كيف يقول الإمام الطبري أن العرب لا تهمز (البرية) ونافع قد همزها؟

إنضم
12/01/2013
المشاركات
701
مستوى التفاعل
21
النقاط
18
العمر
52
الإقامة
مراكش-المغرب
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف يقول الإمام الطبري أن العرب لا تهمز (البرية) ونافع قد همزها؟


اختلف القراء في قوله تعالى من سورة البينة: ( أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ )،
يقول الإمام ابن الجزري رحمه الله في النشر في القراءات العشر:" وأما (البرية) وهو في لم يكن[SUP]([/SUP][1][SUP])[/SUP] (شر البرية، وخير البرية) فقرأهما نافع وابن ذكوان بهمزة مفتوحة بعد الياء[SUP]([/SUP][2][SUP])[/SUP]. وقرأ الباقون بغير همز مشددة الياء في الحرفين." اهـــــــــــــــــــــــــــــ.
إذا فنافع المدني رحمه الله تعالى همز (البرية) في الموضعيين.
وقد استغربت من كلام الإمام الطبري حيث ذكر أن العرب لا تهمز هذه الكلمة.
وهذا نص كلامه:" والعرب لا تهمز البرية، وبترك الهمز فيها قرأتها قراء الأمصار، غير شيء يُذكر عن نافع بن أبي نعيم، فإنه حكى بعضهم عنه أنه كان يهمزها[SUP]([/SUP][3][SUP])[/SUP]، وذهب بها إلى قول الله:( مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا ) [الحديد: 22] وأنها فعيلة من ذلك. وأما الذين لم يهمزوها، فإن لتركهم الهمز في ذلك وجهين: أحدهما أن يكونوا تركوا الهمز فيها، كما تركوه من الملك، وهو مفعل من ألك أو لأك....والآخر: أن يكونوا وجَّهوها إلى أنها فعيلة من البري وهو التراب. حكي عن العرب سماعا: بفيك البري، يعني به: التراب." اهــــــــــــــــــــــــــــــــ.
والأمر المستغرب من كلام الإمام الطبري هو قوله أن العرب لا تهمز (البرية)، ومعلوم أن القرآن نزل بلسان عربي كما أن الإمام نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم المدني أخذ القراءة عمن أخذ عن عبد الله بن عباس وأبي هريرة عن أبي بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إذا فهو قرأ بإحدى الأوجه التي قرأ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فهمز (البرية) ثابت عند العرب.
قد يقول قائل أنها وجه عند بعض القبائل قرأ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الجواب إن سلمنا بذلك فكل القبائل التي قد يكون القرآن ثبت في العرضة الأخيرة ببعض وجوه قراءاتهم كلها قبائل عربية.
ثم قد يظهر شيء من التناقض في كلام الإمام الطبري فقد قال-مبينا وجه قراءة نافع-:"وذهب بها إلى قول الله تعالى:( مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا ) [الحديد: 22] وأنها فعيلة من ذلك."اهـــــــــــــــــــــــــــــــــــ.
إذا ف(بريئة) فعيلة من (برأ) أي خلق، ومعلوم أن (برأ) كلمة عربية، فالأصل عربي وبالتالي فلابد أن يكون الفرع كذلك.
يقول ابن فارس رحمه الله في معجمه([4]):"(برأ) فأما الباء والراء والهمزة فأصلان إليهما ترجع فُروع الباب: أحدهما الخَلْق، يقال بَرَأَ الله الخلقَ يَبْرَؤُهم بَرْءَاً..." اهـــــــــ.

([1] ) وهي سورة البينة.

([2] ) البريئة.

([3] ) والأمر ليس مجرد حكاية بل هو الواقع فالهمز هو قراءة نافع كما ذكر ابن الجزري رحمه الله تعالى.

([4] ) معجم مقاييس اللغة.
 
السلام عليكم
البرية:
1- بشد الياء، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بالهمز، من «برأ» ، وهى قراءة الأعرج، وابن عامر، ونافع.
يقول إبن عادل ( 880 ه) في كتابه اللبلاب في علوم القرآن :
قوله: ﴿أولئك هُمْ شَرُّ البرية﴾ .
وقرأ نافع وابن ذكوان: «البريئة» بالهمز في الحرفين، والباقون: بياء مشددة.
واختلف في ذلك الهمز، فقيل: هو الأصل من برأ الله الخلق، ابتدأه واخترعه، قال تعالى: ﴿مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَآ﴾ [الحديد: 22] ، فهي فعيلة بمعنى مفعولة، وإنما خففت والتزم تخفيفها عند عامة العرب.
وقد تقدم أن العرب التزمت غالباً تخفيف ألفاظ منها: النبي، والجاثية، والذرية.
قال القرطبي: «وتشديد الياء عوض من الهمزة» .
وقيل: «البريَّة» دون همز مشتقة من «البرى» وهو التراب، فهي أصل بنفسها، والقراءتان مختلفتا الأصل متّفقتا المعنى. إلا أن عطية ضعف هذا، فقال: «وهذا الاشتقاق يجعل الهمز خطأ، وهو اشتقاق غير مُرْض» انتهى.
يعني أنه إذا قيل: إنها مشتقة من «البرى» وهو التراب، فمن أين تجيء الهمزة في القراءة الأخرى.
قال شهاب الدين: «هذا غير لازم، لأنهما قراءتان مشتقتان، لكل منهما أصل مستقل، فتلك من» برأ» ، أي: خلق، وهذه من «البرى» لأنهم خلقوا منه، والمعني بالقراءتين شيء واحد وهو جميع الخلق، ولا يلتفت إلى من ضعف الهمز من النحاة لثبوته متواتراً» .
قال القشيريُّ: «ومن قال: البرية من البرى، وهو التراب، قال: لا تدخل الملائكة تحت هذه اللفظة» .
وقيل: البرية: من بريت القلم، أي قدرته، فتدخل فيه الملائكة، ولكنه قول ضعيف؛ لأنه يجب فيه تخطئةُ من همز.
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

عفوا أخي أحمد لم تجب عن السؤال المطروح، فلعلك ترجع إلى منشوري لتتأمل الإشكال المطروح بخصوص كلام الإمام الطبري رحمه الله تعالى.
 
أخي أظن أن جوابي لم يكن واضح لأنني إكتفيت بما قاله إبن عادل (( وإنما خففت والتزم تخفيفها عند عامة العرب. وقد تقدم أن العرب التزمت غالباً تخفيف ألفاظ منها: النبي، والجاثية، والذرية )) .
لذالك فالطبري لم ينكر الهمز على من همزها بل هو يقصد أن غالبية العرب تميل إلى ترك الهمز من باب التخفيف .
وقد أعطى وجهين لمن ترك الهمز فيها أحدهما من باب التخفيف .
 
بارك الله فيك أخي.
لكن الإمام ابن جرير رحمه الله تعالى قال باللفظ:"والعرب لا تهمز البرية"، ولا شك أن الألف واللام هنا أراد بها الإستغراق.
ثم إنه أخبر عن قراءة الإمام نافع رحمه الله تعالى بعبارة فيها شيء من التمريض إن صح التعبير-على طريقة أهل المصطلح-.
فجوابك أخي يحمل على تأويل لكلام الإمام الطبري رحمه الله تعالى وأنه لم يقصد كل العرب بل غالبهم، وإلا فإن الإمام نافع لم يقرأ بالهمز من كيسه بل الهمز ثابت عند بعض العرب أو قبائل العرب فالقرآن عربي نزل بلسان العرب.
وجزاك الله خيرا أخي الكريم.
 
يقصد بالعرب من تكلم باللغة العربية من أهل المدن والأمصار أما أهل القرى والبدو فيطلق عليهم الأعراب وإن تحدثو باللغة العربية الفصحى ، لذالك إستغراق كلمة العرب لا يعني أنه يشمل كل لغات القبائل العربية .
والقرآن الكريم نزل بالهمز وبدون همز وهو دليل على أنهما كلتاهما من العربية الفصحى .
أنصحك بمراجعة كتاب تاريخ آداب العرب لمصطفى صادق الرافعي رحمـة الله عليه للمزيد .
 
عودة
أعلى