لا تأكل متكئًا

إنضم
11/01/2012
المشاركات
3,868
مستوى التفاعل
10
النقاط
38
العمر
67
الإقامة
الدوحة - قطر
المتكئ هو المائل على أحد شقيه معتمدًا عليه وحده ؛ وفيه من الكبر والتعاظم والتشبه بالأعاجم ؛ وأيضًا فمن جهة الطب - كما قال ابن الأثير - فالطعام لا ينحدر في مجاريه سهلا ، ولا يسيغه صاحبه هنيئًا ، وربما تأذى به .
وفي صحيح البخاري عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " لَا آكُلُ مُتَّكِئًا " .
وروى أحمد وأبو داود وابن ماجة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو – رضي الله عنهما – قَالَ : مَا رُئِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأْكُلُ مُتَّكِئًا قَطُّ ، وَلَا يَطَأُ عَقِبَهُ رَجُلَانِ .
والاتكاء خلاف الأدب المطلوب حال الأكل ؛ وهو فعل المتكبرين .
وروى أبو داود وابن ماجة عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُسْرٍ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَصْعَةٌ يُقَالُ لَهَا : الْغَرَّاءُ ، يَحْمِلُهَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ ، فَلَمَّا أَضْحَوْا وَسَجَدُوا الضُّحَى ، أُتِىَ بِتِلْكَ الْقَصْعَةِ - يَعْنِى : وَقَدْ ثُرِدَ فِيهَا - فَالْتَفُّوا عَلَيْهَا ، فَلَمَّا كَثُرُوا جَثَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ : مَا هَذِهِ الْجِلْسَةُ ؟ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : " إِنَّ اللَّهَ جَعَلَنِي عَبْدًا كَرِيمًا ، وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا عَنِيدًا " ؛ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " كُلُوا مِنْ حَوَالَيْهَا ، وَدَعُوا ذِرْوَتَهَا ، يُبَارَكْ فِيهَا " .
وجثا جثوًا وجثيًّا : جلس على ركبتيه ، أو قام على أطراف أصابعه .
قال ابن حجر – رحمه الله : وإذا ثبت كونه ( أي : الاتكاء ) مكروهًا ، أو خلاف الأولى ؛ فالمستحب في صفة الجلوس للآكل أن يكون جاثيًا على ركبتيه وظهور قدميه ، أو ينصب الرجل اليمنى ويجلس على اليسرى ... قال : واختلف في علة الكراهة ، وأقوى ما ورد في ذلك ما أخرجه ابن أبي شيبة من طريق إبراهيم النخعي قال : كانوا يكرهون أن يأكلوا اتكاءة مخافة أن تعظم بطونهم ... فهو المعتمد ، ووجه الكراهة فيه ظاهر ، وكذلك ما أشار إليه ابن الأثير من جهة الطب ؛ والله أعلم .
 
عودة
أعلى