جزاكم الله خيراً على هذا التشجيع ، ورفع المعنويات ، مع تواضع مستوى الحلقة في نظري ، لقلة خبرتي بمواجهة الكاميرات ، والكشافات الضوئية التي رفعت درجة حرارتي في وسط الظهيرة ، كما ضاق الوقت عن استيعاب بعض التفاصيل التي كنت أريد أن ييادلني الرأي حولها أمثالكم من الفضلاء المتخصصين في الدراسات القرآنية ، ولا سيما المعنيون بعلم التجويد وتفاصيله. غير أني أرجو أن أكون قد أثرت الاهتمام ببعض المسائل التي قلَّ التطرقُ لها ، ولفت الانتباه إلى بعض المصنفات التي لا يعنى بها الطلاب عادة بحسب علمي وتجربتي المحدودة في هذا الأمر.
ولدي بعض الاستدراكات التي ورد السؤال عنها عبر الهاتف بعد الحلقة ، والتي ربما أذهلني عنها الموقفُ الذي أقفه لأول مرة ، أو إيقاف مقدم البرنامج لي قبل ذكره فأضطر للسكوت على أمل العودة ، ولكن الوقت تصرم ولم أتدارك الأمر ، فلعله يكون هنا مجال لإيضاح الأمر :
* الأمر الأول : عند الحديث عن حكم التجويد ، ذكرت أن لعلم التجويد جانبين :
- جانب نظري : وهو العلم بقواعده ومسائله وكتبه ومسائله النظرية . وقلت إن هذا فرض كفاية كغيره من العلوم التي لا يستغني عنها المسلمون ، إذا قام به من يكفي سقط الإثم عن البقية إن شاء الله.
- وجانب تطبيقي عملي ، وقلت إن الذي يظهر لي من كلام العلماء والباحثين ، أنه سنة مؤكدة ، ولم أذكر تفصيلاً ، حيث تفضل الدكتور مساعد الطيار بطرف من ذلك في مداخلته عبر الهاتف ، وفي ذهني عندما قلت بسنيته المؤكدة التفصيل الآتي :
أن للجانب التطبيقي أيضاً جانبين :
- الجانب الأول : ما لا يقال للمخطئ فيه ، تعلم التجويد ، وإنما يقال له : تعلم العربية . كمن يقول في قوله تعالى :{الرحمن الرحيم} فينطقها :{الرخمن الرخيم} بالخاء المعجمة. فهذا الجانب لغوي أكثر منه تجويدي. وهذا القدر واجب بلا شك ، لأنه لا ينطق بالعربية على الوجه الصحيح ، ويحيل المعنى ، وربما قلبه.
- الجانب الثاني : القدر الزائد على العربية الصحيحة ، وهذا هو التجويد والتحسين والتكميل ، فهذا الذي أعني بأنه سنة مؤكدة ، كالمدود ، وأحكام النون الساكنة والتنوين ، ونحوها. والله الموفق للصواب . وقد أشار الدكتور مساعد إلى هذا مشكوراً في مداخلته ، وفي كتابات له منشورة في الملتقى العلمي ، وفي كتابه (مقالات في علوم القرآن وأصول التفسير) ص 89-95 غير أن الوقت أدركه فلم يستطرد للتفاصيل.
* الأمر الثاني : علاقة التجويد بالعلوم الأخرى .
أشرت إلى علاقته بعلم اللغة ، وعلم القراءات . وضاق الوقت عن التفصيل في هذه العلاقة ، والذي أردت ذكره أيضاً ونسيته أن (فن الإلقاء) الذي بدأ الناس الآن يلتفتون إليه ، ويعنون بدوراته التي تعقد له هنا وهناك ، يدرسون مباحث علم التجويد ولا سيما مخارج أصوات الحروف ، وصفاتها دراسة موسعة ، ويعنون بها عناية كبيرة ، ويعنون كذلك بعيوب النطق وتفاصيلها ، لما لها من الأثر في الإلقاء المؤثر الفعال ، وقد رأيت بعض كتب فن الإلقاء تفرد صفحات كثيرة لأبحاث التجويد . ومن هذه الكتب كتاب (فن الإلقاء) للأستاذ الدكتور طه عبدالفتاح مقلّد الذي نشرته المكتبة الفيصلية بمكة المكرمة . وغيره من كتب الفن. وكدت أن أقول لأخي الفاضل مقدم البرنامج الأستاذ معمر العمري من باب المداعبة : إن علم التجويد يحتاجه الإعلاميون أيضاً لتصحيح اللفظ ، وإجادة النطق أثناء تقديم البرامج.
* الأمر الثالث : أثناء عرض الكتب .
ضاق الوقت أثناء عرض الكتب عن التفاصيل التي أراها مهمة في كل كتاب ، وإن كنت قرأتها كلها ، وكتبت أهم مميزاتها ، لكن بحسبي أنني أشرت إليها كما تفضل الإخوة الفضلاء أبو المعتز وابن الشجري . إلا أنني أرجو أن نعود لها في الملتقى بالبحث والنقاش إن شاء الله. وكنت عرضت أغلفة هذه الكتب على الشاشة ، حتى تقع من المشاهد موقعاً لما للصورة من أثر ، وحتى يعرفه إذا همَّ بشرائه ، وها هي الكتب التي عرضتها في ملف مرفق أرجو أن تنتفعوا به.
[align=center]من أهم المصنفات في علم التجويد[/align]
* الأمر الرابع : تدريس التجويد بالاستعانة بالتقنيات الحديثة..
وهذا الأمر أشرت إليه إشارة سريعة ، وقد كتبت بحثاً موسعاً أرجو أن أوفق لنشره نشراً علمياً محكماً حول الأجهزة التي ينتفع بها في تدريس التجويد من أجهزة الصوتيات الحديثة ، وقد جربت بعضها ، وطبقت التجارب عليه ، ولعلي أعود إليه إن شاء الله في وقت لاحق على صفحات هذا الملتقى العلمي .
وأما الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد وفقه الله ، فقد حاولت الاتصال الهاتفي به لنحظى بمداخلته الهاتفية في البرنامج ، لكن كان هاتفه مغلقاً فلم يتيسر ذلك ، وكنت أرغب منه المداخلة في جانب (الدراسات الصوتية عند علماء التجويد) الذي هو موضوع كتابه القيم ، الذي فاتني التنويه به ، لكنني أشرت إلى اللقاء الذي أجريناه معه على صفحات الملتقى ، ولعل الإخوة الذي شاهدوا الحلقة يرجعون إليه ، ويجدون كلامه المفصل عن الموضوع .
وفي الختام أشكر الإخوة الفضلاء الذي أبدوا استحسانهم وتشجيعهم لأخيهم في هذه التجربة الأولى ، وأسأل الله أن يقيل عثراتنا جميعاً ، ويوفقنا لما يحب ويرضى ، وأن يتجاوز عنا فيما أخطأنا فيه بفضله وكرمه.