مقاتل بن سليمان في التفسير شأنه شأن الكلبي بل هو أخف منه يُنقل عنه التفسير ولا يحتج به
فهو عند أهل الحديث متروك الحديث متهم بالكذب
وله عناية واشتغال بالتفسير ولأجل تقدمه (ت:150هـ) وتصنيفه في التفسير واشتهار تفسيره في ذلك الوقت نقل عنه التفسير
ودرج من لم يشترط الصحة في رواية التفسير من العلماء على نقل بعض أقواله في التفسير
وفي بعض ما نقل عنه ما أجاد فيه وأفاد واتضح منه ملكته التفسيرية
إذ في التفسير مسائل تحتاج إلى حسن فهم وتحرير وهذا الأمر - في بعض المسائل- لا يتوقف على الرواية
وفي بعض ما نقل عنه ما ينتقد وليس هذا بقليل في تفسيره
وتفسيره المطبوع هو برواية عبد الخالق بن الحسن بن أبي روبا (356هـ)
وقد أدخل فيه أشياء ليست لمقاتل رواها بالإسناد من غير طريقه وفيها موضوعات
فينبغي أن يتفطن لذلك طالب العلم
مقاتل بن سليمان (ت:150). رجل كذاب أصله من بلخ وانتقل إلى البصرة ثم دخل بغداد وحدث بها وكان فصيح اللسان مشهوراً بتفسير كتاب الله. أخذ التفسير -كما يدعي- عن مجاهد بن جبر والضحاك وابن السائب الكلبي.
قال ابن المبارك (ت:181) عن تفسير مقاتل: «ما أحسنه من تفسير لو كان فيه "حدثنا"». وقال: «يا له من علم لو كان له إسناد». وقال الشافعي: «من أحب التفسير فعليه بمقاتل». وقال كذلك: «من أراد أن يتبحر في تفسير القرآن فهو عيال على مقاتل بن سليمان». وقال مقاتل بن حبان: «ما وجدت علم مقاتل بن سليمان إلا كالبحر». وقال مكي بن إبراهيم عن يحيى بن شبل: قال لي عباد بن كثير: ما يمنعك من مقاتل؟ قلت: إن أهل بلادنا كرهوه. فقال: «لا تكرهه، فما بقي أحد أعلم بكتاب الله تعالى منه». وقال القاسم بن أحمد الصفار: قلت لإبراهيم الحربي: ما بال الناس يطعنون على مقاتل؟ قال: «حسداً منهم له». وكان يقص في الجامع فوقعت العصبية بينه وبين جهم، فوضع كل واحد منهما كتاباً على الآخر ينقض عليه. وقال محمد بن سماعة عن أبي يوسف عن أبي حنيفة: «أفرط جهم في النفي حتى قال إنه ليس بشيء، وأفرط مقاتل في الاِثبات حتى جعل الله تعالى مثل خلقه». وقال حماد بن أبي حنيفة: «هو أعلم بالتفسير من الكلبي». وقال نعيم بن حماد: رأيت عند ابن عيينة كتاباً لمقاتل فقلت: يا أبا محمد تروي لمقاتل في التفسير! قال: «لا، ولكن أستدل به وأستعين». وقال أحمد بن حنبل: «كان له علم بالقرآن». وقال ابن المبارك : «ما أحسن تفسيره لو كان ثقة». وقال محمد الذهبي في "الإسرائيليات" (ص90): «تفسير مقاتل يحوي من الإسرائيليات والخرافات وضلالات المشبهة والمجسمة ما ينكره الشرع ولا يقبله العقل». وقال ابن حبان في "المجروحين" (3|14): «كان يأخذ عن اليهود والنصارى علم القرآن الذي يوافق كتبهم، وكان شبهيا يشبه الرب بالمخلوقين. وكان يكذب مع ذلك في الحديث». والأقوال فيه أكثر من أن نحصيها هنا.
وروى تفسير مقاتل هذا عنه أبو عِصْمَة نُوحُ ابن أبي مريم الجامع، وقد نسبوه إلى الكذب. ورواه أيضاً عن مقاتل: هذيلُ بن حبيب، وهو ضعيف لكنه أصلح حالاً من أبي عصمة.
تنبيه: مقاتل بن سليمان البلخي هو غير مقاتل بن حيان البلخي. وهذا الثاني هو ثقة صالح، روى عن مجاهد والضحاك وعكرمة وقتادة. روى تفسيره محمد بن مزاحم العامري (صدوق)، عن بكير بن معروف (فيه لين)، عنه.
قال الأستاذ الذهبي في "التفسير والمفسرون" (1|119): «إن هذا التفسير الموضوع، لو نظرنا إليه من ناحيته الذاتية، بغض النظر عن ناحيته الإسنادية، لوجدنا أنه لا يخلو من قيمته العلمية. لأنه مهما كثر الوضع في التفسير، فإن الوضع ينصب على الرواية نفسها. أما التفسير في حد ذاته، فليس دائماً أمراً خيالياً بعيداً عن الآية. وإنما هو -في كثير من الأحيان- نتيجة اجتهاد علمي له قيمته. فمثلاً من يضع في التفسير شيئاً، وينسبه إلى عليّ أو ابن عباس، لا يضعه على أنه مجرد قول يلقيه على عواهنه، وإنما هو رأي له، واجتهاد منه في تفسير الآية، بناء على تفكيره الشخصي. وكثيراً ما يكون صحيحاً. غاية الأمر أنه أراد لرأيه رواجاً وقبولاً، فنسبه إلى مَن نُسب إليه من الصحابة. ثم إن هذا التفسير المنسوب إلى عليّ أو ابن عباس، لم يفقد شيئاً من قيمته العلمية غالباً، وإنما الشيء الذي لا قيمة له فيه هو نسبته إلى علي أو ابن عباس. فالموضوع من التفسير -والحق يقال- لم يكن مجرد خيال أو وهم خُلق خلقاً. بل له أساس ما، يهمّ الناظر في التفسير درسه وبحثه، وله قيمته الذاتية وإن لم يكن له قيمته الإسنادية».
لا زال الاشكال قائما حول تساؤل الاستاذ نضال؟
اللهم الا ان كان من قبيل التفريق بين ما يقال في الرجل وبين وما ينقل عنه ، وهذه بحد ذاتها تحتاج الى بسط كبير وواسع في البحث فيها لحل هذا الاشكال بين المتقدمين انفسهم !!!