للتأمل

إنضم
11/01/2012
المشاركات
3,868
مستوى التفاعل
10
النقاط
38
العمر
67
الإقامة
الدوحة - قطر
قال ابن الجوزي - رحمه الله : ما يكاد يحب الاجتماع بالناس إلا فارغ ؛ لأن المشغول القلب بالحق يفر من الخلق ، ومتى تمكن فراغ القلب من معرفة الحق ، امتلأ بالخلق ، فصار يعمل لهم ، ومن أجلهم ؛ ويهلك بالرياء ولا يعلم .
وإني لأتامل بعض من يتزيا بالفقر والتصوف ، وهو يلبس ثيابًا لا تساوي دينارًا ، وعنده المال الكثير ، وقد أمرح نفسه في المطاعم الشهية ، وهو عامل بمقتضى الكبر والتصدر ، فيتقرب إلى أرباب الدنيا ، ويستزري أرباب العلم ، ويزور أولئك دونهم ؛ وإنما يرد ما يعطى ليشيع له اسم زاهدٍ ، فتراه يربي الناموس ، وهو في احتياله كثعلب ، وفي نهوضه إلى أغراضه في الباطن كلب شري .
فأقول : سبحان الله ! ما يزهد إلا الثياب ! أترى ما سمع قول النبي - صلى الله عليه وسلم : " إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده " ؟!
وأعوذ بالله من رؤية النفس ورؤية الخلق ؛ فإن من رأى نفسه ، تكبر ، والمتكبر أحمق ؛ لأنه ما من شيء يتكبر به إلا ولغيره أكثر منه ؛ ومن راءى الخلق ، عبدهم وهو لا يعلم !
فأما العامل لله سبحانة وتعالى ، فهو بعيد من الخلق ؛ فإن تقربوا إليه ، ستر حاله بما يوجب بعدهم عنه .
( صيد الخاطر ، ص 291 ، 292 ) .​
 
عودة
أعلى