لقد خلقنا الإنسان في كبد

إنضم
26/02/2005
المشاركات
1,331
مستوى التفاعل
3
النقاط
38
الإقامة
مصر
قال العلامة القرطبي في تفسير قوله تعالى{لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ }{ البلد4} ما نصه:​

قال علماؤنا: أول ما يكابد المولود قطع سرته، ثم إذا قُمِطَ قماطا، وشد رباطا، يكابد الضيق والتعب، ثم يكابد الارتضاع، ولو فاته لضاع.
ثم يكابد نبت أسنانه، وتحرك لسانه.
ثم يكابد الفطام، الذي هو أشدّ من اللِّطام.
ثم يكابد الختان، والأوجاع والأحزان.
ثم يكابد المعلمَ وصولته.
والمؤدبَ وسياسته.
والأستاذ وهيبته.
ثم يكابد شغل التزويج والتعجيل فيه .
ثم يكابد شغل الأولاد، والخدم والأجناد.
ثم يكابد شغل الدور، وبناء القصور.
ثم الكبر والهَرَم، وضعف الرُّكبة والقدم.
في مصائب يكثر تعدادها، ونوائب يطول إيرادها.
من صداع الرأس، ووجع الأضراس.
ورمد العين، وغم الدَّين.
ووجع السن، وألم الأُذُن.
ويكابد محنا في المال والنَّفس، مثل الضرب والحبس.
ولا يمضي عليه يوم إلا يقاسي فيه شدة، ولا يكابد إلا مشقة.
ثم الموت بعد ذلك كله، ثم مسألة المَلَك، وضغطة القبر وظلمته.
ثم البعث والعرض على الله.
إلى أن يستقر به القرار، إما في الجنة وإما في النار.
قال الله تعالى: " لقد خلقنا الإنسان في كبد "، فلو كان الأمر إليه لما اختار هذه الشدائد، ودل هذا على أن له خالقا دبَّره، وقضى عليه بهذه الأحوال، فليَمْتَثِل أمره.

ومزيد من ذكر ألوان المكابدة مع مزيد من الإثراء العلمي للموضوع .
 
شكر الله لأستاذنا الفاضل تلك المشاركة المتميزة ، ورحم الله القرطبي ، وكم نحتاج إلى نقل ما في كتب التفسير من أمثال تلك الفوائد واللطائف .
 
عودة
أعلى