وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ككل فن وعلم لابد من التدرج في الطلب،يقول الإمام الغزالي رحمه الله تعالى:"أن لا يخوض في فن من فنون العلم دفعة بل يراعى الترتيب ويبتدىء بالأهم فإن العمر إذا كان لا يتسع لجميع العلوم غالبا فالحزم أن يأخذ من كل شيء أحسنه."-الإحياء-.
وقال الإمام ابن عبد البر رحمه الله تعالى:"طلب العلم درجات ومناقل ورتب، لا ينبغي تعدِّيها، ومن تعداها جملة فقد تعدى سبيل السلف رحمهم الله، ومن تعدى سبيلهم عامدا ضل، ومن تعداه مجتهدا زل."-جامع بيان العلم وفضله-.
فسنة التدرج في الطلب من السنن المحمودة التي على طالب العلم اتباعها سواء في الطلب عموما أو في فن من الفنون خصوصا.
وهذه مجموعة من الكتب-كنماذج- يتدرج طالب التفسير في قرائتها:
تيسير الرحمن للعلامة السعدي رحمه الله تعالى- أيسر التفاسير لأبي بكر الجزائري- تفسير الجلالين (لكن لابد أن يكون الطالب حذرا من تأويلات الصفات التي امتلأ بها هذا الكتاب، لذا فمن الأفضل اقتناء تفسير الجلالين مشتملا على هامش يبين الحق في تفسير آيات الصفات)
تفسير القرآن العظيم للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى، ومن الأفضل أن يرافقه كتاب يعتني بتخريج أحاديثه، وأذكر على سبيل المثال:" هداية المستنير بتخريج أحاديث تفسير ابن كثير"، ثم يتدرج للكتب الكبيرة ولاريب أن من أفضلها جامع البيان في تأويل آي القرآن لإمام المفسرين أبي جعفر الطبري رحمه الله تعالى.وهناك جامع الأحكام للإمام القرطبي رحمه الله تعالى، وأضواء البيان وهو من أفضل التفاسير التي اهتمت بتفسير القرآن بالقرآن، وروح المعاني للإمام الألوسي رحمه الله تعالى، والمحرر الوجيز لابن عطية رجمه الله تعالى.