د محمد الجبالي
Well-known member
سؤال شغلني:
في أواخر سورة التحريم:
لماذا أوجز القرآن في التمثيل للكافرين بقصة امرأة نوح وامرأة لوط، وفصَّلّ في التمثيل للمؤمنين بقصة امرأة فرعون وقصة مريم؟
وبعد تأمل وتدبر وفقني الله للجواب وهاهو:
لقد جمع الله امرأة نوح وامرأة لوط كلتيهما في مثال واحد موجز قصير في آية واحدة من غير تفصيل،
قال الله تعالى:
(ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ).
لقد أوجز القرآن في قصتيهما بغضا للإطالة في ذكرهما، وبغضا في تفصيل سيرتهما، وتحقيرا لشأنهما، وليعلم الكافرين هوانهم على الله.
أما مع آسيا زوجة فرعون ومع مريم فقد جعل لقصة كل منهما مثالا قائماً ، وفصل وأطال في ذكر تفاصيل حياة كل منهما وسيرة كل منهما تكريما لهما، وتشريفا وتعظيما، وحبا ورغبة في ذكرهما، ولتكون كل منهما أسوة ومثالا ليقتدى بهما.
قال الله عز وجل:
(وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ).
والله أعلم
هذا اجتهاد مني، وأستغفر الله إن كنت زللت، وأحمده وأشكر فضله إن كنت أصبت.
د. محمد الجبالي.
في أواخر سورة التحريم:
لماذا أوجز القرآن في التمثيل للكافرين بقصة امرأة نوح وامرأة لوط، وفصَّلّ في التمثيل للمؤمنين بقصة امرأة فرعون وقصة مريم؟
وبعد تأمل وتدبر وفقني الله للجواب وهاهو:
لقد جمع الله امرأة نوح وامرأة لوط كلتيهما في مثال واحد موجز قصير في آية واحدة من غير تفصيل،
قال الله تعالى:
(ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ).
لقد أوجز القرآن في قصتيهما بغضا للإطالة في ذكرهما، وبغضا في تفصيل سيرتهما، وتحقيرا لشأنهما، وليعلم الكافرين هوانهم على الله.
أما مع آسيا زوجة فرعون ومع مريم فقد جعل لقصة كل منهما مثالا قائماً ، وفصل وأطال في ذكر تفاصيل حياة كل منهما وسيرة كل منهما تكريما لهما، وتشريفا وتعظيما، وحبا ورغبة في ذكرهما، ولتكون كل منهما أسوة ومثالا ليقتدى بهما.
قال الله عز وجل:
(وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ).
والله أعلم
هذا اجتهاد مني، وأستغفر الله إن كنت زللت، وأحمده وأشكر فضله إن كنت أصبت.
د. محمد الجبالي.