لماذا أقسم الله بالضحى والليل اذا سجى ؟؟

إنضم
14/07/2017
المشاركات
129
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الجزائر
..القسم بالواو، في مثل (والضحى) غالباً، أسلوب بلاغي لبيان المعاني، بالمدركات الحسية. وما يلمح فيه من الإعظام، إنما يقصد به إلى قوة اللفت. واختيار المقسم به تراعى فيه الصفة التي تناسب الموقف. وحين نتتبع أقسام القرآن في مثل آية الضحى، نجدها تأتي لافته إلى صورة مادية مدركة وواقع مشهود، توطئة بيانية لصورة أخرى معنوية مماثلة، غير مشهودة ولا مدركة، يماري فيها من يماري: فالقرآن الكريم في قسمه بالصبح إذا أسفر، وإذا تنفس، والنهار إذا تجلى، والليل إذا عسعس، وإذا يغشى، وإذا أدبر، يحلو معاني من الهدى والحق، أو الضلال والباطل، بماديات من النور والظلمة. وهذا البيان المعنوي بالحسي، هو الذي يمكن أن نعرضه على أقسام القرآن بالواو، فتقبلها دون تكلف أو قسر في التأويل.
المقسم به في آيتى الضحى، صورة مادية وواقع حسي، يشهد به الناس في كل يوم تألق الضوء في ضحوة النهار، ثم فتور الليل إذا سجا وسكن. دون أن يختل نظام الكون أو يكون في توارد الحالين عليه ما يبعث على إنكار، بل دون أن يخطرعلى بال أحد، أن السماء قد تخلت عن الأرض وأسلمتها إلى الظلمة والوحشة، بعد تألق الضوء في ضحى النهار، فأي عجب في أن يجيء، بعد أنس الوحي وتجلي نوره على المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، فترة سكون يفتر فيها الوحي، على نحو ما نشهد من الليل الساجي يوافي بعد الضحى المتألق!
هذا هو ما نطمئن إليه في التفسير البياني للقسم بالضحى والليل إذا سجا، ولا أعرف - فيما قرأت - أحداً من المفسرين التفت إلى هذا الملحظ التفاتاً واضحاً متميزاً، وإن يكن بعضهم قد استشرق له من بعيد، لكن وسط حشد من تأويلات شتى، لا تخلو من تكلف وإغراب.
منهم "فخر الدين الرازي، ونظام الدين النيسابوري" فقد ذكرا في حكمة القسم بالضحى والليل إذا سجي، وجوهاً "منها: كأنه تعالى يقول الزمان ساعة فساعة، ساعة ليل وساعة نهار، ثم يزداد؛ فمرة تزداد ساعات الليل وتنقص ساعات النهار، ومرة بالعكس، فلا تكون الزيادة لهوى.."
- التفسير البياني للقرآن الكريم , عائشة عبد الرحمن " بنت الشاطيء" 26/1. بتصرف في النقل.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . اللهم لك الحمد اللهم لك الحمد اللهم لك الحمد.
موضوع القسم يوجد كتاب لابن القيم بعنوان التبيان في أقسام القرآن تناول فيه موضوع القسم والمناسبات بين المقسم به والمقسم عليه وحذف الأداة . كتاب مفيد جدا يمكنك تحميله والاستفادة منه.
 
بارك الله فيك أختي رزان الخير.. وجزاك خيرا على الإفادة , وأنا إنما نقلت هذا النص من "التفسير البياني " للأستاذة بنت الشاطيء , لما راقني فيه من لفتات بيانية , ترتبط بتوضيح العلاقة بين " حركة الضحى " , و"سكون الليل", وما يقابلها من مشهد " حيوية الوحي " و"فتوره" , بما في ذلك من تصوير البعد النفساني الذي يعيشه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم , وتطمينه إلى أن توالي أحوال الوحي مثل تعاقب الضحى , والليل اذا سجى.. فهي ظاهرة قدرية ليس لها أي إرتباط بمعنى التخلي, والترك, والتوديع..
 
عودة
أعلى