كيف يمكن الجمع بين...؟

إنضم
07/04/2007
المشاركات
32
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
قوله تعالى ( يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ ۖ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا ۖ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ )109)
وقوله تعالى (يَا مُوسَىٰ لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (10)





وكذلك قوله تعالى ( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23)



أليس معنى التشابه هنا هو التشابه فى الإحكام والإتقان ؟

فكيف يمكن الجمع بين هذه الآية وقوله تعالى( مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106)

وجزاكم الله خيراً.
 
أخـي الكريم:
إنَّـمَـا يطلَـبُ الجمعُ عند مظنَّـة التعارضِ والتضـاد , وهذا ما لا يوجدُ -حسبَ ظنِّي- في الآيات التي ذكرتَـها , فليتك تتفضلُ بذكر وجه التضـاد الذي تريدُ بسببه الجمعَ بين الآيات.

وللفائدة وضرب المثل , نجدُ ما نظنُّـهُ تعارضاً في قول الله تعالى ( فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً) وبين قوله تعالى (وَلِسُلَيمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِى بِأَمْرِهِ ) فالريحُ الرُّخـاءُ ليست هيَ الريحَ العاصفَ وبينهما فرقٌ في قوةِ الهبوب , وهنـا يطلَـبُ الجمعُ لأن ظاهر الآيتين يوهمُ التعارضَ وإن كانت الحقيقةُ أن لا تعارض البتة.
وقسْ على ذلك في طلب الجمع.
 
مقصود الأخ بالسؤال غير ما فهمته أخي الكريم محمود

بل هو يقصد بأن الله تعالى لما مدح جميع آيات القرآن بكونها متشابهة في الإتقان والإحكام والحسن والبيان، فكيف يوصف بعضها بخير وأحسن من بعض في قوله تعالى: نأت بخير منها والفرض أن جميعها حسن متقن محكم؟؟

هذا ما توهمه السائل من التناقض.
وليس فيها من التناقض من شيء.
ولو أردت أخي محمود أن تتفضل بحل الوهم المذكور فلك ذلك.. ثم نذكر ما لأهل القرآن من التحقيق في هذا المقام.
 
جزاكما الله خيراً،
وهذا فعلاً ما أردت.
بالنسبة للجزء الأول :
قرأت أن الرسل لا يستطيعون الإجابة من فزعهم يوم القيامة، مع أن الله أخبر أنه لا يخاف لديه المرسلون.
بالنسبة للجزء الثانى :
كيف يصف الله تعالى بأن الآية الناسخة تكون خيراً من المنسوخة أو مثلها؟ مع أنه أخبر بأن جميع آيات القرأن متشابهة فى الإحكام والإتقان.
 
جزاك الله خيرا أخي أحمد ولو رجعت لكتب التفسير ما احتجت لهذا ، وربما قصدت من سؤالك المدارسة مع الزملاء الأفاضل
قال الرازي رحمه الله:
أما قوله تعالى: { نَأْتِ بِخَيْرٍ مّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا } ففيه قولان. أحدهما: أنه الأخف، والثاني: أنه الأصلح، وهذا أولى لأنه تعالى يصرف المكلف على مصالحه لا على ما هو أخف على طباعه. فإن قيل: لو كان الثاني أصلح من الأول لكان الأول ناقص الصلاح فكيف أمر الله به؟ قلنا: الأول أصلح من الثاني بالنسبة إلى الوقت الأول، والثاني بالعكس منه فزال السؤال. واعلم أن الناس استنبطوا من هذه الآية أكثر مسائل النسخ:
 
جزاكما الله خيراً،
وهذا فعلاً ما أردت.
بالنسبة للجزء الأول :
قرأت أن الرسل لا يستطيعون الإجابة من فزعهم يوم القيامة، مع أن الله أخبر أنه لا يخاف لديه المرسلون.
بالنسبة للجزء الثانى :
كيف يصف الله تعالى بأن الآية الناسخة تكون خيراً من المنسوخة أو مثلها؟ مع أنه أخبر بأن جميع آيات القرأن متشابهة فى الإحكام والإتقان.

شكر الله لك أيها الكريمُ هذا التوضيح.

أمَّـا الأولُ وهوقولُ من قالَ إنَّ مانعهُـمْ من الإجابة فزعُـهُـم من هول القيامـة فأُجيبَ عنهُ بأنَّـهُ مرجوحٌ , كما نصَّ عليه الطبريُّ وابنُ كثيرٍ والنَّحَّـاسُ وغيرُهُـمْ من المفسرينَ - رحم الله الجميع - مستدلينَ بأنَّ الله تعالى قال ( لا يحزنهم الفزعُ الأكبـرُ) وأنَّ الصحيحَ في ذلك أن مانعهُـم من الإجابةِ تأدبُـهُـمْ مع الله تعالى وحالُـهم لا علمَ لنا أمام علمك المحيط بكل شيء , فأنت علامُ الغيوبِ المطلعُ على بواطـن من أرسلتنا إليهم وظواهرهمْ.

وقيل: إن صحَّ كونُ المانع من الإجابةِ الفزعُ -وهو بعيدٌ - , فيُحمَـلُ على تخصيص أمنـِهم من أهوالِ ذلك اليومِ بساعة مجيء الملائكة بالنَّـار وفيـه أثرٌ يقول (إن النار لتقرب يوم القيامة لها زفير وشهيق حتى إذا أدنيت وقربت زفرت زفرة ما خلق الله من نبي ولا صديق ولا شهيد إلا وجثا لركبتيه ساقطا ، حتى يقول كل نبي وكل صديق وكل شهيد : اللهم لا أكلفك اليوم إلا نفسي ...) مع أنَّ هذه الروايةَ عن كعب الأحبار وهـي من الإسرائيليات , فـلا تصحُّ ولا يعارَضُ بها نصُّ القرآن الذي ذكَـر في غير موضعٍ عدم فزع الأنبياء يوم القيامة.

أمَّـا الثَّـاني : فأحسِبُ أنه متعلقٌ بالأحكـامِ الشرعية التكليفية التي يلحقُـها النَّسخُ , وعليه فنسخُ الحكـمِ الشرعي بحكمٍ آخـرَ أخفَّ منهُ أو مثلِـه , لا ينافي الإحكام والإتقـانَ , لسابـقِ علم الله تعالى بأنَّ مصلحـة الحكم المنسوخِ انقَـضـتْ وحين انقضائـها ينجزُ الله ما في علمـه السابقِ بإبدالِ الحُـكم بمثلهِ - المتضمن مصلحةً ليستْ في المنسوخِ - أو خيرٍ منهُ , كما نصَّ عليه الشيخ الشنقيطي رحمه الله عند تفسيره لآية (وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ) في تفسير أضواء البيان فقد تكلمَ في المسألة كلاماً قيماً ليتك ترجعُ إليه .
 
جزاكم الله خيرا..
ثمة ملاحظة جديرة بالتأمل، سيما للمتخصصين المدققين في تفاسير كبار العلماء.
جل التفاسير أو كلها ـ على الأقل التي بين أيدينا ـ حمل لفظ "الآية" في قوله تعالى (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ) على ذلك البعض من الكلمات التي تتركب منها السورة القرآنية التي تتضمن أحكاما أو غير ذلك.. لكن معنى "الآية" ليس محصورا في ذلك، بل قد ورد لفظ "الآية" في القرآن العظيم مرادا به معاني أخرى، فما الذي يجعلنا نجزم بأن المراد هو الآية التي تتركب منها السورة حتى تتفرع عليها تلك التفاسير ويتكلف لها حل الإشكالات؟؟ وما المراد على القول الأول بكلمة "ننسها" والآيات المنسوخة المرفوع حكمها محفوظة في الصدور متلوّة بالألسنة غير منسية؟؟ وهلا ختمت الآية بقوله تعالى: ألم تعلم أن الله عليم حكيم.. بناء على التفسيرات المذكورة؟؟ للـتأمل.
 
عودة
أعلى