للمدارسة " معنى بلسان عربي مبين على ماذا تعود ؟ دعوة للمشاركة .

إنضم
02/06/2003
المشاركات
514
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

يقول الله جل وعلاً في سورة الشعراء :

{وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ} ( 192 /195 )

فقوله سبحانه بلسان عربي مبين هل هي عائدة على النزول في قوله " نزل " أم عائد عى صفة الإنذار بانه بلسان عربي .

أتمنى أن يرجع أحد الإخوة الفضلاء لكتاب البقاعي " تناسب الأيات ... " أو غيره

أو غيرها وهل يصح أن يكون لكلا المعنيين ، بأنه نزل بالعربية ( وهذا لا مرية فيه البتة ) وانه يكون للتوكيد مثلاً بالإنذار بلسان عربي .

ولقد ذكر الزمخشري : بأنه لا فائدة من عود صفة العربية على النذارة إذا قال هذا مما لا فائدة فيه ، وإنما عائد على الإنزال . هذا معنى كلامه .

أتمنى أن أجد تجاوباً من الأخوة وفقهم الله

محبكم
أبو العالية
 
بسم الله

قال ابن جرير : ( والباء من قوله ( بلسان ) من صلة قوله: ( نـزلَ ), وإنما ذكر تعالى ذكره أنه نـزل هذا القرآن بلسان عربي مبين في هذا الموضع, إعلاما منه مشركي قريش أنه أنـزله كذلك, لئلا يقولوا إنه نـزل بغير لساننا, فنحن إنما نعرض عنه ولا نسمعه, لأنا لا نفهمه, وإنما هذا تقريع لهم, وذلك أنه تعالى ذكره قال: ( وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ ) . ثم قال: لم يعرضوا عنه لأنهم لا يفهمون معانيه, بل يفهمونها, لأنه تنـزيل رب العالمين نـزل به الروح الأمين بلسانهم العربيّ, ولكنهم أعرضوا عنه تكذيبا به واستكبارا ( فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ) . كما أتى هذه الأمم التي قصصنا نبأها في هذه السورة حين كذّبت رسلها أنباء ما كانوا به يكذّبون.)


وجاء في البحر المحيط لأبي حيان :

( والظاهر تعلق {بلسان} بنزل، فكان يسمع من جبريل حروفا عربية. قال ابن عطية، وهو القول الصحيح )

وقد ذكر الألوسي في تفسيره روح المعاني أن الوجه الأول في تعلق الآية بما قبلها هو ما ذكره ابن جرير وغيره
ثم ذكر أنه يجوز تعلقه بالنذارة ، أي من المنذرين بلسان عربي مبين ، وذكر من تعقب هذا الوجه ، ثم قال : والحق أن الوجه المذكور دون الوجه السابق، وأما أنه فاسد معنى كما يقتضيه كلام المتعقب فلا.

وأما ما سألت عنه من كلام البقاعي ، فلم يفصل في ذلك ، وظاهر كلامه على تعلق الباء بـ ( نزل ) .

وقد ذكر السمين الحلبي في الدر المصون الوجهين مبتدئاً بالثاني .

وعندي - والله أعلم - أنه لا مانع من حمل الآية على الوجهين .
 
عودة
أعلى