كيف يزداد الإيمان بتدبر القرآن ؟

إنضم
03/09/2008
المشاركات
389
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله .
أما بعد :

قال الآجري رحمه الله تعالى :
" ومن تدبر كلامه عرف الرب عز وجل، وعرف عظيم سلطانه وقدرته ، وعرف عظيم تفضله على المؤمنين ، وعرف ما عليه من فرض عبادته فألزم نفسه الواجب ، فحذر مما حذره مولاه الكريم ، ورغب فيما رغبه فيه ، ومن كانت هذه صفته عند تلاوته للقرآن وعند استماعه من غيره ، كان القرآن له شفاء فاستغنى بلا مال ، وعز بلا عشيرة ، وأنس بما يستوحش منه غيره ، وكان همه عند التلاوة للسورة إذا افتتحها متى أتعظ بما أتلو ؟
ولم يكن مراده متى أختم السورة ؟
وإنما مراده متى أعقل عن الله الخطاب ؟
متى أزدجر ؟
متى أعتبر ؟
لأن تلاوته للقرآن عبادة ، والعبادة لا تكون بغفلة ، والله الموفق لذلك " أهــ

يقول ابن القيم رحمه الله تعالى :
" فلو علم الناس مافى قراءة القرآن بالتدبر لاشتغلوا بها عن كل ما سواها فإذا قرأه بتفكر حتى مر بآية وهو محتاج إليها فى شفاء قلبه كررها ولو مائة مرة ، فقراءة آية بتدبر وتفهم خير من قراءة ختمة بغير تدبر وتفهم " أهــ
وقال ابن القيم :
" إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه والق سمعك واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه اليه فانه خاطب منه لك " أهــ

قال الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله تعالى:
"واعلم أن قوة الدين وكمال الإيمان واليقين لا يحصلان إلا بكثرة قراءة القرآن واستماعه، مع التدبر بنية الاهتداء به والعمل به والعمل بأمره ونهيه، فالإيمان الإذعاني الصحيح يزداد ويقوى وينمي ويترتب عليه آثاره من الأعمال الصالحة وترك المعاصي والفساد بقدر تدبر القرآن، وينقص ويضعف على هذه النسبة من ترك تدبره.
وما آمن أكثر العرب إلا بسماعه وفهمه، ولا فتحوا الأقطار ومصّروا الأمصار واتسع عمرانهم وعظُم سلطانهم إلا بتأثير هدايته، وما كان الجاحدون المعاندون من زعماء مكة يجاهدون النبي صلى الله عليه وسلم ويصدونه عن تبليغ دعوة ربه إلا بمنعه من قراءة القرآن على الناس {وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون} وما ضَعُفَ الإسلام منذ القرون الوسطى حتى زال أكثر ملكه إلا بهجر: تدبر القرآن، وتلاوته، والعمل به. " أهــ

نصوص مستفادة من كتاب:
أسباب زيادة الإيمان ونقصانه ، لعبدالرزاق البدر .

 
أختي الكريمة/ " أم عبد الله الجزائرية" : بارك الله فيك وسدّد خطاك..ورحم الله العلامة ابن باديس إذ قال عند تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً }:
" قلوبنا معرضة لخطرات الوساوس، بل للأوهام والشكوك، فالذي يثبتها ويدفع عنها الاضطراب ويربطها باليقين هو القرآن العظيم...إلى أن قال: وقلوبنا معرَّضة للضعف عن القيام بأعباء التكاليف وما نحن مطالبون به من الأعمال، والذي يجدد لنا فيها القوة ويبعث فيها الهمة هو القرآن العظيم. فحاجتنا إلى تجديد تلاوته وتدبره أكيدة جداً لتقوية قلوبنا باليقين وبالعلم وبالهمة والنشاط للقيام بالعمل".اهـ
 
عودة
أعلى