محمد محمود إبراهيم عطية
Member
لعلهم يتقون
هكذا ختمت آخر آيات الصيام : { لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } كما ختمت أول آيات الصيام { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } .
إنه التذكير بالتقوى التي هي غاية الصيام وأصل النجاة ؛ وجاء قوله تعالى : { لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } بعد قوله عزو جل : { كذلك يبين الله آياته للناس } أي : كما بيَّن الله أحكام الصيام يبين آياته للناس ، أي : جميع آياته لجميع الناس ، والمقصد أن هذا شأن الله في إيضاح أحكامه لئلا يلتبس شيء منها على الناس ، وبيان ذلك لهم { لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } ، أي إرادةً لاتقائهم الوقوع في المخالفة ؛ لأنه لو لم يبين لهم الأحكام لما اهتدوا لطريق الامتثال ؛ أو لعلهم يلتبسون بغاية الامتثال والإتيان بالمأمورات على وجهها فتحصل لهم صفة التقوى الشرعية ، إذ لو لم يبين الله لهم لأتوا بعبادات غير مستكملة لما أراد الله منها ؛ وهم وإن كانوا معذورين عند عدم البيان وغير مؤاخذين بإثم التقصير ، إلاّ أنهم لا يبلغون صفة التقوى ، أي : كمال مصادفة مراد الله تعالى .
فالحمد لله على ما أنعم من البيان ، الذي به ظهر الحق من الباطل ، ونسأل الله تعالى أن يثبتنا على الحق ما أحيانا .