لضعف الاعتماد على المخرج أم لضعف الحرف نفسه؟

إنضم
04/08/2006
المشاركات
133
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
فلسطين
بسم الله الرحمن الرحيم
في كثير من الكتب أن الهمس جريان النفس لضعف الاعتماد على المخرج، كما أن الرخاوة جريان الصوت لضعف الاعتماد على المخرج.

ولكن الذي أردسه لطلابي أن الهمس جريان نسبة أكبر من الهواء لضعف الحرف نفسه (ولا أقول لهم لضعف الاعتماد على المخرج) فإن الكاف والتاء مهموسان لكنهما شديدان، ولما كانا شديدين كان فيهما قوة في الاعتماد على المخرج، فخرج التعريف عن كونه جامعًا مانعًا.
أما قولي (لضعف الحرف نفسه) فمعناه أن الحرف المهموس يفتقد إلى عمل الأوتار الصوتية التي منها يصدر الصوت الجهري، ولما افتقدت عمل الأوتار حل فيها ضعف من حيث افتقارها إلى جزء من مكونات الحرف المجهور. ومن ثم يفهم لماذا يزيد الهواء الخارج مع الحروف المهموسة ! لا شك أنه لا يزيد إلا لإعطاء مزيد من القوة لذلك الحرف الضعيف.

أرجو رؤية ملاحظات أهل العلم الأفاضل وشكرًا جزيلا.
 
إنّ صفة الشدّة للكاف والتاء تكون قبل الهمس بمعنى لا بدّ من انحباس الصوت بإغلاق المخرج بداية وبذلك تتحقق صفة الشدّة وبعد هذا الانغلاق و الانحباس يأتي دور الهمس فيجري النفس بانفتاح المخرج والوترين الصوتيين ولا يتحققّ ذلك إلاّ بضعف الاعتماد على المخرج في المرحلة الثانية أي ما بعد الشدّة لأنّه لو كان الاعتماد قويّا لما جرى النفس جرياناً كلياً. قالشدّة والهمس لا يجتمعان في آن واحد ، فالشدّة أوّلاً ثمّ الهمس ثانياً والهمس لا يكون إلاّ بضعف الاعتماد الذي جعل الهواء يمرّ من غير أيّ عائق.
والعلم عند الله تعالى.
 
جزاك الله خيرًا.
ما ذكرته من اجتماع الشدة والهمس في حرفي الكاف والتاء أمر لا يمكن إنكاره.
إنما ينصب اعتراضي على كون تعليل الرخاوة والهمس كليهما بضعف الاعتماد على المخرج؟
إذ إن الرخاوة والهمس يجتمعان في حروف كالخاء والثاء، ويفترقان في حروف كالكاف والتاء من جهة، والذال والزاي من جهة أخرى.
فكان لا بد من سبب آخر له تأثير في كون الزاي والذال مجهوران مع كونهما رخوان، إذ إن كونهما مجهورين يعني بحسب كثير من التعريفات أن فيهما قوة في الاعتماد على المخرج، وكونهما رخوين يعني أن فيهما ضعفًا في الاعتماد على المخرج؟ فكيف اجتمعا؟

فالأولى أن نقول: إن للرخاوة علتها وللهمس علته، فعلة الرخاوة ضعف الاعتماد على المخرج، وعلة الهمس ضعف الاعتماد على الأوتار أو عدمه.
 
بالنسبة للكاف والتاء ، فإنّ ضعف الاعتماد على المخرج يكون بعد الشدّة أي بعد انغلاق المخرج. فلمّا انحبس الصوت بداية عند غلق المخرج ، انفتح المخرج فجرى النفس وضعُف الاعتماد على المخرج. فقوّة الاعتماد كانت في البداية إعمالاً لصفة الشدّة وبعدها انفتح المخرج فخرج النفس بضعف الاعتماد على المخرج إعمالاً لصفة الهمس.

أمّا بالنسبة للزاي والذال فمصدر التصويت لهما الفم والوتران الصوتيان ، فهي حروف مشربة يشوبها صوت الصدر كما ذكر سيبوية وقرره شيخنا العلامة غانم قدّوري الحمد, فبالنسبة للزاي فمصدر التصويت من الجنجرة باهتزاز الوترين الصوتيين وكذا طرف اللسان مع ما فوق الثنايا السفلى والذي ترتّب عنه ذلك الصفير ، فحدوث الصوت كان جراء النفس الجاري من الصدر مع اهتزاز الوترين الصوتيين من جهة ، وضعف الاعتماد على المخرج الذي سمح مرور الهواء ، ولو ضغطنا باللسان على الثناثا للانغلق المخرج ولا خرج الصوت. هذا يقال بالنسبة للذال فإنّ مصدرها الصوتي هو الجنجرة أي اهتزاز الوترين الصوتيين فيخرج الصوت مجهوراً منه فيمرّ على مخرج الذال من غير ضغط المخرج. وبذلك تتحقّق الرخاوة مع الجهر في آن واحد. فالجهر مصدره الحنجرة أي اهتزاز الوترين الصوتيين ، والرخاوة جريان ذلك الصوت المجهور بضعف الاعتماد على المخرج.
والعلم عند الله تعالى.
 
فالجهر مصدره الحنجرة أي اهتزاز الوترين الصوتيين ، والرخاوة جريان ذلك الصوت المجهور بضعف الاعتماد على المخرج.
أحسنتم، وهو المراد، فالجهر مصدره اهتزاز الوترين لا قوة الاعتماد على المخرج، والرخاوة مصدرها ضعف الاعتماد على المخرج، وهو ما أردت إثباته.
 
بارك الله فيكم على هذا النقاش العلمي المفيد .. ياحبذا لو ذكرتم مصادر مهمة بهذا الخصوص .
 
عودة
أعلى