لماذا أتى السمع مفرداّ والأبصار بالجمع؟؟؟؟

إنضم
06/03/2009
المشاركات
32
مستوى التفاعل
0
النقاط
6


لِمَاذَا أَتَى السَّمْع مُفْرَداً وَالأَبْصَار جَمْعاً فِي القُرْآن ؟


الشيخ عصام بن صالح العويد -حفظه الله تعالى-


السؤال:
أسأل عن الآية:{ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ....}، كلمة السمع مفردة مع أننا نسمع بأذنين اثنتين، كلمتا الأبصار ( وكذلك الأفئدة، في آيات أخرى ) جمع مع أننا نرى بعينين اثنتين ؟

الإجابة:

بدءاً ؛
أشكرك على هذا السؤال الجميل، والآية في سورة يونس (31):{قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ}...

أما الجواب: فلأمرين اثنين:

الأول: لأن السمع لا يمكن أن يدرك عدداً من المسموعات ــ إدراكاً معه فهم وضبط ـ في وقت واحد أبداً، فلا يمكن للسمع أن يسمع كلمتين في وقت واحد ويفهمهما جميعاً فهماً واضحاً كما هو معلوم ظاهر، ومن أراد أن يجرب فليضع في أذنيه سماعتين اثنتين وليحاول أن يفهم في وقت واحد كلا الكلامين فهماً واضحاً.

أما البصر؛ فيمكن أن يدرك بوضوح أكثر من شيء واحد في الوقت نفسه، فيمكن أن يرى شخصين أو سيارتين في الوقت نفسه فيميز هذا من ذاك دون عناء.

أما الفؤاد ـ وهو العقل القلبي الذي له ارتباط بالعقل في الدماغ ـ؛ فكذلك أيضاً، بدليل أن الإنسان يؤدي عدداً من الأعمال في وقت واحد، فيتكلم ويتحرك وينظر ويسمع ونحو ذلك في وقت واحد دون تداخل، فسبحان من أتقن كل شيء خلقه تعالى.

ولعل هذا كاف في إيضاح الفارق بينهما، ولمن أراد التوسع أذكر الأمر الثاني.

الثاني ـ من جهة اللغة ـ: فلأن السمع مصدر، والمصدر لا يجمع، أما الأبصار والأفئدة فأسماء مجموعة، ولعل هذا التغاير بينهما من جهة اللغة في التعبير عن السمع بالمصدر وعن البصر والفؤاد بالاسم؛ إشارة إلى التغاير بينهما من جهة الخلق، فإن حاسة البصر والفؤاد إرادية راجعة إلى اختيار الإنسان، فهو يبصر ويفكر بما شاء دون إجبار في الأحوال الاعتيادية، فيستطيع أن يغمض بصره عن هذا ويترك التفكير في ذاك غالباً.

أما السمع فهي حاسة لا إرادية، فالإنسان لا يستطيع أن يُصِّم سمعه كما يستطيع أن يغمض عينيه، بل يسمع جميع الأصوات التي حوله إجباراً لا اختياراً، والله أعلم.

للاستزادة ينظر:
إعراب القرآن للدرويش (1/29)، وتفسير الرازي لسورة السجدة، وغيرها كثير.
 
أخي الكريم : جزاك الله خيرا على الفائدة ..
ولكن على تسليم هذا التحليل - على ما فيه - كيف يوجه الشيخ هذه الآية : {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء : 36]
وقد ورد السمع والبصر والفؤاد مفردا.
وهناك 7 آيات أفرد فيها البصر ، وآيتان أفرد فيهما الفؤاد. فما العلة في ذلك ؟
 
علّة ذكر البصر منفرداً

علّة ذكر البصر منفرداً

أخي الكريم : جزاك الله خيرا على الفائدة ..
ولكن على تسليم هذا التحليل - على ما فيه - كيف يوجه الشيخ هذه الآية : {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء : 36]
وقد ورد السمع والبصر والفؤاد مفردا.
وهناك 7 آيات أفرد فيها البصر ، وآيتان أفرد فيهما الفؤاد. فما العلة في ذلك ؟
أخي الاستاذ ابراهيم : سلام عليك
المهم في الفكرة أن السمع لم يُذكر إلا مفرداً لأنه أبداً لا يثنى ولا يجمع . كما ذكر أخينا. وهنا هو مربط الفرس . أما كون البصر ذكر مفرداً فهذا لا ينفي العلة التي ذكرت السمع مفرداً . هذا من ناحيّة . ومن ناحية أخرى فإن هذا الموضوع طرق كثيراً حتى صمّ الآذان فأصبحت لا تكاد تسمع . أما علّة ذكر البصر والفؤاد منفرداً في مواضع . فهذا سؤال آخر يحتاج الى بحث آخر
 
راجع العنوان والمشاركات ؛ فالعلة من خلال طرح الشيخ يعممها ، وهي ليست كذلك .
 
الأخ ريان اللويمي حفظك الله
لي تعقيب وتوضيح لما تفضل به الشيخ عصام بن صالح العويد -حفظه الله تعالى حول إفراد السمع وجمع الأبصار

الحقيقة كلام الشيخ من وجهة نظري غير دقيق
حيث قال

أما الجواب: فلأمرين اثنين:

الأول:
لأن السمع لا يمكن أن يدرك عدداً من المسموعات ــ إدراكاً معه فهم وضبط ـ في وقت واحد أبداً، فلا يمكن للسمع أن يسمع كلمتين في وقت واحد ويفهمهما جميعاً فهماً واضحاً كما هو معلوم ظاهر، ومن أراد أن يجرب فليضع في أذنيه سماعتين اثنتين وليحاول أن يفهم في وقت واحد كلا الكلامين فهماً واضحاً.

أما البصر؛
فيمكن أن يدرك بوضوح أكثر من شيء واحد في الوقت نفسه، فيمكن أن يرى شخصين أو سيارتين في الوقت نفسه فيميز هذا من ذاك دون عناء.

قال الله تعالى في سورة الأحقاف
وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا ۖ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ (29)
هناك فرق كبير بين "السمع" و"الاستماع" و"الإصغاء" و"الإنصات"..
ف"السمع" حاسة التقاط الصوت عفويا بدون قصد المستمع (مثل سماعك صوت موسيقى تنبعث من السيارة بقربك)
أما "الاستماع" ففعل يقصد منه استراق السمع وتمييزه جيدا (كأن تفتح نافذة سيارتك كي تستمع للموسيقى السابقة)
وفي حال أعجبك الصوت ستدخل مرحلة "الإصغاء" حيث التركيز وتفاعل القلب والمشاعر..
أما "الإنصات" فشرط للإصغاء الجيد يتطلب إلغاء الضوضاء وإسكات بقية الأصوات( كأن تطلب من الأطفال السكوت
حتى تستمع بشكل أفضل!
وهذه الحالات الأربع فرق بينها القرآن بطريقة بليغة ودقيقة ومناسبة للموقف... فحالة السمع العفوي
مثالها "وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه"
وحالة الاستماع بقصد "وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن"
أما الإصغاء التام فمثاله "وإن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما"
أما طلب الصمت بغرض الاستماع والإصغاء فمثاله (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون"!

الآن لندخل لملعب كرة قدم ونغلق أعيننا نسمع عدداً كبيراً من الأصوات ندرك أن هناك عدداً كبيرا من الناس وأصوات مختلفة في هذا المكان
أما إذا دخلت للمنزل لاأسمع مثلاً إلا صوتاً
نحن لانريد مرحلة تحليل الأصوات وأن نفهم كلمتين بآن واحد كما قال الشيخ
نحن في عملية السمع
عملية البصر أيضاً نفس الأمر يسقط على الشبكية صورة لعدة أشخاص بآن واحد في الملعب
ثم يقوم المخ بعملية التفسير
يدخل عليك شخصان بآن واحد كل منهما قال مرحبا بآن واحد تستطيع أن تعرف من هما إذا كنت مغمض عينيك وإذا كنت سمعتهما من قبل وإذا لم تسمعهما من قبل تعرف أنهما شخصان
يقول الشيخ
حاسة البصر والفؤاد إرادية راجعة إلى اختيار الإنسان، فهو يبصر ويفكر بما شاء دون إجبار في الأحوال الاعتيادية، فيستطيع أن يغمض بصره عن هذا ويترك التفكير في ذاك غالباً.

أما السمع فهي حاسة لا إرادية، فالإنسان لا يستطيع أن يُصِّم سمعه كما يستطيع أن يغمض عينيه، بل يسمع جميع الأصوات التي حوله إجباراً لا اختياراً، والله أعلم.

يغمض الإنسان بصره ... هل يقصد الشيخ يغمض عينيه
إذا كان الأمر كذلك فهو له علاقة بآلية العين وتحليل المخ للصورة
أما البصر فأنا أمشي أو أجلس وكل مايقع عليه بصري لاإرداي ولكن إن تمعنت في الشيء ودققت فيه (سيارة حمراء موديل حديث النمرة 44444 لشخصين) هنا تكون المرحلة إرادية فأغمض عيني إذا كان الأمر سيء أو لاأغمض فهو إرادي
السمع نفس الأمر كما للعين جفون يوجد للإنسان أصابع يسد أذنيه فلا يسمع شيئاً
هل يمكن أن نجمع كلمة سمع
معنى سمع في معجم المعاني الجامع
سَمع: ( اسم )
الجمع : أَسماعٌ
السَّمْعُ : قوَّةٌ في الأُذُن بها تدرك الأَصوات
السَّمْعُ : الأُذُن
السَّمْعُ : المسموعُ

مختار الصحاح
س م ع : السَّمْعُ سمع الإنسان يكون واحدا وجمعا كقوله تعالى { ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم } لأنه في الأصل مصدر قولك سَمِعَ الشيء بالكسر سَمْعاً و سَماعا وقد يجمع على أسْماعٍ

المعجم: الغني
سَمْعٌ :
جمع : أسْمَاعٌ . [ س م ع ]. ( مصدر سَمِعَ.
حَاسَّةُ السَّمْعِ :- : الأُذْنُ الَّتِي يَسْمَعُ بِهَا الإِنْسَانُ والحَيَوانُ .


هناك قراءة شاذة نسبت لابن أبي عبلة قرأها (وعلى أسماعهم)

وفي الشعر العربي
يقول الشاعر
لـُـغـَــة ٌ إذا وَقـَعَـتْ عَـلى أسْـــماعِـنا ... كـانـَتْ لـنـا بَــرْدًا عَـلى الأكـْــــــبادِ
سَــتـَظـَلُّ رابـِطـة ً تـُـؤَلـِّـفُ بَـيْـنـَـنــــا ... فـَهـِيَ الـرَّجـاءُ لِـنـاطِـق ٍ بالضَّـادِ

أنا مثلكم أيها الأحبة أبحث عن الإجابة الشافية الكافية
وفقني الله وإياكم لمعرفة الحق
والسلام عليكم
 
عودة
أعلى