ناصر عبد الغفور
Member
بسم1
[FONT="]بسم الله الرحمن الرحيم
[/FONT]
[FONT="]كنت أقرأ في سورة الزخرف فوصلت إلى قوله تعالى:" وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36)" ، [/FONT][FONT="]فتذكرت قول النبي صلى الله عليه و سلم:" ما منكم من أحد إلا و قد وكل به قرينه من الجن و قرينه من الملائكة قالوا : و إياك ؟ قال : و إياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير ." رواه مسلم و غيره.[/FONT][FONT="]
فتساءلت كيف التوفيق بين الآية و هذا الحديث، [/FONT][FONT="]فالآية تدل بمنطوقها على أن من يعش عن ذكر الرحمن سبحانه و يعرض عن كتابه و هديه يقيض الله له قرينا من الشياطين يأزه إلى المعاصي أزا، كما قال السعدي رحمه الله تعالى:" يخبر تعالى عن عقوبته البليغة، لمن أعرض عن ذكره، فقال: { وَمَنْ يَعْشُ } أي: يعرض ويصد { عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ } الذي هو القرآن العظيم، الذي هو أعظم رحمة رحم بها الرحمن عباده، فمن قبلها، فقد قبل خير المواهب، وفاز بأعظم المطالب والرغائب، ومن أعرض عنها وردها، فقد خاب وخسر خسارة لا يسعد بعدها أبدا، وقيَّض له الرحمن شيطانا مريدا، يقارنه ويصاحبه، ويعده ويمنيه، ويؤزه إلى المعاصي أزا.." اهــــ.
[/FONT][FONT="]و الآية تدل بمفهومها على أن من لم يعرض عن ذكر الله و كتابه و اتبع هداه فلن يقيض له هذا القرين، [/FONT][FONT="]و معلوم أن دلالة مفهوم المخالفة معتبرة و هو قول جمهور الأصوليين خلافا للأحناف.
[/FONT][FONT="]إذن فمن أسلم و اتبع كتاب الله تعالى لم يكن له قرين من الجن أو الشياطين و سلم من شره.
[/FONT][FONT="]لكن الحديث يدل بظاهره على خلاف هذا، فقوله صلى الله عليه و سلم:" ما منكم من أحد .." يفيد العموم أي أن كل إنسان قد وكل به قرين من الجن، و لا يمكن أن نقصر الخطاب على الصحابة رضي الله عنهم بل كلامه صلى الله عليه سلم عام لكل من صح توجيه الخطاب إليه لأنه المشرع صلى الله عليه و سلم المبلغ لوحي ربه المرسل للناس كافة.[/FONT][FONT="]
كما لا يصح أن نحمل قوله صلى الله عليه و سلم :" قرينه من الجن" على مؤمني الجن بدليل قوله صلى الله عليه و سلم :" و قرينه من الملائكة" و قوله في تتمة الحديث:" و إياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير"، فكل هذا يدل على أن المراد بالجن هنا الشياطين.
[/FONT][FONT="]يقول الإمام النووي رحمه الله تعالى في شرحه:" فأسلم برفع الميم وفتحها وهما روايتان مشهورتان فمن رفع قال معناه أسلم أنا من شره وفتنتة ومن فتح قال ان القرين أسلم من الاسلام وصار مؤمنا لايأمرنى إلا بخير واختلفوا فى الأرجح منهما فقال الخطابى الصحيح المختار الرفع ورجح [/FONT][FONT="]القاضي عياض الفتح وهو المختار لقوله صلى الله عليه و سلم فلا يأمرنى الا بخير واختلفوا على رواية الفتح قيل أسلم بمعنى استسلم وانقاد وقد جاء هكذا فى غير صحيح مسلم فاستسلم وقيل معناه صار مسلما مؤمنا وهذا هو الظاهر قال القاضي واعلم أن الأمة مجتمعة على عصمة النبى صلى الله عليه و سلم من الشيطان فى جسمه وخاطره ولسانه وفى هذا الحديث اشارة إلى التحذير من فتنة القرين ووسوسته وإغوائه فأعلمنا بأنه معنا لنحترز منه بحسب الامكان." اهـــــ.[/FONT][FONT="]
فالآية تدل بمفهومها على أن من لم يعرض عن ذكر الله و يعش عن كتابه لم يكن له قرين و سلم من شره، و الحديث يدل بمنطوقه على أن كل إنسان كيفما كان وكل به قرينه من الجن.[/FONT][FONT="]
و معلوم أنه لا تعارض في الحقيقة بين كتاب الله تعالى و سنة نبيه صلى الله عليه و سلم لأن الكل وحي من عند الله تعالى، كما قال تعالى :" و ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى".[/FONT][FONT="]
فكيف إذن نجمع بين هذين النصين؟
[/FONT][FONT="]فهل يمكن الجمع بأن نقول أن قرين من يعش عن ذكر الله تعالى و يعرض عن دينه و كتابه يكون أشد وسوسة و أكثر أزا، بخلاف غيره؟
[/FONT][FONT="]أم أن الشيطان الذي يقيض لمن يعش عن ذكر الله تعالى يكون غير قرينه الموكل به؟[/FONT]
[FONT="]بسم الله الرحمن الرحيم
[/FONT]
[FONT="]كيف نوفق بين هذه الآية و هذا الحديث؟[/FONT]
[FONT="]كنت أقرأ في سورة الزخرف فوصلت إلى قوله تعالى:" وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36)" ، [/FONT][FONT="]فتذكرت قول النبي صلى الله عليه و سلم:" ما منكم من أحد إلا و قد وكل به قرينه من الجن و قرينه من الملائكة قالوا : و إياك ؟ قال : و إياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير ." رواه مسلم و غيره.[/FONT][FONT="]
فتساءلت كيف التوفيق بين الآية و هذا الحديث، [/FONT][FONT="]فالآية تدل بمنطوقها على أن من يعش عن ذكر الرحمن سبحانه و يعرض عن كتابه و هديه يقيض الله له قرينا من الشياطين يأزه إلى المعاصي أزا، كما قال السعدي رحمه الله تعالى:" يخبر تعالى عن عقوبته البليغة، لمن أعرض عن ذكره، فقال: { وَمَنْ يَعْشُ } أي: يعرض ويصد { عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ } الذي هو القرآن العظيم، الذي هو أعظم رحمة رحم بها الرحمن عباده، فمن قبلها، فقد قبل خير المواهب، وفاز بأعظم المطالب والرغائب، ومن أعرض عنها وردها، فقد خاب وخسر خسارة لا يسعد بعدها أبدا، وقيَّض له الرحمن شيطانا مريدا، يقارنه ويصاحبه، ويعده ويمنيه، ويؤزه إلى المعاصي أزا.." اهــــ.
[/FONT][FONT="]و الآية تدل بمفهومها على أن من لم يعرض عن ذكر الله و كتابه و اتبع هداه فلن يقيض له هذا القرين، [/FONT][FONT="]و معلوم أن دلالة مفهوم المخالفة معتبرة و هو قول جمهور الأصوليين خلافا للأحناف.
[/FONT][FONT="]إذن فمن أسلم و اتبع كتاب الله تعالى لم يكن له قرين من الجن أو الشياطين و سلم من شره.
[/FONT][FONT="]لكن الحديث يدل بظاهره على خلاف هذا، فقوله صلى الله عليه و سلم:" ما منكم من أحد .." يفيد العموم أي أن كل إنسان قد وكل به قرين من الجن، و لا يمكن أن نقصر الخطاب على الصحابة رضي الله عنهم بل كلامه صلى الله عليه سلم عام لكل من صح توجيه الخطاب إليه لأنه المشرع صلى الله عليه و سلم المبلغ لوحي ربه المرسل للناس كافة.[/FONT][FONT="]
كما لا يصح أن نحمل قوله صلى الله عليه و سلم :" قرينه من الجن" على مؤمني الجن بدليل قوله صلى الله عليه و سلم :" و قرينه من الملائكة" و قوله في تتمة الحديث:" و إياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير"، فكل هذا يدل على أن المراد بالجن هنا الشياطين.
[/FONT][FONT="]يقول الإمام النووي رحمه الله تعالى في شرحه:" فأسلم برفع الميم وفتحها وهما روايتان مشهورتان فمن رفع قال معناه أسلم أنا من شره وفتنتة ومن فتح قال ان القرين أسلم من الاسلام وصار مؤمنا لايأمرنى إلا بخير واختلفوا فى الأرجح منهما فقال الخطابى الصحيح المختار الرفع ورجح [/FONT][FONT="]القاضي عياض الفتح وهو المختار لقوله صلى الله عليه و سلم فلا يأمرنى الا بخير واختلفوا على رواية الفتح قيل أسلم بمعنى استسلم وانقاد وقد جاء هكذا فى غير صحيح مسلم فاستسلم وقيل معناه صار مسلما مؤمنا وهذا هو الظاهر قال القاضي واعلم أن الأمة مجتمعة على عصمة النبى صلى الله عليه و سلم من الشيطان فى جسمه وخاطره ولسانه وفى هذا الحديث اشارة إلى التحذير من فتنة القرين ووسوسته وإغوائه فأعلمنا بأنه معنا لنحترز منه بحسب الامكان." اهـــــ.[/FONT][FONT="]
فالآية تدل بمفهومها على أن من لم يعرض عن ذكر الله و يعش عن كتابه لم يكن له قرين و سلم من شره، و الحديث يدل بمنطوقه على أن كل إنسان كيفما كان وكل به قرينه من الجن.[/FONT][FONT="]
و معلوم أنه لا تعارض في الحقيقة بين كتاب الله تعالى و سنة نبيه صلى الله عليه و سلم لأن الكل وحي من عند الله تعالى، كما قال تعالى :" و ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى".[/FONT][FONT="]
فكيف إذن نجمع بين هذين النصين؟
[/FONT][FONT="]فهل يمكن الجمع بأن نقول أن قرين من يعش عن ذكر الله تعالى و يعرض عن دينه و كتابه يكون أشد وسوسة و أكثر أزا، بخلاف غيره؟
[/FONT][FONT="]أم أن الشيطان الذي يقيض لمن يعش عن ذكر الله تعالى يكون غير قرينه الموكل به؟[/FONT]