لطائفُ من كتب التفسير

محمد يزيد

Active member
إنضم
24/01/2012
المشاركات
534
مستوى التفاعل
26
النقاط
28
العمر
44
الإقامة
الجزائر
جاء في تفسير الكشف والبيان للثعلبي لقوله تعالى: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} (الحج 27).

"سمعت أبا الحسن محمد بن القاسم الفقيه يقول: سمعت أبا القاسم بشر بن محمد بن ياسين القاضي يقول: رأيت في الطواف كهلا قد أجهدته العبادة واصفرّ لونه وبيده عصا وهو يطوف معتمدا عليها، فتقدّمت إليه وجعلت أسائله فقال لي: من أين أنت؟ قلت: من خراسان قال: في أي ناحية تكون خراسان؟ - كأنّه جهلها.؟ قلت: ناحية من نواحي المشرق، فقال: في كم تقطعون هذا الطريق؟ قلت: في شهرين وثلاثة أشهر، قال: أفلا تحجّون كل عام فأنتم من جيران هذا البيت؟ فقلت له: وكم بينكم وبين هذا البيت؟ فقال: مسيرة خمس سنين، خرجت من بلدي ولم يكن في رأسي ولحيتي شيب، فقلت: هذا والله الجهد البيّن والطاعة الجميلة والمحبة الصادقة، فضحك في وجهي وأنشأ يقول:
زُرْ مَن هويتَ وإن شطّت بك الدار * وحال مِن دُونِهِ حُجْبٌ وأستار
لا يمنـــعنَّك بُعْدٌ من زيـــارته * إنّ المـــحبّ لمن يهْــــواه زَوَّار​
 
وفي مفاتيح الغيب للرازي (606 هـ) في تفسير قوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا}:

"المَسْألَةُ الثّالِثَةُ: اعْلَمْ أنَّ ضَرْبَ الأمْثالِ مِنَ الأُمُورِ المُسْتَحْسَنَةِ في العُقُولِ ويَدُلُّ عَلَيْهِ وُجُوهٌ:
أحَدُها: إطْباقُ العَرَبِ والعَجَمِ عَلى ذَلِكَ، أمّا العَرَبُ فَذَلِكَ مَشْهُورٌ عِنْدَهم وقَدْ تَمَثَّلُوا بِأحْقَرِ الأشْياءِ.
فَقالُوا في التَّمْثِيلِ بِالذَّرَّةِ:
أجْمَعُ مِن ذَرَّةٍ،
وأضْبَطُ مِن ذَرَّةٍ،
وأخْفى مِنَ الذَّرَّةِ،
وفي التَّمْثِيلِ بِالذُّبابِ:
أجْرَأُ مِنَ الذُّبابِ،
وأخْطَأُ مِنَ الذُّبابِ،
وأطْيَشُ مِنَ الذُّبابِ،
وأشْبَهُ مِنَ الذُّبابِ بِالذُّبابِ،
وألَحُّ مِنَ الذُّبابِ.
وفي التَّمْثِيلِ بِالقُرادِ:
أسْمَعُ مِن قُرادٍ،
وأصْغَرُ مِن قُرادٍ.
وأعْلَقُ مِن قُرادٍ.
وأغَمُّ مِن قُرادٍ،
وأدَبُّ مِن قُرادٍ،
وقالُوا في الجَرادِ:
أطْيَرُ مِن جَرادَةٍ،
وأحْطَمُ مِن جَرادَةٍ،
وأفْسَدُ مِن جَرادَةٍ.
وأصْفى مِن لُعابِ الجَرادِ.
وفي الفَراشَةِ:
أضْعَفُ مِن فَراشَةٍ،
وأطْيَشَ مِن فَراشَةٍ،
وأجْهَلُ مِن فَراشَةٍ،
وفي البَعُوضَةِ:
أضْعَفُ مِن بَعُوضَةٍ،
وأعَزُّ مِن مُخِّ البَعُوضَةِ،
وكَلَّفَنِي مُخَّ البَعُوضَةِ، في مِثْلِ تَكْلِيفِ ما لا يُطاقُ."
 
عودة
أعلى