عقيل الشمري
New member
- إنضم
- 09/03/2006
- المشاركات
- 77
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 6
]وفقني الله بتلخيص كتاب ظاهرة الإرجاء .. للدكتور سفر الحوالي ... وقسمت مباحث التلخيص إلى أجزاء
حسب الفوائد ... ومنها :
1ـ اللطائف التفسيرية .
2ـ استدراكات المؤلف على غيره .
3ـ فوائد في باب التكفير .
4ـ فوائد عامة .
وسأنقل لكم ما يخصنا في هذا المنتدى ... " اللطائف التفسيرية ....وطبيعة النقل تستدعي عدم اكتمال الجملة تماما
إلا أن ذلك لا يلغي أهميتها ......
اللطيفة الأولى في التعبير عن الرسالات بأنها كتاب واحد ص 27 :
ولمناسبة كون المعركة – من نوح إلى محمد - واحدة ، وقضيتها واحدة ، جاء التعبير عن الرسالات جميعاً بأنها " كتاب "واحد – في الآيات السابقة - وأنزل معهم الكتب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه {البقرة : 213 } وأنزلنا معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه { الحديد : 25 } وقوله الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان { الشورى : 17} ونحوها .
كما جاء التعبير عن رفض دعوة الرسل وعبادة غير الله مهما تباعدت الأجيال وتنوعت المعبودات بأنه عبادة للشيطان ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين { يس : 61} .
وكذلك جاء وصف أعداء الرسالات من البشر موحدا كذلك وهو " الملأ " المستكبرون عن أصحاب السلطان والمال وذلك في آي كثير .
اللطيفة الثانية في اقتران الحديد بالقرآن في القرآن ص 30 :
إن اقتران الحديد بالقرآن ( في آية الحديد ) من أجل إقامة دين الله في الأرض ، ليكشف عن سنة ربانية عظمى في طبيعة هذا الدين ، وطبيعة الجاهلية المقابلة ، وهي أن هذا المنهج الإلهي الذي يمثله الإسلام كما جاء به محمد لا يتحقق في الأرض بمجرد إبلاغه للناس وبيانه ، ولا يتحقق بالقهر الإلهي على نحو ما يمضي الله ناموسه في دورة الفلك وسير الكواكب وترتب النتائج على أسبابها الطبيعية ، إنما يتحقق بأن تحمله مجموعة من البشر ، تؤمن به إيمانا كاملا ، وتستقيم عليه بقدر طاقتها ، وتجعله وظيفة حياتها ، وغاية آمالها ، وتجهد لتحقيقه في قلوب الآخرين ، وفي حياتهم العملية كذلك ، وتجاهد لهذه الغاية بحيث لا تستبقي جهد ولا طاقة ، تجاهد الضعف البشري ، والهوى البشري ، والجهل البشري في أنفسها وأنفس الآخرين ، وتجاهد الذين يدفعهم الضعف والهوى والجهل ، للوقوف في وجه هذا المنهج ، وتبلغ بعد ذلك كله من تحقيق هذا المنهج الإلهي إلى الحد والمستوى ، الذي تطيقه فطرة البشر .
اللطيفة الثالثة في بداية سورة المزمل بقيام الليل ص 46 :
وهذه السورة ـ المزمل ـ تعطي أبرز ما تعطي الزاد الأصيل الذي لا بد منه لمن يريد حمل هذه الدعوة ، ومقارعة العالمين بها ، ذلك هو زاد الصلة القوية بالله ، والتزكية الروحية بالتقرب إليه ، ومناجاته في أرجى ساعات المناجاة وأصفاها .
اللطيفة الرابعة في أن التحذير من شرك الدعاء في القرآن أكثر من غيره ص 175 :
والمتأمل لكتاب الله تعالى ، ولحال الخليقة ، يجد أن من أكبر أسباب الشرك ودواعيه ، توهم المشركين أن غير الله مصدر خير لهم ، وأن عبادته سبب لحصول ما ينفعهم ، ودفعه ما يضرهم ، وأقل من ذلك من يتخذ من دون لله إلها بمعنى أن يجعله قرة عينه ، وغاية قلبه ، ومتعلق إرادته ، أي أن شرك الدعاء أكثر من شرك المحبة ، وذلك لأن حقيقة الافتقار في الأول ـ شرك الدعاء ـ أظهر وأعم ، ولهذا جاء الخطاب به في القرآن أكثر ، وأبطل الله عز وجل أن يكون لغيره نفع أو ضر أو ولاية أو شفاعة أو ملك أو شرك في ملك ، أو يكون بيد غيره رحمة أو رزق ، أو فضل أو شفاء ، أو موت أو حياة ، أو نصر أو إغاثة .
اللطيفة الخامسة ص 226 :
قوله تعالى وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم في التعبير بالنفس لفتة عجيبة ، فإن يقين النفس تصديق ومعرفة ، أما يقين القلب فهو يقين .
اللطيفة السادسة في ختم الآيات الدالة على التحاكم لشرع الله باليقين ص598:
ولهذا جاءت الآيات المحكمات الدالة على اتباع شريعة الله والتحاكم إليها وحدها مذيلة بوصف اليقين لمن امتثل ، فدل على شك من خالف وارتيابه ، قال تعالى " وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا .... ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون "
وقال " ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها .... هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون " .
فكما سبق بيانه من أن تحكيم شرع الله هو الإسلام ، فإذا بلغ من العبد إلى حد انتفاء الحرج والمعارضة بالرضا الكامل فهو الإحسان ، فكذلك اعتقاد بطلان ما عداه ، وأنه وحده الحق الذي لا أحسن منه ولا أهدى هو درجة الإسلام ، فإذا رسخ هذا حتى لا تزعزعه شبهة ولا يعتريه شك فهو اليقين .
اللطيفة السابعة في اليقين في القرآن ص 596 :
فاليقين في الجملة متعلقه الاعتقاد ، وذلك أن مجمل الإيمان القلبي هو الإيمان بالغيب ، فإذا رسخ هذا الإيمان وارتقى عن الشكوك حتى يصبح كالمعاينة فهو اليقين ، ولهذا جاء أعظم الغيبيات بعد الإيمان بالله ، وهو الإيمان بالآخرة مقرونا باليقين أكثر مما سواه ، فقال تعالى " وبالآخرة هم يوقنون " في أو ل البقرة والنمل ولقمان ، فإن الإيمان بالآخرة مع دلالة الفطرة السوية والعقل السليم عليه ليس في قوة الإيمان الفطري بالله ، كما أن تفصيلاته مصدرها الوحي وحده .
اللطيفة الثامنة في ذكر الصدق والإخلاص في القرآن ص605 :
ولهذا جاء الحديث عن الصدق في السور التي تعرضت للنفاق وأهله ؛ كسورة براءة والأحزاب والمنافقون والقتال ( محمد ) والحجرات والحشر .
وجاء الحديث عن الإخلاص في السور التي تحدثت عن الشرك والمشركين ؛ كسورة الأعراف والزمر وغافر والبينة والكافرون ، بل في سورة الأنعام وإن لم يذكر فيها صريحا .
اللطيفة التاسعة في تقديم الإيمان على الأعمال الصالحة في الآيات ص674 :
وإنما كثر تقديم الإيمان ؛ لأن المراد به قول القلب وعمله ، وهو الأصل ، فالباطن أصل للظاهر كما سبق ، لكن ورود بعض مواضع يتقدم فيها ذكر العمل عليه ، يدل على التلازم ، وعلى أهمية المقدم من بين أعمال الإيمان في ذلك السياق ، ومن ذلك " ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن " ثم قال المؤلف أيضا : ومنها " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله " فلا يقال : إن الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، ليسا من الإيمان ، أو يصحان بدونه ، وتقديمها عليه ، وإلا فمعلوم قطعا أن الإيمان لا يتقدم عليه شيء ، إذ لا يقبل شيء بدونه .
بل المقصود التنبيه على أهمية هذه الميزة الإسلامية ، بإفرادها عن سائر أعمال الإيمان ، وتقديمها عليه ، وإلا فمعلوم قطعا أن الإيمان لا يتقدم عليه شيئ ، إذ لا يقبل شيئ بدونه .
اللطيفة العاشرة ص676 :
" ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا "
ووجه الأهمية أن الله تعالى ذكر ضمن الرد على دعوى الإيمان بالتسمي والقول ، دون إصلاح العمل ورد على من يزعم هذه الدعوى سواء أكان كتابيا أم حنيفيا ، فقال قبلها :
" ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوء يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا " وقال بعدها " ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله هو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا " .
فبين أن الإيمان ليس بالتحلي ولا بالتمني ، بل ما وقر في القلب وصدقه العمل ، وأنه لا أحد أحسن دينا ممن أسلم ، أي انقاد وأطاع بلا حرج ولا منازعة ، وهذه هي ملة إبراهيم ، التي لا يقبل الله دينا غيرها مهما كثرت الأماني والدعاوي .
اللطيفة الحادية عشرة في عطف الأعمال الصالحة على الإيمان ص767 :
إن أعمال الجوارح في الأصل ليست من الإيمان ؛ بل الإيمان أصله ما في القلب ، والأعمال هي من لوازمه التي لا تنفك بحال ، لكن جاء الشرع فأدخلها فيه ، وأصبح اسم الإيمان شاملا لها على الحقيقة شرعا ، فكثر في كلامه عطفها عليه توكيدا لذلك لكيلا يظن ظان أن الإيمان المطلوب هو ما في الإيمان فقط ، بل يعلم أن لازمه العمل ضروري كضرورته ، فها هو ذا قد أُدخل في اسمه وحقيقته ، في مواضع الانفراد ، وقُرن في مواضع العطف ، وبمراجعة ما سبق قوله عن الحقيقة المركبة ، يتضح هذا جليا بإذن الله ، فإن الشيء المركب من جزأين لا يمتنع عطف أحدهما على الآخر , وإن كان أحدهما إذا أطلق يشملهما اسمه معا , لا سيما وأن المعطوف عليه هو الأصل الذي إذا أطلق شمل العمل , والمعطوف فرع ولازم له ، فيأتي العطف لبيان وجوب وجودها مجتمعة , إذ انتقاء أحد جزءيها انتقاءٌ لذات الحقيقة ، ومن هنا يظهر سر تكرار ذلك العطف في القرآن والله أعلم ، فانه مطابق لإجماع السلف أن الإيمان قول وعمل ، أي اعتقاد وانقياد كما سبق وهو المطابق للأحاديث التي سبق إيرادها في مبحث الحقيقة المركبة ، ولا سيما حديث جبريل الذي فسر فيه الإسلام ، وفسر الإيمان بالجزء الباطن ، ومعلوم قطعا أن أحدهما لا يغني عن الآخر منفردا ، بل منهما معا تتكون حقيقة واحدة هي الدين كما جاء في آخره " هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم " وإن كان الإيمان أعلى درجة ومرتبة من الإسلام ، باعتبار أنه الأصل ، كما أن الإحسان أعلى منه ، لكن اسمه المطلق يشملهما ، والإسلام الذي هو أدنى منه لا يصح إلا به ، أو بجزء منه .[/size][/size]
حسب الفوائد ... ومنها :
1ـ اللطائف التفسيرية .
2ـ استدراكات المؤلف على غيره .
3ـ فوائد في باب التكفير .
4ـ فوائد عامة .
وسأنقل لكم ما يخصنا في هذا المنتدى ... " اللطائف التفسيرية ....وطبيعة النقل تستدعي عدم اكتمال الجملة تماما
إلا أن ذلك لا يلغي أهميتها ......
اللطيفة الأولى في التعبير عن الرسالات بأنها كتاب واحد ص 27 :
ولمناسبة كون المعركة – من نوح إلى محمد - واحدة ، وقضيتها واحدة ، جاء التعبير عن الرسالات جميعاً بأنها " كتاب "واحد – في الآيات السابقة - وأنزل معهم الكتب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه {البقرة : 213 } وأنزلنا معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه { الحديد : 25 } وقوله الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان { الشورى : 17} ونحوها .
كما جاء التعبير عن رفض دعوة الرسل وعبادة غير الله مهما تباعدت الأجيال وتنوعت المعبودات بأنه عبادة للشيطان ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين { يس : 61} .
وكذلك جاء وصف أعداء الرسالات من البشر موحدا كذلك وهو " الملأ " المستكبرون عن أصحاب السلطان والمال وذلك في آي كثير .
اللطيفة الثانية في اقتران الحديد بالقرآن في القرآن ص 30 :
إن اقتران الحديد بالقرآن ( في آية الحديد ) من أجل إقامة دين الله في الأرض ، ليكشف عن سنة ربانية عظمى في طبيعة هذا الدين ، وطبيعة الجاهلية المقابلة ، وهي أن هذا المنهج الإلهي الذي يمثله الإسلام كما جاء به محمد لا يتحقق في الأرض بمجرد إبلاغه للناس وبيانه ، ولا يتحقق بالقهر الإلهي على نحو ما يمضي الله ناموسه في دورة الفلك وسير الكواكب وترتب النتائج على أسبابها الطبيعية ، إنما يتحقق بأن تحمله مجموعة من البشر ، تؤمن به إيمانا كاملا ، وتستقيم عليه بقدر طاقتها ، وتجعله وظيفة حياتها ، وغاية آمالها ، وتجهد لتحقيقه في قلوب الآخرين ، وفي حياتهم العملية كذلك ، وتجاهد لهذه الغاية بحيث لا تستبقي جهد ولا طاقة ، تجاهد الضعف البشري ، والهوى البشري ، والجهل البشري في أنفسها وأنفس الآخرين ، وتجاهد الذين يدفعهم الضعف والهوى والجهل ، للوقوف في وجه هذا المنهج ، وتبلغ بعد ذلك كله من تحقيق هذا المنهج الإلهي إلى الحد والمستوى ، الذي تطيقه فطرة البشر .
اللطيفة الثالثة في بداية سورة المزمل بقيام الليل ص 46 :
وهذه السورة ـ المزمل ـ تعطي أبرز ما تعطي الزاد الأصيل الذي لا بد منه لمن يريد حمل هذه الدعوة ، ومقارعة العالمين بها ، ذلك هو زاد الصلة القوية بالله ، والتزكية الروحية بالتقرب إليه ، ومناجاته في أرجى ساعات المناجاة وأصفاها .
اللطيفة الرابعة في أن التحذير من شرك الدعاء في القرآن أكثر من غيره ص 175 :
والمتأمل لكتاب الله تعالى ، ولحال الخليقة ، يجد أن من أكبر أسباب الشرك ودواعيه ، توهم المشركين أن غير الله مصدر خير لهم ، وأن عبادته سبب لحصول ما ينفعهم ، ودفعه ما يضرهم ، وأقل من ذلك من يتخذ من دون لله إلها بمعنى أن يجعله قرة عينه ، وغاية قلبه ، ومتعلق إرادته ، أي أن شرك الدعاء أكثر من شرك المحبة ، وذلك لأن حقيقة الافتقار في الأول ـ شرك الدعاء ـ أظهر وأعم ، ولهذا جاء الخطاب به في القرآن أكثر ، وأبطل الله عز وجل أن يكون لغيره نفع أو ضر أو ولاية أو شفاعة أو ملك أو شرك في ملك ، أو يكون بيد غيره رحمة أو رزق ، أو فضل أو شفاء ، أو موت أو حياة ، أو نصر أو إغاثة .
اللطيفة الخامسة ص 226 :
قوله تعالى وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم في التعبير بالنفس لفتة عجيبة ، فإن يقين النفس تصديق ومعرفة ، أما يقين القلب فهو يقين .
اللطيفة السادسة في ختم الآيات الدالة على التحاكم لشرع الله باليقين ص598:
ولهذا جاءت الآيات المحكمات الدالة على اتباع شريعة الله والتحاكم إليها وحدها مذيلة بوصف اليقين لمن امتثل ، فدل على شك من خالف وارتيابه ، قال تعالى " وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا .... ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون "
وقال " ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها .... هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون " .
فكما سبق بيانه من أن تحكيم شرع الله هو الإسلام ، فإذا بلغ من العبد إلى حد انتفاء الحرج والمعارضة بالرضا الكامل فهو الإحسان ، فكذلك اعتقاد بطلان ما عداه ، وأنه وحده الحق الذي لا أحسن منه ولا أهدى هو درجة الإسلام ، فإذا رسخ هذا حتى لا تزعزعه شبهة ولا يعتريه شك فهو اليقين .
اللطيفة السابعة في اليقين في القرآن ص 596 :
فاليقين في الجملة متعلقه الاعتقاد ، وذلك أن مجمل الإيمان القلبي هو الإيمان بالغيب ، فإذا رسخ هذا الإيمان وارتقى عن الشكوك حتى يصبح كالمعاينة فهو اليقين ، ولهذا جاء أعظم الغيبيات بعد الإيمان بالله ، وهو الإيمان بالآخرة مقرونا باليقين أكثر مما سواه ، فقال تعالى " وبالآخرة هم يوقنون " في أو ل البقرة والنمل ولقمان ، فإن الإيمان بالآخرة مع دلالة الفطرة السوية والعقل السليم عليه ليس في قوة الإيمان الفطري بالله ، كما أن تفصيلاته مصدرها الوحي وحده .
اللطيفة الثامنة في ذكر الصدق والإخلاص في القرآن ص605 :
ولهذا جاء الحديث عن الصدق في السور التي تعرضت للنفاق وأهله ؛ كسورة براءة والأحزاب والمنافقون والقتال ( محمد ) والحجرات والحشر .
وجاء الحديث عن الإخلاص في السور التي تحدثت عن الشرك والمشركين ؛ كسورة الأعراف والزمر وغافر والبينة والكافرون ، بل في سورة الأنعام وإن لم يذكر فيها صريحا .
اللطيفة التاسعة في تقديم الإيمان على الأعمال الصالحة في الآيات ص674 :
وإنما كثر تقديم الإيمان ؛ لأن المراد به قول القلب وعمله ، وهو الأصل ، فالباطن أصل للظاهر كما سبق ، لكن ورود بعض مواضع يتقدم فيها ذكر العمل عليه ، يدل على التلازم ، وعلى أهمية المقدم من بين أعمال الإيمان في ذلك السياق ، ومن ذلك " ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن " ثم قال المؤلف أيضا : ومنها " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله " فلا يقال : إن الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، ليسا من الإيمان ، أو يصحان بدونه ، وتقديمها عليه ، وإلا فمعلوم قطعا أن الإيمان لا يتقدم عليه شيء ، إذ لا يقبل شيء بدونه .
بل المقصود التنبيه على أهمية هذه الميزة الإسلامية ، بإفرادها عن سائر أعمال الإيمان ، وتقديمها عليه ، وإلا فمعلوم قطعا أن الإيمان لا يتقدم عليه شيئ ، إذ لا يقبل شيئ بدونه .
اللطيفة العاشرة ص676 :
" ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا "
ووجه الأهمية أن الله تعالى ذكر ضمن الرد على دعوى الإيمان بالتسمي والقول ، دون إصلاح العمل ورد على من يزعم هذه الدعوى سواء أكان كتابيا أم حنيفيا ، فقال قبلها :
" ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوء يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا " وقال بعدها " ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله هو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا " .
فبين أن الإيمان ليس بالتحلي ولا بالتمني ، بل ما وقر في القلب وصدقه العمل ، وأنه لا أحد أحسن دينا ممن أسلم ، أي انقاد وأطاع بلا حرج ولا منازعة ، وهذه هي ملة إبراهيم ، التي لا يقبل الله دينا غيرها مهما كثرت الأماني والدعاوي .
اللطيفة الحادية عشرة في عطف الأعمال الصالحة على الإيمان ص767 :
إن أعمال الجوارح في الأصل ليست من الإيمان ؛ بل الإيمان أصله ما في القلب ، والأعمال هي من لوازمه التي لا تنفك بحال ، لكن جاء الشرع فأدخلها فيه ، وأصبح اسم الإيمان شاملا لها على الحقيقة شرعا ، فكثر في كلامه عطفها عليه توكيدا لذلك لكيلا يظن ظان أن الإيمان المطلوب هو ما في الإيمان فقط ، بل يعلم أن لازمه العمل ضروري كضرورته ، فها هو ذا قد أُدخل في اسمه وحقيقته ، في مواضع الانفراد ، وقُرن في مواضع العطف ، وبمراجعة ما سبق قوله عن الحقيقة المركبة ، يتضح هذا جليا بإذن الله ، فإن الشيء المركب من جزأين لا يمتنع عطف أحدهما على الآخر , وإن كان أحدهما إذا أطلق يشملهما اسمه معا , لا سيما وأن المعطوف عليه هو الأصل الذي إذا أطلق شمل العمل , والمعطوف فرع ولازم له ، فيأتي العطف لبيان وجوب وجودها مجتمعة , إذ انتقاء أحد جزءيها انتقاءٌ لذات الحقيقة ، ومن هنا يظهر سر تكرار ذلك العطف في القرآن والله أعلم ، فانه مطابق لإجماع السلف أن الإيمان قول وعمل ، أي اعتقاد وانقياد كما سبق وهو المطابق للأحاديث التي سبق إيرادها في مبحث الحقيقة المركبة ، ولا سيما حديث جبريل الذي فسر فيه الإسلام ، وفسر الإيمان بالجزء الباطن ، ومعلوم قطعا أن أحدهما لا يغني عن الآخر منفردا ، بل منهما معا تتكون حقيقة واحدة هي الدين كما جاء في آخره " هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم " وإن كان الإيمان أعلى درجة ومرتبة من الإسلام ، باعتبار أنه الأصل ، كما أن الإحسان أعلى منه ، لكن اسمه المطلق يشملهما ، والإسلام الذي هو أدنى منه لا يصح إلا به ، أو بجزء منه .[/size][/size]