" لقد كفر الذين قالوا أن الله هو المسيح بن مريم "

إنضم
15/07/2003
المشاركات
17
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن سيدنا ومولانا محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله
اللهم صلى وسلم وبارك عليه ، وعلى آله ، وعلى صحبه ، وعلى التابعين ، وتابعى التابعين بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد ، ، ،
قال الحق سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:
بسم الله الرحمن الرحيم
"* لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم . وقال المسيح يا بنى إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم . إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار .وما للظالمين من أنصار * لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة. وما من إله إلا إله واحد . وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم * " ( المائدة 72و73).
، ، ،
ولكن بعض الرهبان والقسس من النصارى وخاصة من طائفة "الأقباط الأرثوذكس الشرقيين وعلى الأخص زعيمهم البابا شنودة "، لا يوافقون على ذلك ، ويقولون : إننا نعبد إلها واحدا ، وليس ثلاثة آله كما تقولون في كتابكم ، نحن نقول عبارة : الناسوت في اللاهوت ، أي : الأب والابن والروح القدس إله واحد آمين ، وخلال حفل في التسعينيات من القرن الماضي أقيم على شرف الرئيس مبارك بمناسبة نجاته من محاولة الاغتيال فى أديس أبابا،قال شنودة هذا عبارة : " الإله الواحد الذي نعبده جميعا " ، وهم يقولون أن الإله واحد ، ولكنه يتجسد في ثلاثة صور ، الصورة الأولى هي صورة الله ، أما الصورة الثانية للإله الواحد التي تجسد فيها هذا الإله الواحد فهي صورة روح القدس الذي ولج فرج السيدة مريم " عليها السلام" لتنجب منه المسيح ، وهي الصورة الثالثة التي تجسد فيها إلههم الواحد، والذي سيكبر ويشب ثم يصلب ويموت مضحيا بنفسه ليتحمل أوزار البشر جميعا .
والحقيقة أن ما جاء في القرآن الكريم كان صوابا ، فالنصارى بالفعل يعبدون ثلاث صور، وبالتالي فهم يعبدون ثلاث آله وليس إلها واحدا كما يقولون ويدعون ، بل ويذهبون في كفرهم إلى القول بأنه يوم الدنونة " القيامة " سيكون الابن " المسيح " بجوار الأب ، ليحكم بين الناس ، ومن يفعل الخيرات سيكون مع الابن ، والبقاء مع الابن هو الجنة الموعودة في إنجيلهم ،إنهم بالفعل كفرة كما جاء في القرآن الكريم.
والله عز وجل أعلم منا جميعا سبحانه وتعالى . . .
مع الشكر والاحترام
أطمع في تعليق من ير أن يصحح شيئا أو يضيف شيئا .
وأنهى حديثي بالصلاة على سيد الخلائق كافة سيدنا ومولانا محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام .
 
..

)لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (المائدة:17)



إن الذي جاء به عيسى - عليه السلام - من عند ربه هو التوحيد الذي جاء به كل رسول .

والإقرار بالعبودية الخالصة لله شأن كل رسول . . ولكن هذه العقيدة الناصعة أدخلت عليها التحريفات ; بسبب دخول الوثنيين في النصرانية ; وحرصهم على رواسب الوثنية التي جاءوا بها ومزجها بعقيدة التوحيد , حتى لم يعد هناك إمكان لفصلها وفرزها وتنقية جوهر العقيدة منها .

ولم تجيء هذه الانحرافات كلها دفعة واحدة ; ولكنها دخلت على فترات ; وأضافتها المجامع واحدة بعد الأخرى ; حتى انتهت إلى هذا الخليط العجيب من التصورات والأساطير , الذي تحار فيه العقول . حتى عقول الشارحين للعقيدة المحرفة من أهلها المؤمنين بها !

وقد عاشت عقيدة التوحيد بعد المسيح - عليه السلام - في تلامذته وفي أتباعهم . وأحد الأناجيل الكثيرة التي كتبت - وهو إنجيل برنابا - يتحدث عن عيسى - عليه السلام - بوصفه رسولا من عند الله . ثم وقعت بينهم الاختلافات . فمن قائل:إن المسيح رسول من عند الله كسائر الرسل . ومن قائل:إنه رسول نعم ولكن له بالله صلة خاصة . ومن قائل:إنه ابن الله لأنه خلق من غير أب , ولكنه على هذا مخلوق لله . ومن قائل:إنه ابن الله وليس مخلوقا بل له صفة القدم كالأب . .

ولتصفية هذه الخلافات اجتمع في عام 325 ميلادية "مجمع نيقية " الذي اجتمع فيه ثمانية وأربعون ألفا من البطارقة والأساقفة . قال عنهم ابن البطريق أحد مؤرخي النصرانية:

"وكانوا مختلفين في الآراء والأديان . فمنهم من كان يقول:إن المسيح وأمه إلهان من دون الله . وهم "البربرانية " . . ويسمون:"الريمتيين" . ومنهم من كان يقول:إن المسيح من الأب بمنزلة شعلة نار انفصلت من شعلة نار , فلم تنقص الأولى بانفصال الثانية منها . وهي مقالة "سابليوس" وشيعته . ومنهم من كان يقول:لم تحبل به مريم تسعة أشهر , وإنما مر في بطنها كما يمر الماء في الميزاب , لأن الكلمة دخلت في أذنها , وخرجت من حيث يخرج الولد من ساعتها . وهي مقالة "إليان" وأشياعه . ومنهم من كان يقول:إن المسيح إنسان خلق من اللاهوت كواحد منا في جوهره , وإن ابتداء الابن من مريم , وإنه اصطفي ليكون مخلصا للجوهر الإنسي , صحبته النعمة الإلهية , وحلت فيه بالمحبة والمشيئة , ولذلك سمي "ابن الله" ويقولون:إن الله جوهر قديم واحد , وأقنوم واحد , ويسمونه بثلاثة أسماء , ولا يؤمنون بالكلمة , ولا بروح القدس . وهي مقالة "بولس الشمشاطي" بطريرك أنطاكية وأشياعه وهم "البوليقانيون" . ومنهم من كان يقول:إنهم ثلاثة آلهة لم تزل:صالح , وطالح , وعدل بينهما . وهي مقالة "مرقيون" اللعين وأصحابه ! وزعموا أن "مرقيون" هو رئيس الحواريين وأنكروا "بطرس" . ومنهم من كانوا يقولون بألوهية المسيح . وهي مقالة "بولس الرسول" ومقالة الثلاثمائة وثمانية عشر أسقفا . .

وقد اختار الإمبراطور الروماني "قسطنطين" الذي كان قد دخل في النصرانية من الوثنية ولم يكن يدري شيئا من النصرانية ! هذا الرأي الأخير وسلط أصحابه على مخالفيهم , وشرد أصحاب سائر المذاهب ; وبخاصة القائلين بألوهية الأب وحده , وناسوتية المسيح .

وقد ذكر صاحب كتاب تاريخ الأمة القبطية عن هذا القرار ما نصه:


"إن الجامعة المقدسة والكنيسة الرسولية تحرم كل قائل بوجود زمن لم يكن ابن الله موجودا فيه . وأنه لم يوجد قبل أن يولد . وأنه وجد من لا شيء . أو من يقول:إن الابن وجد من مادة أو جوهر غير جوهر الله الآب . وكل من يؤمن أنه خلق , أو من يقول:إنه قابل للتغيير , ويعتريه ظل دوران" .

ولكن هذا المجمع بقرارته لم يقض على نحلة الموحدين أتباع "آريوس" وقد غلبت على القسطنطينية , وأنطاكية , وبابل , والإسكندرية , ومصر .

ثم سار خلاف جديد حول "روح القدس" فقال بعضهم:هو إله , وقال آخرون:ليس بإله ! فاجتمع "مجمع القسطنطينية الأول" سنة 381 ليحسم الخلاف في هذا الأمر .

وقد نقل ابن البطريق ما تقرر في هذا المجمع , بناء على مقالة أسقف الإسكندرية:

"قال ثيموثاوس بطريك الإسكندرية:ليس روح القدس عندنا بمعنى غير روح الله . وليس روح الله شيئا غير حياته . فإذا قلنا إن روح القدس مخلوق , فقد قلنا:إن روح الله مخلوق . وإذا قلنا:إن روح الله مخلوق , فقد قلنا:إن حياته مخلوقة . وإذا قلنا:إن حياته مخلوقة , فقد زعمنا أنه غير حي . وإذا زعمنا أنه غير حي فقد كفرنا به . ومن كفر به وجب عليه اللعن" !!!

وكذلك تقررت ألوهية روح القدس في هذا المجمع , كما تقررت ألوهية المسيح في مجمع نيقية . وتم "الثالوث" من الآب . والابن . وروح القدس . .

ثم ثار خلاف آخر حول اجتماع طبيعة المسيح الإلهية وطبيعته الإنسانية . . أو اللاهوت والناسوت كما يقولون . . فقد رأى "نسطور" بطريرك القسطنطينية أن هناك أقنوما وطبيعة . فأقنوم الألوهية من الآب وتنسب إليه ; وطبيعة الإنسان وقد ولدت من مريم , فمريم أم الإنسان - في المسيح - وليست أم الإله ! ويقول في المسيح الذي ظهر بين الناس وخاطبهم - كما نقله عنه ابن البطريق:

"إن هذا الإنسان الذي يقول:إنه المسيح . . بالمحبة متحد مع الابن . . ويقال:إنه الله وابن الله , ليس بالحقيقة ولكن بالموهبة " . .

ثم يقول:"إن نسطور ذهب إلى أن ربنا يسوع المسيح لم يكن إلها في حد ذاته بل هو إنسان مملوء من البركة والنعمة , أو هو ملهم من الله , فلم يرتكب خطيئة , وما أتى أمرا إدًا

وخالفه في هذا الرآي أسقف رومه , وبطريرك الإسكندرية , وأساقفة أنطاكية , فاتفقوا على عقد مجمع رابع . وانعقد "مجمع أفسس" سنة 431 ميلادية . وقرر هذا المجمع - كما يقول ابن البطريق -:

"أن مريم العذراء والدة الله . وأن المسيح إله حق وإنسان , معروف بطبيعتين , متوحد في الأقنوم" . . ولعنوا نسطور !

ثم خرجت كنيسة الإسكندرية برأي جديد , انعقد له "مجمع أفسس الثاني" وقرر:

"أن المسيح طبيعة واحدة , اجتمع فيها اللاهوت بالناسوت" .

ولكن هذا الرأي لم يسلم ; واستمرت الخلافات الحادة ; فاجتمع مجمع "خلقيدونية " سنة 451 وقرر:

"أن المسيح له طبيعتان لا طبيعة واحدة . وأن اللاهوت طبيعة وحدها , والناسوت طبيعه وحدها , التقتا في المسيح" . . ولعنوا مجمع أفسس الثاني !

ولم يعترف المصريون بقرار هذا المجمع . ووقعت بين المذهب المصري "المنوفيسية " والمذهب "الملوكاني الذي تبنته الدولة الإمبراطورية ما وقع من الخلافات الدامية ...
 
عودة
أعلى