كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ "

أبو إسحاق

New member
إنضم
25 مايو 2005
المشاركات
22
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
القدس
السلام عليكم
يقول الله تعالى في سورة المطففين:"كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ * كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ "...
كلا هي للردع، والزجر او حرف ردع وزجر كما قال سيبوية وتأتي بمعنى (حقًا) وخاصة أذا كانت في بداية الكلام لتأكيد ما بعدها، فتكون في موضع المصدر، ويكون موضعها نصباً على المصدر، والعامل محذوف، أي أحقّ ذلك حقاً.
ورَانَ يَرِين رِن رَيْناً ورُيُونا ً [رين]:- الشيْءُ فلانًا وعليه وبه: غلب عليه,والمعنى : ان الذي حملهم على قولهم بأن القرآن أساطير الأوّلين هو غلبت عليهم حب المعاصي بالانهماك فيها حتى صار ذلك صَدَأً ودَنَسًا على قلوبهم فعَمَّى عليهم معرفة الحقِّ من الباطل.
ثم كرّر سبحانه وتعالى الردع، والزجر فقال: " كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ "...واليكم اقوال المفسرين لهذه الآية :
قال مقاتل: يعني: أنهم بعد العرض والحساب لا ينظرون إليه نظر المؤمنين إلى ربهم.
قال الحسين بن الفضل: كما حجبهم في الدنيا عن توحيده حجبهم في الآخرة عن رؤيته.
قال الزجاج: في هذه الآية دليل على أنّ الله عزّ وجلّ يرى في القيامة، ولولا ذلك ما كان في هذه الآية فائدة. وقال جلّ ثناؤه:
" وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَىٰ رَبّهَا نَاظِرَةٌ "[القيامة: 22، 23] فأعلم جلّ ثناؤه أن المؤمنين ينظرون، وأعلم أن الكفار محجوبون عنه. وقيل: هو تمثيل لإهانتهم بإهانة من يحجب عن الدخول على الملوك.
وقال إبن عطية في تفسيره:"والضمير في قوله: "إنهم عن ربهم " هو للكفار، قال بالرؤية وهو قول أهل السنة، قال إن هؤلاء لا يرون ربهم فهم محجوبون عنه، واحتج بهذه الآية مالك بن أنس عن مسألة الرؤية من جهة دليل الخطاب وإلا فلو حجب الكل لما أغنى هذا التخصص، وقال الشافعي: لما حجب قوم بالسخط دل على أن قوماً يرونه بالرضى".
وفال إبن عادل:"قال أكثر المفسرين: محجوبون عن رؤيته، وهذا يدل على أن المؤمنين يرون ربهم - سبحانه وتعالى - ولولا ذلك لم يكن للتخصيص فائدة.
وأيضاً فإنه - تعالى - ذكر هذا الحجاب في معرض الوعيد، والتهديد للكفار، وما يكون وعيداً وتهديداً للكفَّار لا يجوز حصوله للمؤمنين، وأجاب المعتزلة عن هذا بوجوه:
أحدها: قال الجبائي: المراد أنهم محجوبون عن رحمة ربهم أي: ممنوعون كما تحجب الأم بالإخوة من الثُّلث إلى السُّدس، ومن ذلك يقال لمن منع من الدخول: حاجب.
وثانيها: قال أبو مسلم: " لمحجوبون " غير مقربِّين، والحجاب: الرَّدُ، وهو ضد القبول، فالمعنى: أنهم غير مقبولين عند الرؤية، فإنه يقال: حُجِبَ عن الأمير، وإن كان قد رآه عن بعدٍ، بل يجب أن يحمل على المنع من رحمته.
قال الزمخشريُّ: كونهم محجوبين عنه تمثيل للاستخفاف بهم وإهانتهم؛ لأنه لا يرد على الملوك إلا المكرَّمين لديهم، ولا يُحجب عنهم إلا المبانون عنهم.
وقال إبن عاشور:"جملة: " إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون " وما عطف عليها ابتدائية وقد اشتملت الجملة ومعطوفاها على أنواع ثلاثة من الويل وهي الإهانة، والعذاب، والتقريع مع التأييس من الخلاص من العذاب.
فأما الإهانة فحجْبُهم عن ربهم، والحجب هو الستر، ويستعمل في المنع من الحضور لدى الملك ولدى سيد القوم، قال الشاعر الذي لم يسمّ وهو من شواهد «الكشاف»:إذا اعتروا باب ذي عُبِّيَّه رجِبوا والناسُ من بين مَرجوب ومَحْجوب
وكلا المعنيين مراد هنا لأن المكذبين بيوم الدين لا يرون الله يوم القيامة حين يراه أهل الإيمان.
ويوضح هذا المعنى قوله في حكاية أحوال الأبرار:" على الأرائك ينظرون ".
ومن هذا يتضح ان معنى( محجوبون ) ممنوعون عن رؤيته سبحانه وتعالى وذلك لما يلي:
1.إثبات الحجب عن الله للكفار تنفي الحجب عن المؤمنين...والمؤمن بطبيعة الحال غير محجوب عن الله بمعنى رحمته وهذا يؤكد ان القصد هو إثبات رؤية الله.
2.بما ان الحجب إهانة للكافر ونفيه عن المؤمن تشريف له ,وهذا التشريف في الفردوس هو شرف رؤية الله سبحانه وتعالى.
3.ومن قول الزمخشري :"لأنه لا يرد على الملوك إلا المكرَّمين لديهم، ولا يُحجب عنهم إلا المبانون عنهم",فإن معنى الورود اي الإتيان وهذا لا يتأتى إلا برؤية بعضهم البعض...أي ان المؤمن يرى الله كما ان الله عز وجل يرى المؤمن.والله اعلم
 
مسألةُ رؤية ربِّنا تعالى....حلَّها ابنُ حزمٍ رحمه الله

مسألةُ رؤية ربِّنا تعالى....حلَّها ابنُ حزمٍ رحمه الله

[align=justify]حصلَ سوءُ تفاهمٍ متبادَل بين المختلفين في المسألة.وأساسُ سوء التفاهم قد وقع فيه بعض المعتزلة غفر الله لهم حين قاسوا عالم الغيب والآخرة على عالم الشهادة والدنيا. وما ينبغي لهم وما يستطيعون.
فقد أحسوّا -محقين- أنّ الرؤية لا تقع إلا على الألوان(وهذه حقيقة عرفها العلم منذ القرن السادس قبل الميلاد)، وأنّ الرؤية تحتاج إلى مسافةٍ نسبيةٍ بين عين الرائي والشيء المرئي.
ولما كان شغل المعتزلة الشاغل هو (تنزيه) الله تعالى ، قالوا إن إثبات الرؤية بهذه العين الباصرة يقتضي أن يكون الله -تنزّهَ وتعالى- ملوَّناً بلون أو ألوان معينة، وكيف والألوان أعراض؟! هذه واحدة. والأخرى أنّ وجود المسافة بين عين الرائي والشيء المرئي يقتضي حداّ للشيء ، فنحن لا نرى من هو خلفنا ولا ما دخل في أعيننا ولم يبق للبصر مسافة!!
وإلى هذا الحدّ هم محقون كما ترى .
لكنّ ما جانفوا فيه الصواب أنهم ردّوا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابت النقل في أننا -جماعة المؤمنين سنرى ربنا كما نرى القمر ليلة البدر لا نضامُّ في رؤيته، بحجة أنّ هذا الحديث يضادُّ معروفاً من العقل بالضرورة.
وهذا الأمر كان منهجاً لهم فالحديث يمكن ردُّه بحجة أنه آحاد لم تنقله الكافة عن الكافة، ولذلك كانوا يتجرءون على ردِّه ، خلافاً لأهل الورع والتقوى من أهل الحديث والسنة وأتباعهم. الذين صدر عنهم مثل قول أحمد بن حنبل رضي الله عنه:"من ردّ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو على شفا هلكة" وقول ابن قتيبة:"وفي مخالفة الرواية وحشة..". لكن لعدم إمكانية ردّ الآيات القرآنية قاموا بتأويلها ، وقسروا دلالة اللفظ على الأضعف والأقل من معانيه مفردةً فكيف مركبةً. فقالوا في معنى (ناظرة) أنها منتظرة. وقالوا في معنى إلى ربها ناظرة أن إلى هنا هي مفرد آلاء على قول الأصمعي كمعى وأمعاء فيكون معنى الآية : نِعمة ربها منتظرة!!
وهذا ضعيف في اللغة ومخالف لعادة القرآن في الخطاب ، وقد فهم أهل الحديث والسنة منذ ذلك الحين أن مراد الشرع أخصُّ من مراد اللغة. وأن الحكم للظاهر وليس للمحتمل إلا بقرينة ، وهيهات القرائن هنا إلا بقياس عالم الغيب على عالم الشهادة، وهو أمر لا يستقيم.
ونحن مُتأكدون أنّ هذا القول ليس لكلِّ المعتزلة فهم على أحسن تعاريفهم :"مجموعة من المثقفين المسلمين اتفقوا على خمسة أصول أساسها تنزيه الله تعالى عن الظلم (العدل) وإن تطرَّف فيه بعضهم ليصل إلى قياس علم الله على عقله المحدود فيتجرّأ على إنكار شمول علمه تعالى للمستقبل لأنه على حدّ زعمه يفضي إلى الإجبار وينافي العدل وتنزيهه تعالى عن الظلم.والتوحيد الذي يتجلى في أن الله تجريد سميع بسمع هو ذاته ...وهي قضية دخلت عليهم من مبدأ الكليات في اللغة ونظرية المُثل الأفلاطونية..والوعد والوعيد، والمنزلة بين المنزلتين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".
لكنّ قضية رؤية الباري تعالى قد حلّ الخلاف بشأنها فيما بعد ابن حزم الأندلسي رحمه الله تعالى حيث رأى أن حجج المعتزلة معقولة وأن خطأهم ليس في إعلان أن الرؤية مستحيلة في الدنيا بل بقول من قال منهم إنها مستحيلة في الآخرة أيضاً . فقال: ونحن لا نقول إننا سنرى ربنا بهذه العين التي لا تبصر الا الألوان وتحتاج مسافة بين الرائي والمرئيّ، بل برؤيةٍ يركبها الله تعالى فينا مصداقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم.اهـ
وبالتأكيد أننا لو قلنا للمعتزلة هذا القول لما أنكروه ولقالوا إنما ننكر الرؤية بهذه العين فهي مستحيلة. وهكذا حلَّ ابن حزم الإشكال ولكن متأخراً، ولم يكن عند الناس نت ولا منتديات ليتفاهموا مثلنا ، فظل الصراع قائماً في المسألة. لأن المنتمي الى تراث السنة لم يكن يقرأ إلا حجج قومه وغضبهم على رادّي الحديث، والمنتمي إلى التراثات التي سطت على إرث المعتزلة القديم كالزيدية والإباضية من الأمة، وكالروافض الإمامية من خارج الأمة -ظلوا يقرءون حُجج قومهم وانتصارهم للعقل المحسوس واتهامهم مخالفيهم بضعف العقل وتصديق الروايات التي تخالفه.
فرحم الله أبا محمد ابن حزمٍ رحمةً واسعة ، وهدانا لما اختلف فيه من الحق بإذنه، وأبعدنا عن الظلم ورزقنا الإنصاف مع الناس.[/align]
 
ولما كان شغل المعتزلة الشاغل هو (تنزيه) الله تعالى ، قالوا إن إثبات الرؤية بهذه العين الباصرة يقتضي أن يكون الله -تنزّهَ وتعالى- ملوَّناً بلون أو ألوان معينة، وكيف والألوان أعراض؟! هذه واحدة. والأخرى أنّ وجود المسافة بين عين الرائي والشيء المرئي يقتضي حداّ للشيء ، فنحن لا نرى من هو خلفنا ولا ما دخل في أعيننا ولم يبق للبصر مسافة!!
وإلى هذا الحدّ هم محقون كما ترى ..[/align]
بارك الله فيكم..
لي على كلامكم تعقبات.
الأول (وهو الأهم): أنَّ ما بناه المعتزلة على نفي الرؤية على هذين الأمرين ليسوا محقِّين فيه، بل هم مخطئون.
فليست المشكلة في المسألة هو ردُّهم لحديث رسول الله صل1 بل لقياسهم الله وصفاته على المخلوق، ثم نفيهم ذلك بشبهة خوف التشبيه.
فمسألة العَرَض والحَدِّ تكلَّم عليهما أحد السُّنَّة والحديث، وبيَّنوا بطلان مذهب المخالفين فيهما.
وتصوير أن خلافنا مع المعتزلة هو مجرد ردِّهم الحديث تهوين للمسألة في نظري، والاعتذار لهم بكلام ابن حزمٍ موافقة لهم في أصليهم الباطلين.
وكذا ما ذكرته عن ابن حزم فهو جواب ضعيفٌ مبنيٌّ على التسليم لهم في بناءٍ غلطٍ من الأساس، وهو مسألة أن الله إذا رُؤِي فلا بد من وصفه بالألوان، والألوان أعراض، والأعراض مخلوقة، فالله مخلوق.. وهذا التتابع في تسلسل الخطأ لا نقرُّ به أصلاً.
وإنكار المعتزلة للرؤية بأنَّه يلزم منها الجهة، والجهة على الله ممتنعة =قولٌ باطل أيضًا لا نسلَّم لهم فيه...

وللحديث ذيول تراها في ردود أهل السُّنَّة على أسس أهل البدع في إنكارهم الرؤية.
 
الحقيقة ان القرءان خطاب للناس كافة وبلسان عربى مبين ولست من المتبحرين فى العلم ولكن كعربى عندما اقرأ الايات كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ".. " وجوه يومئذ ناضره الى ربها ناظره " لا يتبادر الى ذهنى وفهمى الا رؤية المؤمنون لربهم جل وعلا نسال الله الا يحرمنا ذلك والا يجعلنا من المحجوبين فالمؤمنون يرون ربهم بما شاء وكيف شاء وذلك فى الاخره ولا مجال للقياس برؤيتنا فى الدنيا . وعلى هذا قياس جميع امور الاخره فكيف تفهم ان من يحترق بالنار لا يموت ؟؟ الا اذا فوضنا الامر انه من الغيب وان الله بقدرته فعال لما يريد .فلا وجه لاستشهادات المعتذله بمجال الرؤيا فى الدنيا وكيفيته .
 
عودة
أعلى