لعلهم يتقون

إنضم
11/01/2012
المشاركات
3,868
مستوى التفاعل
11
النقاط
38
العمر
67
الإقامة
الدوحة - قطر
لعلهم يتقون

هكذا ختمت آخر آيات الصيام : { لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } كما ختمت أول آيات الصيام { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } .

إنه التذكير بالتقوى التي هي غاية الصيام وأصل النجاة ؛ وجاء قوله تعالى : { لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } بعد قوله عزو جل : { كذلك يبين الله آياته للناس } أي : كما بيَّن الله أحكام الصيام يبين آياته للناس ، أي : جميع آياته لجميع الناس ، والمقصد أن هذا شأن الله في إيضاح أحكامه لئلا يلتبس شيء منها على الناس ، وبيان ذلك لهم { لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } ، أي إرادةً لاتقائهم الوقوع في المخالفة ؛ لأنه لو لم يبين لهم الأحكام لما اهتدوا لطريق الامتثال ؛ أو لعلهم يلتبسون بغاية الامتثال والإتيان بالمأمورات على وجهها فتحصل لهم صفة التقوى الشرعية ، إذ لو لم يبين الله لهم لأتوا بعبادات غير مستكملة لما أراد الله منها ؛ وهم وإن كانوا معذورين عند عدم البيان وغير مؤاخذين بإثم التقصير ، إلاّ أنهم لا يبلغون صفة التقوى ، أي : كمال مصادفة مراد الله تعالى .

فالحمد لله على ما أنعم من البيان ، الذي به ظهر الحق من الباطل ، ونسأل الله تعالى أن يثبتنا على الحق ما أحيانا .
 
[h=6]لعلنا نلمح من هذا التذييل لآخر آيات الصيام الإشارة إلى الوقوف مع النفس في وداع رمضان .. فها هو رمضان يوشك أن يحرك أوتاد خيمته مؤذنا برحيل ؛ ليسأل كل مسلم نفسه ، ها قد جاء رمضان وأوشك على الرحيل ، فهل ستخرجين يا نفس منه بمغفرة الذنوب والعتق من النار ؟ هل خرجت أيتها النفس من رمضان بتقوى الله تعالى ، لتكون زادك في طريقك إلى الآخرة ؟ أم أنك كنت غافلة عن زاد الطريق ؟ ] وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى [ ( البقرة : 197 ) .[/h] اعلموا - علمني الله وإياكم الخير - أنه ليس كل من عرف التقوى والورع ودقائقه كان تقيا ؛ وإنما التقوى عمل ومراقبة مع العلم ؛ والمراد بالمراقبة القيام بالطاعة لأجل أن الله أمر بها وأحبها لا لمجرد العادة أو لعلة باعثة سوى امتثال الأمر ؛ كما قال طلق بن حبيب - رحمه الله - في التقوى : هي العمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله ؛ وترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله ؛ وهذا هو الإيمان والاحتساب المشار إليه في كلام النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له " فالصيام والقيام هو الطاعة .. وهو العمل ؛ والإيمان مراقبة الأمر ؛ ومع ذلك فلابد من إخلاص الباعث وهو أن يكون الإيمان الآمر لا شيء سواه ، أي أن يكون العمل لله وحده ، يبعث عليه الإيمان والتصديق بأمر الله ونهيه .. وأما الاحتساب فهو رجاء ثواب الله تعالى . هكذا لابد أن يخرج الصائمون من رمضان .. قد امتلأت القلوب بالإيمان ووعت التقوى .. وانتشر ذلك في أعمالهم جميعًا .. عندها نقول صادقين .. قد صمنا لله تعالى .. وقمنا لله تعالى ، ونسأل الله تعالى أن يتقبل .
 
لعلنا نلمح من هذا التذييل لآخر آيات الصيام الإشارة إلى الوقوف مع النفس في وداع رمضان .. فها هو رمضان يوشك أن يحرك أوتاد خيمته مؤذنا برحيل ؛ ليسأل كل مسلم نفسه ، ها قد جاء رمضان وأوشك على الرحيل ، فهل ستخرجين يا نفس منه بمغفرة الذنوب والعتق من النار ؟ هل خرجت أيتها النفس من رمضان بتقوى الله تعالى ، لتكون زادك في طريقك إلى الآخرة ؟ أم أنك كنت غافلة عن زاد الطريق ؟ ] وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى [ ( البقرة : 197 ) .

اعلموا - علمني الله وإياكم الخير - أنه ليس كل من عرف التقوى والورع ودقائقه كان تقيا ؛ وإنما التقوى عمل ومراقبة مع العلم ؛ والمراد بالمراقبة القيام بالطاعة لأجل أن الله أمر بها وأحبها لا لمجرد العادة أو لعلة باعثة سوى امتثال الأمر ؛ كما قال طلق بن حبيب - رحمه الله - في التقوى : هي العمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله ؛ وترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله ؛ وهذا هو الإيمان والاحتساب المشار إليه في كلام النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له " فالصيام والقيام هو الطاعة .. وهو العمل ؛ والإيمان مراقبة الأمر ؛ ومع ذلك فلابد من إخلاص الباعث وهو أن يكون الإيمان الآمر لا شيء سواه ، أي أن يكون العمل لله وحده ، يبعث عليه الإيمان والتصديق بأمر الله ونهيه .. وأما الاحتساب فهو رجاء ثواب الله تعالى . هكذا لابد أن يخرج الصائمون من رمضان .. قد امتلأت القلوب بالإيمان ووعت التقوى .. وانتشر ذلك في أعمالهم جميعًا .. عندها نقول صادقين .. قد صمنا لله تعالى .. وقمنا لله تعالى ، ونسأل الله تعالى أن يتقبل .
 
عودة
أعلى