كيف وصل الحال بيعقوب عليه السلام إلى ما وصل إليه...؟​

إنضم
12/01/2013
المشاركات
701
مستوى التفاعل
21
النقاط
18
العمر
52
الإقامة
مراكش-المغرب
بسم الله الرحمن الرحيم

كيف وصل الحال بيعقوب عليه السلام إلى ما وصل إليه...؟


تأملت في قصة يعقوب عليه السلام وما جرى له من الأذى بسبب فقده ليوسف عليه السلام مدة من الزمان، فتساءلت في نفسي سؤالا قد يراه البعض غريبا ولا أراه كذلك.
وقبل ذكر السؤال، أقول وبالله التوفيق: يعقوب عليه السلام كان نبيا إذا فكان يوحى إليه، وقد أخبره ابنه يوسف عليه السلام بتلك الرؤيا المباركة فبشره بكل خير، ومعلوم أن رؤيا الأنبياء حق، يقول تعالى:" إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4) قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (5) وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (6)"-يوسف-.

فتأمل قوله عليه السلام:"وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ"، لترى كيف أن يعقوب عليه السلام علم أن من وراء تلك الرؤيا الخير العظيم الذي سيلحق ابنه يوسف عليه السلام وتتم به النعمة عليه وعلى آل يعقوب أجمعين.
وسؤالي هنا: إذا كان الأمر كذلك من أن يعقوب كان على يقين من ربه أن عاقبة يوسف عليه السلام ستكون عاقبة خير وسيمكن له ويرفع الله قدره ويعلي شأنه، فلماذا وصل به الأمر عند فقده ليوسف عليه السلام إلى درج كبيرة من الحزن والأسى والبكاء الطويل مما أدى إلى فقد بصره أو ضعفه الشديد-على خلاف بين أهل العلم في تأويل قوله تعالى:" وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ".

أليس هو القائل لبنيه لما جاء البشير وارتد بصيرا:{ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ }؟

وقد رأيت بدلا من إبداء ما ظهر لي أن أفتح باب النقاش للأخوة والأخوات أولا، والله المستعان .
 
(Untitled)

قد يكون لسببين :
السبب الأول: الفراق يورث الحزن ، فيعقوب ع ل يه السلا م حتى و لو كان يعلم أن ابنه سيكون بخير ، فإن فراقه يحزنه خصوصا إذا كان يرى في منامه أن ابنه يوسف عليه السلام يمر بأوقات عصيبة ...
السبب الثاني : هو أن يعقوب عليه السلام قد أخطأ و هو يعلم بخطأه و يحزنه أن خطأه هو سبب ما حصل لإبنه يوسف عليه السلام..
و الله أعلم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما ذكرته أختي بهجة جيد، بارك الله فيك.
لكن أليس إبراهيم الخليل عليه السلام ابتلي بفراق من يحب، ولم يكن الأمر مقتصرا على ابنه بل ابنه إسماعيل وزوجته هاجر عليهما السلام، حيث وضعهما بأرض فلاة ليس فيها إنس ولا شجر ولا ماء ولا أثر لبشر، كما قال سبحانه حكاية عنه:"رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ".
ولم يحصل له بسبب ذلك الفراق من الحزن ما حصل ليعقوب عليه السلام، بحسب ما قص الله علينا.
قد يقول قائل، في كلامي تعريض بأفضلية الخليل على يعقوب عليهما السلام، والجواب أن هذا أمر مسلم به، فقد قال تعالى:"تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ".
والحاصل أن ما حدث ليعقوب عليه السلام من الغم والهم والأسى بسبب فراق ابنه كان أمرا مقدورا، ولعل شدة تعلقه بيوسف عليه السلام وقوة حبه له مع طول المدة وبعد الديار بل وجهله بهذه الديار (فيما يظهر والله أعلم) أدى به لتلك الحال مع يقينه بحسن المآل.
والعلم عند الكبير المتعال.
 
عودة
أعلى