لطيفة من الإمام ابن جرير لأهل الشعر!

إنضم
08/02/2005
المشاركات
537
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
جاء في تاريخ الإمام الطبري - (1 / 145) :
" وذكر أن قابيل لما قتل أخاه هابيل بكاه آدم عليه السلام فقال -فيما حدثنا ابن حميد ، قال :
حدثنا سلمة ، عن غياث بن إبراهيم ، عن أبي إسحاق الهمداني ، قال:قال عليّ ين أبي طالب
كرم الله وجهه :لما قتل ابن آدم أخاه بكاه آدم ، فقال:
تغيّرتِ البلادُ وَمَنْ عليها ** فوجه الأرض مُغْبَرّ قبيحُ
تغير كلّ ذي طعم ولونٍ ** وقلّّ بَشاشة الوجه المليحِ
قال: فأجيب آدم عليه السلام:
أبا هابيل قد قتلا جميعا ** وصار الحيّ كالميْت الذبيح
وجاء بِشِرّة قد كان منها ** على خوف فجاء بها يصيحُ " اهـ

ذكر الإمام الطبري هذه الرواية ولم يعلق عليها...فارتسمتْ على وجهي ابتسامة استحسان!
لكنّها سرعان ما تلاشتْ وأنا أقرأ قول الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (1 /221) :
" وهذا الشّعر فيه نظر ، وقد يكون آدم عليه السلام قال كلاما يتحزّن به بلغته ، فألّفه بعضهم
إلى هذا ، وفيه إقواء ، والله أعلم. " اهـ
والإقواء : هو اختلاف حركة الروي ، فحركة الروي في البيت الأول الضمة ثم تغيّرتْ في
البيت الثاني إلى الكسرة...


رحم الله الإمامين وغفر لهما...
 
والظريف -حسب الرواية - أن أبانا آدم عليه السلام لما رأى ابنه ارتكب"الإقواء" ارتكبه هو أيضاً ؛فالابن ضم البيت الأول وكسر الثاني والأب عكس ذلك فكسر الأول وضم الثاني ؟؟؟؟
 
ثقافة المفسر

ثقافة المفسر

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الفاضل : الأستاذ عمار الخطيب ـ حفظه الله ـ : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد ، فإني أحمد الله إليكم أن وفقكم للوقوف على عنصر مهم من عناصر ثقافة المفسر المتمثل في الارتواء من معين الشعر ، لصقل الموهبة ، واكتساب ملكة العربية ، مما يؤهل المفسر لاستنباط مراد الله تعالى من الخطاب القرآني الكريم. كما أن تعليق ابن كثير ـ رحمه الله ـ على الشعر المنسوب لآدم عليه السلام فيه وعي بقضايا تاريخ اللغات من حيث النشأة و التطور ، ومعرفة بالحركة الأدبية العربية وتاريخ الأدب العربي. وتمكن من العروض. مما يبين أن ثقافة المفسر ثقافة موسوعية ، و بقدر ما ازداد علما و معرفة ، بقدر ما اتسع أفق النظر لديه ، وأصبح مؤهلا أكثر لخوض غمار التفسير .
كما أتوجه بالشكر الجزيل للأستاذ الدكتور الجكني ـ حفظه الله ـ على تعليقه الذي ينم على التمكن من علم العروض وهو الأستاذ المقرئ . مما يبين لطلبة العلم أن اللغة العربية و علومها ضرورية لمن أراد التخصص في العلوم الشرعية عامة ، والتفسير وعلوم القرآن خاصة . و من حاول معرفة إعجاز القرآن الكريم من حيث التوازنات الصوتية أدرك ذلك ، والقراءات القرآنية تقدم مادة خصبة في هذا المجال.ولعله بحث مهم للمقبلين على تسجيل رسائلهم على مستوى الماجستير والدكتوراه .
وتفضلوا أيها الإخوة الأماجد بقبول خالص تحياتي و تقديري .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
 
- إثراء للموضوع :
قال الإمام القرطبي رحمه الله :
روي أن آدم لما تغيرت الحال قال :
تغيرت البلاد ومن عليها ***** فوجه الأرض مغبر قبيح
تغير كل ذي طعم ولون ***** وقلّ بشاشةَ الوجه ُ المليحُ
في أبيات كثيرة ذكرها الثعلبي وغيره 0
وقال ابن عطية رحمه الله :هكذا هو الشعر بنصب "بشاشة " وكف التنوين0
وقال القشيري رحمه الله : قال ابن عباس رضي الله عنه : ما قال آدم الشعر وإن محمداً والأنبياء كلهم في النهي عن الشعر سواء ؛لكن لما قتل هابيل رثاه آدم وهو سرياني فهي مرثية بلسان السريانية أوصى بها إلى ابنه شيث وقال : إ نك صبي فا حفظ مني هذا الكلام ليتوارث ؛فحفظت منه إلى زمان يعرب بن قحطان ،فترجم عنه يعرب بالعربية وجعله شعراً 0اهـ (7/418-419)
وقال الزمخشري رحمه الله : وروي أن آدم مكث بعد قتله مائة سنة لا يضحك وأنه رثاه بشعر ،وهو (كذب ) محض وما الشعر إلا منحول ملحون ،وقد صح أن الأنبياء عليهم السلام معصومون من الشعر0اهـ (1/334)
وقال الإمام الرازي رحمه الله : صدق صاحب الكشاف فيما قال ، فإن ذلك الشعر في غاية الركاكة لا يليق بالحمقى من المعلمين ،فكيف ينسب إلى من جعل الله علمه حجة على الملائكة0اهـ(11/208)
 
والظريف -حسب الرواية - أن أبانا آدم عليه السلام لما رأى ابنه ارتكب"الإقواء" ارتكبه هو أيضاً ؛فالابن ضم البيت الأول وكسر الثاني والأب عكس ذلك فكسر الأول وضم الثاني ؟؟؟؟

مرحبا بشيخنا الجكني...

الرواية تقول بأن آدم عليه السلام هو من قال : " تغيّرت البلاد..." ؛ ولذا يكون الأب هو من رفع الأول وجرّ الثاني...
أليس كذلك يا شيخ؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الأخ الفاضل : الأستاذ عمار الخطيب ـ حفظه الله ـ : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد ، فإني أحمد الله إليكم أن وفقكم للوقوف على عنصر مهم من عناصر ثقافة المفسر المتمثل في الارتواء من معين الشعر ، لصقل الموهبة ، واكتساب ملكة العربية ، مما يؤهل المفسر لاستنباط مراد الله تعالى من الخطاب القرآني الكريم. كما أن تعليق ابن كثير ـ رحمه الله ـ على الشعر المنسوب لآدم عليه السلام فيه وعي بقضايا تاريخ اللغات من حيث النشأة و التطور ، ومعرفة بالحركة الأدبية العربية وتاريخ الأدب العربي. وتمكن من العروض. مما يبين أن ثقافة المفسر ثقافة موسوعية ، و بقدر ما ازداد علما و معرفة ، بقدر ما اتسع أفق النظر لديه ، وأصبح مؤهلا أكثر لخوض غمار التفسير .
كما أتوجه بالشكر الجزيل للأستاذ الدكتور الجكني ـ حفظه الله ـ على تعليقه الذي ينم على التمكن من علم العروض وهو الأستاذ المقرئ . مما يبين لطلبة العلم أن اللغة العربية و علومها ضرورية لمن أراد التخصص في العلوم الشرعية عامة ، والتفسير وعلوم القرآن خاصة . و من حاول معرفة إعجاز القرآن الكريم من حيث التوازنات الصوتية أدرك ذلك ، والقراءات القرآنية تقدم مادة خصبة في هذا المجال.ولعله بحث مهم للمقبلين على تسجيل رسائلهم على مستوى الماجستير والدكتوراه .
وتفضلوا أيها الإخوة الأماجد بقبول خالص تحياتي و تقديري .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الدكتور الفاضل : أحمد بزوي الضاوي - حفظه الله -
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،
أحسنتم بتعليقكم...وفقكم الله.

لا شكّ أنّ من أهمّ شروط المفسر : العلم باللغة العربية وفروعها ؛ ولذلك يقول الإمام مجاهد - رحمه الله - :
"لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلم في كتاب الله إذا لم يكن عالما بلغات العرب " اهـ
وقد ظهر على الساحة بعض الأدعياء الذين يخوضون في كتاب الله بلا علم ولا هدى...فتراهم يخرجون علينا - ليلا
ونهارا - بآرائهم الشاذة السّقيمة!
وقد ظنوا - وبئس ما ظنوا - أنهم إذا عرفوا الفاعل والمفعول حُقّ لهم أن يتكلموا في كتاب الله!
نسأل الله السلامة...

ومن المحزن أن نرى الناس قد زهدوا في هذه العلوم ، وأعرضوا عنها...وخاصة علم النحو ، والله المستعان.
وهنا ، يطيب لي أن أذكر الإخوة بالرواية التي رواها أبو بكر بن مجاهد قال:
" كنتُ عند أبي العباس ثعلب ، فقال: يا أبا بكر ، اشتغل أهل القرآن بالقرآن ففازوا ، واشتغل أصحاب الحديث
بالحديث ففازوا ، واشتغل أهل الفقه بالفقه ففازوا ، واشتغلتُ أنا بزيد وعمرو ؛ فليت شعري ماذا يكون حالي
في الآخرة! فانصرفتُ من عنده تلك الليلة ، فرأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ، فقال: " أقرئ أبا
العباس عني السلام ، وقل له: أنت صاحب العلم المستطيل ".
قال أبو عبد الله الروذباريّ : أراد أن الكلام به يكمل ، والخطاب به يجمل.
ويروى عنه أيضا أنه قال: أراد أنّ جميع العلوم مفتقرة إليه. " اهـ
 
- إثراء للموضوع :
وقال الإمام الرازي رحمه الله : صدق صاحب الكشاف فيما قال ، فإن ذلك الشعر في غاية الركاكة لا يليق بالحمقى من المعلمين ،فكيف ينسب إلى من جعل الله علمه حجة على الملائكة0اهـ(11/208)

هذا ما لاحظتُه! لكني تهيّبتُ قول ذلك!
 
عودة
أعلى