لماذا تفرد الريح في القرآن الكريم وتجمع؟.. (دعوة للمدارسة)

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع لطيفة
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

لطيفة

New member
إنضم
15/07/2007
المشاركات
471
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
يذكر كثير من المفسرين أن الريح تفرد في القرآن الكريم إذا كانت في مقام العذاب ، نحو : (ريح صرصر عاتية) (الريح العقيم)
وتجمع في سياق الرحمة : (الله الذي يرسل الرياح بشرا بين يديه) ، ويستدلون بقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا)

فهل هذا القول على إطلاقه ؟

وماذا عن الآيات التي جمعت فيها الريح وهي في سياق الرحمة : ( حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة ..) ؟

وماذا عن الحديث السابق أهو صحيح ، وهل الاستشهاد به يقوي ذلك القول ؟

أسئلة تحتاج إلى المدارسة .. وكم أود أن يشاركنا أهل الحديث للدلو بدلوهم حول صحة الحديث ..
 
يذكر العلماء أن مثل هذه اللأمور ليست على إطلاقها، وإنما يمكن أن تكون قواعد أغلبية.
ويدل على هذا الآية التي أوردتها حيث تنقض الإطلاق.
كما ان في تعدد القراءات ما ينقض الإطلاق، حيث ان هناك مواضع اختلفت فيها الرواية بين الإفراد والجمع، فليس كل ما نقرؤه برواية حفص بالإفراد هو كذلك في باقي الروايات، والعكس بالعكس، ومحل تفصيل هذا كتب القراءات.
أما الحديث فلا يصح، وقد وأشار الألباني في الصحيحة 6/602 إلى أنه باطل، والله أعلم.
 
جاء في كتاب ؛
درة الغواص في أوهام الخواص ؛ للحريري :

(وذكر أهل التفسير أنه لم يأت في القرآن لفظ الأمطار ولا لفظ الريح إلا في الشر كما لم يأت لفظ الرياح إلا في الخير قال سبحانه في الأمطار "وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل" وقال عز اسمه في الريح "وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم" وقال في الرياح "ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات" وهذا هو معنى دعائه عليه السلام عند عصوف الريح "اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا" وأخبرني أبو القاسم إبراهيم بن محمد ابن أحمد بن المعدل قراءة عليه قال حدثنا القاضي الشريف أبو عمر القاسم ابن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي قال حدثنا أبو العباس محمد بن أحمد الأثرم قال أحمد بن يحيى وهو السوسي قال حدثنا علي بن عاصم قال أخبرني أبو علي الرجي قال حدثنا عكرمة عن ابن عباس رحمه الله قال هاجت ريح أشفق منها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استقبلها وجثا على ركبتيه ومد يديه إلى السماء ثم قال "اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابا" وذكر ابن عمر رضي الله عنه أن الرياح المذكورة في القرآن ثمان أربع رحمة وأربع عذاب فأما التي للرحمة فالمبشرات والمرسلات والذاريات والناشرات وأما التي للعذاب فالصرصر والعقيم وهما في البر والعاصف والقاصف وهما في البحر -ويقولون في ضمن أقسامهم وحق الملح -إشارة إلى ما يؤتدم به فيحرفون المكنى عنه لأن الإشارة إلى الملح غي ما تقسم به العرب هو الرضاع لا غير والدليل عليه قول وفد هوزان للنبي صلى الله عليه وسلم لو كنا ملحنا للحارث أو للنعمان لحفظ ذلك فينا أي لو أرضعنا له ... ) .
 
وجاء في كتاب ؛
الفائق في غريب الحديث و الأثر ؛ للزمخشريّ :

( كان صلى الله عليه وآله وسلم يقول إذا هاجت الريح: اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا.
عين الريح واو لقولهم: أرواح ورويحة. العرب تقول: لا تلقح السحاب إلا من رياح.
فالمعنى اجعلها لقاحا للسحاب، ولا تجعلها عذابا. ويصدقه مجيء الجمع في آيات الرحمة والواحدة في قصص العذاب... ) .
 
وفي كتاب الأم ؛ للإمام الشافعي :

(قال الشافعي: أخبرني من لا أتهم قال حدثنا العلاء بن راشد عن عكرمة عن ابن عباس قال ما هبت ريح إلا جثا النبي صلى الله عليه وسلم على ركبتيه وقال اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابا اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا قال قال ابن عباس في كتاب الله عز وجل إنا أسلنا عليهم ريحا صرصرا و ?إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم وقال ?وأرسلنا الرياح لواقح وأرسلنا الرياح مبشرات قال الشافعي: أخبرني من لا أتهم قال أخبرنا صفوان بن سليم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا وعوذوا بالله من شرها قال الشافعي: ولا ينبغي لأحد أن يسب الريح فإنها خلق الله عز وجل مطيع وجند من أجناده يجعلها رحمه ونقمة إذا شاء قال الشافعي: أخبرنا محمد بن عباس قال شكا رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم الفقر فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلك تسب الريح .. ) .
 
نكتة بلاغية

نكتة بلاغية

[align=right]

في قول ربنا عز وجل:

( حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة ..)

معنى بديع ؛ ذلك أن السفن إذا تحركن بريح واحدة كان ذلك أفضل قصد لها وأحمد

وإذا تعاكست عليها الرياح أضرت بها ومكنت منها المخاطر ،

فالريح للفلك رحمة والرياح لها مهلكة

قاله غير واحد من أهل التفسير

والله أعلم .
[/align]
 
للفائدة:

الموقع التالي مفيد ومختصر في تخريج الأحاديث، أدخل كلمة من الحديث المراد البحث عنه وتابع النتائج في ثوانٍ ..
 
شكر الله لكم إخوتي الأفاضل .. وأسأل الله لكم التوفيق والسداد..


ولايزال الموضوع مفتوحا للمدارسة
 
جزاكم الله جميعا خير الجزاء.
وإليكم الحكم على الكليتين-الريح و الرياح، والمطر- من الكتاب البديع: كليات الألفاظ في التفسير، للباحث بريك القرني-وهي رسالة ماجستير- سبق التعريف بها على هذا الرابط:

http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5532

* بعد ن ساق الأقوال ذكر الحكم على الكلية الأولى:
هناك وجهان من الإطلاقات، يمكن إخراج الكلية به في قالب منضبط:
1- جاءت الريح مفردة مع العذاب و الرحمة، ولم ترد في القرآن مجموعة "الرياح" مع العذاب، إلا في موطن الإسراء (فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم) وهذا على قراءة أبي جعفر.
2- كل ما في القرآن من لفظة "ريح" هكذا منكرة، فهي سياق العذاب إلا آية يونس "وجرين بهم بريح طيبة"، فهي ريح الرحمة الطيبة.
3- يمكن القول بأن أكثر القراء قرأوا بالجمع للرحمة، وبالإفراد للعذاب.
4- هناك آيات لا يظهر استخدام الريح أو الرياح، لا في سياق رحمة و لا عذاب، مثل آية الكهف (فأصبح هشيما تذروه الرياح) و الحج ( فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق).

*وأما ما يتعلق بالكلية الثانية -الواردة عرضا- في قوله:

جاء في كتاب ؛
درة الغواص في أوهام الخواص ؛ للحريري :

(وذكر أهل التفسير أنه لم يأت في القرآن لفظ الأمطار ولا لفظ الريح إلا في الشر ... ) .

فقد قال في حكمه عليها-أي ما يتعلق بالمطر-:
1- هذه الكلية أغلبية الحكم، وليست مطردة كما أطلقت.
2- ما سمى الله (المطر) في القرآن إلا عذابا، باستثناء آية النساء: (إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى) إذ المطر ههنا بمعنى الغيث، وهو رحمة لا عذاب.
3- لكم قد يقال : إن آية النساء المتقدمة (إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى) لا تخرج عن القاعدة؛ لأن ما أصابهم من المطر أذى و كونه مما يتأذى منه ليس فيه رحمة، وعليه فهذه الآية تلحق ببقية المواطن الأخرى، ولكن الأظهر أن هذا الموضع يستثنى من الكلية؛ لأنه وإن لحق منه أذى لكنه ليس مطر عذاب و هلاك، والله أعلم.
انتهى كلامه -وفقه الله-
 
عودة
أعلى