت كلمة (الهدى ) ؟

البهيجي

Well-known member
إنضم
16/10/2004
المشاركات
2,401
مستوى التفاعل
70
النقاط
48
العمر
65
الإقامة
العراق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وعلى آله الطيبين ورضي الله تعالى عن صحابته الكرام .
 
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
 
السلام عليكم،
فى الآيات ببداية سورة البقرة نجد ايضا تكرار كلمة هدي "ذلك الكتاب لا ريب فيه
هدى للمتقين"
"الذين يؤمنون بما
أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون، أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون

إذا :
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ

القرآن هدى للناس بما فيه من تشريع لخير البشر وما فيه من حكم ومعانى قيّمة عن الحياة والكون لهدى الناس الصراط المستقيم،

وبيّنات من "الهدى" أى الكتاب الإلهي الأول المتمثل فى "صحف ابراهيم والتوراة والإنجيل" ، أى أن القرآن توضيح وتبيان لما إختلفوا فيه من أشياء ومعتقدات فى الكتب الأولى، وما يكتمه اليهود والنصارى وما يخفونه.

وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ
﴿99 البقرة﴾

إِنَّ الَّذِينَ
يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ ويلعنهم اللاعنون-159- البقرة

والله تعالى أعلم
 
على قاعدة: " تكرار النكرة يفيد أن لكل كلمة مكررة معنى جديد، وتكرار المعرفة يفيد أن الكلمة المكررة هي ذاتها ".

كتبت بقلم ثم كسرت قلماً : تعاملت مع قلمين مختلفين.
كتبت بقلم ثم كسرت القلم: تعاملت مع قلم واحد.

هدى للناس ..... وبينات من الهدى

الهدى الأول - والله أعلم - ما يحتويه القرآن من شرائع وعقائد وقصص وتزكية.
الهدى الثاني - والله أعلم - ما يحتويه القرآن من وجوه الإعجاز التي تثبت ربانية مصدره.

فكان كل نبي يأتي بكتاب ومعه معجزة مادية تؤيد صدق دعوى ربانية مصدره.
إلا محمداً صلى الله عليه وسلم فكتابه يحمل بين دفتيه ما يدل على ربانية مصدره.
 
هذا هو الهدى الأول:
...إن القرآن كان هو الرقيب على البشرية كيلا تزيغ عن هذه الأسس (عدة الشهور مثلا)، ولازال كذلك. بخلاف ما عاشته قرون قبل نزوله ضلت وأضلت إذ لم يكن لها بيان أو هدى. لقد سمى القرآن ذلك هدى، ولذا جاء في القرآن في معرض الامتنان بعد ذكر أمثال هؤلاء القرون أن القرآن بيان وهدى وموعظة: { قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (137) هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ } (آل عمران 137 - 138). وقوله: { وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ } (النحل 89). فهو تبيان لكل شيء، وهدى حتى لغير المسلمين في باب العلوم الكونية والتجريبية. وكلتا الآيتين جاءتا بعد ذكر الأمم السابقة. ونظيرها في قوله تعالى: {ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ} (الأَنعام 154). وفي عشر آيات أخر أمثالها، وإن هذه الثلاثيات التي يتوسطها الهدى (الهداية)، وأولها بيان وتفصيل كل شيء، وما جاء في القرآن من بسط تفاصيلها حقًّا لأكبر دليل يقوض رأي القائلين: "القرآن ليس كتاب علومٍ وكونيات"[5].
ومن الأكيد المُسَلَّمِ به أنه لولا القرآن لكانت البشرية تنظر إلى العلوم التي فُكَّتْ طلاسمها به سحرا وكهانة، وإلى ظواهر الكون أنها آلهة وأرباب، ولا مراصد ولا حساب ولا طب ولا كيمياء. فإن قيل إنها العلوم كانت قبل البعثة ولازالت، رُدَّ عليهم أن ذلك صنيع بقايا الوحي، لكنها مزجت ببضاعة كاسدة من أوهام الناس، فرحم الله البشرية أن ابتعث إليها نبيا رسولاً بالعلم، ورسالةً حُسنى زكية.
لقد صنع القرآن العقل العلمي المحيط بأساسياتٍ في العلوم كافة، وعلى مر السنين أثناء النبوة وبعدها أخذت تلك الأساسياتُ تنحو باتجاهات التفرع والغوص في دقائق المعرفة العلمية حتى ظهرت هامات علمية غيرت التاريخ الحضاري.

الهدى الأولى لصلاح المعايش.
وهي للناس كافةً لأن شهر رمضان معلمٌ مرجعي للمواقيتِ.
وهي غير كافية للسعادة والنجاة.

وأما الهدى الثانية فهي لصلاح الدين، كما في قوله سبحانه:
{قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدَى} (البقرة 120).
{قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللهِ} (آل عمران 73).

و"هدى" شهر رمضان الأولى كانت للناس كافةً في الزمن الأول قبل الشرك والكفر، لأنهم كانوا مسلمين كلهمْ، وكانَ شهر رمضان ولا يزالُ معلمًا مرجعيًّا للأهلة التي أخبر الله عنها بقوله: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ} ( البقرة 189).
ولا يزال الناسُ مخاطبين بالحجِّ جميعًا، ومن كان كافرًا لزمه الإسلامُ كشرط صحةٍ لإجابة التكليف، قال الله سبحانه:
{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} (آل عمران 96 - 97).

ومن ثَمَّ كان شهر رمضان هدى زمانيًّا للناس، والبيت الحرام هدى مكانيًّا للناس، للدين والدنيا جميعا.

والله أعلى وأعلم.
 
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم
جزاكم الله تعالى خيرا
قال ابن عاشور رحمه الله تعالى: وقوله :هدى للناس وبينات من الهدىحالان من القرآن إشارة بهما إلى وجه تفضيل الشهر بسبب ما نزل فيه من الهدى والفرقان .

والمراد بالهدى الأول : ما في القرآن من الإرشاد إلى المصالح العامة والخاصة التي لا تنافي العامة ، وبالبينات من الهدى : ما في القرآن من الاستدلال على الهدى الخفي الذي ينكره كثير من الناس مثل أدلة التوحيد وصدق الرسول وغير ذلك من الحجج القرآنية . والفرقان مصدر فرق ، وقد شاع في الفرق بين الحق والباطل ؛ أي : إعلان التفرقة بين الحق الذي جاءهم من الله وبين الباطل الذي كانوا عليه قبل الإسلام ، فالمراد بالهدى الأول : ضرب من الهدى غير المراد من الهدى الثاني ، فلا تكرار .
والله تعالى أعلم.
 
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ان الهدى الاول يطابق ما جاء في قوله تعالى( فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ) وهو لا إله إلا الله محمد رسول الله
اما الهدي الثاني فهو تفاصيل الدين ( بينات من الهدى والفرقان ) والله تعالى أعلم.
 
عودة
أعلى