رداد السلامي
New member
[TABLE="class: tborder, width: 100%, align: center"]
[TR]
[TD="class: alt1"]
[/TR]
[/TABLE]
المجتمع المتماسك وليد العقيدة الصحيحة المتماسكة ، فالتماسك حالة بنيوية عميقة متجذرة في تكوين المجتمع الذي يؤمن بعقيدة حقيقية وراسخة قائمة على أسس قوية تؤسس وجوده باقتدار وتجعله محصنا من التفكك ويقاوم بفاعلية محاولات التفسخ ودخائل الافكار والعقائد التفكيكية المنحرفة التي تهدف الى توهينه وإهانته .
لذلك كانت عقيدة الاسلام التوحيدية "لا إله إلا الله " هي أساس القوة للمجتمع الذي يعتنقها ويعمل بمقتضاها ويؤدي دوره في الحياة على النحو الذي رسمته هذه العقيدة في مختلف مجالات الحياة العملية والواقعية.
البناء العقائدي دائما هو أسس الاساس لأي بناء اجتماعي حر وقوي وناهض ومتماسك يمتاز بالانسجام والسلاسة في معاملاته ، تمنح العقيدة الانسان القوة والثبات وتؤسس بنيانه على مفاهيم التقوى التي تنتجها تلك العقيدة "أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من اسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم " والبنيان هنا يمكن تفسيره بأنه البنيان ليس فقط المادي ولكنه أيضا البنيان الروحي والنفسي والاجتماعي ، ولذلك كان الشرك أساس الانهيار والتفكك وأساس الانحراف والترهل في بنيان المجتمعات لأنها تعبد ارباب متفرقة من دون الله ، ومن هنا تفقد قدرة على الوحدة والقوة والتماسك التي تنتجها العقيدة التوحيدية التي جاء بها الاسلام لما تنطوي عليه من الحق في تعبيد الانسان ذاته لرب وإله واحد –- في كل شؤوون حياته :قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين
فمن مستلزمات العقيدة ولوازمها إذاً التعاون بمفهومه الشامل ،التعاون على البرى والتقوى وتأكيد هذه القيمة التي لا يمكن ان ينهض أي مجتمع بدون توافرها وبدون ان تصبح هي القيمة السائدة عمليا في المجتمع المسلم ، "وتعانوا على البر والتقوى ولا تعانوا على الاثم والعدوان " ولذلك فالعبادات في الاسلام جاءت لتنمية هذه القيمة والحث عليها وتحويلها في ضمير وسلوك المسلم الى قيمة ثابتة تنبئ عن حقيقة أن الصلاة مثلا لا يمكن ان تؤدي الى مجتمع متنافر ومتقاطع مع بعضه يرفض أن يمد العون لمن يستحقه ولمن يؤاخيه في العقيدة ولمن يؤدي الصلاة ، كما يؤديها ، إذا ان الصلاة كعبادة دائمة ومستمرة كل يوم هي رباط القوة في بنيان المجتمع المسلم وهي أساس تنمية الروابط فيما بينه وتجديدها وتجديد ضمير الفرد والمجتمع بحيث يبقى حيا موصولا ببعضه ولذلك ذم الله صنف من المصلين الذين لم تنتج الصلاة في ذواتهم القيمة التعاونية والترابطية القائمة على مد العون لبعضهم ولمن يحتاجه منهم خصوصا "ويل للمصلين للذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراؤون ويمنعون الماعون " .
وكان إفشاء السلام والابتسامة أيضا وسيلة فعالة لإنتاج المحبة والطمأنينة بين المجتمع المسلم ووسيلة فعالة لترسيخ قيم التواصل الفعال فحين يلقى المسلم أخاه المسلم بالسلام مبتسما يؤكد له أنه لا زال يحبه وان ثمة رابطة هي أقوى من أي ربطة غير رابطة هذا الدين هي من جعلت فمه يفتر عن ابتسامة هادئة صادقة يتدفق منها فيض السلام والمحبة فيقول له السلام عليكم ويمنحه أفقا واسعا بكونهم لازالوا قيد الاخاء وأن مودة الدين هي أقوى من كل مودة ومن كل الارتباطات المادية التي تنتهي بانتهاء أسبابها ومصالحها ،فتتحول إلى عدوات، قال رسول الله {أفلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ، افشوا السلام بينكم } "وقال :{لا يحقرن المرء من المعروف شيئا ولو ان يلقى أخاه بوجه طليق }.
فالمجتمع الذي تنبني علاقاته وفق مصالح مادية وارتباطات غير رباط العقيدة مجتمع قابل للتفكك والتناحر والتفسخ واضمحلالا قوته وبقاءه كريما قويا مصانا ولذلك قيل انه "عندما تنتهي المصالح تبدا الأحقاد" ، فالمصالح تنتهي والقيم باقية ، ولذلك يبقى المجتمع قوي متماسك ما تمسك بالقيم الباقية التي لا تنتهي.
كما أن غياب مبدأ التواصي ، يوهن الارتباطات ، وينتج غياب التناسق المعرفي ، وينشئ الخسران في رصيد الانسان الإيماني ، فكما أن تجاهل المسلم لأخيه المسلم يعين الشيطان عليه ، ويمثل إلقاء له في غيابة النسيان ، سبب في قليه ، ويؤدي الى تعطيل الفاعلية الحيوية في أداء دوره في خدمة دينه ،وصياغة تطلعاته مجتمعه المستقبلية .
ولذلك فمواجهة متغيرات العصر وتغيرات العصور ذاتها لا يمكن أن يكون بدون تفعيل قيمة التواصي على الحق والصبر كمهمة مستدامة تعمل على تعزيز عملية الثبات والتماسك الفردي والاجتماعي امام تلك المتغيرات وتحدياتها وما تفرزه حركة الصراع والتدافع من جديد في كافة المستويات من الفكر الى حاملاته وناقلاته وأدواته التكنولوجية المتطورة وأساليب عملها في توهين تماسك المجتمع وثباتها القيمي والعقائدي والاخلاقي.
فمن خصائص الحق الانسجام والتعاون والتآلف والتساند ، والوضوح ، والتماسك ، ولذلك فذوي الحق الذي لا يشوبه دخن تجدهم أقوياء ، متآخين ، كالبنيان يشد بعضه بعضا ، في حالة تقوية لبعضهم ، وتواص وتقوىً لله ، قوتهم في استمدادهم حياتهم ومقومات وجودهم من الحق –-.
الحلقة المفقودة في مسيرة الخير دائما هي ارتباطاته ببعضه أفرادا وجماعات شعوبا وحكومات ، إذ لا يمكن الاكتفاء المنفرد في مواجهة الشر ، لأن الشر يأتي بشكل منظم ومنتظم ، مزودا بخبرات كيدية تقنية وسحرية اعلامية وسياسية وغيرها ، ثم يوالف عملية الكيد ويخترع المكائد وأدواته ويجمعها ثم يأتي صفا ، "فأجمعوا كيدكم ، ثم اءتوا صفا ، وقد افلح اليوم من استعلى" والصف هنا يشير إلى معنى التنظيم والانتظام.
ولأنه ضعيف في تكوينه وحجته يلجأ الى الكيد ، ولأن المواجهة الكيدية ضعيفة يحتاج ذوها الى الوحدة والاجتماع كي ينتصروا..!! ولذلك فنحن أحق بالتوحد منهم ، فعقيدتنا توحيدية والتوحيد العقائدي يحتم الوحدة الاجتماعية الاخوية والتكاتف الشامل والتناصر والتناصح الذي يصحح مسيرة الامة المسلمة في سيرها نحو استعادة التوازن المفقود في عالم اليوم ،وخيريتها التي بها يتحقق السلام العالمي والأمن الدوليين :{وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا}
[TR]
[TD="class: alt1"]
بسم1
[/TD]
[/TR]
[/TABLE]
المجتمع المتماسك وليد العقيدة الصحيحة المتماسكة ، فالتماسك حالة بنيوية عميقة متجذرة في تكوين المجتمع الذي يؤمن بعقيدة حقيقية وراسخة قائمة على أسس قوية تؤسس وجوده باقتدار وتجعله محصنا من التفكك ويقاوم بفاعلية محاولات التفسخ ودخائل الافكار والعقائد التفكيكية المنحرفة التي تهدف الى توهينه وإهانته .
لذلك كانت عقيدة الاسلام التوحيدية "لا إله إلا الله " هي أساس القوة للمجتمع الذي يعتنقها ويعمل بمقتضاها ويؤدي دوره في الحياة على النحو الذي رسمته هذه العقيدة في مختلف مجالات الحياة العملية والواقعية.
البناء العقائدي دائما هو أسس الاساس لأي بناء اجتماعي حر وقوي وناهض ومتماسك يمتاز بالانسجام والسلاسة في معاملاته ، تمنح العقيدة الانسان القوة والثبات وتؤسس بنيانه على مفاهيم التقوى التي تنتجها تلك العقيدة "أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من اسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم " والبنيان هنا يمكن تفسيره بأنه البنيان ليس فقط المادي ولكنه أيضا البنيان الروحي والنفسي والاجتماعي ، ولذلك كان الشرك أساس الانهيار والتفكك وأساس الانحراف والترهل في بنيان المجتمعات لأنها تعبد ارباب متفرقة من دون الله ، ومن هنا تفقد قدرة على الوحدة والقوة والتماسك التي تنتجها العقيدة التوحيدية التي جاء بها الاسلام لما تنطوي عليه من الحق في تعبيد الانسان ذاته لرب وإله واحد –- في كل شؤوون حياته :قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين
فمن مستلزمات العقيدة ولوازمها إذاً التعاون بمفهومه الشامل ،التعاون على البرى والتقوى وتأكيد هذه القيمة التي لا يمكن ان ينهض أي مجتمع بدون توافرها وبدون ان تصبح هي القيمة السائدة عمليا في المجتمع المسلم ، "وتعانوا على البر والتقوى ولا تعانوا على الاثم والعدوان " ولذلك فالعبادات في الاسلام جاءت لتنمية هذه القيمة والحث عليها وتحويلها في ضمير وسلوك المسلم الى قيمة ثابتة تنبئ عن حقيقة أن الصلاة مثلا لا يمكن ان تؤدي الى مجتمع متنافر ومتقاطع مع بعضه يرفض أن يمد العون لمن يستحقه ولمن يؤاخيه في العقيدة ولمن يؤدي الصلاة ، كما يؤديها ، إذا ان الصلاة كعبادة دائمة ومستمرة كل يوم هي رباط القوة في بنيان المجتمع المسلم وهي أساس تنمية الروابط فيما بينه وتجديدها وتجديد ضمير الفرد والمجتمع بحيث يبقى حيا موصولا ببعضه ولذلك ذم الله صنف من المصلين الذين لم تنتج الصلاة في ذواتهم القيمة التعاونية والترابطية القائمة على مد العون لبعضهم ولمن يحتاجه منهم خصوصا "ويل للمصلين للذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراؤون ويمنعون الماعون " .
وكان إفشاء السلام والابتسامة أيضا وسيلة فعالة لإنتاج المحبة والطمأنينة بين المجتمع المسلم ووسيلة فعالة لترسيخ قيم التواصل الفعال فحين يلقى المسلم أخاه المسلم بالسلام مبتسما يؤكد له أنه لا زال يحبه وان ثمة رابطة هي أقوى من أي ربطة غير رابطة هذا الدين هي من جعلت فمه يفتر عن ابتسامة هادئة صادقة يتدفق منها فيض السلام والمحبة فيقول له السلام عليكم ويمنحه أفقا واسعا بكونهم لازالوا قيد الاخاء وأن مودة الدين هي أقوى من كل مودة ومن كل الارتباطات المادية التي تنتهي بانتهاء أسبابها ومصالحها ،فتتحول إلى عدوات، قال رسول الله {أفلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ، افشوا السلام بينكم } "وقال :{لا يحقرن المرء من المعروف شيئا ولو ان يلقى أخاه بوجه طليق }.
فالمجتمع الذي تنبني علاقاته وفق مصالح مادية وارتباطات غير رباط العقيدة مجتمع قابل للتفكك والتناحر والتفسخ واضمحلالا قوته وبقاءه كريما قويا مصانا ولذلك قيل انه "عندما تنتهي المصالح تبدا الأحقاد" ، فالمصالح تنتهي والقيم باقية ، ولذلك يبقى المجتمع قوي متماسك ما تمسك بالقيم الباقية التي لا تنتهي.
كما أن غياب مبدأ التواصي ، يوهن الارتباطات ، وينتج غياب التناسق المعرفي ، وينشئ الخسران في رصيد الانسان الإيماني ، فكما أن تجاهل المسلم لأخيه المسلم يعين الشيطان عليه ، ويمثل إلقاء له في غيابة النسيان ، سبب في قليه ، ويؤدي الى تعطيل الفاعلية الحيوية في أداء دوره في خدمة دينه ،وصياغة تطلعاته مجتمعه المستقبلية .
ولذلك فمواجهة متغيرات العصر وتغيرات العصور ذاتها لا يمكن أن يكون بدون تفعيل قيمة التواصي على الحق والصبر كمهمة مستدامة تعمل على تعزيز عملية الثبات والتماسك الفردي والاجتماعي امام تلك المتغيرات وتحدياتها وما تفرزه حركة الصراع والتدافع من جديد في كافة المستويات من الفكر الى حاملاته وناقلاته وأدواته التكنولوجية المتطورة وأساليب عملها في توهين تماسك المجتمع وثباتها القيمي والعقائدي والاخلاقي.
فمن خصائص الحق الانسجام والتعاون والتآلف والتساند ، والوضوح ، والتماسك ، ولذلك فذوي الحق الذي لا يشوبه دخن تجدهم أقوياء ، متآخين ، كالبنيان يشد بعضه بعضا ، في حالة تقوية لبعضهم ، وتواص وتقوىً لله ، قوتهم في استمدادهم حياتهم ومقومات وجودهم من الحق –-.
الحلقة المفقودة في مسيرة الخير دائما هي ارتباطاته ببعضه أفرادا وجماعات شعوبا وحكومات ، إذ لا يمكن الاكتفاء المنفرد في مواجهة الشر ، لأن الشر يأتي بشكل منظم ومنتظم ، مزودا بخبرات كيدية تقنية وسحرية اعلامية وسياسية وغيرها ، ثم يوالف عملية الكيد ويخترع المكائد وأدواته ويجمعها ثم يأتي صفا ، "فأجمعوا كيدكم ، ثم اءتوا صفا ، وقد افلح اليوم من استعلى" والصف هنا يشير إلى معنى التنظيم والانتظام.
ولأنه ضعيف في تكوينه وحجته يلجأ الى الكيد ، ولأن المواجهة الكيدية ضعيفة يحتاج ذوها الى الوحدة والاجتماع كي ينتصروا..!! ولذلك فنحن أحق بالتوحد منهم ، فعقيدتنا توحيدية والتوحيد العقائدي يحتم الوحدة الاجتماعية الاخوية والتكاتف الشامل والتناصر والتناصح الذي يصحح مسيرة الامة المسلمة في سيرها نحو استعادة التوازن المفقود في عالم اليوم ،وخيريتها التي بها يتحقق السلام العالمي والأمن الدوليين :{وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا}