كيف يتبع دلالة الإشارة ما لا يحتاج إلى استنباط ؟

إنضم
03/09/2008
المشاركات
389
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى ، والصلاة والسلام على نبينا محمد .
أما بعد :

منذ مدة قرأت في الملتقى مثالا يخص الفسير الإشاري ، وهو كيف أن ابن عباس رضي الله عنه استنبط من سورة النصرما يشير إلى اقتراب انتقال النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى .
والمثال يدل على أن التفسير الإشاري يحتاج إلى نوع من الاستنباط ولا يظهر بسهولة ، إلا أني وجدت مثالا يدرجه بعض أهل العلم تحت هذا النوع من التفسير ، وهو قوله تعالى :
((( وَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ )))
وحكم المسألة ظاهر جلي ، وقد ذكر أهل العلم أن هذه الآية تدل بطريق الإشارة إلى تحريم ضرب الوالدين ، إلا أن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، فلا يستطيع المسلم أن يعتدي حتى على غير والديه بالضرب ، قال تعالى :
((( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا )))
من يخفض جناح الذل كيف له أن يضرب ؟
كيف تكون إشارة ، وكل هذه الأدلة الواضحة تحيط بها ؟
جزاكم الله خيرا .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى ، والصلاة والسلام على نبينا محمد .
أما بعد :

منذ مدة قرأت في الملتقى مثالا يخص الفسير الإشاري ، وهو كيف أن ابن عباس رضي الله عنه استنبط من سورة النصرما يشير إلى اقتراب انتقال النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى .
والمثال يدل على أن التفسير الإشاري يحتاج إلى نوع من الاستنباط ولا يظهر بسهولة ، إلا أني وجدت مثالا يدرجه بعض أهل العلم تحت هذا النوع من التفسير ، وهو قوله تعالى :
((( وَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ )))
وحكم المسألة ظاهر جلي ، وقد ذكر أهل العلم أن هذه الآية تدل بطريق الإشارة إلى تحريم ضرب الوالدين ، إلا أن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، فلا يستطيع المسلم أن يعتدي حتى على غير والديه بالضرب ، قال تعالى :
((( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا )))
من يخفض جناح الذل كيف له أن يضرب ؟
كيف تكون إشارة ، وكل هذه الأدلة الواضحة تحيط بها ؟
جزاكم الله خيرا .
هذا ليس إشارة
وإنما هو التنبيه بالأدنى على ما هو أعلى منه
ويسميه بعضهم إلحاق المسكوت عنه بالمنطوق به لعدم الفارق بينهما.
 
ب
ابن عباس رضي الله عنه استنبط من سورة النصرما يشير إلى اقتراب انتقال النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى .
والمثال يدل على أن التفسير الإشاري يحتاج إلى نوع من الاستنباط ولا يظهر بسهولة ،
المثال يشير الى أن التفسير الإشاري هو الإستنباط بعينه وليس جزء منه.
 
أمثلة أخرى على التفسير الإشاري
والسماء ذات الرجع (11)
( والرجع هو إعادة الشيء إلى ما كان عليه قبلا ، ويراد به هنا المطر لأنه يعاد إلى الأرض من السماء ) .
( وهذه إشارة إلى أن المطر ينشأ مما يتصاعد من الأرض من بخار ) .
{إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي} قال القرطبي: لم يقل مني ، وهذه إشارة إلى أنه كان ابن امرأته من زوج آخر .
 
أمثلة أخرى على التفسير الإشاري
والسماء ذات الرجع (11)
( والرجع هو إعادة الشيء إلى ما كان عليه قبلا ، ويراد به هنا المطر لأنه يعاد إلى الأرض من السماء ) .
( وهذه إشارة إلى أن المطر ينشأ مما يتصاعد من الأرض من بخار ) .
{إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي} قال القرطبي: لم يقل مني ، وهذه إشارة إلى أنه كان ابن امرأته من زوج آخر .
أخي تيسير:
هل ترى أن هذا القول للقرطبي رحمه الله يصح ؟
 
أخي تيسير:
هل ترى أن هذا القول للقرطبي رحمه الله يصح ؟
أخي الفاضل
أنا فقط أتيت بمثل على التفسير الإشاري بغض النظر عن قبول هذه المسألة بالذات .ولكن قول العلماء أن ولد نوح من صلبه هو أرجح الأقوال في المسألة. والله أعلم.
 
هذا ليس إشارة
وإنما هو التنبيه بالأدنى على ما هو أعلى منه
ويسميه بعضهم إلحاق المسكوت عنه بالمنطوق به لعدم الفارق بينهما.

جزاك الله خيرا ، لذلك يضع بعض أهل العلم هذا المثال في أمثلة " المفهوم "
مثال :
وهي: ( ما دل عليه اللفظ لا في محل النطق ) وذلك بأن يكون حكماً لغير المذكور وحالاً من أحواله
ومثال مفهوم الموافقة: فَهْمُ تحريمِ الضَّرْبِ من قوله: ( فلا تقل لهما أف ) [ الإسراء: 23 ]، حيث عُلِمَ من حال التأفيف ـ وهو في محل النطق ـ حالُ الضرب ـ وهو غير محل النطق ـ مع الاتفاق في إثبات الحرمة فيهما."
ولكن ابن الحاجب يرى أن دلالة الإشارة تتبع المنطوق :
وَجَعَلَ ابْنُ الْحَاجِبِ دَلَالَةَ الْإِشَارَةِ أَنْ لَا يَقْصِدَ وَهُوَ فِي مَحَلِّ النُّطْقِ
وَانْتَصَرَ الْأَصْفَهَانِيُّ لِابْنِ الْحَاجِبِ بِأَنْ فَسَّرَ الْمَنْطُوقَ بِمَا دَلَّ عَلَيْهِ اللَّفْظُ فِي مَحَلِّ النُّطْقِ" أهـ
مع أن بعض أهل العلم يجعل دلالة الإشارة تابعة للمفهوم كما فهمت والله أعلم.

 
أمثلة أخرى على التفسير الإشاري
والسماء ذات الرجع (11)
( والرجع هو إعادة الشيء إلى ما كان عليه قبلا ، ويراد به هنا المطر لأنه يعاد إلى الأرض من السماء ) .
( وهذه إشارة إلى أن المطر ينشأ مما يتصاعد من الأرض من بخار ) .
{إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي} قال القرطبي: لم يقل مني ، وهذه إشارة إلى أنه كان ابن امرأته من زوج آخر .

جزاك الله خيرا
يظهر من الأمثلة الاحتياج إلى الاستنباط ، وعدم وجود أدلة أخرى تعضد المستنبط أو تخالفه ، والمقصود المثال الأول ، مما يجعلني أظن أن دلالة الإشارة ، بعيدة عن القياس ، والله أعلم.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
أثناء قراءتي في ما يخص هذا الموضوع ، انتبهت لما سطره أهل العلم فيما يخص التفسير الإشاري الصوفي ، وأقصد النوع الذي أقره أهل العلم ، وهو الذي يكون من قبيل الاعتبار والقياس ، فرأيت أن التفسير الإشاري الصوفي لا يتبع التفسير الإشاري والذي يتقيد بالأصول المرعية من قبل أهل العلم ، وما سبق عن دلالة الإشارة خير مثال ، فيصح أن نقول عن ما يقومنون به أنه من قبيل الاقتباس من القرآن الكريم ، إلا أني ومن خلال تتبعي للأمثلة التي أوردها أهل العلم لاقتباساتهم لم أجد أنهم وفقوا في القياس ، وكدت أن أقول إن هذا الأمر لا خطام له ولا زمام ، إلا أني تذكرت موضوعا سطرته في هذا الملتقى ، قدم فيه أحد المعاصرين وعضا بإحسانه الاقتباس من القرآن الكريم ، وهو موضوع :
استدل بهذه الآية ليعلل عدم خوفه على انتاجه العلمي من السرقة .
http://vb.tafsir.net/showthread.php?t=22280
وقد رأيت أن الاقتباس من القرآن قد يشمل التفسير الإشاري ، لكن الاقتباس الذي يحوي القياس لا يمكن أن يعتبر من التفسير الإشاري ، وهذا خلال اطلاعي على كتاب الاقتباس من القرآن الكريم للثعالبي .
هذا والله أعلم وأحكم ، ولا يمكن أن يستغني المؤمن عن اخونه فلا تبخلوا بالنصح والتوجيه ، يا أيها الكرام . جزاكم الله خيرا .
 
للفائدة :
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى :
" فَإِنَّ الْمَعَانِيَ : تَنْقَسِمُ إلَى حَقٍّ وَبَاطِلٍ . فَالْبَاطِلُ : لَا يَجُوزُ أَنْ يُفَسَّرَ بِهِ كَلَامُ اللَّهِ . وَالْحَقُّ : إنْ كَانَ هُوَ الَّذِي دَلَّ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ فُسِّرَ بِهِ وَإِلَّا فَلَيْسَ كُلُّ مَعْنًى صَحِيحٍ يُفَسَّرُ بِهِ اللَّفْظُ لِمُجَرَّدِ مُنَاسَبَةٍ كَالْمُنَاسِبَةِ الَّتِي [ بَيْنَ ] الرُّؤْيَا وَالتَّعْبِيرِ " أهـ
فلا بد أن تكون هناك مناسبة بين الرؤيا والتعبير ، فإذا رأى الرائي الخشب : يعبر بالنفاق ، لقوله عز وجل :
[ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ ] .
ونرى أن معبر الرؤيا لا يخرج عن ما دل عليه ظاهر اللفظ ، فالآية الكريمة كانت تتحدث عن المنافقين ، أما بعض التفسير الإشاري الصوفي نرى فيه البعد الشاسع المدى بين معنى الآية وما دل عليه ظاهر اللفظ ، وما دل عليه القرآن ، ومثال ذلك تفسيرهم لقوله تعالى :
( ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ) [ ص: 42 ] بما يلي :
قال القرطبي : " استدل بعض جهال المتزهدة وطغام الصوفية بقوله تعالى لأيوب ( أركض برجلك ) على جواز الرقص ، وهذا استنباط باطل ؛ لأنه مخالف لما جاء به الشرع من تحريم الرقص ." والله أعلم .
 
عودة
أعلى