لطائف وفوائد من مورد الظمآن للإمام الخراز

مدثر خيري

New member
إنضم
30/12/2009
المشاركات
893
مستوى التفاعل
2
النقاط
18
العمر
43
السلام عليكم ورحمة الله
سأحاول جمع الفوائد في هذه الصفحة من منظومة مورد الظمآن للإمام الخراز - رحمه الله تعالى-
قال الإمام الخراز - رحمه الله -:
والمنصف الأسباب والغمام قل *** وابن نجاح ماسوى البكر نقل
معنى البيت أن صاحب المنصف وهو الإمام البلنسي أطلق الحذف في لفظ (الأسباب) ولفظ (الغمام) حيث وردا في القرآن الكريم، وأن الإمام أبو داوود نقل حذف هاتين الكلمتين حال كونهما في غير سورة البقرة، وبالنسبة للفظ (الغمام) وقع في أربعة مواضع: موضعان بالبقرة، وموضع بالأعراف وموضع في الفرقان، ومعنى البيت أن الإمام أبوداوود نقل حذف لفظ الغمام في موضعي الأعراف والفرقان لأنه قال: (ماسوى البكر)، وبعد الرجوع إلى مختصر التبيين لم أجد نصاً لأبي داوود بالحذف في موضع سورة الفرقان! وإنما نص فقط على موضع سورة الأعراف حيث قال: (والغمام بحذف الألف) مختصر التبيين (3/578- 579).
هنا سؤال: كيف يُجمع بين قول الإمام الخراز: (ماسوى البكر) وبيّن سكوت أبي داوود عن موضع سورة الفرقان عن لفظ (الغمام)؟
 
قال الإمام الخراز - رحمه الله -:
.............................. *** وأطلقت في منصف فالكاتب
مخيّرٌ في رسمها.................. **** ........................
قال الإمام ابن عاشر - رحمه الله - في شرح البيت: أخبر أن الألف الواقعة بعد اللام أطلقت بالحذف في منصف البلنسي بحيث يعم إطلاقه هذه الكلم الثلاثة عشر التي سكت عنها أبو داوود وغيرها مما حذفه ونصه:
وحذفوا الألف بعد اللام *** في اللائي ثم في السلام
وذكر كلمات متعددة إلى أن قال:
من كل ما قد أثبتوا بلام *** أو اثنتين الحذف في الإمام
قال الناظم من عند نفسه فيتسبب عن تعميم صاحب المنصف لها بالحذف وسكوت أبي داوود عن المواضع الثلاثة عشر المقتضى لبقائها على الأصل من الثبوت تخيير الكاتب فيها بين الإثبات والحذف.
تنبيهان: حكاية الناظم إطلاق المنصف الواقعة بعد اللام في سياق الألفاظ المستثنيات من المحذوف لأبي داوود توهم أن المنصف أطلقها بالإثبات لا بالحذف لكن قوله: فالكاتب مخيرٌ في رسمها بيَّن مراده.
الثاني: ساوى الناظم بين حذف الألف من الألفاظ الثلاثة عشر وإثباتها لتصريحه بالتخيير فيها وقد تقرر أن السكوت من شيخ لا يقتضي حكماً أصلاً وإنما يرجع بالسكوت إلى الأصل لانقضاء القاعدة له لا من السكوت كما تقدَّم عند قوله: باب اتفاقهم والاضطراب، وعلى هذا فلا موجب للتخيير إلا معارضة نص المنصف للقاعدة الرسمية ويرد هنا بحثان:
أحدهما: أن يقال زيادة العدل مقبولة فإن كان البلنسي عدلاً لم يكن ما نصَّ عليه من الأحكام محل التخيير وإلا لم يقبل أصلاً ويجوز اتباعه وقد تقدَّم هذا البحث عند قوله: وربما ذكرت بعض أحرف ... البيت مع جوابه هناك.
ثانيها: أن استنباط الناظم التخيير في رسم الألف في المواضع الثلاثة عشر منقوض في بعضها وهو الأول من (غلام) و (سبل السلام) لأن أبا عمرو نص على حذف ألفهما فكيف يصح التخيير في ما نص أبو عمرو والبلنسي على حذفه وسكت عنه أبو داوود هذا ما لاينبغي وقد حكى اللبيب إجماع المصاحف على حذف (سبل السلام). انتهى بنصه من فتح المنان لابن عاشر (مخطوط) لوحة (45/ أ).
 
في الكلمات البضع والستين التي توسطت الألف فيها حرفَ مدٍّ بعد لامٍ أو بين لامين حذف الداني وأبو داوود، مجتمعين أو منفردين، جميعها إلا ثلاث عشرة كلمة لم يتعرض لها أحد منهما.
وجاء البلنسي فأطلق في المنصف في كل من مسكوتهما ومنطوقهما الحذف. وما دام عدلا - والعدالة روح الرواية - فلا مناص من قبول زيادته.
وعلى "ظاهر" هذا المنطق بنى سادتنا المشارقة والمغاربة - باستثناء جمهور سادتي الشناقطة - العملَ في كتابة المصاحف والاختبار في الألواح.
لكن الحق، في هذه المسألة، مع الشناقطة دون جميع من خالفهم من المشارقة والمغاربة.
وجاء سيدنا ومولانا الخراز فنظر إلى قوة سكوت الشيخين وإلى قوة نص العدل/ البلنسي، فاضطرب نظره فيما بدا له تعارضا، ولم يعرف ما يرجح، وخيّر الكاتب في هذا الفصل، وصدم بتخييره هذا إجماع الشيخين على حذف الألف بعد اللام من كلمتي {سبل اللام} {غلام} آل عمران.
فاختلف المشارقة والمغاربة من جانب والشناقطة من جانب آخر - بعد إجماع الجميع على مخالفة تخيير الخراز - فيما العمل:
فحذف المغاربة الجميع على أصلهم في قبول كل زيادات المنصف الواردة في المورد، ووافقهم المشارقة على حذف الجميع لإطلاق المنصف، وناقضوا أصلهم في عدم العمل بزيادات المنصف. [هذه هي المسألة الثانية من اليتيمتين اللتين أخذهما المشارقة من المنصف في باب حذف الألف المدية.]
أما الشناقطة فجمعوا بين النصوص كلها، فقبلوا زيادة العدل فيما لم يعارض فيه أعدل منه. ولذلك عارضوا إطلاق المنصف في {لازب} و{لائم} بنص الداني على ثبوت وزن [فاعل] إلا ما استثني، وفي {حلاف} و{ظلام} عمران بنص الداني على ثبوت وزن [فَعَّال] مع سكوت أبي داوود عن موضع آل عمران ونصه على الحذف في الأنفال والحج وفصلت وق، وفي {غلاظ} بنص الداني على ثبوت وزن [فِعَال].
قال محمد الحسن بوصو: نص الداني في المقنع على هذه الأوزان نص على كل الكلمات التي تشملها، وعليه فإنه يسمى في اللغة العربية نصّاً ولا يسمى سكوتا ولا إجمالا ولا....
من هذا تعلم أن العلامة النحرير/ الدنبجة ولد معاوية رحمه الله تعالى أحسن تحرير المسألة لكنه جنح إلى نظر مرجوح لجدته عليه. والجدة فتنة.
 
وصدم بتخييره هذا إجماع الشيخين على حذف الألف بعد اللام من كلمتي {سبل اللام} {غلام} آل عمران..
الحذف في (سبل السلام) و (غلام) آل عمران للداني دون أبو داوود لأن الكلمتين من المستثنيات لأبي داوود في المورد.
من هذا تعلم أن العلامة النحرير/ الدنبجة ولد معاوية رحمه الله تعالى أحسن تحرير المسألة لكنه جنح إلى نظر مرجوح لجدته عليه.
نعم هو خرج من الخلاف بترجيح الحذف مع إبقاء الثبت مرجوحاً بقوله:
قلت: فمن أثبتها لا يخطئُ *** وحذفها للناقلين أوطأُ
 
بعد إجماع الجميع على مخالفة تخيير الخراز
قال الإمام ابن آجطا عن التخيير المذكور في البيت: معناه أن من كتب مصحفاً أو لوحاً فهو بالخيار بين أن يحذف المواضع الثلاثة عشر المستثناة على مذهب صاحب ((المنصف)) أو يثبتها على مذهب أبي داوود. انظر التبيان (318) تحقيق: عبد الحفيظ نور الهندي.
 
الحذف في (سبل السلام) و (غلام) آل عمران للداني دون أبو داوود لأن الكلمتين من المستثنيات لأبي داوود في المورد.
بارك الله فيكم يا شيخ مدثر، كلامكم صحيح. سقط استثناءان وحرف من مشاركتي تلك، فجاء الكلام مخالفا للواقع. فالعبارة الصحيحة التي نويتها وتركت ما ذكرت هي:
محمد الحسن بوصو قال:
وصدم بتخييره هذا إجماع الشيخين على حذف الألف بعد اللام من كلمتي {سلام} في غير {سبل السلام} و{غلام} في غير آل عمران
بمناسبة نقلكم عن ابن عاشر وابن آجطا أجد فرصة طيبة لتحرير مسألة كثُر من علماء الرسم الجدد إشهارها في وجه ترجيحات القدامى إن صح التعبير. وهي أنه "لا ينسب إلى ساكت قول". وأكثر من استعمل هذه العبارة فيما رأيت الأستاذ البحاثة / أحمد شرشال الجزائري.
لأن الدكتور البحاثة/ أحمد شرشال من أوائل المطلعين على مخطوطات فتح المنان وقف على هذه العبارة وتبنى ظاهرها واتخذها حصان طراودة.
ما ذا يقول ابن آجطا ؟ يقول: أو يثبتها على مذهب أبي داوود. اي أن مذهب ابن آجطا أن السكوت حكم،
وابن عاشر يقول: وقد تقرر أن السكوت من شيخ لا يقتضي حكماً أصلاً وإنما يرجع بالسكوت إلى الأصل لاقتضاء القاعدة له لا من السكوت
يقول ابن عاشر: السكوت بحد ذاته ليس حكما لأن السكوت يعني لا يوجد نص يقتضي الحذف، وعليه فلا تخيير أيضا لأن الحذف طرف في التخيير، ولا نص يقتضيه، إذاً ما العمل ؟ البقاء على الأصل. وما هو الأصل: الثبوت.
وترى أن ابن عاشر جعل السكوت حكما بالقوة وليس بالنص، واختصر ابن آجطا الكلام فاعتبره حكما لكن على ما يقتضيه كلام ابن عاشر.
المراد بالقوة "تعين الفعل مع انعدام الخيار". وتعلمون أن أحوال الألف ثلاثة: الثبوت والحذف والتخيير. الأخيران يحتاجان إلى نص. والأول الذي لا محيص عنه عند الكتابة حال السكوت.
السؤال: ما الفرق بين ما نص عليه الداني مثلا بأنه ثابت وبين ما سكت عنه ما دام كله يئول إلى شيء واحد ؟
الجواب: الفرق بينهما أن ما نص عليه بالثبوت ثبت بالنص، وما سكت عنه ثبت بالقوة. والأمر بهذه البساطة المفرطة.
وقد شغب علي أحد الإخوة الفضلاء بمكة عام 1432 هـ في مسألة السكوت
وقال لي: لا ينسب إلى ساكت قول أبدا!
قلت له: في بعض الأحيان ينسب إليه قول.
قال لي: أنا الآن ساكت فماذا قلت؟
فأسكته بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم {البكر تستأذن وإذنها صماتها} وقلت له: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جعل السكوت حكما، وأنت تقول: لا ينسب إلى ساكت قول ؟ إن السكوت - في بعض الأحيان - حكم عقلي وشرعي معا.
 
بمناسبة نقلكم عن ابن عاشر وابن آجطا أجد فرصة طيبة لتحرير مسألة كثُر من علماء الرسم الجدد إشهارها في وجه ترجيحات القدامى إن صح التعبير. وهي أنه "لا ينسب إلى ساكت قول".
بارك الله فيك ياشيخ محمد وزادك الله علماً هذا ما أردت من نقل كلام الإمام ابن عاشر ولي عودة إن شاء الله وأرجوا أن تبقى معى حتى نستفيد من علمك.
محبكم
 
تحرير فصل [ومع لام ] من المورد
لتجلية الموضوع قسمت المغاربة إلى شناقطة ومغاربة. والفرق بينهما في الرسم ينحصر في أن الشناقطة على خلاف باقي المغاربة يحذفون: - الألف بعد القاف من {سقاية الحاج} - {عمارة المسجد} - الألف بعد الياء من {الرياح مبشرات} أول الروم، المجمع على جمعه.
ويثبتون، على خلاف باقي المغاربة:- {لائم}- {لازب}- {غلاظ}- {حلاف}- {بظلام} في آل عمران.
وعلى خلاف باقي المغاربة يصورون الهمزة على الياء من نحو {ملائه}. وأكثر الشناقطة، قبل وبعد محمد العاقب ولد مايابا، على إثبات الألف بعد العين من {ضعافا خافوا}
هذا هو كل الخلاف الجوهري بين المغاربة والشناقطة.
الألف بعد اللام في وسط الكلمة
1- أجمع الداني وأبو داوود على حذف ثمان وعشرين كلمة منها: {الله}، و{اللهم}، ذكرهما في الفاتحة، و{حَلال}، و{جَلال}، و{أغلال}، و{خِلال}، و{ضلال}، و{كلالة}، و{سلالة}، و{ظِلال}، [هذا كل ما في القرآن مما بين لامين] مع مراعاة السهو
و{الآن} في غير الجن، و{اللات } في النجم، و{اللاتي} و{اللائي}، و{الملاقاة} اسما كان أو فعلا، و{إله}، و{إيلاف}، و{أولئك}، و{بلاغ}، وما تنوع من {ثلاثة} إلا ثُلاث في فاطر، و{خلافَ} بالنصب، و{خلائف}، و{سلاسل}، و{سلام} إلا سبل السلام، و{غلام} في غير آل عمران، و{لامستم}، و{لكن}، {ملائكة}. ولايسع إلا الحذف لنص الشيخين عليه.
2- وأجمعا على إثبات كلمتين {الآن يجد} و{تولاه} وعلى وجهي الحذف والإثبات في {أو كلاهما}. ولا يسع إلا الإثبات في الأوليين، والخيار بين الوجهين في الثانية.
3- انفرد أبو داود بالنص على حذف سبع وعشرين كلمة، منها، في آخر القائمة، أربع كلمات نص الداني على ثبت أوزانها لكن نص أبي داوود خصصها بالحذف: {ِءالاف}، و{اختلاف}، و{اختلاق}، و{إسلام}، و{إملاق}، و{أحلام}، {أزلام}، و{وأصلابكم}، و{أعلام}، و{أقلام}، و{أولاد}، و{جلابيبهن}، و{حلائل}، و{خلاق}، و{خِلافٍ}، و{الطلاق}، و{القلائد}، و{كلام}، و{لاغية}، {ولاية}، {يتلاومون}، و{إصلاح} غير المرفوع، و{ثُلاثَ} فاطر، و{البلاد}، و{الخلاّق}، و{بظلام} في غير آل عمران، و{علاّم} ولا يسع إلا الحذف لنص أبي داوود.
ولم ينفرد الداني بالنص على الحذف إلا بكلمتين، وهما: {غلام} في آل عمران، و{سبل السلام}. ولا يسع إلا الحذف لنص الداني عليه.
4- سكت الداني وأبو داود معا عن ست كلمات: لفظ {التلاق}، و{إصلاحٌ} بالرفع، و{تلاوته}، و{علانية}، و{فلانا}، و{لاهية}. ولا يسع إلا الحذف لنص المنصف عليه من أن يتعارض مع نص أحد من الشيخين
5- سكت الداني وأبو داوود والخراز نفسه عن {ولات حين مناص}، ولا شك أنه ثابت، لكنه مما توسط فيه الألف مادّاً اللام على مذهب الجمهور وعلى رأسهم ابن الجزري.
إن أخذنا بترجمة الباب "ومع لام" هل هو محذوف بإطلاق المنصف ؟ أم أن حروف المد لا تحذف من حروف المعاني بالاستقراء، وليس بالنص ؟ محل نظر واسع.
6- سكت أبو داوود وحده عن خمس كلمات: {حلاّفٍ}، و{بظلام} في آل عمران، و{لائم}، و{لازب}، و{غلاظ}. فهي ثابتة عنده بالقوة، وعند الداني ثابتة بالنص على أوزانها، وعند المنصف محذوفة حسب إطلاقه. وهنا فقط تعارض حذف المنصف مع نص أحد الشيخين {أبو عمرو} على الإثبات.
أسبقنا في المشاركة الماضية أن الخراز خيّر الكاتب بين الحذف والإثبات في الكلمات الثلاث عشرة، وقد بينا هنا أن التخيير لا يحتمل إلا في هذه الخمس الأخيرة على القول بأن ذكر الداني للأوزان الخمسة ليس نصا بل قاعدة. أما على القول بأن ذكر الداني على الأوزان الخمسة نص فلا تخيير في الفصل كله.
[يقول المشرقي والمغربي]: نحن نقول بأن نص المنصف بمثابة استثناء لنص الداني على الأوزان الخمسة عند الداني.
[يقول الشنقيطي]: هذا نسخ وليس استثناءً، لأن الاستثناء ما خرج نحو قليله وبقي نحو كثيره، والمنصف لم يبق كلمة منها بل حذف الكل.
[يقول المشرقي والمغربي]: هذا صحيح ! لكن لماذا فرَّقت بين {البلاد}، و{الخلاّق}، و{بظلام} في غير آل عمران، و{علاّم} وهي من الأوزان التي نص أبو عمرو على ثبتها وخالفه أبو داود فنص على حذفها فقبلت حذفها لنص أبي داوود على الحذف، وبين {حلاّفٍ}، و{بظلام} في آل عمران، و{لائم}، و{لازب}، و{غلاظ} وهي من الأوزان التي نص أبو عمرو على ثبتها وخالفه المنصف فنص على حذفها فرفضت حذفها؟ أين الفرق ؟
[يقول الشنقيطي]: الفرق أن {البلاد} وزن فِعال، و{الخلاق}، {بظلام} {علام} وزن فعّال نص أبو داود على حذفها، وأبو داوود يقبل نصه، سواء كان ابتداء أم زيادة. أما المنصف فلا يقبل منه إلا زيادة لم يعارض بها نص من هو أعدل منه.
[يقول المشرقي والمغربي]: أين نص أحد العلماء على أن المنصف لا يقبل منه إلا الزيادة، واشترط كذلك أن لا يعارض بها من هو أعدل منه.
[يقول الشنقيطي]: أما مخالفة الأعدل فعقلية بحتة، أما النص على أن المقبول منه هو الزيادة فقط فعند قول المورد:
وربما ذكرت بعض أحرف=[poem=][/poem]مما تضمن كتاب المنصف
لا شك أن المنصف يتضمن كل التنزيل إلا ما سها عنه ويتضمن زيادات على التنزيل، والخراز لا ينسب إلى المنصف إلا ما اختص به. وإذا أراد ما في التنزيل نسبه للتنزيل فشملهما معا، وحيث نسب للمنصف فزيادة، وهذه الزيادة لا تقبل منه إذا خالف نص – وليس سكت - من هو أعدل منه وأثبت. وقد خالف هنا نص من هو أعدل منه وأثبت.
 
وهي أنه "لا ينسب إلى ساكت قول". وأكثر من استعمل هذه العبارة فيما رأيت الأستاذ البحاثة / أحمد شرشال الجزائري.
لأن الدكتور البحاثة/ أحمد شرشال من أوائل المطلعين على مخطوطات فتح المنان وقف على هذه العبارة وتبنى ظاهرها واتخذها حصان طراودة
وقبله العلامة النجيبي وقد اطلع على نفس فتح المنان وخرج بقاعدة (النص مقدَّم على سكوت الشيخين، وزيادة العدل مقبولة، ومن أتى بحجة مقدَّم على من لم يأت بها...إلخ، وذكر أبياتاً طويلة -في مبين المشهور والخطأ في المسطور - تتناول الحذف في هذه الكلمات وذكر فيها الحذف لما نقله صاحب المنصف من الحذف فيها، لذلك قال صاحب المقرب المبسوط في مسألة الكلمات الخمس:
وتبع المنصفَ فيها الجوهرُ *** فبان أن الحذف فيها أشهرُ
والناظر في شرح ابن آجطا (التبيان) يجده دائماً يذكر قاعدة الأصل وهو (الإثبات) في الكلمات التي سكت عنها أبو داوود ومنها الثلاثة عشر كلمة التي استثناها الخراز في المورد قال عنها: وقوله: ((سوى قل إصلاح)) ((سوى)) حرف استثناء هنا من الألف التي مع اللام المفردة مواضع سكت عنها أبو داوود في كتاب ((التنزيل)) فلم يتعرض لذكرها أصلاً، فهي عنده ثابتة على الأصل، وهي ثلاثة عشر موضعاً، أولها (قل إصلاح لهم خير) وآخرها (لازب). التبيان ص (314- 315).
* كثرة استعمال قاعدة (لا ينسب إلى ساكت قول) أوصل البعض إلى أن ينسب السهو لأبي داوود في عدم نقله الحذف في بعض الكلمات!!
 
أما الشناقطة فجمعوا بين النصوص كلها، فقبلوا زيادة العدل فيما لم يعارض فيه أعدل منه. ولذلك عارضوا إطلاق المنصف في {لازب} و{لائم} بنص الداني على ثبوت وزن [فاعل] إلا ما استثني، وفي {حلاف} و{ظلام} عمران بنص الداني على ثبوت وزن [فَعَّال] مع سكوت أبي داوود عن موضع آل عمران ونصه على الحذف في الأنفال والحج وفصلت وق، وفي {غلاظ} بنص الداني على ثبوت وزن [فِعَال]
بارك الله فيكم شيخنا الحبيب بوصو
المقتبس أعلاه أظنه يحكي ما في الإيضاح الساطع (رسم الطالب عبد الله)، لأن هناك من الشناقطة من يرى الحذف في الجميع بنص صاحب المنصف وهو (العلامة النجيبي)، والعلامة الدنبجة خرج من الخلاف بترجيح الحذف، فموقفه وسط بين (الإيضاح الساطع والجوهر المنظم).
هل يمكن أن يقال في هذا أن الشناقطة على قسمين في الحذف؟؟؟
 
هل يمكن أن يقال في هذا أن الشناقطة على قسمين في الحذف؟
الشناقطة قسيم المغاربة، والمغاربة مصطلح شامل للشناقطة والمغاربة، وهو قسيم للمشارقة.
الخلاف بين الشناقطة في ست كلمات، وبينهم وبين المغاربية في ثمان كلمات لا يجعلهم مذهبين بل مذهب واحد.
 
الشناقطة قسيم المغاربة، والمغاربة مصطلح شامل للشناقطة والمغاربة، وهو قسيم للمشارقة.
الخلاف بين الشناقطة في ست كلمات، وبينهم وبين المغاربية في ثمان كلمات لا يجعلهم مذهبين بل مذهب واحد.
بارك الله فيك وفي علمك
 
قال الإمام الخراز - رحمه الله -:
من آل عمران إلى الأعراف *** على وفاق جاء أو خلاف
جاء في تقييد طرر على مورد الظمآن:
قوله: إلى الأعراف فذكره الابتداء والانتهاء يقتضي خروج ما بعدهما وكذلك في التراجم اللواتي ذكرها بعد هذه، وقاعدته أن الترجمة تخص مافيها ومابعدها فكان حقه أن ينبه على ذلك ويصطلح عليه وإلا فمن أين يدخل ما تحتها فيها. انتهى.
وقال الرجراجي في تنبيه العطشان ما معناه: أن الحذف من آل عمران إلى الأنعام ومابينهما من السور.
وقال الكرامي في إعانة المبتدي (1/ 210): قوله: من آل عمران إلى الأعراف: أي خذ أيها الطالب ماجاء من الحذف والإثبات في حال كونه مبتدأ من سورة آل عمران منتهياً إلى سورة الأعراف، مع ما أشبه ذلك إلى آخر القرآن. أهـ.
استدراك صاحب الطرر وجيه.
وما ذكره الكرامي موافق لقول الخراز: وفي الذي كرر منه أكتفي .....البيت.
والله أعلم.
 
فاختلف المشارقة والمغاربة من جانب والشناقطة من جانب آخر - بعد إجماع الجميع على مخالفة تخيير الخراز - فيما العمل:
فحذف المغاربة الجميع على أصلهم في قبول كل زيادات المنصف الواردة في المورد، ووافقهم المشارقة على حذف الجميع لإطلاق المنصف، وناقضوا أصلهم في عدم العمل بزيادات المنصف. [هذه هي المسألة الثانية من اليتيمتين اللتين أخذهما المشارقة من المنصف في باب حذف الألف المدية.
المشارقة أثبتوا الكلمات الثلاثة عشر التي سكت عنها أبو داوود، واستثنوا منها موضعين فحذفوهما لنص الداني عليهما بالحذف وهما (سبل السلام) المائدة 16، واللفظ الأول من (غلام) آل عمران 40.
والله أعلم
 
المشارقة أثبتوا الكلمات الثلاثة عشر التي سكت عنها أبو داوود، واستثنوا منها موضعين فحذفوهما لنص الداني عليهما بالحذف وهما (سبل السلام) المائدة 16، واللفظ الأول من (غلام) آل عمران 40.
والله أعلم
كلامكم هنا هو الصحيح، بارك الله فيكم
 
هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جعل السكوت حكما
حكم السكوت هنا وهو " إذنها " مأخوذ من قول النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس من مجرد سكوتها ، فلو لم يبين لنا النبي صلى الله عليه وسلم أن سكوتها إذن منها لما علمنا أنها راضية .
والله تعالى يقول: " وما آتاكم الرسول فخذوه ، وما نهاكم عنه فانتهوا " اهـ : طيب :وما سكت عنه فما حكمه !
لنكمل الحديث في الرسم بين الشيخين الكريمين ، مع قولي بعبارة الحجازيين : " ياويلي من تعقيب الشيخ بوصو على مداخلتي .
 
الألف بعد الياء من {الرياح مبشرات} أول الروم، المجمع على جمعه
أطلق العلامة النجيبي الحذف في لفظ (الرياح) بقول: (ومطلق الرياح) وشمل هذا الإطلاق الموضع الأول من الروم الذي خيَّر فيه أبو داوود، ثم لما جاء في الستة الباقية المختلف فيها عند أبي داوود - ومنها ثلاثة محذوفة بنص الداني - وجَّه الحذف في الجميع لاختلاف القرآء فيها بين الجمع والإفراد، بقيَّ عليه الموضع الذي خيَّر فيه أبو داوود وهو ثاني الروم، وهو متفق على قراءته بالجمع، فكان الأولى أن يستثنه من إطلاق الحذف لأنه موضع تخيير عند أبي داوود وليس له فيه رواية عن المصاحف، وصاحب المنصف مسكوت عنه في لفظ (الرياح) في المورد.
ومثله فعل صاحب المحتوى الجامع حيث أطلق الحذف في لفظ (الرياح) وبقي عليه ما بقي على النجيبي في ثاني الروم الذي خيَّر فيه أبوداوود.
 
وأكثر الشناقطة، قبل وبعد محمد العاقب ولد مايابا، على إثبات الألف بعد العين من {ضعافا خافوا}.
أليس غريبا منهم إثبات الألف بعد العين في (ضعافا) مع نصّ الداني على الحذف، وإثبات الكلمات الخمس بنصَّ الداني على ثبت أوزانها؟؟
 
قال الإمام الخراز - رحمه الله -:
.............................. *** وأطلقت في منصف فالكاتب
مخيّرٌ في رسمها.................. *** ........................
قال صاحب مفتاح الأمان - ما معناه - أن تخيير الخراز هنا يصادم حذف المنصف في الجميع ويصادم نص الداني بالحذف في الأول من (غلام) و (سبل السلام).
بالنسبة للداني لايصادم حذفه للكلمتين تخيير الخراز في هذه الثلاثة عشر التي سكت عنها أبو داوود، بدليل أن الخراز ذكر حذف الأول من (غلام) و (سبل السلام) في الكلمات الـ(23) التي حذفها الداني في المقنع أولها: (خلائف) .... وآخرها (سلام).
وكذلك لا يصادم نص المنصف بالحذف لأنه خيَّر بين الإثبات على مذهب أبي داوود، أوبالحذف في الجميع على مذهب المنصف.
 
قال الإمام الخراز - رحمه الله -:
وكل ما لواحد نسبت *** فغيره سكت إن سكت
قال الإمام ابن غازي - رحمه الله -: فغيره سكت: هو أعم من أن يكون الساكت مخالف كما عند الشارح في (ضعافاً)، وهو ظاهر قوله: وظاهر التنزيل وصل إذ سكت، أو موافقاً لضابط عند الساكت يقتضي ذلك أو محتملاً لتعارض يقتضيه. أهـ.
يقصد بالشارح هنا: الإمام ابن آجطا.
 
قال الإمام الخراز - رحمه الله -
وإن يكن مسكن من قبل *** صح فحكمها لورش نقل
نصّ سؤال وجه لمحمد بن مجبر وجوابه عليه.
سيدي أدام الله كرامتكم هل في علمكم السني في ضبط (رداً يصدقني) جعل جرة بين الألف والدال هكذا (رد-اً) أم لا؟ فإن كان فالمطلوب من سيادتكم أن تكتب لنا أسفل هذه الحرف بذلك مأجوراً مشكوراً لأني ذكرت ذلك لبعض من ينتمي إلى علم القراءة فأنكر عليَّ غاية الإنكار فكتب سيدي محمد بن مجبر ما نصّه:
إطلاق الناظم في قوله: وإن يكن مسكن من قبل يقتضي دخول (رداً) ولام التعريف نحو (الآخرة) و (الآزفة) وهو في ذلك موافق لإطلاق الداني في محكمه وأبي داوود في تنزيله فتجعل الجرة على موضع الهمزة نحو (رد-اً) ولا يبعد أن يكون ذلك مقصوداً منهم، وذهب أبو إسحاق التجيبي بل صرَّح أن ذلك خاص بالمنفصل وبحث معه أن الجرة التي تجعل في موضع الهمزة فائدتها الإعلام بمحل الهمزة وأنها ساقطة في الوصل فإذا كان كذلك فيما يعدم وصلاً ويوجد ابتداء فما يعدم في الحالتين أولى وأحرى وحاصله أن جعل الجرة في (رداً) لا ينكر لإطلاق الشيخين في ذلك وهذا المنكر غرَّه ما جرى به العمل من عدم الجرة ومن جهل شيئاً عاداه ومعاد السلام عليكم انتهى.
 
قال الإمام الخراز - رحمه الله -:
.............................. *** وأطلقت في منصف فالكاتب
مخيّرٌ في رسمها.................. *** .........................
وجدت في قطعة من مخطوطة أبيات منسوبة لصاحب المنصف نص فيها على إثبات الأوزان التي أثبتها الداني.
 
أحسن الله إليكم يا شيخ مدثر، وجزاكم عن رسم المصحف خيرا، هل من الممكن أن تنقلوا لنا هنا من المخطوطة محل الغرض فقط ؟
 
أحسن الله إليكم يا شيخ مدثر، وجزاكم عن رسم المصحف خيرا، هل من الممكن أن تنقلوا لنا هنا من المخطوطة محل الغرض فقط ؟
قال صاحب التقييد وللمنصف:

وكلما جاء على فُعلان *** بألف يرسم كالبيان
وشبهه كذا أتى فعَّال *** كقوله الجبَّار والفعَّال
وشبهه أيضاً كذاك فَعلان *** كمثل رضوان وغير صنوان
وشبهه وفَاعل كسارب *** وشاهد وغافل وكاتب
نحو فِعَال وفَعَال كالحساب *** وكالعذاب كيف جا والعقاب
كذاك مفعال كميقات أتى *** ثم فُعَال كحطام يافتى

بالنسبة للمخطوطة جمع فيها صاحبها تقييدات لمجموعة من العلماء وهم: (أبي عبد الله القيسي، وابن غازي، وابن عاشر، وأبي الحجاج المغراوي، وعبد العزيز الزياتي، اصطلاحات ابن جابر (كاملة)، ميمون الفخار، المنصف، يعقوب الحلفاوي، الحسن الدراوي، المجاصي، محمد بن يوسف، محمد بن مجبر).
وأكثر التقييد نظم وكله منصب على مورد الخراز.
 
قال صاحب التقييد وللمنصف:
[poem=] وكلما جاء على فُعلان=بألف يرسم كالبيان
وشبهه كذا أتى فعَّال=كقوله الجبَّار والفعَّال
وشبهه أيضاً كذاك فَعلان=كمثل رضوان وغير صنوان
وشبهه وفَاعل كسارب=وشاهد وغافل وكاتب
نحو فِعَال وفَعَال كالحساب=وكالعذاب كيف جا والعقاب
كذاك مفعال كميقات أتى=ثم فُعَال كحطام يافتى
[/poem]بالنسبة للمخطوطة جمع فيها صاحبها تقييدات لمجموعة من العلماء وهم: (أبي عبد الله القيسي، وابن غازي، وابن عاشر، وأبي الحجاج المغراوي، وعبد العزيز الزياتي، اصطلاحات ابن جابر (كاملة)، ميمون الفخار، المنصف، يعقوب الحلفاوي، الحسن الدراوي، المجاصي، محمد بن يوسف، محمد بن مجبر).
وأكثر التقييد نظم وكله منصب على مورد الخراز.[/FONT]
قال محمد الحسن بوصو: هذا النقل من أروع النقول، وهو يوافق ما ذهبنا إليه في باب حذف الألف بعد اللام
 
من التقييدات المفيدة على المورد شرح أصول الإمام الخراز في المورد لأبي إسحاق إبراهيم بن علي الدرعي كان حياً سنة 1104هـ (قراءة الإمام نافع 466/2).
والتقييد عبارة عن رجز يقع في (70) بيت تقريبا وقام بشرحها الناظم شرحا ممتعا مفيداً، ومن أبياته في النظم:
وحيثما الخراز في مورده *** عبَّر في مورده المقرر
فهو للتعميم مهما أطلقا *** ولم يقيده فكن محققا
إلا نكالاً وسرابيل معا *** ثمت حسباناً لدا النصب اتبعا
إلى أن قال:
وكلما ذكر من معرّف *** بأل فللعموم حصّل واكتف
إلا لدى العاكف والجنات *** ومثله الغافر للزلات
ويقول أيضاً:
لكنه أطلق في أماكن *** لا ينبغي له الإمام الصاين
واستثن مما أطلق الأصوات *** بطه والنبا بها ميقات
كفارة وعامل لدا *** أنعامها عاقبة الحشر اعددا
وعاصم ويونس لكنه *** لاح خلاف فيه نلت السنة
وهو تقييد جميل وفيه فوائد كثيرة لم أقف عليها عند غيره، وله استدراكات على الإمام ابن القاضي - رحمها الله -
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم ، واصلوا جزاكم الله خيرا
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم ، واصلوا جزاكم الله خيرا
وعليكم السلام ورحمة الله
أبشر أخي الكريم
ولعلّ شيخنا الحبيب بوصو يفيدنا بعلمه فله باع طويل في الرسم
 
تحرير فصل [ومع لام ] من المورد​

لتجلية الموضوع قسمت المغاربة إلى شناقطة ومغاربة. والفرق بينهما في الرسم ينحصر في أن الشناقطة على خلاف باقي المغاربة يحذفون: - الألف بعد القاف من {سقاية الحاج} - {عمارة المسجد} - الألف بعد الياء من {الرياح مبشرات} أول الروم، المجمع على جمعه.
ويثبتون، على خلاف باقي المغاربة:- {لائم}- {لازب}- {غلاظ}- {حلاف}- {بظلام} في آل عمران.
وعلى خلاف باقي المغاربة يصورون الهمزة على الياء من نحو {ملائه}. وأكثر الشناقطة، قبل وبعد محمد العاقب ولد مايابا، على إثبات الألف بعد العين من {ضعافا خافوا}
هذا هو كل الخلاف الجوهري بين المغاربة والشناقطة
أثبت الشناقطة الألف بعد الياء في (يابنؤم) في طه كما في مصحفهم المطبوع برواية ورش
 
عودة
أعلى