" كِتَابُ إِعْجَازِ القُرآن ونَقْضِ مَطَاعِنِ عَبَدَةِ الصُّـلْبَان " للتحميل

الوائلي

New member
إنضم
13/02/2009
المشاركات
53
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
كِتَابُ إِعْجَازِ القُرآن ونَقْضِ مَطَاعِنِ عَبَدَةِ الصُّـلْبَان


ويحتوِي :

* الرد المفصَّل والمجمل على شبهات النصارى حول القرآن الكريم .
* الرد على شبهتهم حول حديث رضاع الكبير .
* شهادةُ الإنجيلِ أنهُ لا إلهَ إلا اللهُ وحده لا شريك له الأحدُ الذي لم يَلِدْ ولم يُولَدْ .
* الرد الجميل لألوهية عيسى عليه السلام بصريح الإنجيل وأنَّه عبدُ اللهِ ورسولُهُ .
* البشارات بمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتب أهل الكتاب .
* دعوة أهل الكتاب للإسلام و ثواب من آمن وعقوبة من كفر منهم .
________________

نشرة مزيدة ومنقحة
_________________

*** وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
 
ومما رقم فيه :

***** ونحن نذكر بعض البشارات بمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم من كتب أهل الكتاب على ما وقع فيها من تحريف وزيادة ونقصان وتغيير وخطأ في الترجمة :

*** وفي إنجيل يوحنا (16/12-13) يقول عيسى عليه السلام : " ان لي امورا كثيرة ايضا لاقول لكم ولكن لا تستطيعون ان تحتملوا الآن ، و اما متى جاء ذاك روح الحق (= الصادق المصدوق الأمين أحمد صلى الله عليه وسلم) فهو يرشدكم الى جميع الحق لانه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به و يخبركم بأمور آتية " .

* فالإنجيل المترجَم من اليونانية إلي الإنجليزية والعربية وغيرها يعبر عن النبي صلى الله عليه وسلم بـ :" المعزي ، و الفارقليط " وهي معربة من كلمة : (بيركليتوس) اليونانية (periqlytos) التي تعني اسم : " أحمد " ، صيغة المبالغة من الحمد :
(1) ذكر الأستاذ عبد الوهاب النجار في كتابه قصص الأنبياء (ص397، 398) ، أنه كان في سنة 1894م زميل دراسة اللغة العربية للمستشرق الإيطالي كارلو نالينو وقد سأله النجار في ليلة 27/7/1311هـ ما معنى: (بيريكلتوس)؟. فأجابه قائلاً: إن القسس يقولون إن هذه الكلمة معناها: (المعزي). فقال النجار: إني أسأل الدكتور كارلونالينو الحاصل على الدكتوراه في آداب اليهود باللغة اليونانية القديمة.ولست أسأل قسيساً.فقال:إن معناها:"الذي له حمد كثير".فقال النجار: هل ذلك يوافق أفعل التفضيل من حمد؟ فقال الدكتور: نعم. فقال النجار: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أسمائه (أحمد) " . اهـ
(2) وهذه الكلمة كانت سبباً في إسلام القس الأسباني: أنسلم تورميدا في القرن التاسع الهجري بعدما أخبره أستاذه القسيس (نقلاً ومرتيل) - بعد إلحاح منه - أن الفارقليط هو اسم من أسماء محمّد صلى الله عليه وسلم . فكان ذلك سبباً في إشهار إسلامه وتغيير اسمه إلى عبد الله الترجمان وتأليف كتابه: " تحفة الأريب في الرّدّ على أهل الصليب " ، وذكر فيه قصته مفصلة (ص65-75) وتوفي سنة 832 هـ . وقصته جديرة بالقراءة .

***** شهادةُ الإنجيلِ أنهُ لا إلهَ إلا اللهُ وحده لا شريك له الأحدُ الذي لم يلدْ ولم يولدْ وأنَّ عيسي عبدُ اللهِ ورسولُهُ صلَّيْ اللهُ عليهِ وسلمَ *****

*** ففي إنجيل يوحنا (17/3) قال عيسى عليه السلام: " الحياةُ الأبدية هي أن يعرفوك أنت الإله الحق وحدك ، والذي أرسلتَهُ يسوع المسيح "، وفي إنجيل متي (4/ 10 ) : " مكتوب : للرب إلهك تسجد ، وإياه وحده تعبد " ، وفي لوقا (4/8) مثله ، وفي يوحنا (8/26) يقول عيسى عليه السلام : " الذي أرسلني هو الحق ، وما أقوله للعالم هو ما سمعتُه مـنه ". وفي لوقا (7/16) بعد أن رأوا إحدى معجزات عيسى الدالة على نبوته وأنه عبد الله ورسوله : " مَجَّدُوا اللهَ قائلين : قد قام فينا نبي عظيم ، وتفقد الله شعبه ". فهو نبي الله وعبده ورسوله وليس إلها مع الله ،تعالي الله عن ذلك علوا كبيرا .

*** وفي كتبهم أن جميع الخلق أبناء الله تعالي خاصة المؤمنين منهم ، وأن هذا ليس مختصاً بعيسي عليه السلام ، وهذه البنوة ليست بنوة ولادة ، ولكنها بنوة رعاية وعناية وقيام بالمصالح وهداية ، فالخلق عيال الله وأحبُّ الناس إلي الله أنفعهم لعياله : ففي إنجيل متَّى (6/6) يقول عيسي عليه السلام مخاطبا أمته : " عندما تصلي ادخل غرفتك ، وأغلق عليك بابك ، وصلِّ إلي أبيك الذي في الخفاء ، وأبوك الذي يرى في الخفاء هو يكافئك". وفي متَّى (5/44-45) يقول : " صلُّوا لأجل الذين يسيئون إليكم ، ويضطهدونكم لتكونوا أبناء أبيكم الذي في السموات ". وفي متَّى (6/9-12) علم عيسي عليه السلام تلاميذه الصلاة : " أبانا الذي في السماء ليتقدس اسمك ، ليأت ملكوتك ، لتكن مشيئتك علي الأرض كما هي في السماء ، خبزنا أعطنا اليوم ، واغفر لنا ذنوبنا ". وذكرها في لوقا (11/2-4) أيضا ، وفي إنجيل برنابا ( الفصل السابع والثلاثون ) ذكر الصلاة السابقة وقال عيسى في آخرها : " لأنك أنت وحدك إلهنا الذي يجب له المجد والإكرام إلى الأبد ". وفي يوحنا (20/17) : " إني أصعد إلى أبي و أبيكم و إلهي و إلهكم " .

*** بل وصف الإنجيلُ عيسي عليه السلام بأنه ابن الإنسان ، لينفي أنه ابن الله بمعني الولادة ، ووصفه بأنه يأكل ويشرب لينفي عنه الألوهية والربوبية ، فقال في متَّى (11/19) : " جاء ابن الإنسان يأكل ويشرب " ، وفي لوقا (7/34) مثله . وقال في يوحنا ( 8/40) : " انا انسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله " .


*** أما الرد المجمل فأقول مستعينا بالله تعالي :

* أولا : نزل القرآن الكريم باللغة العربية ، قال الله تعالي : " بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195)" (سورة الشعراء 195) ، وقال سبحانه : " وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ (4) " (سورة إبراهيم 4 ) ، وقال سبحانه وتعالي : " قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ (28) " (سورة الزمر 28).

* ثانيا : أعلم الناس باللغة العربية هم العرب الأوائل في الجزيرة العربية وهم أفصح الناس وفيهم الخطباء والبلغاء والشعراء ، وأفصح العرب قريش قبيلة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

* ثالثا : أشد الناس عداوة للنبي صلي الله عليه وسلم وأحرص الناس علي تكذيبه والطعن فيه هم الكفار من قريش ، قال الله تعالي : " لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا (82) " (سورة المائدة 82) ، وقال سبحانه : " وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا (97) " (سورة مريم 97) .

* رابعا : وقد تحداهم الله تعالى وبين عجزهم أمام إعجاز القرآن الكريم ، قال الله تعالي : " وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24) " (سورة البقرة 23-24) . وقال سبحانه وتعالي : " أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِسُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (13) فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (14) " (سورة هود 13-14) .
وقال الله سبحانه وتعالي مبينا عجز جميع الخلق عن الإتيان بمثل هذا القرآن الحكيم : " قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88) " (سورة الإسراء 88) .


*** ومع كون قريش أفصح العرب وأعلم الناس باللغة ، ومع شدة عداوتهم للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وتحدِّي القرآن لهم ، وحرصهم علي تكذيبه ومعارضته ، إلا أنهم لم يستطيعوا أن يأتوا بآية من مثله ولا أن يطعنوا في بلاغته وإعجازه .
فكيف يأتي الآن من يَدَّعِي الخطأ في القرآن أو يطعن في بلاغته ونظمه ، سبحانك هذا بهتان عظيم , ولو قيس علمُ هذا الطاعن باللغة العربية بعلم العرب الأوائل وسليقتهم وفصاحتهم لكان البون شاسعا فأين الثري من الثريا ، فمحالٌ أن يكون في القرآن شيءٌ يخالف قواعد لغة العرب ، فإن اللغة أساسُها القرآن الكريم ، وهو الذي حفظ لغة العرب , ولو كان فيه شيء من ذلك – حاشا وكلا – لكان أول من يستخرجه كفار قريش ، ولشنَّعوا به علي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . ولمَّا لم يحدث شَيْء من ذلك ، علمنا أن هذا القرآنَ كلامُ الله عز وجل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد .
قال الله تعالي : " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) "( سورة النساء 82) .


*** بل لقد شهد أعداؤه العالمون باللغة العربية بفصاحة القرآن وبلاغته :
فعن ابن عباس رضي الله عنهما : " أن الوليد بن المغيرة جاء إلي رَسُولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقرأ عليه القرآن ، فكأنه رَقَّ له ، فبلغ ذلك أبا جهل فأتاه فَسَلَّم ، قال: يا عمّ إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالاً ، قال:لم , قال : ليعطوكه فإنك أتيت محمداً لتعرض ما قبله ، قال : قد علمت قريش أني أكثرها مالاً، قال : فقل فيه قولا أنك منكر له ، قال : وماذا أقول فوالله ما منكم رجل أعرف بالأشعار مني ، ولا أعلم برجزه , ولا بقصيده مني ، ولا بأشعار الجن ، والله ما يشبه الذي يقول شيئاً من هذا ، و والله إن لقوله الذي يقوله لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإنه لمثمرٌ أعلاه ، مغدقٌ أسفله ، وإنه ليعلو ولا يُعْلَي عليه ، وإنه ليَحْطِمُ ما تحته".

رواه إسحاق بن راهوية في مسنده والحاكم (3872) والبيهقي في دلائل النبوة (505) وصحح إسناده الحاكم والذهبي والألباني .

*** فهذا الرد المجمل يدحض ويبطل كل شبهة يُورِدُهَا أعداءُ الإسلام علي إعجاز القرآن الكريم وبلاغته وبيانه .

فصل
الرد علي شبهتهم حول الحديث الشريف المتعلق برَضَاع الكبير

وأما الحديث الصحيح الذي رواه مسلم في صحيحه (10/ 31 - 33 بشرح النووي ) عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ :
"جَاءَتْ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَرَى فِي وَجْهِ أَبِي حُذَيْفَةَ مِنْ دُخُولِ سَالِمٍ وَهُوَ حَلِيفُهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَرْضِعِيهِ ، قَالَتْ وَكَيْفَ أُرْضِعُهُ وَهُوَ رَجُلٌ كَبِيرٌ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالَ : قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ رَجُلٌ كَبِيرٌ " . وفي رواية : قال صلي الله عليه وسلم : أَرْضِعِيهِ تَحْرُمِي عَلَيْهِ وَيَذْهَبْ الَّذِي فِي نَفْسِ أَبِي حُذَيْفَةَ " .

*** قال العلماء : هذا الحديث يتضمن كمال رحمة الإسلام وعدله وحفظه للحرمات ؛ وبيانُ ذلك أن أبا حذيفة رضي الله عنه كان قد تبني سالما رضي الله عنه وهو صغير قبل تحريم التبني ، فلما حرَّم اللهُ عز وجل التبني رُدَّ كل إنسان إلي أبيه ، ولما لم يكن أبو سالم موجودا - لأنه من بلاد فارس وسبي صغيرا - نُسِبَ نسبة ولاء إلي أبي حذيفة ، لقوله تعالى : " ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آَبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (5) " (سورة الأحزاب 5) .
وكان سالم حافظا للقرآن ، ومن مناقبه العظيمة أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استمع إلي قراءته القرآن فقال : " الحمد لله الذي جعل في أمتي مثلك " . وهو مِنَ السَّابِقِيْنَ الأَوَّلِيْنَ ، شهد غزوة بدر ، وكان يؤم المهاجرين بالمدينة قبل هجرة الرسول صلي الله عليه وسلم لأنه كان أحفظهم .
فلما كبر سالم وبلغ مبلغ الرجال كان علي سهلة أن تحتجب منه ، وكان علي سالم أن لا يدخل البيت إلا في وجود أبي حذيفة لئلا يخلو بها ،
والإسلام دين الرحمة الذي أمر بصلة الأرحام والعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى ، فأمرهم نبي الرحمة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأمر يرضي الله تبارك وتعالي ، ويحمي الأنساب ويحفظ الحرمات ، ويراعي ويُطَيِّب نفس أبي حُذَيفة وامرأته الأم الرحيم التي ربت سالما طفلا صغيرا وكفلته وأعتقته ، وزوَّجَهُ أبو حذيفة شريفةً قرشيةً هي ابنة أخيه فاطمة بنت الوليد بن عتبة ، وهذا من كمال إحسان الإسلام إلى الموالي والعبيد ، فشَرْعُ الله تبارك وتعالي رحمةٌ كله ومصلحةٌ كُلُّهُ وخيرٌ كله ، فأمَرَ محمدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الذي أرسله الله رحمة للعالمين - سَهلةَ أن تُرضِعَ سالما ليزول ما في نفس أبي حذيفة ويصيرَ ابنًا لهما من الرَّضَاع ، فجمع النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين أداء حق الله تعالي وتعظيم حرماته ، وبين إعطاء الإنسان حقه الذي أمر الله به من رحمته والإحسان إليه ، فصلوات الله وتسليماته ورحماته وبركاته عليه ،كما وَحَّدَ اللهَ وأَحْيا أمرَهُ ودعا إليه ، والحمد لله علي نعمة الإسلام وكفي بها نعمة .
*** وأما طريقة الرضاع ، فقد ذكر العلماء أنها - أي سهلة - حلبت اللبن في إناء ثم شربه سالم من الإناء بعد ذلك ، وقد أجمع العلماء على عدم جواز إلقام المرأة ثديها للأجنبي الكبير .
قال الإمام أبو عُمَر بن عبد البر رحمه الله تعالي : " صفة رضاع الكبير أن يُحْلَبَ له اللبنُ ويُسقاه ، أما أن تلقمه المرأة ثديها فلا ينبغي عند أحد من العلماء " ا. هـ. وبنحو ذلك قال القاضي عياض رحمه الله تعالي .
قال الإمام النووي رحمه الله تعالي : " وهو حسن " ا. هـ.
وقد وردت بذلك رواية : أخرجها ابن سعد في الطبقات عن الواقدي عن محمد بن عبد الله أخي الزهري عن أبيه قال : " كانت سهلة تحلب في مسعط أو إناء قدر رضعته فيشربه سالم في كل يوم حتى مضت خمسة أيام " ، وسندها ضعيف .
وانظر شرح النووي علي صحيح مسلم (10/32) وشرح الزرقاني علي موطأ مالك (3/90) وسير أعلام النبلاء للذهبي (1/167) . والله أعلم .

ـــــــــــــ
(1) قال الإمام الذهبي في النبلاء (1/168) : " إسناده جيد " ا.هـ

________________________________________


*** وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
 
بارك الله فيك ، أيها الأخ المبارك .
 
عودة
أعلى