ناصر عبد الغفور
Member
بسم الله الرحمن الرحيم
اختلف القراء في قوله تعالى من سورة البينة: ( أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ )،
يقول الإمام ابن الجزري رحمه الله في النشر في القراءات العشر:" وأما (البرية) وهو في لم يكن[SUP]([/SUP][1][SUP])[/SUP] (شر البرية، وخير البرية) فقرأهما نافع وابن ذكوان بهمزة مفتوحة بعد الياء[SUP]([/SUP][2][SUP])[/SUP]. وقرأ الباقون بغير همز مشددة الياء في الحرفين." اهـــــــــــــــــــــــــــــ.
إذا فنافع المدني رحمه الله تعالى همز (البرية) في الموضعيين.
وقد استغربت من كلام الإمام الطبري حيث ذكر أن العرب لا تهمز هذه الكلمة.
وهذا نص كلامه:" والعرب لا تهمز البرية، وبترك الهمز فيها قرأتها قراء الأمصار، غير شيء يُذكر عن نافع بن أبي نعيم، فإنه حكى بعضهم عنه أنه كان يهمزها[SUP]([/SUP][3][SUP])[/SUP]، وذهب بها إلى قول الله:( مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا ) [الحديد: 22] وأنها فعيلة من ذلك. وأما الذين لم يهمزوها، فإن لتركهم الهمز في ذلك وجهين: أحدهما أن يكونوا تركوا الهمز فيها، كما تركوه من الملك، وهو مفعل من ألك أو لأك....والآخر: أن يكونوا وجَّهوها إلى أنها فعيلة من البري وهو التراب. حكي عن العرب سماعا: بفيك البري، يعني به: التراب." اهــــــــــــــــــــــــــــــــ.
والأمر المستغرب من كلام الإمام الطبري هو قوله أن العرب لا تهمز (البرية)، ومعلوم أن القرآن نزل بلسان عربي كما أن الإمام نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم المدني أخذ القراءة عمن أخذ عن عبد الله بن عباس وأبي هريرة عن أبي بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إذا فهو قرأ بإحدى الأوجه التي قرأ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فهمز (البرية) ثابت عند العرب.
قد يقول قائل أنها وجه عند بعض القبائل قرأ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الجواب إن سلمنا بذلك فكل القبائل التي قد يكون القرآن ثبت في العرضة الأخيرة ببعض وجوه قراءاتهم كلها قبائل عربية.
ثم قد يظهر شيء من التناقض في كلام الإمام الطبري فقد قال-مبينا وجه قراءة نافع-:"وذهب بها إلى قول الله تعالى:( مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا ) [الحديد: 22] وأنها فعيلة من ذلك."اهـــــــــــــــــــــــــــــــــــ.
إذا ف(بريئة) فعيلة من (برأ) أي خلق، ومعلوم أن (برأ) كلمة عربية، فالأصل عربي وبالتالي فلابد أن يكون الفرع كذلك.
يقول ابن فارس رحمه الله في معجمه([4]):"(برأ) فأما الباء والراء والهمزة فأصلان إليهما ترجع فُروع الباب: أحدهما الخَلْق، يقال بَرَأَ الله الخلقَ يَبْرَؤُهم بَرْءَاً..." اهـــــــــ.
([1] ) وهي سورة البينة.
([2] ) البريئة.
([3] ) والأمر ليس مجرد حكاية بل هو الواقع فالهمز هو قراءة نافع كما ذكر ابن الجزري رحمه الله تعالى.
([4] ) معجم مقاييس اللغة.
كيف يقول الإمام الطبري أن العرب لا تهمز (البرية) ونافع قد همزها؟
اختلف القراء في قوله تعالى من سورة البينة: ( أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ )،
يقول الإمام ابن الجزري رحمه الله في النشر في القراءات العشر:" وأما (البرية) وهو في لم يكن[SUP]([/SUP][1][SUP])[/SUP] (شر البرية، وخير البرية) فقرأهما نافع وابن ذكوان بهمزة مفتوحة بعد الياء[SUP]([/SUP][2][SUP])[/SUP]. وقرأ الباقون بغير همز مشددة الياء في الحرفين." اهـــــــــــــــــــــــــــــ.
إذا فنافع المدني رحمه الله تعالى همز (البرية) في الموضعيين.
وقد استغربت من كلام الإمام الطبري حيث ذكر أن العرب لا تهمز هذه الكلمة.
وهذا نص كلامه:" والعرب لا تهمز البرية، وبترك الهمز فيها قرأتها قراء الأمصار، غير شيء يُذكر عن نافع بن أبي نعيم، فإنه حكى بعضهم عنه أنه كان يهمزها[SUP]([/SUP][3][SUP])[/SUP]، وذهب بها إلى قول الله:( مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا ) [الحديد: 22] وأنها فعيلة من ذلك. وأما الذين لم يهمزوها، فإن لتركهم الهمز في ذلك وجهين: أحدهما أن يكونوا تركوا الهمز فيها، كما تركوه من الملك، وهو مفعل من ألك أو لأك....والآخر: أن يكونوا وجَّهوها إلى أنها فعيلة من البري وهو التراب. حكي عن العرب سماعا: بفيك البري، يعني به: التراب." اهــــــــــــــــــــــــــــــــ.
والأمر المستغرب من كلام الإمام الطبري هو قوله أن العرب لا تهمز (البرية)، ومعلوم أن القرآن نزل بلسان عربي كما أن الإمام نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم المدني أخذ القراءة عمن أخذ عن عبد الله بن عباس وأبي هريرة عن أبي بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إذا فهو قرأ بإحدى الأوجه التي قرأ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فهمز (البرية) ثابت عند العرب.
قد يقول قائل أنها وجه عند بعض القبائل قرأ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الجواب إن سلمنا بذلك فكل القبائل التي قد يكون القرآن ثبت في العرضة الأخيرة ببعض وجوه قراءاتهم كلها قبائل عربية.
ثم قد يظهر شيء من التناقض في كلام الإمام الطبري فقد قال-مبينا وجه قراءة نافع-:"وذهب بها إلى قول الله تعالى:( مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا ) [الحديد: 22] وأنها فعيلة من ذلك."اهـــــــــــــــــــــــــــــــــــ.
إذا ف(بريئة) فعيلة من (برأ) أي خلق، ومعلوم أن (برأ) كلمة عربية، فالأصل عربي وبالتالي فلابد أن يكون الفرع كذلك.
يقول ابن فارس رحمه الله في معجمه([4]):"(برأ) فأما الباء والراء والهمزة فأصلان إليهما ترجع فُروع الباب: أحدهما الخَلْق، يقال بَرَأَ الله الخلقَ يَبْرَؤُهم بَرْءَاً..." اهـــــــــ.
([1] ) وهي سورة البينة.
([2] ) البريئة.
([3] ) والأمر ليس مجرد حكاية بل هو الواقع فالهمز هو قراءة نافع كما ذكر ابن الجزري رحمه الله تعالى.
([4] ) معجم مقاييس اللغة.