لا بد من كتب المتقدمين...ولكن ليس على كل حــال.

إنضم
13/01/2006
المشاركات
245
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
للأستاذ الدكتور الأصولي عياض بن نامي السلمي - حفظه الله - لفتة مفيدة حول مدى ضرورة الاعتماد على كتب المتقدمين ، رأيت أن أنقلها للمتأملين ، يقول :

((وما تخوف منه بعض الغيورين من ابتعاد الناس عن كتب التراث وجهلهم بلغتها وأسلوبها إن هم اكتفوا بتلك المؤلفات الحديثة ، لا أرى له ما يؤيده من النقل ولا من العقل ، فإن النقل إنما جاء بالأمر بالتفقه في الدين ومعرفة حكم الله جل وعلا بالطريق الصحيح والعمل به : (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون) [التوبة :122] "رحم الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها" ، ولم يتعبدنا الله جل وعلا بقراءة كتاب غير كتابه ولا بحفظ كلام سوى كلامه ، ولم يتعبدنا الله بالاجتهاد في فهم معميات المختصرات ، ولا بالاجتهاد في منطوق كلام احد من خلقه ومفهومه إلا كلام رسوله صلى الله عليه وسلم الذي هو حجة يجب تأملها والنظر فيها وفق ما تقرر من قواعد الفهم والاستدلال ، وأما العقل فإنه يقتضي ضرورة البحث عن الحق بأيسر وسيلة وأقربها ، وأن لا يضيع الإنسان عمره في سلوك الدروب المتعرجة مع تمكنه من الوصول إلى الغاية بالطريق المستقيم. وليس معنى هذا الكلام الدعوة إلى ترك كتب المتقدمين والاكتفاء عنها بكتب المتأخرين ، وإنما المقصود أن لا يظن من لم يسعفه ذهنه بإدراك كتب المتقدمين أن الطريق أمامه موصوده فيرضى بمرتبة التقليد ، بل عليه أن يعرف مما كتبه المحدثون ما يمكنه من الاختيار والترجيح ، ويعينه على معرفة القول الباطل من الصحيح)).

(أصول الفقه الذي لا يسع الفقيه جهله ، ص9 – 10)
 
بارك الله فيك يا أبا ضياء .
وقد وقفتُ عند هذه المقولة للدكتور عياض وفقه الله وأعجبتني، وكتابه هذا من أحب كتب أصول الفقه إلى قلبي ، وقد كررت قراءته مراراً منذ قرأته أول مرة لجودته ، وسهولته ، وخبرة مؤلفه وفقه الله . وأنا أنصح إخواني الفضلاء بقراءة هذا الكتاب والاستفادة منه، وهو يكاد يخلو من الحواشي إلا قليلاً ، وفيه حسن تصوير لمسائل أصول الفقه ، وتقريب لمسائله وتقسيماته .
 
للأستاذ الدكتور الأصولي عياض بن نامي السلمي - حفظه الله - لفتة مفيدة حول مدى ضرورة الاعتماد على كتب المتقدمين ، رأيت أن أنقلها للمتأملين ، يقول :

((وما تخوف منه بعض الغيورين من ابتعاد الناس عن كتب التراث وجهلهم بلغتها وأسلوبها إن هم اكتفوا بتلك المؤلفات الحديثة ، لا أرى له ما يؤيده من النقل ولا من العقل ، فإن النقل إنما جاء بالأمر بالتفقه في الدين ومعرفة حكم الله جل وعلا بالطريق الصحيح والعمل به )).

(أصول الفقه الذي لا يسع الفقيه جهله ، ص9 – 10)

وهل يمكن التفقه في الدين ومعرفة حكم الله عز وجل دون الرجوع لفهم سلف هذه الأمة ؟
لا يمكن الاعتماد على العقل واللغة وحدهما ؛فقد يفوتهما كثير من الحق ؛ بل إن من أهل العلم من نص على أن الاعتماد عليهما من صفات أهل البدع والأهواء.
 
وهل يمكن التفقه في الدين ومعرفة حكم الله عز وجل دون الرجوع لفهم سلف هذه الأمة ؟
لا يمكن الاعتماد على العقل واللغة وحدهما ؛فقد يفوتهما كثير من الحق ؛ بل إن من أهل العلم من نص على أن الاعتماد عليهما من صفات أهل البدع والأهواء.
الدكتور عياض يتحدث عن الأسلوب ولا يتحدث عن المضمون .
 
الحمد لله وحده..

اعتماد كتب المعاصرين واعتياد أسلوبها يؤدي لفساد في فهم كتب العلماء السابقين السلف منهم والخلف..

فهذا الاعتياد وعدم الدربة بكتب العلماء وعدم وجود الحلقة التي تصل بين أسلوب الأقدمين وأسلوب المعاصرين = يؤدي لعسر فهم الكتب السابقة على جمهرة من اعتاد أسلوب المعاصرين..

والطالب مع هذا العسر إما أن يقعد عن طلب كتب الأئمة ويظل ينتقل من كتاب معاصر لكتاب معاصر ومن شرح متن لشرح متن آخر لا يمتازان إلا باختلاف الأسماء والعبارة واحدة على نحو ما شرحته في مقالتي : ((العكوف...))..

وإما أن يهجم الطالب على كتب الأئمة ببضاعته المزجاة من أسلوب المعاصرين فيفهم بعضاً ويخطي بعضاً ولا يعلم موضع الخطأ من الصواب فيكون الحاصل حشفاً وسوء كيلة..
 
هناك كتب عمدة في قضية تقريب آراء المتقدمين وأساليبهم ومرادهم ، منها الاستذكار والتمهيد لابن عبد البر ، والمغني لابن قدامة ، والأوسط لابن المنذر ، والمحلى لابن حزم، وكتب ابن رجب الحنبلي ، هذا ما يحضرني الآن ولا أظن أني رأيت أفضل من هذه الكتب في هذه الناحية .
وإن المتقدمين من سلفنا من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين والفقهاء الكبار كـ ابن المبارك وغيره هم من قصدتهم ، وإن كانت عباراتهم سهلة ومفهومة لمن تتبع الروايات وتحقيق العلماء لفقههم ، فقد يجانب بعض العلماء الصواب في ما يخص فهم رأيهم فينسب لهم ما لم يريدوه وذلك ليس عمدا بل لأن الأمر قد يشكل فتحقيق فقههم يحتاج إلى تنقير وبحث ، ولكن الكتب السابقة التي ذكرت مع الاطلاع على كتب الحديث والمصنفات التي حوت الروايات مفيد جدا في التحقق من الأمر وفهم واقع ما أرادوا ، وإدمان النظر في تراجمهم وآثارهم معين جدا أيضا لمعرفة واقع حياتهم ومعيشتهم لأنا لا نستطيع أن ننزل كلماتهم وفقههم على واقعنا ونفهمهم على هذا الأساس .
هذا والله أعلم وأحكم.
 
الحمد لله وحده..


اعتماد كتب المعاصرين واعتياد أسلوبها يؤدي لفساد في فهم كتب العلماء السابقين السلف منهم والخلف..

فهذا الاعتياد وعدم الدربة بكتب العلماء وعدم وجود الحلقة التي تصل بين أسلوب الأقدمين وأسلوب المعاصرين = يؤدي لعسر فهم الكتب السابقة على جمهرة من اعتاد أسلوب المعاصرين..

والطالب مع هذا العسر إما أن يقعد عن طلب كتب الأئمة ويظل ينتقل من كتاب معاصر لكتاب معاصر ومن شرح متن لشرح متن آخر لا يمتازان إلا باختلاف الأسماء والعبارة واحدة على نحو ما شرحته في مقالتي : ((العكوف...))..


وإما أن يهجم الطالب على كتب الأئمة ببضاعته المزجاة من أسلوب المعاصرين فيفهم بعضاً ويخطي بعضاً ولا يعلم موضع الخطأ من الصواب فيكون الحاصل حشفاً وسوء كيلة..

كلام صحيح يا أبا فهر وفقك الله .
ولا أظن الدكتور عياض يقصد إلا العبارات المغلقة لبعض المتون العلمية التي ربما صرفت الطالب عن الطلب، وأما كتب السلف فهي سهلة العبارة كما ذكرت أم عبدالله، ويبقى الانفصالُ عنها مَحذوراً ينبغي التنبه له حقاً ، والعناية دوماً بتحريض طلاب العلم على الرجوع لكتب القدماء والعناية بها وفهمها فهماً صحيحاً .
 
كلام صحيح تماماً يا أبا عبد الله..

ولا يفوتني التنبيه على أمرين متعلقين بكتاب أصول الفقه للدكتور عياض السلمي :

الأول : أن الكتاب جيد سلس ويصلح كمدخل للقراءة قبل مطالعة روضة الناظر بالذات،ويصلح ككتاب وسط يدرس بعد كتب المبتدئين.

الثاني : أن في الكتاب -كغيره من كتب المعاصرين- أخطاء في عرض المذاهب ونسبتها وتصويرها يقود إليها غالباً إرادة الاختصار،وانظر خطئين ظاهرين في سطرين متواليين (ص/402-قبل الكلام عن المفسر مباشرة) فيهما نقص في التصوير التام الصحيح لمذهب الأحناف في (النص).
 
ما نقلته يا اخ عبد الرحمن وما ذكره الشيخ (ابو فهر السلفي) كلام يحسن بنا ان نقف عنده مليا وان نتفكر فيه وان نهضمه لمن أراد الحق وسعى له
جزاكم الله خيرا
وجزى الله الشيخ عياض السلمي الخير الجزيل
 
عودة
أعلى