لقد بُحَّ صوتي فهل من مجيب؟

إنضم
08/05/2011
المشاركات
50
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مامدى صحة لو نظرنا إلى التفاسير نظرة جديدة لا تتسم فقط بالمنهجية الوصفية ، بل تتعدَّى إلى نقد التفسير - بما له وما عليه - وهذا النقد لا يكون إلا وِفق منهج أصيل في التفسير ، أو ما سمَّاه البعض منهج أمثل في التفسير ، وننظر إلى التفسير من زاية هذا المنهج ناقدين لمنهج المفسر من خلا المقارنة بينه وبين المنهج الأمثل - والذي حدَُّدت ملامحه كتبٌ كثيرة - وهذه المقارنة تبرز مامدى اقتراب المفسِّر من المنهج الأمثل أو ابتعاده ، وأثر ذلك على التفسير ذاته.
إذ التفسير - أقوال المفسِّر - هي نتيجة حتمية للمنهجية التي اتبعها في تفسيره ؛ فإذا كان قد اتبع منهجًا سليمًا فإن تفسيراته ستأتي صحيحة ، وإذا كان ققد اتبع منهجًا ملتويًا غير أصيل فإن تفسيراته ستأتي خاطئة تعمِّي على الناظر في كتاب الله ولا تقوم بواجبها في الكشف عن مراد الله تعالى في كتابه الكريم.
إننا أحوج اليوم إلى تلمُّس أسباب الهداية في القرآن ، وفي غنى عن أن ننظر إليه من خلال مطالعة تفاسير ذات مناهج عقيمة تعمِّي ولا تكشف أو على الأقل ننظر إليه من خلال مطالعة تفاسير ذات منهجٍ مضطرب.
فماذا مثلا لو كان - وتسليمًا بأهمية الاعتداد بأسباب النزول حين التفسير ، وقبل الخوض في وصف منهج المفسر في تعامله مع أسباب النزول - لو استرجعنا في مباحث سابقة على بحث منهج المفسر في تعامله مع سبب النزول لو استرجعنا مناهج المفسرين في التعامل مع أسباب النزول والاعتاداد بها في التفسير ، ثم نقوم بانتقاء منهج أصيل في كيفية الاعتداد بها في التفسير ، وبعد ذلك ننظر لمنهج المفسِّر في ضوء هذا المنهج ، ونبين نقاط الاتفاق ونقاط الاختلاف وأثر ذلك على المادة العلمية في التفسير - متن التفسير ذاته - لنخلص إلى نقد لمنهجه في اعتداده - من عدمه - بأسباب النزول ، ويبرز هذا النقد ما له وماعليه ، ولو كان المفسر قد أخطأ نقوم بذكر ما يقابل خطأه من التفاسير الأخرى والتي اعتمدت منهجًا قويمًا في كيفية الاعتداد بأسباب النزول حين التفسير.
وكذلك الحال مع الاعتداد بالقراءات والاعتداد بالتفسير النبوي والنسخ وإعراب القرآن و.......
وآمل أن تتم مناقشة هذا الطرح لا أقول على مستوى من الجدِّية فكل المناقشات في هذا الملتقى الكريم تتم على مستوى الجدية ، ولكن آمل أن تتم مناقشته على مستوى المشكلة التي يحلها ، والطرح يهدف إلى نظرة جديدة إلى موضوع قديم في ضوء أصول ومعايير ثابتة راسخة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
ليس هناك ما يسمى بالمنهج الأمثل في التفسير
وإنما هي دعوى تفتقر إلى دليل
وما تدعو إليه فيه شيء من طموح الشباب والسائرين في أول الطريق ـ وليس عيبا أن يطمح الشباب ـ ولكن يجب أن يكون الطموح واقعيا ومبنيا على خطوات ثابته ومدروسه.
ثم أقول لك إن كل الأعمال المميزة والطموحة في شتى العلوم كانت في الغالب جهود فردية ، وعليه أقول لا يبح صوتك ولا تنتظر من غيرك أن يقوم بما تفكر به أنت ، وإنما إذا كانت الروية واضحة عندك وتملك مشروعا مبني على قواعد وأسس متينة فكن أول من يسلك الطريق ومهده لغيرك وربما خلد اسمك في المجددين.
أرجو أن لا تسيء فهمي
بارك الله فيك وفتح لك أبواب الخير.
 
دع - أخي الكريم - النقطة الخاصة بمنهج أمثل جانبًا.
ثم أما من الواجب علينا ألا نقتصر - عند دراسة مناهج المفسرين - ألا نقتصر على مجرد وصف منهج المفسر دون التطرق - بالنقد - إلى مميزاته وسلبياته ، ولا يمكننا الحكم إلا في ضوء منهج آخر ، هذا المنهج الآخر يكون علماء التفسير وعلوم القرآن في مجملهم مجمعين على أصالته ، فمثلا:
من مصادر المفسِّر المعتادة في التفسير النظر إلى أقوال الصحابة : فما العمل أخي الكريم إذا وُجد اختلافًا في أقوالهم؟
والواجب يحتِّم على المفسِّر ضرورة الاعتداد بأقوال الصحابة لأنهم شاهدوا التنزيل وهم أهل اللغة و ....... ، ما الذي يجب على المفسِّر عمله ، والمنهج الذي يجب عليه اتباعه في الانتقاء من أقوالهم وفق أسس منهجية؟
أخي الكريم : ضع بجانب تفسير الصحابي والأسس التي ينبغي مراعاتها في الاعتداد به ضع النسخ : أترى أن طريق القول بالنسخ أخي الكريم في القرآن طريقًا ممهدًا واضح المعالم بحيث عندما يأتي المفسر لآية منسوخة يقول نسختها آية كذا - بل تسلِّم معي باختلاف المفسِّرين اختلافًا كبيرًا في تحديد الناسخ والمنسوخ ، ناهيك عن أن بعض المفسرين ينكرون وجود النسخ في القرآن من الأساس.
ثم تدكَّر : أسار المفسِّرين على طريق واحد في تفسير القرآن باللغة؟ بل منهم من لوى عنق الآية وأعاد صفَّ كلماتها لتتفق مع قاعدته اللغوية التي جاء بها ، أخبي الكريم : حدَّد بعض الدارسين ضوابط للتفسير اللغوي ، ما رأيك - أخي الكريم - لو أُعيد دراسة تفسير ما - أي تفسيرٍ - في ضوء هذه المعايير.
ثم أيعجبك - أخي الكريم - الكم الهائل من الإسرائيليات الموجود في تفسير عظيم مثل تفسير الطبري - شيخ المفسِّرين - على ما يمثله هذا التفسير من عظيم مرجعٍ لكثير منَّا نحن الباحثين ، ما المانع من إعادة دراسة التفسير في ضوء معايير وضوابط حدَّدها أيضًا بعض الباحثين في التعامل مع الإسرائيليات على ما تمثله من مصدر من مصادر التفسير - أهل الكتاب.
أضف إلى ذلك - أخي الكريم : لَيَّ بعض المفسرين عنق الآية لتتسق ومُكتَشف علمي : أو إعجاز عددي.
وأيضًا التناسب ، والفواصل ، وأسباب النزول ، والقراءات ، ...... على عظيم دور هذه العلوم لخدمة التفسير من حيث هدفه في الكشف والبيان عن مراد الله تعالى من قرآنه إلا أننا نجد أغفالا من المفسرين لها أو على الأقل عدم السير معها وفق معايير وضوابط - منهج أمثل - أصيلة .
ثم - أخي الكريم - على أي أساس حكمت بعدم وجود شيءٍ اسمه منهج أمثل في التفسير ، وقد وُجد من تحدَّث عنه من القدامى ومن المحدثين؟
إنهم تحدثوا عنه تحت مسمى آخر غير ( منهج أمثل في التفسير ) تارة قواعد التفسير ، وتارة ما يجب على المفسر.
انطلاقًا من حبِّنا لكتاب الله ورغبة منَّا لخدمته أرجو المناقشة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
الفاضل الكريم الأخ محمد أحمد حميدة - وفقه الله ورعاه -
أشكرك على طرحك الجريء وإثارتك لهذا الموضوع المهم ، ولكن اسمح لي أن أعلق بما أرجو أن يتسع له صدرك وبما لا أرى إلزام غيري به ولكن حسبي أن أعرض ما أعتقد صوابه وإن اعتقد غيري خطأه :
المرحلة التي تذكرها من نقد لكتب التفسير ومناهج المفسرين مرحلة لا شك في أهميتها خاصة وأنت تركز على طرح الطريقة الوصفية في التعامل ، وهذا شيء حسن ، ولكن ألا ترى أن مرحلة تقييم التراث وتقويمه هي مرحلة أخيرة تسبقها مراحل كثيرة ، وأن من رام النهايات قبل تحقيق البدايات كان خطؤه أكثر من صوابه وإفساده أكثر من إصلاحه .
والمقصود أخي الكريم أن نراجع أنفسنا فيما جعلناه قواعد ننطلق منها في النقد ومسلمات نؤسس عليها تقويمنا لتراثنا ، ومن تلك المسلمات لدينا التي أزعم أننا بحاجة إلى نقد أنفسنا فيها مسلمة أننا نفهم التراث وأننا وصلنا إلى مرحلة من فهم التراث تؤهلنا لنقده والحكم على المصنفين الكبار في شتى فنونه .
والعبد الضعيف يعتقد أن فهم التراث سابق على تقويمه ونقده وتقييمه ، ويعتقد كذلك أن فهمنا للتراث فهم مشوش مبتور في بعض المواطن إن لم يكن في غالبها ، ويعتقد كذلك أن فهم التراث أشق بكثير من انتقاده ، ويعتقد أن أئمة التفسير والحديث والأصول وغيرها من العلوم غير معصومين وأن خطأهم وارد وواقع ، ويعتقد أن هؤلاء الأئمة كانوا أغير على التراث منا ، وأن أعمارهم التي قطعوها في تصنيف مؤلفاتهم تحتاج منا أعمارا مثلها لا أقول لانتقادها بل لفهمها .
أخي الكريم : كثيرا ما ننتقد أئمتنا لإيرادهم الإسرائيليات وغيرها في كتبهم، وكتبت في هذا مئات الرسائل العلمية لكن ما هي كمية الدراسات التي اهتمت باستجلاء منهج الأئمة في إيرادها وطريقة إيرادها ومواطنها وتعمقت في أعماق علوم هؤلاء الأعلام مبتعدة عن الطرح السطحي الوصفي للمناهج .
ودعني أقول لك : إنه غدا من أيسر الأمور انتقادهم فيما أوردوه في كتبهم ، وتجريد كتبهم مما نعتقد خطأه ، وتنقية تراثهم مما نراه مكدرا لصفوه لكن إن وجدت من يحسن فهم علل إيرادهم للإسرائيليات مثلا ومواطن إيرادهم لها وكيفية هذا الإيراد وطرقهم فيه فدلني عليه ، فليست القضية في أن الإسرائيليات مثلا كثر فيها الخلل والمبالغة فهذا أوضح من أن يذكر لكن القضية لم أوردوه مع ظهور خلله واتضاح نكارته ؟
ولم تتابعوا على إيراده ؟
هل كانوا في غفلة عما بدت نكارته ؟
وهل لم يتح الوقت لهم جميعا لانتقاده حتى يتتابعوا مثل هذا التتابع ؟
، وهل تتابعوا جميعا على أن غرضهم جمع كل ما وقع تحت أيديهم وحشو الكتب به ؟

لا أعتقد أبدا أن إماما أفنى عمره في كتاب أوألفه في خمس وعشرين سنة أو أقل أو أكثر يمكن فهم منهجه بكل يسر وسهولة ، بل إن كل إمام منهم يحتاج إلى كتيبة عمل لا لانتقاده بل لفهم المعالم العامة لمنهجه واستكشاف مساحات من نمط تفكيره
واعتقادي أن الطريق يبدأ من هنا وأننا لو أحسنا البدء لحسن لنا الختام ووصلنا إلى ما تبغي ، وأرجو أن لا تجد علي فهي وجهة نظر لا ألزمك بها ولكني أكتفي بعرضها وأرى أن الجدل ربما يطول حولها لاختلاف القاعدة التي ننطلق منها ولذا أوثر عدم الجدل فيها ، ولا أدعي أني وصلت إلى نهاية الطريق ولكن هكذا أفكر وأسير ولو لم يكن سيري إلا بطيئا .
وفقك ربي ورعاك
 
شكر الله لك أخي الكريم ، وجعلك من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته .... أما بعد :
طرحي - أخي الكريم - مقدَّمات لها نتائج :
مقدماته : الانتقال من المنهج الوصفي لدراسة مناهج المفسرين إلى المنهج النقدي ، والنقد يتم في ضوء أصول وقواعد وضعها هؤلاء الأعلام ذاتهم - سواء ضوابط حديثية أو أصولية أو لغوية:
مثل الاعتداد بأسباب النزول له ضوابط حديثية وأصولية ، والإخلال بهذه الضوابط يُعتبر خللا في المنهجية المتَّبعة في التفسير.
فالنقد يتم في ضوء هذه الضوابط التي توارثناها والغير مسموح لنا بالتغيير فيها أو إهمالها.
وبالنسبة للإسرائيليات ، فقد ذكر شيخ المفسرين - ابن جرير الطبري - سببًا مسوِّغ - من وجهة نظره وهو محق - السبب هو أنه آثر جمع الإسرائيليات وترك لنا التعقيب عليها ، فقد قام - يرحمه الله رحمة واسعة - بدوره ، والواجب علينا النقد ، النقد في ضوء ضوابط ومعايير وضعها هؤلاء الأعلام أنفسهم.
ووجهة نظركم - أخي الكريم - في محلها تمامًا ؛ فقد تعلَّمنا من أساتذتنا : أنه لا يجوز نقد من هم أعلى منا قيمة علمية ؛ لأننا لم نطَّلع على ما اطلعوا عليه.
وعملية تنقية التراث هي مرحلة تالية على مرحلة المقابلة بين الأصول والضوابط والتي استخرجها من مظانها العلماء الأُوَّل وبين التفاسير القديمة والحديثة في آن واحد.
والتفسير العلمي كأحد مستجدَّات هذا العصر لايتم قبوله إلا في ضوء الأصول والضوابط ذاتها التي وضعها العلماء الأُوَّل.
ومناهج المتقدَّمين في فهم القرآن - السليم منها فقط - هي مقدَّمات لمناهجنا في فهم القرآن ، لا نستطيع نكرانها.
ونسأل الله أن يلهمنا الصواب ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 

(ليس هناك ما يسمى بالمنهج الأمثل في التفسير
وإنما هي دعوى تفتقر إلى دليل
وما تدعو إليه فيه شيء من طموح الشباب والسائرين في أول الطريق ـ وليس عيبا أن يطمح الشباب ـ ولكن يجب أن يكون الطموح واقعيا ومبنيا على خطوات ثابته ومدروسه.
ثم أقول لك إن كل الأعمال المميزة والطموحة في شتى العلوم كانت في الغالب جهود فردية ، وعليه أقول لا يبح صوتك ولا تنتظر من غيرك أن يقوم بما تفكر به أنت ، وإنما إذا كانت الروية واضحة عندك وتملك مشروعا مبني على قواعد وأسس متينة فكن أول من يسلك الطريق ومهده لغيرك وربما خلد اسمك في المجددين.
أرجو أن لا تسيء فهمي
بارك الله فيك وفتح لك أبواب الخير.)
كلام نفيس أثاب الله عليه(ابو سعدالغامدي)

 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شيخنا الكريم - أدامكم الله خادمًا لكتابه - نورد هنا - فيما قرأنا عن ضرورة تجديد النظرة إلى مناهج المفسرين ، وتخطي النظرة الوصفية إلى النظرة النقدية - وفق أصول أصَّلها وقعَّدها الأئمة الأعلام الأوائل ، فهي أصول قديمة متجدِّدة.
شيخنا الكريم : لن نتقدَّم خطوة إلا وفق إرشادكم ، وهذا الطرح الذي أقدمه : إيجاد منهج أمثل = أصول وضوابط تضبط السير في كل ناحية من النواحي التفسيرية ، وتؤصِّل لكيفية مُثلى في التعامل مع كل علمٍ من علوم القرآن حين التفسير ؛ إذ تعلمون - شيخنا الكريم - مدى اختلاف المفسِّرين وعدم سيرهم على وتيرة واحدة في التعامل - مثلا - مع أسباب النزول ، وقد يصل الحال إلى عدم سير المفسر الواحد وفق منهج واحد على طول تفسيره في التعامل مع علم واحد من علوم القرآن ، ونحن - كدارسي مناهج المفسرين - في حيرة من أمرنا ؛ لأننا نجد أنفسنا - وفق الأمانة العلمية - أن ننبِّه على الصحيح من الفاسد مما قاله المفسِّر في تفسيره ، وهذا التنبيه لن يكون وفق هوىً من أنفسنا ، بل وفق الضوابط والأصول التي حددها علماء التفسير وعلوم القرآن الأوَّل.
وهذ بعض الأقوال التي قرأناها وعليه توجَّهنا اتجاهنا هذا :
1. ولكن صحبة المسلمين للقرآن الكريم لم تكن قائمة على العدل والإحسان في جميع الأحوال . . فكثيرًا ما أساء المسلمون تلك الصحبة ، وأوسعوها جفاءً وعقوقًا ، حيث يعيش القرآن فيهم غريبًا . . لا يقفون عنده ، ولا يلتفتون إليه ، ولا يتدبرون آياته ، ولا يتلقُّون بعض ما فيه من خيرٍ وهدى ! والجفوة التي بين المسلمين وبين القرآن الكريم جفوة غليظة مستحكمة قد تداعت عليها دواعٍ كثيرة أحكمت بنيانها وثبتت دعائمها فلم يعد بين المسلمين وبين القرآن طريقٌ يصلهم به إلا تلك الطرق الدارسة الطامسة ، والتي تتصاعد منها أتربة وأدخنة تعمِّي على الناظر منهم في كتاب الله وجوهَ الحق والخير التي فيه([1]).
2. إن الكتب المصنَّفة في التفسير مشحونة بالغثِّ والثمين ، والباطل الواضح والحق المبين ، والعلم إما قولٌ مصدَّقٌ عن معصوم ، وإما قولٌ عليه دليلٌ معلومٌ ، وما سوى ذلك فإما مزيَّفٌ مردودٌ ، وإما موقوفٌ لا يُعلم أنه بهرجٌ([2]) ولا منقودٌ([3]) ، وحاجة الأمة ماسَّةٌ إلى فهم القرآن([4]).
3. قد تنوَّعت جهود العلماء في هذا الباب – التفسير – واختلف وردُهم وصدُرهم عن الكتاب العزيز ، إلا أن القارئ ربَّما استوقفه قولٌ أو آخر في تفسيرٍ ما ، وأحسَّ أن ربطه بالآية الكريمة واعتمادَه ضِمن تفسيرها أن ذلك مجانبةٌ للصواب وتحميلٌ لكلام الله ما لا يحتمله ، بل وربَّما حملٌ له على ما لا يليق به ، وبطبيعة الحال هذه الأقوال متفاوتة في مباينتها لجادَّة الصواب ، وأصحابها متفاوتون في الشطط الذي ركبوه ، والبعد الذي نأوا به ، وربما وقع التساؤل : ما سبب هذه الأقوال؟ وما منشأ ذلك؟ وكيف سوِّدت بها صحفٌ كثيرةٌ ؟ وهل لذلك أثر على المنهج السليم في التفسير؟ وما مدى هذا الأثر على المعنى الصحيح للآية؟([5]).
4. وفي أثناء تقديمه لرسالة دكتوراه بعنوان «أسباب الخطأ في التفسير دراسة تأصيلية» أوجز الأستاذ الدكتور حكمت بن بشير بن ياسين - الأستاذ في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة - محتفيًا بصاحبها ، حيث قال: "توصَّل – الباحث – إلى نتائج مبتكرة وقواعد معتبرة ، وجامعها أربع كليات – أسباب الخطأ في التفسير – وهي كما يلي:
1- العدول عن مصادر التفسير الأصلية وأصوله الصحيحة الثابتة.
2- عدم الدقة في فهم مراد نصوص الآيات ومدلولاتها.
3- إخضاع النصوص القرآنية للأهواء والتَّعصُّبات والبدع.
4- القصور في تطبيق الشروط اللازمة للتفسير"([6]).
أقول : ولا يخفى ما قد تؤدي إليه هذه الأسباب – منفردة أو مجتمعة – إلى تفويت الفرصة على المسلمين في الاستهداء بهدي ربهم Y.
5. من المعلوم أن كتاب الله تعالى تتفاوت دلالة آياته على المعاني وضوحًا وخفاءً ، ولو كانت آياتُه تتساوى في إدراكها الأفهام لخمدت الهمم وركدت الأفهام ، ويشملها الجهل لعدم وجود ما يحملها على الغوص والتفكير العميق ، ولكن الله – جلَّت حكمته – جعل كتابه الكريم بحيث تختلف الأفهام والقرائح في إدراك أسراره واجتلاء معانيه([7]).
6. من المعلوم أن لكل علمٍ من العلوم ولكل فنٍ من الفنون شروطًا وضوابط لابد من أخذها عند الاشتغال به وعند عدم تطبيقاتها يحصل الخلل ويظهر الانحراف في ذلك العمل العلمي ، وعلم التفسير من أجل العلوم الإسلامية وأهمها وأعظمها شأنًا وفضلاً ؛ فكيف يُعرَضُ عن شروطه الأساسية وقواعده الضرورية التي قررها أهل العلم للوصول إلى مراد الله U على الوجه المطلوب واللائق به ، وهناك شروط وضوابط لتأصيل المنهج الصحيح ووضع الطريق المستقيم لتفسير القرآن الكريم يجب توفيرها ولا يجوز إهمالها وإهدارها بحال من الأحوال : منها ما يتعلق بطريقة التفسير ومنهجه الذي يلزم السير عليه ، ومنها ما يتعلق بأوصاف المفسِّر العلمية والعقدية([8]).
7. والعدول عن تطبيق أهم الشروط اللازمة للتفسير – من كلا النوعين العلمية والعقدية – يلوِّث وجه التفسير المشرق ، ويكدِّر صفاءه ، ويفسد بهاءه ، بتغيير الحقائق وتبديل المعاني وقلب المفاهيم . والقصور في تطبيق هذه الشروط يأتي بنتائج غير مرضية وتحقيقات غير صحيحة في التفسير ، كما أنه يدل على عدم الأهلية في الخوض في مجال التفسير([9]).

([1]) التفسير القرآني للقرآن (1/7) للدكتور عبد الكريم يونس الإمام الأكبر ، نشر دار الفكر العربي بالقاهرة ( د . ط ، د . ت ).

([2]) أرض بَهْرَجٌ : إذا لم يكن لها من يحميها ، وبَهْرَجَ الشيءَ : إذا أَخَذَ به على غير الطريق / مقاييس اللغة (1/333) لأبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا / تحقيق عبد السلام محمد هارون / نشر دار الفكر ببيروت (1399هـ=1979م) ، بَهْرَجٌ : درهم بهرج = درهم رديء الفضة والمبطَل السِّكة ، وكل مردود عند العرب بهرج / انظر لسان العرب (2/217) لمحمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري / نشر دار صادر ببيروت / الطبعة الأولى د . ت.

([3]) منقود : ( النون والقاف والدال ) أصل صحيح يدل على إبراز شيءٍ وبروزه ، ودرهمٌ نَقْدٌ : وازنٌ جيدٌ ، كأنه قد كُشف عن حاله فعُلم / انظر : مقاييس اللغة (5/467) ، ومختار الصحاح (ص688) لمحمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي / تحقيق محمود خاطر / نشر مكتبة لبنان ببيروت (1415هـ=1995م).

([4]) مقدمة في أصول التفسير (ص15 ، 16) لتقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن تيمية / بعناية فواز أحمد زمَرلي / نشر دار ابن حزم ببيروت / الطبعة الأولى (1414هـ=1994م).

([5]) الأقوال الشاذة في التفسير «نشأتها وأسبابها وآثارها»(ص6) / للدكتور عبد الرحمن بن صالح بن سليمان الدهش / منشورات سلسلة مجلة الحكمة ببريطانيا / الطبعة الأولي (1425هـ=2004م).

([6]) أسباب الخطأ في التفسير «دراسة تأصيلية» (ص6) / للدكتور طاهر محمود محمد يعقوب ( رسالة دكتوراه» ( جزآن ) من كلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة 1422هـ) / نشر دار ابن الجوزي بالمملكة العربية السعودية / الطبعة الأولى (1425هـ).

([7]) أصول التفسير وقواعده (ص11 ، 12) خالد عبد الرحمن العك / نشر دار النفائس ببيروت / الطبعة الثانية (1406هـ=1986م) ، وانظر التفسير والمفسرون (1/46) للدكتور محمد حسين الذهبي / نشر مكتبة وهبه بالقاهرة / الطبعة السابعة (1421هـ=2000م) ، مباحث في علوم القرآن (ص316) لمناع خليل القطان / نشر مكتبة وهبه / الطبعة الحادية عشرة (1421هـ=2000م) ، منهج النقد في التفسير (ص22 ، 23) للدكتور إحسان الأمين / نشر دار الهادي ببيروت / الطبعة الأولى (1428هـ=2007م).

([8]) أسباب الخطأ في التفسير «دراسة تأصيلية» ص(915) ، انظر - في ضوابط البحث في تفسير القرآن الكريم بصفة خاصة : منهج البحث في العلوم الإسلامية (ص 225 : 228) للأستاذ الدكتور محمد الدسوقي / نشر دار الثقافة بالدوحة / الطبعة الثانية (1424هـ=2003م) وانظر – في ضوابط البحث العلمي بصفة عامة : أساليب البحث العلمي ومصادر الدراسات الإسلامية (ص95) للدكتور محمد راكان الدُّغمي / نشر مكتبة الرسالة بعمَّان / الطبعة الثانية (1417هـ=1997م) ، أسس ومبادئ البحث العلمي (ص25) / للدكتورة فاطمة عوض صابر والدكتورة ميرفت علي خفاجة / نشر مكتبة الإشعاع الفنية بالإسكندرية / الطبعة الأولى (2002م).

([9]) أسباب الخطأ في التفسير «دراسة تفصيلية» (ص915).
 
أخي الكريم

أخي الكريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لكم منا أكرم الدعوات بأن يجعلكم زخرًا لكتابه وأهل كتابه ..... أما بعد:
القرآن الكريم - كما نؤمن جميعًا - رحمة للعالمين ،وكل العالمين في كل عصر من وقت نزوله إلى قيام الساعة ؛ فهو الرسالة الخاتمة.
وحديثكم - أخي الكريم - أنكم تحجرون علينا - مسلمي هذا العصر - حقنا في النظر إلى القرآن الكريم وفي أذهاننا مشاكلنا التي لابد لها الحل في القرآن الكريم وتحجرون على القرآن ذاته من أن ينظر إليه أحدٌ إلا السلف ( وإلا عطب على حد لفظكم ) ، ولا أدري - سامحني أخي الكريم - كيف جعلتم من تفسير السلف قرآنا آخر لاتبديل له ولا تحريف.
أخي الكريم : اطمئنكم ، وجزاكم الله كل الخير عن غيرتكم على كتابه ، وجعلكم من أهل كتابه الذين هم أهل الله وخاصته
ما قدمته من طرح : تقديم منهج - قعَّده وأصَّله سلف الأمة ذاتهم الذين تتهمني - أخي الكريم - بأني أنوي البعد عن سنتهم : أخي الكريم لاسبيل عن الحيدة عن الأصول والضوابط في كل شيء ، وقد قيل : "من حُرِمَ الأصول حُرم الوصول".
وإذا كانت للتفسير أصولٌ يُستقى منها فهناك أيضًا ضوابط تنظِّم كيفية هذا الاستقاء ، وما نطلبه هو :
1- التأكيد على ضرورة المنهجية القويمة في التفسير ، وإذا كان التفسير يتَّسم بالذاتية الشخصية للمفسر والمتغيرة من مفسِّر لآخر إلا أن هناك ضوابط وأصول - منهج - لا تتغير ولا تتسم بالذاتية نطلب نقد التفاسير على ضوؤ منها : نقدًا يبيِّن محاسن التفسير من مساوئه ، مؤكدًا على اثر المنهجية في التفسير.
2- وهذا المطلب هو أهم مطلب : هو جمع شتات هذه الضوابط والأصول ، وهناك فعلا دراسات جمعت هذه بعض الضوابط ، وإذا كان كل علم له أصول وضوابط تحكم السائر فيه : فهناك أصول الفقه ، وقواعد اللغة ، والحديث و...... ، إذا كان ذلك فالتفسير أحوج هذه العلوم جميعًا إلى الضوابط التي تحكمه ، ويبدو أنكم - عفوًا أخي الكريم لسوء أدبي - قد خلطُّتم بين أصول التفسير وضوابطه وبين تفسير السلف ؛ إذ جعلتم من تفسير السلف معيارًا يحَدَّد على أساسه مدى قبول أو رفض أي تفاسير جاءت بعد السلف بدلا من جعْل هذا الحق - أن يعايَر على أساسه - للأصول والضوابط التي سنَّها السلف ذاتهم ، لكن قد ينظِّر المرء لأمر ما ثم يضطرب في تطبيقه - أقول قد - وعودًا على بدء : وُجد من يشذُّ بتفسيره عمَّا أُثر من قواعد وضوابط ، ونحن نريد أن ننظر إلى القرآن لا وفق منهج مفسِّر واحد - مع كامل التقدير لأهل كتاب الله - بل وفق أصولٍ وضوابط أجمعت عليها الأمة - أو كادوا - لأنه لاتجتمع أمة الإسلام على الباطل .
أخي الكريم : لا أريد أن أبخل على نفسي ، وأعلم مدى رداءة تعبيري ، وتقصير لفظي عن تصوير ما أريد ، ولعلي أتقرب إليكم بحسن نيتي وصدقها ، لا أبخل على نفسي في أن أطلب منكم مراجعة ما أقول لعلَّه في حاجة إلى إعادة صياغة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وشكر الله للمشايخ الفضلاء هذه المشاركات المتميزة ..
ولي وجهة نظر أحب أن أدلي فيها بدلوي ، وأتمنى أن تحصل على شيء من التقويم ..
المنهجية النقدية لدراسة مناهج المفسرين إن كان المقصود منها الخروج بمنهج أمثل لتفسير القرآن تأصيلاً وتطبيقاً ، فإني أعتبر من سلك هذا المسلك ، قد سلك طريقاً لا يوصله إلى مبتغاه ..
وذلك لأن المنهج الوصفي - الذي لا يصل إليه الباحث بسهولة - هو المنهج الذي يرسم ويحدد ملامح المنهج الأمثل للتفسير ، فإن من أراد تلمس هدايات القرآن ، والكشف عن مقاصده ، وتنزيل الآيات على الواقع ، وغيرها من المفردات التي كثر الكلام عنها أخيراً ، يجد أن للسابقين من المفسرين في ذلك البيان الواضح والمنهج الناصح ، ولكنهم نثروها في ثنايا تفاسيرهم ، وتوسطوا في الجمع بينها وبين معاني التنزيل ، ومن جرد التفاسير بان له ذلك ..
وأما قضية النقد فهي مرحلة تختلف عن الوصف وذلك لأنها مبنيةٌ على الاستقراء ، ثم الجمع ، ويأتي بعد ذلك النقد والتمحيص المتضمن للاستدراك والتعقيب والترجيح والتوجيه ..
فالمنهج الأمثل ، الذي تكلم عنه صاحب الموضوع وفقه الله ، يعتمد على دراسة التفاسير ، دراسة وصفية تحليلية ، لا دراسة نقدية تأصيلية..
أرجو منكم مشايخنا تصحيح هذه الرؤية وتعديلها ..
وجزاكم الله خيراً ..
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم « على البشر » حيَّاك الله وجعلك من أهل كتابه الذين هم أهل الله وخاصَّته ... أما بعد:
عندما تنقد أمرًا ما - والنقد بمعنى إبراز محاسن وساوئ الأمر – لابد أن يكون النقد في ضوء معايير واسس متفق عليها من الجميع.
مثال : أنت تقرأ تفسيرًا ومررت بحديثٍ للمفسِّر عن النسخ - النسخ مازال حتى يومنا هذا قضية خلافية من حيث إمكانية وقوعه فضلاً عن – على فرض أن المفسِّر يرتضي القول بوقوع النسخ في القرآن – أن الآيات الناسخة والمنسوخة للرأي فيها الباع الطويل.
وأنت تقرأ التفسير كباحث هدفه وصف منهج المفسِّر ، وهم الباحثون أصحاب الموضوعات المعنونة بـ (فلان ومنهجه في التفسير ، أو منهج فلان في التفسير) هؤلاء الباحثون وطبقًا لتقييد عنوان موضوعهم لكيفية البحث لا يمتلكون إلا وصف منهج فلان في التفسير فقط ، وإن تطرَّقوا إلى النقد – إبراز المحاسن والمساوئ – لا ينقدون في ضوء منهجية ثابتة ، بل ينقدون وفق ذوقهم أو على ضوء من خلفيتهم ونادرًا ما يعزون الخلفية التي نقدوا على أساس منها.
وعليه فقولك : " المنهجية النقدية لدراسة مناهج المفسرين إن كان المقصود منها الخروج بمنهج أمثل لتفسير القرآن تأصيلاً وتطبيقاً " لا يتفق مع ماقلنا لأن:
المنهجية النقدية لدراسة مناهج المفسرين ليس المقصود منها الخروج بمنهج أمثل لتفسير القرآن تأصيلاً وتطبيقًا.
لأن النقد – وكما ذكرنا – يتم في ضوء المنهج الأمثل : أي وهو موجود فعلاً ، وإلا : فعلى أي أساس يتم النقد؟ ، وهذا المنهج لا يُسْتقى من كتب تفسير القرآن بقدر ما يُستقى من كتب أصول الفقه واللغة والحديث ، وليس مستقاه فقط كتب التفسير.
وقولك : " وذلك لأن المنهج الوصفي - الذي لا يصل إليه الباحث بسهولة - هو المنهج الذي يرسم ويحدد ملامح المنهج الأمثل للتفسير " لا أدري كيف ذلك؟ وكيف يمكن لباحث يقتصر بدراسته على تفسيرٍ واحدٍ واصفًا لمنهج مفسره .كيف له أن يخرج بضابط واحد من ضوابط التفسير؟
ذلك لأنه لابد من الاطلاع على الرأي والرأي الآخر ، ثم الخلوص من تلك المقابلة بين الآراء برأيٍ واحدٍ مدعَّم بالأدلة والبراهين يمثِّل ضابط من ضوابط المنهج الأمثل الذي نبحث عن تفاصيله ، وعليك – أخي الكريم – أن تخبرني : من أين ستاتي بالرأي الآخر من تفسيرٍ لمفسِّر واحدٍ ؟
وقولك – أخي الكريم :" فإن من أراد تلمس هدايات القرآن ، والكشف عن مقاصده ، وتنزيل الآيات على الواقع ، وغيرها من المفردات التي كثر الكلام عنها أخيراً ، يجد أن للسابقين من المفسرين في ذلك البيان الواضح والمنهج الناصح ، ولكنهم نثروها في ثنايا تفاسيرهم ، وتوسطوا في الجمع بينها وبين معاني التنزيل ، ومن جرد التفاسير بان له ذلك " : إني – لو سمحتم لي أخي الكريم – ونخن مؤمنون بصلاحية القرآن للإنسان في كل عصر : أليس قولك السابق هذا هو بمثابة حجر على حقنا في الاستهداء بالقرآن ، وتنزيل آياته على واقعنا نحن لا واقعهم هم .
ومنهجنا الذي نريد النظر في ضوءه إلى القرآن هو منهج هم الذين وضعوا أصوله وضوابطه ، فلعلَّك خلطت – عن غير قصد أخي الكريم – بين المنهج في التفسير وبين التفسير ذاته.
ممكن الممكن أن يُضاف إلى المكتبة القرآنية كل يوم تفسيرٌ جديد وكلها ليس بين مادتها من تضاد ، ولكن كلها تمَّت وفق منهج واحد فقط «وضعه سلف الأمة ذاتهم».
وقولك – أخي الكريم " وأما قضية النقد فهي مرحلة تختلف عن الوصف وذلك لأنها مبنيةٌ على الاستقراء ، ثم الجمع ، ويأتي بعد ذلك النقد والتمحيص المتضمن للاستدراك والتعقيب والترجيح والتوجيه .. فالمنهج الأمثل ، الذي تكلم عنه صاحب الموضوع وفقه الله ، يعتمد على دراسة التفاسير ، دراسة وصفية تحليلية ، لا دراسة نقدية تأصيلية "
أوافقك الرأي – أخي الكريم – في قولك النقد كمرحلة تختلف عن الوصف ، ولا أوافقك الرأي فيما بعد ذلك لما سبق شرحه.
 
عودة
أعلى