للوصول إلى موضوع أطروحتك العلمية!!

إنضم
03/02/2005
المشاركات
100
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الأحساء
للوصول إلى موضوع أطروحتك العلمية!!

يقع البعض من الدارسين في حيرة كبيرة أثناء اختيارهم موضوعاً لأطروحتهم العلمية, فتجد الواحد منهم يستغرق الأيام والشهور في البحث عن موضوعٍ مناسب له؛ ولعل السبب في ذلك ناتج عن أمور أهمها الآتي:

(1) ضعف التكوين العلمي لدى الدارس, وعدم تطوير نفسه.

(2) اعتماده على شخصياتٍ علميةٍ قد تُيَسر له مطلوبه دون بذل الجهد والطاقة بالتأمل والتفكير, مما يؤدي به إلى الإتكالية وعدم الاعتماد على النفس, وقد لاحظت بعضاً من هؤلاء النوع أثناء دراستي معهم, فتجدهم طفيلين يأكلون على موائد الغير, ويظهر ذلك جلياً في ضعف موضوعاتهم أو هشاشة طرحها.

(3) انشغاله بأمورٍ أخرى تُعيقه عن التفكير في قضايا البحث العلمي, وقد قالوا قديماً: "لو كُلفتُ شراء بصلة ما فهمت مسألة", فليت الأمر يقتصر في زماننا هذا على شراء البصل أو حاجيات البيت بل أصبح بعض الدارسين منشغلاً بنشاطات مختلفة لا تمت للبحث بصلة كالتجارة, أو بيع وشراء العقار أو المشاركة بالأسهم ونحو ذلك, أو بتجمعات مستمرة مع الأسرة أو الأصدقاء, أو المشاركة ببعض الأعمال الدعوية والخيرية, فهذه الأمور مما تشتت العقل وتُلهيه عن الحياة العلمية.

ولذلك فإني أنصح الدارسين بأن يبتعدوا عن كُلِّ ما يُشَوِّش أذهانهم ويُكَدِّر صَفوها, وأُحبُ أن أرشدهم إلى بعض الطرق التي تُوصلهم للحصول على فكرة موضوع أطروحتهم العلمية وذلك في أمرين:

الأول: حَدِّد الموضوع العام الذي تميل إليه (مناهج المُفسرين, التفسير, علوم القرآن, أصول التفسير, تاريخ التفسير, موضوعات قرآنية..وهكذا), ثُمَّ ابدأ بقراءة كل ما كتب –قدر الاستطاعة- حول هذا الموضوع, وسجل كل ما يطرأ على فكرك من المعلومات والأفكار والنتائج, ثُمَّ حاول أن تنظر وتتأمل فيما سجلت وسوف تجد بإذن الله تعالى خيوطاً ذهبية تُرشدك إلى ما تصبو إليه!!

الثاني: اغتنم المواطن التي هي مظان الأفكار العلمية لتخصصك, فقد تجد فيها فكرة أو مشروعاً قد لا تجده في مكانٍ غيره, كالحوار على مقاعد الدرس العلمي مع الأستاذ, أو أثناء المحادثة واللقاء مع أصحاب التخصص في المجالس العلمية أو المنتديات كهذا الملتقى المبارك.

وختاماً: فهذه بعض الأفكار أحببت أن أضعها بين أيديكم علَّها أن تجد قبولاً أو نفعاً فيعمني الأجر والبركة.

حُرر ليلة السبت 3/5/1426هـ
 
بورك فيك أخي عبد العزيز ، ولقد طرحت موضوعًا جديرًا بالمتخصصين العناية به مرة بعد مرة .
ولقد يؤلمك حينما ترى بعض المتخصصين الذين تميزوا برسائلهم العلمية لكن لا تجد لهم أثرًا بعدها ، فقد انشغلوا بأمور الحياة ، وانخرطوا في مساعيها .
وليس ذلك مما يؤخذ عليهم من حيث الأصل ، إذ لابد من السعي والعمل ، لكن أن يشغلهم عن متابعاتهم العلمية ذلك هو المعيب .
وكم يؤلمك أيضًا صورة قد عشتها ، حيث كنت مع بعض المتخصصين نتجاذب أطراف الحديث العلمية ، وكان معنا أحدهم ، وقد انشغل بجواله طوال لقائنا ، وتسمعه هامسًا بين فترة وفترة : ( بع ) ، ومرة ( اشتر ) ، ومرة ( انظر أسهم الشركة الفلانية ) ، وهكذا طوال جلستنا ، فهل هذا يمكنه أن يقدم لنفسه ولتخصصه شيئَا ؟!
والمشكلة أن مثل هذا من القضاة في أمور الرسائل العلمية الذين يكون لهم صوت في القبول والرفض ، وياليته يعطي مخططات طلاب الدراسات العليا وبحوثهم هذه الأهمية التي يوليها لأسهمه .
أعود فأقول : إن المبالغة في الانخراط في أمور الحياة وترك الجانب العلمي الذي تخصص فيه الإنسان عيب أي عيب ، فهل ياترى كانت النية فاسدة من قبل ؟ أم يا ترى حدث هذا الانصراف بعدُ ؟ اللهم استعملنا في طاعتك .
كم نتمى أن يكون عندنا مثل عبد الله ابن المبارك العالم العابد المجاهد التاجر الكريم ، لكن كم منا سيكون هكذا ؟
إنك لتأسف كل الأسف حينما تجد المتخصصين يعملون في غير تخصصاتهم ، ثم يأتي من يتطاول على تخصصهم ، ويلقي دروسًا فيه ، ويلقي محاضرات ، ويكتب كتبًا ، ويكون أحسن المتخصصين حالاً من يكون قد اطلع على مثل هذا وانتقده شفاهًا قي مجالسه .
إن هذا الذي تسلق سور تخصصكم ما دعاه لذلك إلا لأنه لم يوجد فيكم من يسد تلك الثغرة ، ولا أحب أن أذكر أمثلة ، فالخبير بأمور الكتب وما يُطرح في الإذاعات والأشرطة يظهر له ذلك جليًّا .
فالله الله يا أهل التخصص ، فأنتم متخصصون في أمر لا يجادل مسلم في فضله ، فأين أنتم ؟
 
جزاك الله خيرا اخي الفاضل عبد العزيز على تناولك هذا الموضوع ولقد تذكرت خطبة لفضيلة الشيخ محمد الهبدان تناول ذلك ولكن من جانب آخر .
وأقول إن طالب العلم هذا الزمان قليل والصادق والمهتم والعازم على اكمال مشواره اقل

ولا شك ان استبعاد الهدف وهو الابحار في تخصص ما والنظر فيما يحمله وما هي عجائبه كان أهم اسبابه عدم القصد له

فالحياة قصيرة ولا تلبي جميع الاحتياجات فمن لقاء دعوي الى مجلس احتسابي الى محاضرة الى صلة رحم الى درس الى عمل الى مواعيد الى الى والكثير مما تعتريه حياة الطالب فينشغل كثيرا

ولا شك ان مخالطة الناس والصبر على اذاهم افضل من عدم مخالطتهم وعدم الصبر على اذاهم

وعلى ذلك كله فيجب على الطالب أن يتمسك بهدفه حق التمسك ويعمل على تحقيقه ويهمش غيره إلا في الضروريات ويعمل على استغلال الثانية فإن كانت البصلة قد شغلتهم فما بالك اليوم بنا

ومن حهة اخرى أقول في الطلب كم يقضي الطالب في الماجستير والدكتوراه من وقت ثمين في البحث على مسألة واحدة الجواب سنوات

فلو كانت تلك السنوات في قراءة امهات الكتب كالمغني والمجموع والمحلى والمبسوط وغيرها في علم الفقه مثلا لأنهاها وجمع بذلك علوما كثيرة جدا



وعليه فقس أحيانا يقف الطالب على مسألة معينة يقضي فيها الشهور كالتصوير مثلاً بينما لو توصل الى حد ما في البحث فيها وانتقل الى غيرها لكان في وجهة نظري افضل ولا يعني ذلك تركها بالكلية ولكن استغلال الوقت فيما فيه نفع اكثر.

وأعجب كثيرا عندما يتصل طالب علم يسأل عن مسألة ببسيطة تجدها في متناول يده على رف مكتبته ويسأل عنه نعم لو كان يريد التأكد او هو على عجل أو نحو ذلك لقلنا نعم لكن الى الله المشتكى

ومثل هذه الامور هي التي تجعل البعض يطلب من غيره مقالا او اسناد حديث ودرجة صحته ونحو ذلك او بحث مسألة ما وهو مشغولا على الاسهم او ..

واقول الله الله في التخصص مع عدم اهمال غيره وكذا مخالطة الناس مع عدم مضيعة الوقت والهدف المطلوب

والله تعالى اعلم.
 
عودة
أعلى