"لاَ تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ"

إنضم
30/10/2004
المشاركات
342
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
السلام عليكم

أرغب أن أعرف توجيهكم لقوله تعالى (لاَ تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ)233 البقرة من حيث استخدام الحق للتركيب "مَوْلُودٌ لَّهُ " وعدم استخدامه للفظة "والد"

وقد وردت لفظة والد في الكتاب دالة على من له صفة الوالدية من حيث التناسل ذكرا كان أو أنثى كما في قوله (("واخشوا يوماً لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئاً" لقمان: 33، )

فهل يمكن لي أن أفهم أنّ القرآن الكريم إن أراد ذكر الأب البيولوجي استخدم التركيب "مَوْلُودٌ لَّهُ " وإن أراد الحديث عمن يحمل صفة الوالدية ذكرا أو أنثى استخدم لفظة "والد"

بالإنتظار
 
[align=justify]الأخ الفاضل جمال
السلام عليكم ورحمة الله

قد يراد بقوله تعالى : ( المولود له ) ، الحُكم بأن الولد يُنسب للأب وليس للأم ، فمع أن الوالدة هي التي ولدت ، لكن المولود للأب .
ثم إن الولد ينتسب لوالده برابطة التوالد والنسب ، فهو المسؤول عنه ، وهو الذي يتكفله ويرعاه ، فهو ليس مولوداً للأم ، وإنما مولود للأب ، فالأم والدة والأب مولود له !
ولما كان من المحتمل أن يكون للمولود له أكثر من زوجة ، قال تعالى : ( والوالدات ) بالجمع لتشمل كل الزوجات ، وقال : ( وعلى المولود له ) خاصّة بواحدة من الزوجات .
وكما ترى فإن لفظة ( والد ) لا تفي بهذه المعاني ، لأنها قد تُطلق في القرآن الكريم على الأب والأم معاً ، كما في قوله تعالى : ( وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون ) ، وقوله : ( وبالوالدين إحساناً ) .

والله أعلم
[/align]
 
الأستاذ الفاضل لؤي

قولك (قد يراد بقوله تعالى : ( المولود له ) ، الحُكم بأن الولد يُنسب للأب وليس للأم ، فمع أن الوالدة هي التي ولدت ، لكن المولود للأب . )

لا أظنّ أنّه مراد السياق بأيّ نوع من أنواع الدلالات---لأنّ الآية تناولت جانبين متساويين من علاقة كل منهما بولده

"لاَ تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا "

"وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ"

فلا يستخدم الولد من قبل المرأة للإضرار بالوالد "الأب"
ولا يستخدم الولد من قبل الرجل للإضرار بالوالدة

فلا أجد مسوغا أنّ السياق أراد أن يشعرنا بأفضلية الوالد من حيث ترسيخ فكرة أنّ الولد له فاستخدم تركيب "مولود له"

أنت مؤدب جدا معي ولا تنتقد قولي مع أنّي أريدك أن تفعل
 
( وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا لاَ تُضَآرَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ (233) البقرة


جاء في القرآن الكريم لفظ (الأمهات) في بعض المواضع، ولفظ (الوالدات) في مواضع أخرى، وأحياناً يعبر القرآن بكلمة (الوالد)، ومرتين جاءالتعبير القرآني بـ (المولود له).

في الآية الكريمة السابقة أتى القرآن الكريم بلفظة (الوالدات) ولم يأتِ بلفظة (الأمهات) التي جاء بها في سياق الحديث عن المحرمات من النساء، لما أن كل كلمة ملتحمة في سياقها، تنتظم فيه انتظامَ الدرة في سلكها، وعن الحكمة البيانية وراء هذا الاختيار قال الأستاذ الدكتور فضل عباس: "إن كلمتي (آباء وأمهات) في قول الله تعالى: (وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاء سَبِيلاً (22) حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ (23) النساء، لاشك بأنهما أجمل إيقاعاً، وأعذب نطقاً من كلمتي (والدات) و(والدين)، ولكننا نقرأ قول الله تعالى: (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِلِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)، فنجد أن هاتين الكلمتين: (والدات)، و(المولود له) جاءتا من حيث الخفة والجرس بما لا مزيد عليه من جمال وروعة، ولكن ليس من أجل تلك الخفة وذلك الجمال الإيقاعي فحسب جاءت كل كلمة في موضعها، ذلك لأن (الآباء) و(الأمهات) جاءا في سياق التحريم، ففيهما من الإجلال والتنفير ما لا مزيد عليه، وكذلك كلمتا (الوالدات) و(المولود له)، فيهما من العاطفة والحنان والتذكير والرحمة ما لا مزيد عليه كذلك" أ.هـ. [بحث (الكلمة القرآنية)، مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية، ص56].

وأُضيف إلى هذا أنه أتى في سياق التحريم باللفظة التي تدل على الأصل، وهي (الأمهات)؛ للإشارة إلى سبب التحريم، حيث إنها هي الأصل، فكيف يتزوج الفرعُ الأصلَ! أما في سياق الرضاعة فجاء بما هو أصل الرضاع وسببه، وهو الولادة، فقال: (والوالدات).

================
أما (المولود له) فهو الوالد، وعبّر به للإعلام بعلة الوجوب، فهذا الولد يُنسب لأبيه، ومنافعه تعود على إليه، فهو الحقيق بهذا الحكم، الجدير برعايته، قال أبو حيان: "ولطيفة في قوله: (وعلى المولود له) وهو أنه لمّا كُلّف بمؤن المرضعة لولده من الرزق والكسوة، ناسب أن يُسلَّى بأن ذلك الولد هو وُلِد لك لا لأمه، وأنك الذي تنتفع به في التناصر وتكثير العشيرة، وأن لك عليه الطواعية كما كان عليك لأجله كلفة الرزق والكسوة لمرضعته" [البحر المحيط، (500:2)].

واللام مشعرة بالنفع الحاصل من الولد، فهي تُستعمل في النفع [ينظر: فوائد في مشكل القرآن، ابن عبد السلام، ص100].

ودلالة اسم المفعول (المولود له) أكثر توكيداً للمعنى وإثباتاً له وتقريراً من دلالة الفعل في (وُلد له).
 
الإخوة الكرام
هذا رأيي و ما أعرف أيستحمل النص القرآني هذا التعبير:
إنه أراد بقوله هذا أن يشمل حتي الذي ولد من الزنا
فإن هنا الأب لا يسمي أبا وإن كان أبا
فبنسبة نظر الناس إنه لا يسمي أبا و لكن المولود له
و اعتبر هذا من الأدب القرآني
و إنه أيضا أخرج بقوله هذامن تولي عن يتيم
أو بأي عنوان أخر يتولي عن طفل
وكما قلت هذا مما أظنه-والله أعلم-
و يحتاج إلي دراسة أكثر
و من الله التوفيق
 
أظن أن هذا بعيد، لأمرين:
الأول: أنه لا يتناسب مع سياق الآيات الكريمة، حيث انتقل الحديث عن أحكام الطلاق إلى الحديث عما نتج من النكاح، وهو الأولاد، فشرع في بيان حكم الإرضاع ومدته، وحكم الكسوة والنفقة، وغيرها من الأحكام، فالسياق يتحدث عن طلاق ناتج عن زواج شرعي.
الثاني: هذه الأحكام تترتب على الزواج الشرعي الصحيح.
فقوله تعالى: (وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن): إلزام للزوج بتوفير المطعم والملبس بما يكفي حاجة الولد* والزوجة.
ومعلوم أن الحقوق لا تثبت للولد ولا عليه إن كان ابن زنا ـ والعياذ بالله ـ، وكذلك الزوجة تفقد حقوقها إن كانت العلاقة زنا لا زواجاً شرعياً.
=================
* عدل النظم القرآني عن رزق الأولاد وكسوتهم إلى رزق الأمهات وكسوتهن؛ لأنهن السبب في توصيل ذلك إليهم.

والله تعالى أعلم.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ،و الصلاة والسلام على من لانبى بعده ،
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،
إن التعبير القرآنى هو أدق و أنسب تعبير بما يناسب المراد و الحال ، وكما يقول العلماء أن البلاغة هى مطابقة الكلام لمقتضى الحال ، فإننا نعترف بأن القرآن هو أبلغ أسلوب ، كيف لا ؟ و هو كلام العليم الحكيم .
و بالنظر إلى الآية موضع النظر من حضراتكم يتبين لنا صحة ما نقول ، و لعلى أكون موفقا حينما اقول أن فى المناقشات السابقة سؤالين أساسيين هما
1- لماذا عبر البيان القرآنى عن كلمة الأمهات بالوالدات ؟
2-لماذا عبر البيان القرأنى عن الآباء بالمولود له ؟

و للإجابة على السؤالين ينبغى التدقيق فى السياق القرآنى ، فالسياق يتحدث عن أحكام الطلاق،وهنا نجد ان الحديث عن تحديد مسؤلية الرضاعة بين الزوج والزوجة إذا حدث الانفصال وبينهما أطفال رضع ،وهنا اختلف العلماء ،فمنهم من قال أن الوالدات هنا تعنى الأمهات سواء كن فى عصمة أزواجهن ام مطلقات لأن اللفظ عام فى الكل و لا يوجد ما يقتضى تخصيصه و الفريق الأخر يقول ان المراد بالوالدات هنا خصوص المطلقات لأن سياق الآيات قبل ذلك فى أحكام الطلاق ،و لأن المطلقة عرضة لإهمال العناية بالولد و ترك إرضاعه ، ولعلى ارى أن القولين لا يتعارضان فالكلمة عامة تشمل جميع الوالدات و إن كان يراد التركيز على المطلقات بصفةخاصة لأنهن اكثر عرضة للإهمال .
و نعود إلى صلب سؤالنا ؛لماذا عبر عن الامهات بالوالدات ؟
يقول الشيخ سيد طنطاوى (و عبر عن الأمهات بالوالدات للإشارة إلى أنهن اللائى ولدن أولادهن ، و أنهن الوعاء الذى خرجوا منه إلى الحياة ، و منهن يكون الغذاء الطبيعى المناسب لهذا المولود الذى جاء عن طريقهن ) .
و انا ارى أن التعبير بلفظ الوالدة فيه تذكير للمرأة حينما تهم فى الإهمال فى ولدها انتقاما من أبيه الذى طلقها و أهملها انها والدة هذا المولود و فيه تذكير بالمشاق التى تعرضت لها أثناء الولادة فيهون عليها القيام بإرضاع ولدها ، و يؤكد لنا هذا ورود التعبير القرآنى ( و الوالدات يرضعن أولادهن ) فالوالدات : مبتدأ مرفوع ، وخبره الجملة الفعلية يرضعن أولادهن و هى جملة خبرية اللفظ انشائية المعنى أى عليهن إرضاع أبنائهن ، و عبر عن الطلب بصفة الخبر ، للإشعار بأن إرضاع الأم لطفلها أمر توجبه الفطرة و تنادى به طبيعة الامومة ، و لا يحتاج لأن يكون أمرا صريحا من الله تعالى .
والإجابة على السؤال الثانى يجيب عنها الزمخشرى بقوله ( فإن قلت لم قيل : المولود له دون الوالد ؟ قلت ليعلم أن الوالدات إنما ولدن لهم ، لأن الأولاد للأباء لا للأمهات ، لذلك ينسبون إليهم لا إلى أمهاتهم ، كما قال المامون بن الرشيد :
[poem=font="Simplified Arabic,4,white,normal,normal" bkcolor="coral" bkimage="" border="double,9,sienna" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
فإنما أمهات الناس أوعية = مستودعات و للآباء أبناء [/poem]
فكان عليهم أن يرزقوهن و يكسوهن إذا ارضعن و لدهم .
و لعلنا نلحظ من طرف خفى ذلك التذكير الإلهى للرجل بأن المرأة قد ولدت له ، و اللم هنا للملكية و يترتب على الملكية حصول المصلحة ، و بما ان المرأة قد عادت عليك بالنفع و المصلحة و قد ولدت لك ولدا، و كأنه يقول له فلا ينبغى عليك بعدها أن تبخل عليها برزقها و كسوتها
هذا و ما كان من صواب فمن الله وحده ، و ما كان من خطأ أو أو سهو أو نسيان فمنى و من الشيطان و الله و رسوله منه بريئان ،
ـــــــــــــــــــــــــ
أحمد محمود على أحمد
ليسانس آداب و تربية
قسم اللغة العربية و الدراسات الاسلامية

ــــــــــــــــــــــ
[poem=font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/18.gif" border="double,4,black" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
شكوت إلى وكيع سوء حفظى = فأرشدنى إلى ترك المعاصى
و أخبرنى بأن العلم نــــــــور= و نور الله لا يهدى لعــــاصى[/poem]
 
شكرا جزيلا علي الإيضاح
و الله يوفقكم
 
عودة
أعلى