السلام عليكم
من كتاب اللباب
قوله: { حتى إذا جاءوها وَفُتِحَتْ } في جواب " إذا " ثلاثة أوجه:
أحدهما: قوله: " وَفُتِحَتْ " والواو زائدة. وهو رأي الكوفيين والأخفش. وإنّما جيء هنا بالواو دون التي قبلها لأن أبواب السجن تكون مغلقةً إلى أن يجيئها صاحب الجريمة فيفتح له ثم تغلق عليه فناسب ذلك عدم الواو فيها بخلاف أبواب السرور والفرح فإنها تفتح انتظاراً لمن يدخلها فعلى ذلك أبواب جهنم تكون مغلقة لا تفتح إلا عند دخول أهلها فيها فأما أبواب الجنة ففتحها يكون متقدماً على دخولهم إليها كما قال تعالى:{ جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ ٱلأَبْوَابُ }[ص:50] فلذلك جيء بالواو فكأنه قيل: حتى إذا جاؤوها وقد فتحت أبوابها.
والثاني: أن الجواب قوله: { وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا } على زيادة الواو أيضاً أي حتى إذا جاءوها قال لهم خزنتها.
والثالث: أن الجواب محذوف قال الزمخشري: وحقه أن يقدر بعد: " خَالِدين " انتهى يعني لأنه يجيء بعد متعلقات الشرط وما عطف عليه، والتقدير: اطْمَأَنُوا، وقدره المبرد: سُعِدُوا، وعلى هذين الوجهين فتكون الجملة من قوله: " وَفُتِحَتْ " في محل نصب على الحال.
ونفهم منه أن النار مغلقة لاتفتح إلا بمقدم من يدخلها "حتى إذا جاءوها فُتِحَتْ "... فمجيئهم شرط لفتح أبوابها ، كأنه كان يجب عليهم ألا يأتوها وألا تُفتح أبوابها ؛
أما أبواب الجنة فهى مفتحة لأهلها ، ويحييهم الخزنة على الأبواب ويدعونهم لدخول هذه الأبواب ،.... وجواب " إذا " بعد خالدين ...، دخلوا أو فرحوا أو سعدوا أو اطمأنوا ...." وقالوا الحمد لله ...."، فالواو قبل الفعل " قالوا " تعطفه على جواب إذا المقدر والمعلوم من السياق وهو على الأرجح دخلوا
والله أعلم