للتأمل: الإغراق في التخصص يمكن أن يصبح عائقا من عوائق الرؤية الشاملة

إنضم
23/01/2007
المشاركات
1,211
مستوى التفاعل
2
النقاط
38
الإقامة
كندا
الموقع الالكتروني
www.muslimdiversity.net
((الاختصاص والغرق في بحرٍ معرفي يمكن أن يصبح عائقا من عوائق الذهن عن تحقيق الرؤية الشاملة ونباهة الشخص))
(علي شريعتي)
 
((الاختصاص والغرق في بحرٍ معرفي يمكن أن يصبح عائقا من عوائق الذهن عن تحقيق الرؤية الشاملة ونباهة الشخص))
(علي شريعتي)
أخالفك وجهة نظرك أخي من جهة وهي أن الذي لا يشارك في سائر العلوم لا يمكن ان يغرق ببحر معرفي على حد تعبيرك ، لكن نقول هل التخصص في أمر ما في العلوم العربية والشرعية وما إليها أمر معيب أم ممدحة للشخص أن يكون متخصصا؟ الذي عليه كثير من علمائنا السابقين الذين تلقو العلم على طريقة القدامى أن التخصص معيب؛ ذلك أن الأولين الذين كتبوا هذه العلوم وتوسعوا بها شاركوا بها تناولوا غالب المسائل من أكثر من وجه ، وانظر إلى التفاسير على سبيل المثال هل يمكن أن يفهمها من ليس لديه معرفة بالنحو؟ فليفهم جاهل بالنحو كتاب: البحر المحيط لأبي حيان ، أو جاهل بالبلاغة : تفسير الزمخشري، أو جاهلا بالفقه :الجامع لأحكام القران.
وهكذا تجد العلوم متداخلة بل ما من علم إلا ويحتاج لعدة علوم تخدمه انظر إلى قولهم المعلول المعل والمعلل وأيهما الصواب ولم اختلف التعريف باختلاف المعنى عند علماء مصطلح الحديث، والأمثلة أكثر من أن تحصى فالتخصص المحض مع عدم الالتفات للعلوم الأخرى معيب .
وكثير من المعاصرين يقيسون الأمور بمقياس المتخصصين الغرب وهذا القياس لا شك مع كل الفارق فالطريقة التي تأسست العلوم لديهم غير الطريقة التي تأسست العلوم لدينا، وعلومهم في ارتقاء غالبا وعلومنا في تراجع فكل ما جاء جيل كان أقل علما من الجيل الذي سبقه، وإن كثرت وسائل التحصيل عند المعاصرين أكثر ممن سبقهم وفي رأيي العلوم العربية والشرعية ركن من أركان العلمية المتكاملة ولا يسمى العالم عالما بحق مالم يحو لأصول الجميع وبعد ذلك لا بأس بأن يتخصص في فن يستهويه فيؤلف فيه ويكثر من تدريسه فيسمى متخصصا بعد أن سبر غور سائر العلوم سواء كانت علوم آلة وهي من الأهمية بمكان أو علوما نقلية أو حتى عقلية من غير إيغال والله أعلم.
 
كان كلامي في غير موطنه وقولي وجهة نظرك خطأ مني الان انتبهت لأنكم تنقلون عن:( علي شريعته ليست شريعتي -ابتسامة-) ومع ذلك علَّ أحدا يجد في كلامي نفعا فلن أطالب بحذفه لقربه من ذلك الوادي من أحدى جهاته
 
عودة
أعلى