محمد محمود إبراهيم عطية
Member
للتدبر
قال الله تعالى : { وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } ( الأنفال : 25 ) ، أي اتقوا فتنة تتعدى الظالم فتصيب المسيء وغيره ، ولا تختص بمن باشر الذنب ، فيلحق الأذى من لم يقوِّموا عوج قومهم ، كيلا يحسبوا أن امتثالهم كاف إذا عصى دهماؤهم . روى أحمد والترمذي عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ " ( [1][SUP] ) [/SUP]، وفي رواية عند أحمد : " أَوْ لَيُؤَمِّرَنَّ عَلَيْكُمْ شِرَارَكُمْ ثُمَّ يَدْعُو خِيَارُكُمْ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ " ( [2][SUP] ) [/SUP]، وفي أخرى عنده : " أَوْ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْكُمْ قَوْمًا ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ " ( [3] ) . قال ابن علان - رحمه الله : والخطاب للأمة الموجودين حقيقة ولمن سيأتي بطريق التبع . وقوله : " لَيُوشِكَنَّ اللهُ " : أو عاطفة ، أي : ليكونن أحد الأمرين : إما امتثال ما أمرتم به ، أو وقوع ما أنذرتم به في قوله : " لَيُوشِكَنَّ اللهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ " ، بجور الولاة أو تسليط العداة ، أو غير ذلك من البلاء . " ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ " ، لكون الحكمة الإلهية جعلته جزاء لما فرطتم فيه من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . انتهى المراد منه[SUP] ( [/SUP][4][SUP] ) [/SUP].
ولعل هذا الشرط خاص بالدعاء لرفع العقاب الواقع بسبب التقصير في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولعل هذا هو السبب فيما يعانيه المسلمون الآن في شتى بقاع الأرض ، من عنت على أيدي أعداء الله من الكافرين والظالمين ، ونجد كثيرًا من الدعاة والناس يدعون ولا نرى أثرًا للإجابة .
ولعله هو السبب - أيضًا - في أن كثيرًا من المسلمين يصلون للاستسقاء ، ويدعون فلا يجابون .
على أن للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر آدابًا وأحكامًا قد فصلها العلماء وبينوها ، فلتراجع من مظانها .
[1] - حديث حسن : رواه أحمد : 3 / 388 ، 389 ، والترمذي ( 2169 ) وحسنه ، والبغوي في شرح السنة ( 4154 ) ، وله شاهد عند أحمد : 6 / 159، وابن ماجة ( 4004 ) ، وابن حبان ( 290 ) من حديث عائشة مرفوعًا : " مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوا فلا يستجاب لكم " ، وآخر رواه الطبراني في الأوسط ( 1367 ) عن ابن عمر ، وآخر ( 1379 ) عن أبي هريرة وفي أسانيدها ضعف .
[2] - المسند : 3 / 390 وفيه أبو الرقاد وهو مجهول .
[3] - المسند : 3 / 391 وإسناده حسن في الشواهد .
[4] - دليل الفالحين : 1 / 481 .
قال الله تعالى : { وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } ( الأنفال : 25 ) ، أي اتقوا فتنة تتعدى الظالم فتصيب المسيء وغيره ، ولا تختص بمن باشر الذنب ، فيلحق الأذى من لم يقوِّموا عوج قومهم ، كيلا يحسبوا أن امتثالهم كاف إذا عصى دهماؤهم . روى أحمد والترمذي عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ " ( [1][SUP] ) [/SUP]، وفي رواية عند أحمد : " أَوْ لَيُؤَمِّرَنَّ عَلَيْكُمْ شِرَارَكُمْ ثُمَّ يَدْعُو خِيَارُكُمْ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ " ( [2][SUP] ) [/SUP]، وفي أخرى عنده : " أَوْ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْكُمْ قَوْمًا ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ " ( [3] ) . قال ابن علان - رحمه الله : والخطاب للأمة الموجودين حقيقة ولمن سيأتي بطريق التبع . وقوله : " لَيُوشِكَنَّ اللهُ " : أو عاطفة ، أي : ليكونن أحد الأمرين : إما امتثال ما أمرتم به ، أو وقوع ما أنذرتم به في قوله : " لَيُوشِكَنَّ اللهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ " ، بجور الولاة أو تسليط العداة ، أو غير ذلك من البلاء . " ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ " ، لكون الحكمة الإلهية جعلته جزاء لما فرطتم فيه من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . انتهى المراد منه[SUP] ( [/SUP][4][SUP] ) [/SUP].
ولعل هذا الشرط خاص بالدعاء لرفع العقاب الواقع بسبب التقصير في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولعل هذا هو السبب فيما يعانيه المسلمون الآن في شتى بقاع الأرض ، من عنت على أيدي أعداء الله من الكافرين والظالمين ، ونجد كثيرًا من الدعاة والناس يدعون ولا نرى أثرًا للإجابة .
ولعله هو السبب - أيضًا - في أن كثيرًا من المسلمين يصلون للاستسقاء ، ويدعون فلا يجابون .
على أن للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر آدابًا وأحكامًا قد فصلها العلماء وبينوها ، فلتراجع من مظانها .
[1] - حديث حسن : رواه أحمد : 3 / 388 ، 389 ، والترمذي ( 2169 ) وحسنه ، والبغوي في شرح السنة ( 4154 ) ، وله شاهد عند أحمد : 6 / 159، وابن ماجة ( 4004 ) ، وابن حبان ( 290 ) من حديث عائشة مرفوعًا : " مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوا فلا يستجاب لكم " ، وآخر رواه الطبراني في الأوسط ( 1367 ) عن ابن عمر ، وآخر ( 1379 ) عن أبي هريرة وفي أسانيدها ضعف .
[2] - المسند : 3 / 390 وفيه أبو الرقاد وهو مجهول .
[3] - المسند : 3 / 391 وإسناده حسن في الشواهد .
[4] - دليل الفالحين : 1 / 481 .