كثيرا ما يتعرض الإنسان في هذه الحياة إلى محن وبلايا يود حينها أن روحه قد أسلمت إلى باريها ، وأن أجله قد انتهى ولم يلاقي ما لاقى من شدائد وكُرَب ، ولكنَّ المؤمن الحق بقضاء الله وقدره يصبر ، ويتعزى بوعد الله إن الله مع الصابرين .
وبتدبر القرآن الكريم الذي أنزله الله هدى ورحمة وشفاء للمؤمنين ينجلي الكرب وينكشف الهم والغم ، ويتبدل حزنه فرحا ، وبليته عطية .
وهذه إطلالة على آية من آيات الذكر الحكيم من تدبرها وقرأ ما قاله السلف في تفسيرها اطمأنت نفسه ، وانشرح صدره ، وعلم أن هذه هي سنة الله في خلقه ، " لقد خلقنا الإنسان في كبد " .
يقول الله تعالى : " لقد خلقنا الإنسان في كبد " سورة البلد ( 4 ) .
أي : لقد خلقنا ابن آدم في شدة ونصب وعناء من مكابدة الدنيا وأهوال الأخرى .
يقول الحسن رحمه الله تعالى : يكابد الشكر على السَّرَّاء ، والصبر على الضَّرَّاء ، لأنه لا يخلو من أحدهما ، ويكابد مصائب الدنيا ، وشدائد الآخرة .
وقال يمان: لم يخلق الله خلقا يكابد ما يكابد ابن آدم، وهو مع ذلك أضعف الخلق .
قال القرطبي : قال علماؤنا : أول ما يكابد قطع سرته ، ثم إذا قُمِط قماطا ، وشد رباطا ( 1 ) ، يكابد الضيق والتعب، ثم يكابد الارتضاع ، ولو فاته لضاع ، ثم يكابد نبت أسنانه ، وتحرك لسانه ، ثم يكابد الفطام ، الذي هو أشد من اللطام ، ثم يكابد الختان ، والأوجاع والأحزان ، ثم يكابد المعلم وصولته ، والمؤدب وسياسته ، والاستاذ وهيبته ، ثم يكابد شغل التزويج والتعجيل فيه ، ثم يكابد شغل الاولاد والخدم والاجناد، ثم يكابد شغل الدور، وبناء القصور، ثم الكبر والهرم ، وضعف الركبة والقدم ، في مصائب يكثر تعدادها ، ونوائب يطول إيرادها، من صداع الرأس ، ووجع الاضراس ، ورمد العين ، وغم الدين ، ووجع السن ، وألم الاذن .
ويكابد محنا في المال والنفس ، مثل الضرب والحبس ، ولا يمضي عليه يوم إلا يقاسي فيه شدة ، ولا يكابد إلا مشقة .
ثم الموت بعد ذلك كله ، ثم مسألة الملك ، وضغطة القبر وظلمته ، ثم البعث والعرض على الله ، إلى أن يستقر به القرار، إما في الجنة وإما في النار ، قال الله تعالى : " لقد خلقنا الانسان في كبد " ، فلو كان الأمر إليه لما اختار هذه الشدائد .
ودل هذا على أن له خالقا دبره ، وقضى عليه بهذه الاحوال ، فليمتثل أمره .
(1 ) " القَمْطُ: شَدٌّ كشدّ الصبيّ في المَهْدِ وفي غير المهد إذا ضُمَّ أَعضاؤه إِلى جسده ثم لُفَّ عليه القِماطُ ... واسم ذلك الحبل القِماطُ .
والقِماط: حبل يُشَدُّ به قوائم الشاة عندما تذبح ، وكذلك ما يُشد به الصبيُّ في المهد . انظر لسان العرب لابن منظور مادة : قمط .
وبتدبر القرآن الكريم الذي أنزله الله هدى ورحمة وشفاء للمؤمنين ينجلي الكرب وينكشف الهم والغم ، ويتبدل حزنه فرحا ، وبليته عطية .
وهذه إطلالة على آية من آيات الذكر الحكيم من تدبرها وقرأ ما قاله السلف في تفسيرها اطمأنت نفسه ، وانشرح صدره ، وعلم أن هذه هي سنة الله في خلقه ، " لقد خلقنا الإنسان في كبد " .
يقول الله تعالى : " لقد خلقنا الإنسان في كبد " سورة البلد ( 4 ) .
أي : لقد خلقنا ابن آدم في شدة ونصب وعناء من مكابدة الدنيا وأهوال الأخرى .
يقول الحسن رحمه الله تعالى : يكابد الشكر على السَّرَّاء ، والصبر على الضَّرَّاء ، لأنه لا يخلو من أحدهما ، ويكابد مصائب الدنيا ، وشدائد الآخرة .
وقال يمان: لم يخلق الله خلقا يكابد ما يكابد ابن آدم، وهو مع ذلك أضعف الخلق .
قال القرطبي : قال علماؤنا : أول ما يكابد قطع سرته ، ثم إذا قُمِط قماطا ، وشد رباطا ( 1 ) ، يكابد الضيق والتعب، ثم يكابد الارتضاع ، ولو فاته لضاع ، ثم يكابد نبت أسنانه ، وتحرك لسانه ، ثم يكابد الفطام ، الذي هو أشد من اللطام ، ثم يكابد الختان ، والأوجاع والأحزان ، ثم يكابد المعلم وصولته ، والمؤدب وسياسته ، والاستاذ وهيبته ، ثم يكابد شغل التزويج والتعجيل فيه ، ثم يكابد شغل الاولاد والخدم والاجناد، ثم يكابد شغل الدور، وبناء القصور، ثم الكبر والهرم ، وضعف الركبة والقدم ، في مصائب يكثر تعدادها ، ونوائب يطول إيرادها، من صداع الرأس ، ووجع الاضراس ، ورمد العين ، وغم الدين ، ووجع السن ، وألم الاذن .
ويكابد محنا في المال والنفس ، مثل الضرب والحبس ، ولا يمضي عليه يوم إلا يقاسي فيه شدة ، ولا يكابد إلا مشقة .
ثم الموت بعد ذلك كله ، ثم مسألة الملك ، وضغطة القبر وظلمته ، ثم البعث والعرض على الله ، إلى أن يستقر به القرار، إما في الجنة وإما في النار ، قال الله تعالى : " لقد خلقنا الانسان في كبد " ، فلو كان الأمر إليه لما اختار هذه الشدائد .
ودل هذا على أن له خالقا دبره ، وقضى عليه بهذه الاحوال ، فليمتثل أمره .
(1 ) " القَمْطُ: شَدٌّ كشدّ الصبيّ في المَهْدِ وفي غير المهد إذا ضُمَّ أَعضاؤه إِلى جسده ثم لُفَّ عليه القِماطُ ... واسم ذلك الحبل القِماطُ .
والقِماط: حبل يُشَدُّ به قوائم الشاة عندما تذبح ، وكذلك ما يُشد به الصبيُّ في المهد . انظر لسان العرب لابن منظور مادة : قمط .