تيسير الغول
New member
لفتات مهمة في سورة الفاتحة
وقد يروق لي اليوم أن أكتب في السهل المفيد مبتعداً ما استطعت عن التكلف الشديد المتقعر والبعيد العميق الوعر والطويل الممل الضجر , ولأن سورة الفاتحة لها ما لها من خصوصية فريدة وجدت أن أكتب ما أملاه عليّ قلبي من تنبيهات تزيد المصلي خشوعاً والمتأمل شعوراً والقاريء تدبراً والمتهجد شكوراً.
أسأل الله تعالى أن يجعل لنا ما نخطه من مداد في ميزان أعمالنا بوم نلقاه فيتعطر ما نسطره في أقلامنا إضافة الى ما قاله الأولون .فينتشر العبق ويزداد طيباً على طيب . والله المستعان وعليه التكلان.
سورة التوحيد
ركزت السورة الكريمة من أولها الى آخر آية فيها على مبدأ التوحيد بأنواعه الثلاث الالوهية والربوبية والأسماء والصفات. ولذلك فإن محور السورة الأساسي وهدفها الرئيس هو التوحيد وذلك بالمقارنة مع العقائد الفاسدة الأخرى. وقد ذكرت السورة أهم عقيدتين فاسدتين وهما عقيدة اليهود والنصارى وذلك من غير تسمية مباشرة. ولكن دلالات هاتيك العقيدتين قائم في أرجاء السورة كلها وذلك بالتحذير تارة وبالتنويه الذي يشير الى الدلالة تارة أخرى كقوله تعالى (إياك نعبد وإياك نستعين) .أي إياك نخص بالعبادة لا كما فعل اليهود الذين خصوا غيرك بها في عبادتهم للعجل. وإياك نستعين لا كما فعل النصارى الذين استعانوا بغيرك من البشر وأشركوا فيك عيسى ومريم عليهما السلام.
والناظر الى عقيدة اليهود والنصارى فإنه ينطبق عليهم القول بأن الله يخلق ويُعبد سواه ، فالله خلق المشركين وعبدوا سواه ، والله يرزق ويُشكر سواه ، وهذا واقع واضح في عقيدتهم المنحرفة. "
وأيضاً فكما هي العبادة والاستعانة الخالصة لله فإنه يكون الحمد الخالص لله وحده. فإن الحمد لا يكون إلا لله وحده لا شريك له. والملكية لله وحده كما العبادة والإستعانة. إلا أن الهداية والاستقامة الحقة هي نتاج ذلك كله . وذلك في الابتعاد عن صور الضلال في العقائد الأخرى كعقيدة اليهود والنصارى.