للمشاركة: بين يدي معرض الرياض للكتاب ... وصايا و توجيهات

إنضم
03/03/2007
المشاركات
344
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
الإقامة
الرياض
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
نبارك لكم قرب حلول معرض الرياض للكتاب و هذه وصايا أبتدئ بها الحديث بتوجيه الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز الهدلق -وفقه الله:

أبارك لإخوتي قرب حلول معرض الكتاب ، وأذكرهم بأن معرض الكتاب ظاهرة أكبر من أن تختزل في صورة قارىء وكتاب فقط .. فهو أيضا سوق اقتصادية قائمة ، وموسم ثقافي ماتع ، وملتقى اجتماعي حافل
..
هذه بعض الوصايا التي خرجت بها من زياراتي لمعرض الكتاب أهديها لإخوتي القراء عسى أن تكون نافعة مفيدة..
1- استعن بدليل المعرض فهو يوفر لك الجهد والمال والوقت .
2- تاجر الكتب لا يتعامل مع الكتاب بذاك الاحترام الذي تظن ، فهو يتعامل معه كما يتعامل كل تاجر مع سلعته ، اجعل هذا المعنى دائما نصب عينيك ..
3- إذا اقتنيت الطبعة الأولى من كتاب فلا تحرص على شراء طبعته الثانية وإن كتب عليها " منقحة مزيدة " .
4- احرص على زيارة المعرض في أوله ووسطه وآخره .. في أوله لئلا تنفد بعض الكتب المهمة ، وفي وسطه لأن بعض الباعة يؤجل شيئا من العناوين فلا يطرحها أول المعرض وذلك لإعادة جذب الزبائن " اعد قراءة الفقرة الثانية ".. وفي آخره حيث ترخص الأسعار .
5- لا تحرص كثيرا على دخول دور النشر في بلدك فهي في متناول يدك طوال السنة .
6- أجل شراء الكتب ذوات الأجزاء إلى آخر أيام المعرض فهي في الغالب لا تنفد . " تنفد كذا بالدال وليس بالذال كما يكتبها بعض الإخوة" .
7- تتفاوت أسعار الكتب تفاوتا كبيرا بين دور النشر فاحرص على المقارنة بين الأسعار " بعض الأسعار في دليل المعرض يختلف عن الواقع".
8- حاول أن تحسن تدبير المبلغ الذي اعتمدته لشراء الكتب ، قسمه على أيام المعرض ولا تنفقه في أوله لئلا تقعد في آخره محسورا !
9- فكرة التنقل بين دورالنشر مع صديق ليست فكرة عملية ، تفرقا واتفقا على موعد تلتقيان فيه للراحة وتبادل المعلومات عن الكتب .. " بالنسبة للبلاد التي أكرمها الله سبحانه برجال الحسبة المباركين فلا يستحب اصطحاب صديقة أصلا !
10- يعمد بعض أصحاب دور النشر إلى وضع نسخة أو نسختين من الكتاب على الطاولة ليوهم بأنها كل ما تبقى من كمية الكتاب ، لا تنخدع فالأمر ليس كذلك ولا سيما في أول أيام المعرض
11- أجل شراء الكتب ذوات الأجزاء إلى حين وقت انصرافك من المعرض لئلا تثقل عليك .
12- إذا كنت تقطن خارج البلد الذي يقام فيه المعرض فاحرص على أن تسكن بعيدا عن المعرض لتوفر مبالغ لشراء الكتب .. لأن المؤجرين يستغلون قربهم من المعرض فيرفعون الأجرة .
13- لا تزر أماكن الجهات الحكومية فهي مضيعة للوقت ..
14- احرص على شراء الطبعات الحديثة :1430-1431-1432.. كثير من الطبعات القديمة ستجده على رفوف المكتبات طوال السنة .
15- لا تظهر للبائع فرحك برؤية الكتاب 16- لا تتبسط في
الحديث مع كل من لقيت من معارفك ، فهذا يضيع عليك الوقت .
17- بالنسبة للأخوات الكريمات : كتب الطبخ غالية الثمن ، ومن كتاب " أبلة نظيرة " في الطبخ إلى يومنا هذا والطباخون يسرق بعضهم من بعض الأكلات والمقادير – هم يمارسون الشيء نفسه الذي يفعله أهل الفكر ! – لا تنخدعي بكثرتها وتنوعها .. ولا تنسي – بارك الله فيك - الحفاظ على حجابك ، فإن الطعام المكشوف – كما تعلمين – عرضة للذباب ..
18- لا تشرع في القراءة المنظمة للكتب التي اقتنيتها إلا بعد انتهاء أيام المعرض .
.
19- إذا كنت تبحث عن كتاب وتشوفت نفسك للحصول عليه كثيرا ثم وجدته في المعرض ، فابتعه بالغا ما بلغ ثمنه ، وتذكر أن بعض أصحاب الاهتمامات التافهة ينفقون على اهتماماتهم أكثر مما تنفق .
20- عد لدار النشر أكثر من مرة ، لأنك في كل مرة تعود إليها سترى كتبا لم ترها من قبل بسبب الاستعجال في استعراض الكتب .
21- كثيرا ما يكون الكتاب التافه ذا غلاف جميل فالكتب تشبه الإنسان ! لا تشتر الكتاب بوحي من غلافه ..
22- ابتعد عن الكتب التي فيها مساس بمقدساتك فإنه لا خير فيها .
23- لا تقتن كتابين في موضوع واحد إلا لأغراض بحثية " لدارسي الماجستير والدكتوراه مثلا " .
24- ما بين الظهر إلى العصر من أجمل فترات المعرض ، لقلة الزوار وطيب أنفس الباعة .. احرص على زيارته في هذا الوقت في بعض الأيام .
25- ضع في جيبك مبلغا محددا من المال ولا تضع فيه مبلغا كبيرا لئلا تنفقه في زيارة واحدة .
.
26- " كتب أعدائنا ليست أعداء لنا " .. فكتب الآخرين مثلها مثل كتبنا مقياسها الجيد والرديء ..
27- الفوضى الخلاقة في شراء الكتب لا بأس بها ، لا تبالغ في كتابة قوائم الكتب التي تريد أن تقتنيها .

وأخيرا : على كثرة ما قلبت من الكتب لم أر فيها كتابا يتحدث عن معارض الكتب ! فإن رأيته فدلني عليه .. ، ثم اعلم أننا في عصر المعلومة ولسنا في عصر المعرفة ، والمسافة بين المعلومة والمعرفة كالمسافة بين السنبلة ورغيف الخبز : انتفع بما تقرأ " فالمعرفة قوة " .. وفقك الله ونفع بك
 
معلومات قيمة ورائعة فعلا
وبمجرد قرائتها تشعر ـ لا إراديا ـ بشحنة من الحماسة تدب داخلك شوقا لحضور أقرب معرض للكتاب.
ومعارض الكتب هي بمثابة موائد احتفال جماعيّ أعدّتْ لكل قارئ وعاشق للكاتب
ومن يعشق الكتب لا يقاوم حضور مثل هذا الاحتفال بموائده العامرة بأشهى الأطعمة وشتى الأصناف والألوان, فتراها ـ إلى حد بعيد ـ مرضية لأغلب الأذواق والاهتمامات.

ومن أبرز ما أعجبني في هذه النصائح:​
كثيرا ما يكون الكتاب التافه ذا غلاف جميل فالكتب تشبه الإنسان ! فلا تشتر الكتاب بوحي من غلافه ..
وقد ذكرتني هذه النصيحة بمقال للمنفلوطي ـ رحمه الله ـ عنوانه: خداع العناوين. حيث قال فيه: (( لقد كثر الخلاف بين العناوين وبين الكتب حتى كدنا نقول: إن العناوين أدل على نقائضها منها على مفهوماتها.. وألصق بأضدادها منها بمنطوقاتها, وأن العنوان الكبير حيث الكتاب الصغير, والكتاب الجليل حيث العنوان الضئيل!))

وكذلك أعجبتني هذه النصيحة:
" كتب أعدائنا ليست أعداء لنا " .. فكتب الآخرين مثلها مثل كتبنا مقياسها الجيد والرديء ..

وبقية النصائح مفيدة؛ لكني أعتب على تلك التي خصّصت للنساء فجاءت موحية أن جلّ اهتمامات النساء تنصب في كتب الطبخ وماهو على شاكلتها, ولا أنكر أن هذه الجوانب تستأسد باهتمام شريحة عريضة من النساء
ولكن.. ليس كل النساء كذلك..
وفي الحقيقة لا أذكر أني دفعت في حياتي ريالا واحد على كتاب من كتب الطبخ, ومثلي من النساء الكثيرات ممن يعشقن الكتب الجادة العلمية والفكرية والسياسية والأدبية وغيرها. وعلى أية حال فالنصيحة في محلها وقائلها لم يرد إلا خيرا.

فجزاكم الله خيرا ونفع بكم.
 
اختي الفاضلة شكر الله لكِ، أما بالنسبة للملحوظة الخاصة بالنساء، فمن خلال زيارتي لمعرض الكتاب في السنوات السابقة رأيت أن شريحة عريضة - ربما الأكثر - من الأخوات إقبالهن على الرويات مثل رويات أغاثا كريستي و غيرها ، وكذلك يؤسفني عدم مراعاة الحجاب بشكل واضح جدا ، فيتعذر علينا أخذ اهلينا للفترات المختلطة والله المستعان
 
كذلك مما ينفع - من خلال التجرية - قبل حضور المعرض تجهيز قائمة بالكتب التي تحتاجها مع دور النشر الخاصة بها ، لأنك ربما يشدهك المنظر و الكتب الكثيرة عما أنت بصدده فلربما أضعت وقتك و خرقت جيبك على كتب أقل أهمية من الكتب التي تحتاجها
فينتهي المعرض و تنتهي نقودك وتتحسر على كتب تحتاجها و لم تحصل عليها.
كذلك هناك دور تعتني بنوعية معينة من الكتب فاحرص على زيارة ما يهمك منها و احصل على قائمة إصداراتها ثم تأنى بمراجعتها في البيت لتختار منها ما يهمك

أسأل الله أن يوفق الجميع لكل خير
 
أخي الفاضل: على ذكر عدم مراعاة الحجاب الكامل والمضايقات التي قد تلقاها المرأة في المعرض؛ فأنا معك في هذه النقطة, فقد تعرضتُ لشيء من هذا المضايقات العام الماضي في معرض الكتاب؛ رغم حفاظي على الحجاب الكامل والساتر؛ ذلك أن مرضى النفوس لا يفرّقون بين المحترمة وبين غيرها, ورغم أنني أذهب إلى المعرض بصحبة زوجي إلا أن اختلاف الاهتمامات قد يَعْرض لهذه الصحبة لفترات فنفترق, ثم نلتقي بعد مكتبة أو مكتبتين.
ومع ذلك اسمح لي يا سيدي فأنا لا أوافقك الرأي في عدم اصطحابك للأهل ـ الكبيرات منهن والبنيات الصغيرات ـ إلى المعرض, فلابد أن نلوّن نحن الملتزمات صورة التبرج المنتشرة هناك بسوادنا المهيب. فيتغير الواقع وتتبدل الصورة.
كما أنه لا داعي لأن نتعجب حين يترسخ في الذهن أن اهتمامات النساء تنصب على الروايات وكتب الطبخ وما في مستواها من السطحية, ذلك أن تلك الصورة المؤسفة يتشارك جميع الملتزمين في صناعتها وترسيخها في الأذهان حين يرفضون إشراك زوجاتهم وأخواتهم وبناتهم (تلك النماذج الرائعة من الصالحات الملتزمات الراقيات فكرا وذوقا؛ والمتميزات حضورا وتفاعلا) عن حضور مثل هذه المعارض.
وفي معرض الكتاب أرى أن القسم المخصص لمعارض الألعاب التعليمية الخاصة بالطفل هو ركن ثريّ يستحق الزيارة والتوقف والتأمل من كل أبوين حريصين على تربية مميزة لأبنائهم, وقد اعتدتُ أن أستزيد من هذا الركن بمجموعة منتقاة من الألعاب التعليمية التي يلعب بها أطفالي وأطفال العائلة طوال العام, بل إنني أُخفي بعضها كهدايا لمناسبات مختلفة أو لحين مناسبتها لعمر الطفل.
كما أشيد بركن المطالعة الخاص بالأطفال وهو مكون من أركان ومكتبة ومسرح ومرسم, وفيه يمارس الطفل عددا من المهارات المختلفة حسب ميوله؛ تحت إشراف نخبة من المشرفات, ولا يخفى عليكم ما تغرسه هذه الأركان في أطفالنا من حب المطالعة والتعلق بها.
ومن خلال زيارتي السنوية لمعرض الكتاب بالرياض فإن لي بعض الملاحظات من مشاهداتي وأحببتُ أن أدون إحداها للفائدة.
منذ عامين وأثناء زيارتي للمعرض لاحظتُ وأنا أتنقل فيه برفقة زوجي أن بعض الدور الأجنبية الأوربية التي ينصبّ اهتمامها على الروايات؛ والروايات المترجمة فقط, وهناك حولها يتكتّل الشباب بشكل ملحوظ. لاحظتُ أن ثمّة حركة مريبة تدور بين البائع والمشتري, ولم أقف على حقيقة ما يحدث آن ذاك.
فلما ذهبتُ للمعرض العام الماضي قُدِّر لي أن أمرّ بتلك الدار؛ وإذا بذات البائع بهيئته الأجنبية يقف كما لو أن عجلة الزمن وقفتْ حيث هو في مكانه من العام المنصرم, ولما كان اقتناء الروايات الأدبية واحدة من اهتماماتي دخلتُ أستعرض عناوين الكتب, فإذا بالبائع يُقبِل نحوي ويضع بين يدي كتابا لم أطلبه؛ ثمّ وبطريقة مريبة وغريبة قال وهو يتلفت يمنة ويسرة : لدي عدد من الكتب الممنوعة التي تحظى بأعلى المبيعات على مستوى العالم, وهاكِ إحداها.
فأُسقِط في يدي, فنظرتُ إليه فإذا به كتاجر المخدرات تماما؛ يراقب المارة ثم يمد يده تحت مكتبه الصغير ليخرج رواية تلو الأخرى من تلك الممنوعات ليضعها في أيدي شبابنا وفتياتنا, وحين أفقتُ من صدمتي ألقيتُ الرواية التي أعطانيها على الطاولة بقوة؛ ولازلتُ نادمة ليومي هذا لأنني لم ألق بها على أُمِّ رأسه!.
فلنتنبه يا سادة لما يُسرّب إلى مجتمعنا الطاهر من فساد يُمرر من تحت الطاولة بأبهظ الأثمان لاستنزافنا ماديا وفكريا, ولنكن عينا بصيرة لا نخاف غير الله, ولنقم بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المغيّبة بيننا؛ فهي ليستْ حكرا على الهيئة وحدها. ولو أنّ كل واحد منّا قام بواجبه لما ساءنا ما نراه من التبرج الذي يزداد عاما بعد عام, ولما تجرأ أمثال هؤلاء الفاسدين من التمادي في إمداد شبابنا بحقن المخدرات الفكرية المهربة بين دفتي كتاب.
هذه إحدى المشاهد التي تحزن النفس وتؤلمها, وبالمقابل لا يزال أحد المشاهد التي تبعث على البهجة والسعادة يسكن مخيلتي من ذكرياتي في معرض الكتاب. وقد بدأ المشهد حين رُفع أذان العشاء من مكبرات الصوت في المعرض, ومن المعلوم استحالة إغلاق المعارض لأجل إقامة الصلاة, خاصة في هذه الأجواء الصاخبة, ومع هذه الحشود الكبيرة المتحلّقة حول أرفف كل معرض, ومع ذلك حين أُقيمتْ الصلاة اصطفتْ الصفوف في ثوان معدودة في البرحة التي تتوسط المعرض, ومنها إلى كل الممرات المتفرعة عنها, وحيل بيننا وبين الوصول إلى مصلى النساء, وتوقف البيع والصخب فجأة, وتراصّتِ الجموع في الممرات وعلى أعتاب المعارض, الكل مستقبلا القبلة مقبلا إلى ربه معرضا عن الدنيا, وقد حلّ على الجموع صمت مهيب حين علا صوت الإمام يتلو آيات الله, فلا تزال تعتريني رجفة الإجلال ورعشة الإكبار لهذا الدين حتى انفضّتِ الجموع. ولقد رأيتُ بعض النصارى وغيرهم من غير المسلمين ـ الذين يُعرفون بسيماهم ـ يتظاهرون بالتشاغل عن هذا المشهد المهيب؛ ثم تراهم يسترقون النظر ويُمعنون التأمل في المصلين, خاصة حين أصاب مكبر الصوت خلل عرضي؛ فإذا بالمصلين يرفعون أصواتهم بالتكبير ركوعا وسجودا ليصل صوتهم لمن ورائهم من الصفوف؛ التي يستحيل أن يصلها صوت الإمام.

ورغم أن هذا المشهد قد يبدو اعتياديا ومكررا لكم معشر الرجال ولكنه كان استثنائيا بالنسبة لي؛ خاصة وقد وجدتُ نفسي فيه في قلب الحدث!
فما أروع هذا المنظر!
أسأل الله أن يعز الإسلام والمسلمين في كل مكان وزمان..
 
سعدت والله أختي الكريمة بك نموذج واعي محافظ على الدين والمبادئ..وتوضيح الصورة للأخوة مهم جداً في هذا الأمر..
وفقك الله وجميع نساء المسلمين وحفظهن من أن يفتن أو يُفتن..
 
عودة
أعلى