محمد نصيف
New member
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، أما بعد :
لاحظت أوجها للشبه والاختلاف بين سورتي (المطففين ) و( الهمزة) فرأيت أن أطرح ما لاحظته للتدارس حوله وإثراءه بما عند الإخوة من تأملات:
أولا : من أوجه الشبه:
1/الاتفاق في المطلع، وهو أمر ظاهر مع ملاحظة عدم وجود سورة أخرى تشركهما في هذه المقدمة، فهما السورتان الوحيدتان المبدوءتان بهذه الكلمة التي تخيف القلب إذا تذكر أنها من كلام الرب(ويل)، وعليه فما بعدها( التطفيف ، والهمز واللمز) مشتركان في كونهما ذنبيْن عظيمين يستحقان مثل هذا الوعيد من الله.
2/ كلتا السورتين تعالج مرضاً اجتماعيا؛ فالمطففين تعالج الاعتداء على الأموال، والهمزة تعالج الاعتداء على الأعراض.
3/ عُقِّب ذكر الذنب في السورتين بالترهيب، مع اختلاف في طريقة هذا الترهيب وما لحقه كما سأذكر في أوجه الاختلاف.
من أوجه الاختلاف:
1/ اقتصرت سورة الهمزة على الترهيب بينما اشتملت المطففين على الأمرين، بل كان الترغيب فيها –إذا نظرنا إلى عدد الآيات- أكثر.
2/ ارتبط العلاج في المطففين بالتذكير بالوقوف بين يدي رب العالمين في إشارة أن ضعف الإيمان بهذه الحقيقة سبب في حدوث هذا التطفيف، بينما أشارت الهمزة إلى الدافع للهمز واللمز وهو جمع المال بطريقة تلتلبس بأوهام تتعلق بهذا المال المجموع.
3/ اختلفت طريقة عرض المرضين – مرض التطفيف، ومرض الهمز واللمز من وجوه منها:
أ-جاء الهمز واللمز بصيغة مبالغة، بل بصيغة مبالغة دالة على شدة الولوع بالأمر( فُعلة)، بينما ذكر التطفيف بجمع المذكر السالم.
ب- جاء الكلام في الهمزة بصيغة تعد نصا في العموم(كل) بل هي أقوى صيغ العموم بينما جاء في المطففين بما هو ظاهر في العموم لكنه ليس نصا فيه (ال).
4/ مما برز في ترهيب وترغيب سورة المطففين : الترهيب بالحجب عن الرب –تصريحاً – ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون) ، والترغيب في النظر إليه –تلميحاً-( على الأرائك ينظرون)، وكلا هذين الأمرين – الحجب والنظر- متناسب مع ما ذكر في أول السورة ( ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون. ليوم عظيم . يوم يقوم الناس لرب العالمين) ؛ وهذا يذكر بالقاعدة المشهورة: ( الجزاء من جنس العمل) فكأن الآية –والعلم عند الله – تشير إلى أن من ظن أنه مبعوث سيقوم من بين يدي رب العالمين أكرم بالنظر إلى وجه الله الكريم، ومن لم يعتقد ذلك فإنه يحرم بالحجب عن الرب في ذلك اليوم العظيم، أما سورة الهمزة فقد كان الترهيب فيها منحصرا في الحديث عن (الحطمة ) وما تفعله بالأفئدة وكيف أنها مؤصدة على أهلها في نظم قصير مليء بالألفاظ المتناسبة مع الذنب الذي هو الهمز واللمز، سواء في ( الحطمة ) ومناسبتها للهمزة اللمزة في معناها وفي وزنها الصرفي ودلالة ذلك الوزن ، وسواء في ( الأفئدة) وتحديدها للمحل الباعث على هذا الذنب العظيم، وسواء في الإيصاد والإغلاق على هؤلاء المعذبين جزاء ما كانوا فيه من إطلاق ألسنتهم في أعراض الناس، وهنا نتذكر القاعدة مرة أخرى( الجزاء من جنس العمل).
وأخيرا أقول : إن هاتين السورتين بما فيهما من اشتراك وافتراق تستحقان دراسة تفسيرية تربوية نفسية تكشف لنا معالم هذين المرضين الخطيرين الفاتكين بالمجتمع، والله أعلم.
لاحظت أوجها للشبه والاختلاف بين سورتي (المطففين ) و( الهمزة) فرأيت أن أطرح ما لاحظته للتدارس حوله وإثراءه بما عند الإخوة من تأملات:
أولا : من أوجه الشبه:
1/الاتفاق في المطلع، وهو أمر ظاهر مع ملاحظة عدم وجود سورة أخرى تشركهما في هذه المقدمة، فهما السورتان الوحيدتان المبدوءتان بهذه الكلمة التي تخيف القلب إذا تذكر أنها من كلام الرب(ويل)، وعليه فما بعدها( التطفيف ، والهمز واللمز) مشتركان في كونهما ذنبيْن عظيمين يستحقان مثل هذا الوعيد من الله.
2/ كلتا السورتين تعالج مرضاً اجتماعيا؛ فالمطففين تعالج الاعتداء على الأموال، والهمزة تعالج الاعتداء على الأعراض.
3/ عُقِّب ذكر الذنب في السورتين بالترهيب، مع اختلاف في طريقة هذا الترهيب وما لحقه كما سأذكر في أوجه الاختلاف.
من أوجه الاختلاف:
1/ اقتصرت سورة الهمزة على الترهيب بينما اشتملت المطففين على الأمرين، بل كان الترغيب فيها –إذا نظرنا إلى عدد الآيات- أكثر.
2/ ارتبط العلاج في المطففين بالتذكير بالوقوف بين يدي رب العالمين في إشارة أن ضعف الإيمان بهذه الحقيقة سبب في حدوث هذا التطفيف، بينما أشارت الهمزة إلى الدافع للهمز واللمز وهو جمع المال بطريقة تلتلبس بأوهام تتعلق بهذا المال المجموع.
3/ اختلفت طريقة عرض المرضين – مرض التطفيف، ومرض الهمز واللمز من وجوه منها:
أ-جاء الهمز واللمز بصيغة مبالغة، بل بصيغة مبالغة دالة على شدة الولوع بالأمر( فُعلة)، بينما ذكر التطفيف بجمع المذكر السالم.
ب- جاء الكلام في الهمزة بصيغة تعد نصا في العموم(كل) بل هي أقوى صيغ العموم بينما جاء في المطففين بما هو ظاهر في العموم لكنه ليس نصا فيه (ال).
4/ مما برز في ترهيب وترغيب سورة المطففين : الترهيب بالحجب عن الرب –تصريحاً – ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون) ، والترغيب في النظر إليه –تلميحاً-( على الأرائك ينظرون)، وكلا هذين الأمرين – الحجب والنظر- متناسب مع ما ذكر في أول السورة ( ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون. ليوم عظيم . يوم يقوم الناس لرب العالمين) ؛ وهذا يذكر بالقاعدة المشهورة: ( الجزاء من جنس العمل) فكأن الآية –والعلم عند الله – تشير إلى أن من ظن أنه مبعوث سيقوم من بين يدي رب العالمين أكرم بالنظر إلى وجه الله الكريم، ومن لم يعتقد ذلك فإنه يحرم بالحجب عن الرب في ذلك اليوم العظيم، أما سورة الهمزة فقد كان الترهيب فيها منحصرا في الحديث عن (الحطمة ) وما تفعله بالأفئدة وكيف أنها مؤصدة على أهلها في نظم قصير مليء بالألفاظ المتناسبة مع الذنب الذي هو الهمز واللمز، سواء في ( الحطمة ) ومناسبتها للهمزة اللمزة في معناها وفي وزنها الصرفي ودلالة ذلك الوزن ، وسواء في ( الأفئدة) وتحديدها للمحل الباعث على هذا الذنب العظيم، وسواء في الإيصاد والإغلاق على هؤلاء المعذبين جزاء ما كانوا فيه من إطلاق ألسنتهم في أعراض الناس، وهنا نتذكر القاعدة مرة أخرى( الجزاء من جنس العمل).
وأخيرا أقول : إن هاتين السورتين بما فيهما من اشتراك وافتراق تستحقان دراسة تفسيرية تربوية نفسية تكشف لنا معالم هذين المرضين الخطيرين الفاتكين بالمجتمع، والله أعلم.