لحظات ساكنة

إنضم
19/12/2009
المشاركات
36
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
بسم1

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أيها الأحبة الكرام هذه لحظات ساكنة هي موعظة يحتاجها الساعي إلى الله والداعي إليه و هي مجموعة من الرقائق من سلسلة مباركة للدكتور عبدالملك القاسم باسم أين نحن’ من هؤلاء؟ كانت مجلد واحد باسم لحظات ساكنة ثم جمعها مؤلفها مع باقي المجلدات المعنون لها بالسلسة والحق وفق المؤلف لاختيار أسم السلسة حيث يقول: واخترت لهذه السلسلة -التي تتجاوز العشرين مجموعة - عنواناً مأخوذا من قول للإمام أحمد عندما ذكر عنده أخلاق الورعين فقال( أسأل الله أن لا يمقتنا) أين نحن من هؤلاء؟.
تناول المؤلف فيه ذكر الموت وكفى به من ذكر وموعظة فأحببت أن أورد منها ما يرقق القلب ويوقظه من غفلته ويعيننا على طاعته سبحانه وتعالى
أسأل الله التوفيق والإعانة فإلى أولى الحظات..

يقول الربيع بن بزة :
وايم الله , ما تلك الغفلة إلا رحمة من الله لهم ونعمة من الله عليهم , ولولا ذلك لألفي المؤمنون طائشة عقولهم , طائرة أفئدتهم , منخلعة قلوبهم لا ينتفعون مع ذكر الموت بعيش أبداً .

وهاك أخي وصية يحيى بن معاذ: (لا تكن ممن يفضحه يوم موته ميراثه ويوم حشره ميزانه )


قال صلة بن اشيم لمعاذه : ( ليكن شعارك الموت ؛ فإنك لا تبالين على يسير أصبحت من الدنيا أم على عسير )


قال عون بن عبدالله : (إنكم لو رأيتم الأجل ومسيره لبغضتم الأمل وغروره ).

يقول أبو الدرداء رضي الله عنه : ( من أكثر من ذكر الموت قل فرحه , وقل حسده )


[poem=]
كأن المنايا قد قصدن إليكا =يردنك فنظر مالهن لديكا
سيأتيك يوم لست فيه بمكرم= بأكثر من حثو التراب عليكا
[/poem]

وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله : ( من قرب الموت من قلبه استكثر ما في يديه )

فمن تخطاه الموت في سني الصِّبا والشباب, فسيأتيه الشيب نذير الموت.

[poem=]
تقول النفس غير لون هذا =عساك تطيب في عمر يسير
فقلت لها المشيب نذير عمري= ولست مسودا وجه النذير

[/poem]

عن حميد قال : ( بينما الحسن في المسجد تنفس تنفسا شديدا , ثم بكى ثم قال : لو أن بالقلوب حياة , لو أن بالقلوب صلاحا , لأبكتكم من ليلة صبيحتها يوم القيامة ما سمع الخلائق بيوم قط أكثر من عورة بادية , ولا عين باكية من يوم القيامة )

وفسر ذلك التلاهي وهذا التشاغل أبو سعيد بن عبد الرحمن عندما قال : ( إنما عمرت الدنيا بقلة عقول أهلها )

تظن أنك تبقى سرمدا أبدا هيهات أنت غدا فيمن غدا غادي


وكان يزيد الرقاشي يخاطب نفسه فيقول : ( ابك يا يزيد على نفسك قبل حين البكاء , يا يزيد من يصلي لك من بعدك؟ أو من يصوم ؟ يا يزيد , من يضرع لك إلى ربك بعدك ؟ ومن يدعو ؟

[poem=]
ألا كل حيٍ ً هالك وابن هالك= وذو نسب في الهالكين عريق
تجرع فيها هالكا فقد هالك =وتشجى فريقا منهم بفريق
[/poem]
 
ارجو من احد المشرفين تنسيق الأبيات مع توضيح طريقة التنسيق مأجورا فقد فشلت جميع الطرق ..
 
إتمام لما سبق..


كان مطرف بن عبدالله يقول: ( إن هذا الموت قد أفسد على أهل النّعيم نعيمهم , فاطلبوا نعيما لا موت فيه )

وذلك بالاتجاه إلى الله وعبادته جل وعلا كما قال العلاء بن زياد رحمه الله : (لينزل أحدكم نفسه أنه قد حضره الموت , وأنه استقال ربه فأقاله , فليعمل بطاعة الله ) فلو أنزلنا أنفسنا في هذه المنزلة , وأوقفنا أنفسنا هذا الموقف لتغيّرت أعمالنا , وصدقت نياتنا , حتى نكون كما قال سفيان : ( كان يقال : الموت راحة العابد )

فقد كتب بعض الحكماء إلى رجل من إخوانه : ( يا أخي , احذر الموت في هذه الدار قبل أن تصير إلى دار تتمنى فيها الموت فلا تجده ) قال تعالى : ( ونادوا يا مالك ليقضي علينا ربك قال إنكم ماكثون )


أما ما أفنيت شبابك وصحتك وعمرك في جمعه تقدمه أمامك في عمل صالح قال يحيى بن معاذ : مصيبتان لم يسمع الأولون والآخرون بمثلها للعبد في ماله عند موته , قيل : وما هما ؟ قال : يؤخذ منه كله , ويسأل عنه كله )


وقد قيل لعبدالله بن عمر : ( توفي فلان الأنصاري , قال : رحمه الله , قالوا : ترك مائة ألف , قال : لكن هي لم تتركه . وكيف تتركه وهناك كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ؟ )

.......

يتبع إن شاء الله تعالى
 
عودة
أعلى